الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||
| |||||||||
هل هناك صداقة مثل هذه فى زماننا هذا بسم الله الرحمن الرحيم ورقةصغيرة كُتبت بخطٍ غير واضح ، تمكنت من قراءتها بصعوبة بالغة ... مكتوب بها فضيلة الشيخ : هل لديك قصة عن أصحاب أو أخوان ؟؟؟!... أثابك الله ... كانت صيغة السؤال غير واضحة ، والخط غير جيد... سألت صديقي : ماذا يقصد بهذا السؤال ؟ وضعتها جانباً ، بعد أن قررت عدم قراءتها على الشيخ ... ومضى الشيخ يتحدث في محاضرته والوقت يمضي ... أذن المؤذن لصلاة العشاء ... توقفت المحاضرة ، وبعد الآذان عاد الشيخ يشرح للحاضرين ، طريقة تغسيل وتكفين الميت عملياً ... وبعدها قمنا لآداء صلاة العشاء ... وأثناء ذلك أعطيت أوراق الأسئلة للشيخ ومنحته تلك الورقة التي قررت أن استبعدها ، ظننت أن المحاضرة قد انتهت ... وبعد الصلاة طلب الحضور من الشيخ أن يجيب على الأسئلة ... عاد يتحدث وعاد الناس يستمعون ... ومضى السؤال الأول والثاني والثالث ... هممت بالخروج ، استوقفني صوت الشيخ وهويقرأ السؤال ... قلت : لن يجيب فالسؤال غير واضح ... لكن الشيخ صمت لحظة ثم عاد يتحدث ... (( جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة من أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع ... وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ... ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلابالله ... هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً ... بكاؤه أفقدني التركيز، هتفت به بالشاب ... - إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذاالبكاء وهذا النحيب - نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي ... سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه ... - إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم ... - كبرنا وكبرت العلاقةبيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلةالثانوية ثم الجامعة معاً ... التحقنا بعمل واحد ... تزوجنا أختين ،وسكنا في شقتين متقابلتين ... رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن ... عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي ... اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة ... نذهب سوياً ونعود سوياً ... واليوم ... توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ... - يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا؟؟ ... خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما .. أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ... أنتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله ... لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة ... راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ... أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه ... وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة ... أما الشاب فقد أحاط به أقاربه ... فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً ... وعند القبروقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه ... سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو ... اف الجميع ... عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لايعلمه إلاالله، وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها ، الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته ... نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه ... تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ... يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ... يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ،يمسك بيده ، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء ... انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ... رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟ - عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ،وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ،رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ... - إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه معرفيقه في الجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم فيظلي يوم لاظل إلا ظلي ... قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ... توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ... لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً ... قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل ... أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد ، يالها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ،وجمعت القبور بينهما أمواتاً ... خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما : اللهم أغفرلهما وأرحمهما ، اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...)) انتهى الشيخ من الحديث ، وأنا واقف قد أصابني الذهول ، وتملكتني الدهشة ، لا إله إلاالله، سبحان الله ، وحمدت الله أن الورقة وصلت للشيخ وسمعت هذه القصة المثيرة ،والتي لو حدثني بها أحد لما صدقتها ... وأخذت ادعو لهما بالرحمةوالمغفرة المصدر: منتدى همسات الغلا ig ikh; w]hrm leg i`i tn .lhkkh i`h .lhkkh w]hrm td il i`h i`i |
26-04-2015, 07:31 PM | #2 |
| إبداع فرض كلماته على الصفحات السحرية تسلم أناملك لك أجمل الورد و أجزل الشكر |
مرر الماوس اللهم أدخل عبدك عبد الله بن عبد العزيز الجنه بدون حساب. |
26-04-2015, 09:00 PM | #3 |
| سلمت أنآملك ع القصه الرائعة .. الله يعطيك العافيه ولا تحرمنا جديدك ل أنفآسك بآقة ورد |
وحدك يالله تدرك عمق ما أشعر به فكن معي دائما _ _ _ _ يبقى الكتمان مريح رغم انه مؤذي داخليا _ _ _ _ اشعر بخيبه مثل ذالك السجين الذي سمحوا له بالزياره مرا واحد في السنه ولم يأتي احد لزيارته |
27-04-2015, 10:19 PM | #4 |
| لآجَديِد غٌير التَآلقْ بآلطرْحَ وآنتَقآءْ الأفضًل دوٌماً آشكَر ذآئْقتك اللتِي طآلمَا أمتعَتتنْآ بآعَذبْ العبَآرآتُ وأرْقهُا لا’حرْمنَآ الله هكْذا جًمآلْ |
- بشعّور عميق : يارب راحهّ من كُل شي .. |
28-04-2015, 12:33 AM | #5 |
| دام التألق ... ودام عطاء نبضك كل الشكر لهذا الإبداع لك مني كل التقدير ...!! |
الجوري ربي يحفظك ياعمري |
04-05-2015, 10:23 AM | #6 |
| القصة في قمة الروعه والجمال الله يعطيك الصحة والعافية تسلم الايادي مميزه ومبدعه باانتظار جديدك بكل الشوق وحترامي |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مثل , زماننا , صداقة , في , هم , هذا , هذه , هناك |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صداقة غريبة بين ثعلب وقطة | نــدى | (همســـات الصور ) | 17 | 03-12-2014 11:54 PM |
صداقة على سفينة الحياة | حبي الاكيد | ( همســـــات العام ) | 38 | 09-04-2014 12:36 AM |
ليه الأمانة بالقلوب في زماننا تحتضر ..! | الحمادي 511 | (همســــات المقال و الخواطر والنثر ) منقول | 10 | 08-09-2013 10:26 PM |