اسعد الله صباحكم
بالأمس ذكرت لكم اول طائفة عارضة عقيدة التثليث والصليب
واليوم سـ أذكر لكم طائفة اخره لها بصمة تاريخية في الديانة المسيحية
الاريوسية
تنسب هذه الطائفة الى الاسقف " اريوس " وهو من اصل ليبي
ويعد صاحب اشهر ثورة على الثالوث كونه ذا مكانة دينية رفيعة فقد كان اسقف الكنيسة القبطية
اعلن " اريوس " ثورته عام 323 م
بعد ما اعلن الامبراطور قسطنطين ان الثالوث ركن من اركان الديانة المسيحية
فاعترض " اريوس " على ان يكون المسيح هو الاله
مؤكد انه بشر .. وان الله هو الرب الاوحد
لذلك سميو هو اتباعه بـ " الموحدين "
وكان يلقب اريوس عند علماء المسلمين بـ " عبدالله ابن اريوس "
تضامناً على جهوده والمناضله في الدين المسيحي
فلقد احدث اعتراض " اريوس " على الوهية المسيح ربكة في المجتمع على الصعيد الديني والسياسي
مما ادى الى ظهور مؤيدين ومعارضين له
وهذا ما كانت تخشاه الإمبراطورية البيزنطية كونه يسارع في شرذمة الكيان الواحد
ويعرضه للانهيار
مما اضطر الامبراطور قسطنطين بالتدخل السريع وعقد اجتماع في عام 325م
فكان الاجتماع ضد " اريوس " واتباعه ..
فما كان منهم الا طردهم هو واتباعه وتلقيبهم بـ اسم " الفرقة الضالة "
وتم وضع قانون جديد بـ اسم " قانون الايمان " وهو القانون الذي اعتمد عقيدة التثليث
بشكل رسمي , وتم طرد المعارضين له
بعد طرد " اريوس " لم يقف عن نشر دعوته , فقد انتشرت ووصلت الى سورية , وفلسطين
والاردن , والعراق , بل واستطاع تحويل اسبانيا الى الاريوسية بقيادة الكاهن " اوفيلا" ووصلت ايضاً الى الحبشة , وكان حاكم الحبشة " النجاشي " نصرانياً اريوسياً
وهذا ما جعل المسلمين في عهد الرسول يفضلون الهجرة للحبشة لان حاكمها كان موحداً
كون الاريوسية اقرب للديانة الاسلامية في التوحيد فقد تعرضت هذه الديانة للاضطهاد في تاريخها والتشرد لمجرد انكارها وكفرها للثالوث
فقد كان لاضطهاده اهتمام من قبل المسلمين ابتداء من الرسول محمد عليه الصلاة والسلام
فقد وقف مع هذه الفرقة حين كانوا الملوك والاباطرة يعرضونهم للعبودية والتعذيب
فيذكر الدين الاسلامي قصة رسالة الرسول الى هرقل انه كتب فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد عبدالله ورسوله . الى هرقل عظيم الروم
سلام على من اتبع الهوى . اما بعد . فإني ادعوك بدعاية الاسلام . اسلم تسلم . واسلم يؤتك الله اجرك مرتين . فإن توليت فعليك إثم الاريوسيين " قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا ارباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون "
هنا ادرك الرسول في قوله " الاريوسيين " ان اكثر الذين يعيشون تحت امبراطورية هرقل
هم من الاريوسيين الموحدين . ولذلك حمله مسؤولية الاثم الذي يترتب عليه اذا هو لم يسلم
لان عدم اسلامه سيحول دون اسلام رعيته من المؤلفة قلوبهم من الاريوسيين
.
هكذا انتهت من ذكر طائفة الاريوسية ... لاحقاً سـ اتحدث عن الطائفة الثالثه وهي " النساطرة "