ضلَّ وذهب متحِّيراً

مدخل
تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ
و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ
كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ
و لكن لا يدومُ له وفاءُ

الحياة رحلة قصيره نسير فى دروبها ونتوه فى ضلَّ وذهب متحِّيراً كثيراً
ويملأُنا الأمل أحياناً ويتسرب إلينا اليأس من قسوة القلوب أحياناً وتتوالى الهموم وتصل أحزاننا إلي أعلى عنان السماء ونعود إلي أنفسنا لِمحاولة ترتيب أوراق حياتنا ونُلملم أشتات أروحنا وآنين الجرح يصرخ في داخلنا وفي لحظة صدق مع النفس نتوقف قليلاً آملين أن تعود السكينة إلى أروحنا نُعاتب أنفسنا كثيراً ونتسائل لمِا الحزن إصطفانا ولما الجرح مازال ينزف ومتى يتوقف نزيفه محطات كثيره مررنا بها فى الحياة جعلتنا نتقابل مع أشخاص توسمنا فيهم الطيبة توسمنا فيهم النية الصافية والوفاء توسمنا فيهم الصداقة الخالية من أى مصالح توسمنا فيهم الأخوة والمحبة في الله ولكن أحببناهم بصدق فتحنا لهم الأبواب على مصراعيها فتحنا لهم قلوبنا قبل عقولنا إنتشت بهم أروحنا أسكناهم بداخلنا أصبحوا كَمجرى الدم فى شراينا قبل أن يشتاقوا لنا نتواجد نسابق الريح لنصل لهم إذا تألموا أصابنا الحزن والهم هم رفاق الحياة تشاركنا الأفراح وتقسامنا الهموم والأحزان وكان الغدر على وفائنا منهم مؤلم والجرح أقوى من قدرتنا على إلإحتمال تأسرنا الكلمات وتختنق بداخلنا العبارت ولاَ نملك سوى الدموع نذرف سيل من الدموع وتحترق بداخلنا أشياء كثيره ونتذكر مافعلناه معهم ومافعلوه معنا وكيف نكروا وجحدوا عطائنا لهم نجهل فى أحيان كثيره عندما يشتد بنا الألم ويجتاحنا الحزن إلي اين نذهب ولمن نأمن نعلم أننا الخاسرون فى معركة الخيانة ونعلم أيضا انهم لاَ يستحقون كلمة عتاب أو لحظة نتذكر فيها أيامهم الخادعه كانوا في يوماً ما أصدقائنا أصحاب الوجوه المتعدده والأقنعة الزائفه وأخيراً نحمد الله أنهم ظهروا على حقيقتُهم وسقط القناع وبدت لنا وجهوهم القبيحة وما أبشعها وما أبشعهم نُقلب فى دفاتر الماضي لِنرى صفحاتنا معم كانت ناصعة البياض ولكن لوثوها بسواد قلوبهم ونعود ونتسائل من المخطىء هل طيبتنا معهم جريمة تستحق كل هذا العقاب وهل وفائنا ذنب لنحاسب عليه وهل مبدأنا وأخلاقنا خطيئة تستحق المغفره كم خجلنا كثيراً من أنفسنا ونحن نختلق لهم الأعذار ونُدين أنفسنا من أجلهم فقط لكى يكون هم الأجمل حتى لو شوهنا أنفسنا ولكن كل مانعلمه أن الوحشه سكنت بداخلنا ولم يبقي لنا سوى أن نودع أيام الخداع ونُلملم أشتات أروحنا المجروحه ليتوقف نزيف الجرح هم من زرعوا اليأس لاَ نُحن هم من جعلوا أروحنا تأنُ هم من أسعدهم شقائنا هم من أفرحهم حزننا حقارتهم أسقطوها علينا وحقدهم الدفين أدمي قلوبنا توهموا أنهم سلبوا من أروحنا أى بصيص أمل فى الحياة وكآن الحياة بِأكملها سَتتوقف عليهم آه لو يعلموا أن طعنتهم الغادرة أعادت للقلب الحياة آه من قسوة قلوبهم صفاء قلوبنا سَيُنير حتماً عتمة أسكنوها بِداخلنا ودوام الحال من المحال وكما تُدين تدان فالأيام فانيه والحياة أقصر بكثير من لحظات الحزن.



ولكن ستظل الحياة محطات ودورب نمشيها وبقدر ما نتألم نتعلم والخير
باقٍ ورفقاء الخير ما أكثرها والمحبة مازلت تسكُن قلوب المتحابين في الله
وندعوا الله أن يرزقنا الصحبة الصالحة والمحبة الخالصة لوجه الكريم .
فَ يارب ألف بين القلوب المتحابه وأجمعهم على دروب الخير والسعادة
والحب والإخاء واللهم اصرف عنا السوء بما شئت
وكيف شئت انك على كل شي قدير برحمتك يا أرحم الراحمين


بِقلمي .. عامر الجنيبي ... كساب