.
عندكم كنا صغاراً نشاهد الرسوم المتحركة او القصص المصورة التي تصور لنا إبليس كمخلوق شرير يشتعل ناراً ممسكاً بشوكته الحديدية وله انياب حاده وقرنين في راسة
متمثلة كشخص عدو يصنع المشاكل والشر بين البشر
وعندما كبرنا مازالت الصورة عالقة في اذهاننا ..
فمن منا لم يسأل نفسه عن الشيطان وماهيته الحقيقية !!
ولماذا الله خلقة وهو يعلم بانه سـ يعصيه !!
وما الحكمة من أن يجعله مخلداً ليومنا هذا !!
الشيطان هو العدو الاوحد لنا .. فمن حقنا ان نعرف هذه العدو حق المعرفة
وكما يقول المثل : اعرف عدوك
لكي نفهمه ,, ونتصدى لمخططاتة والحكمة والفائده
إبليس : تعني / المطرود .. قال تعالى " أخذنهم بغتة فإذا هم مبلسون "
مبلسون : أي المطرودون من الرحمه
لم يكن اسم إبليس هو اسمه الحقيقي .. لانه بالسابق كان صالحاً مطيع للرحمن فمن غير المعقول يكون اسمه المطرود وهو من جعله الله في مرتبة الملائكة
يقال ان اسمه الحقيقي هو " عزازيل "
ولكنه سمي إبليس بعد حادثة التعالي عن السجود لادم والتي طرد على اثرها اثارت شخصية إبليس الجدل عن ماهيتة !! هل هو ملاك ام من الجن !!
فقالوا انه من الجن استناداً على قولة تعالى :
" إلا إبليس كان من الجنّ ففسق عن امر ربه " وقالوا انه من الملائكة استناداً على قولة تعالى :
" وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا إبليس "
وقطع الشك بالقين انه من الجن .. حيث ذكرت النصوص انه مخلوق من النار
بينما الملائكة من النور ..
وايضاً بانه قد عصى امر الله بينما الملائكة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون
فما حدث هو ان الله اكرمه وضمه الى صفوف الملائكه تشريفاً له
حين كان صالحاً ولكن يأبى الشيطان الا ان يكون شيطاناً
ما سبب غرور الشيطان ورفضه السجود لادم !!
خلق الله الملائكة من نور بينما خلق الشيطان من نار
والنار تعتبر عنصراً اقوى من النور
فالنار هي التي يشع منها النور , أي ان النار هي الاصل
بينما النور هو نتيجة تابعة لهذا الاصل
فلو كانت الملائكة قد خلقت من العنصر الاقوى لما استطاع إبليس ان يتفاخر بخلقتة واصله امامهم
ولكن لانه يعلم بان الله خلقة من العنصر الاقوى بين الحاضرين التفت الى ذالك
واستكبر ليخط اول سطر في تاريخ العنصرية
" أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "
لماذا خلق الله ابليس وهو يعلم انه سـ يعصيه !!
مما شك فيه ان هذا الامر هو شان الهي ولله في خلقة شؤون
لكن هناك حكمة ربانية
إن من الحكمة الله علينا ان خلق لنا الاضداد ..
فالشيء لا يمكن معرفتة الا بمعرفة نقيضه
فالنور لا يُعرف الا بالظلام
والخير لا يُعرف الا بالشر
والشبع الا يُعرف الا بالجوع
والصحة لا تُعرف الا بالمرض
والله لا يُعرف الا بالشيطان
فالانسان لابد ان يميز بين الشر والخير
لذالك خلق الشيطان ليكون بوابه للانسان حتى يعرف بذالك طريق الله وطريق الحق
فلولا اكل ادم وحواء من الشجرة التي حُرم عليهم اكلها
لما عرفوا معنى الخير والشر
قد اخرج من هذه الدرس امرين اجدهم اقرب للفائده :
الامر الاول /
عندما استجاب الله دعوة ابليس وهو الخلود بالحياة حتى تقوم الساعه
حين قال " رب فأنظرني الى يوم يبعثون "
فرد الله قائلاً " فإنك من المنظرين "
هنا تتجلى صورة واضحة لطلب ابليس ودعائه لخالقه
بان يطيل عمره وايضاً اجابة واضحه من الله لهذا الدعاء
والفائده المرجوه هنا :
ان الله للجميع
و لا يحق لاحد مصادرة حق أي مخلوق مهما بلغ عصيانه وطغيانه في مناجاة ربه او دعائه
فطالما الله استجابه دعوة ابليس
فليس هناك أي شخص بمعزل عن الدعاء والاجابة
وان لا نكف ايدي الدعوات وان عظم سيئاتنا
الامر الثاني /
وهي العنصرية .. التي بسببها طرد ابليس من رحمة الله
كانت اول حاله للعنصريه التي شهدها الكون
العنصرية التي غلبت على مجتمعاتنا .. وما عدنا نتحدث الا بها
اصبحنا طوائف واقوام .. مع اننا خُلقنا من نفس الطين
ولم نتميز عن بعض ..
لم نكن كـ ابليس مخلوق فنفردنا بخلقتنا
ولم نكن كـ الملائكة لنعظم شأننا !!
لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى
اختكم / حلم