21-01-2015, 12:09 PM
|
|
من السنن المهجورة - التضلع - بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. وبعد
نورد فيما يلي ُ .. من سنن المصطفى عليھ أفضل السلام وأتم التسليم .. وهي التضلع بماء زمزم .
1التضـــلـع من ماء زمزم معناه شدة الارتواء منه، ومعناه أن تشرب وتشرب وتكثر من الشرب منه وأصله أن يشرب حتى يمتلئ جوفه ويصل إلى أضلاعه !
ولا يضرك ذلك أبدا إن شاء الله تعالى خلافا للمياه الأخرى، وذلك لمعنى جعله الله تعالى فيه، والمسلم يفعل ذلك تمسكا بالسنة، أما المنافق الذي في قلبه مرض فيأبى ذلك خوفا من الضرر، مساويا بينه وبين المياه الأخرى التي قد يضر التضلع منها، لأنه لا يثق بما روي عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من الإرشاد إلى التضلع من ماء زمزم ، وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن في ماء زمزم شفاء، ولا يعني ذلك بحال أنه شفاء لكل مرض أو داء، بل قد يكون شفاء لبعض الأمراض، ولذلك فإن على المسلم أن يشرب من ماء زمزم على نية الشفاء من أي مرض فيه، ثم عليه أن يستشفي بالأدوية والوصفات الطبية، فإذا وافق مرضه الشفاء بماء زمزم لم يضره الدواء الآخر، وإذا لم يوافق زمزم مرضه كان في الدواء الآخر الشفاء إن شاء الله تعالى .
- معنى تضلع في معجم المعاني الجامع
التضلع لغة /
تَضَلَّعَ ( فعل ):
تضلَّعَ في / تضلَّعَ من يتضلَّع ، تضلُّعًا ، فهو مُتضلِّع ، والمفعول مُتضلَّع فيه
تضَلَّعَ : امتلأَ شِبَعًا أَو رِيًّا
تَضَلَّع من العلومِ ونحوها
تضلَّع في العلم / تضلَّع من العِلْم : تمكَّن وترسَّخ فيه ، نال حظًّا وافرًا منه تضلَّع في التَّاريخ ،
تَضَلُّع ( اسم ):
مصدر تَضَلَّعَ
التَّضَلُّعُ مِنَ العُلُومِ : التَّشَبُّعُ بِهَا وَالتَّعَمُّقُ
لَمْ يَتَوَقَّفْ عَنِ الأَكْلِ إِلاَّ بَعْدَ تَضَلُّعٍ : بَعْدَ امْتِلاَءٍ وَتَشَبُّعٍ
- معنى التضلع اصطلاحاً : امتلأ شبعًا وريًّا حتى بلغ الماء أضلاعه؛ وفي الحديث: ( فشرب حتى تضلع ) أَي: أَكثر من الشرب حتـى تمدَّد جنبه وأَضلاعه .
- ماورد في التضلع :
وقد نص فقهاء المذاهب الاربعة على استحباب الاكثار من شرب ماء زمزم والتضلع منه مستدلين :
١- عن ابن عباس رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ان اية ما بيننا وبين المنافقين انهم لا يتضلعون من زمزم)) أخرجه ابن ماجة في سننه :2/1017 .
٢- وعن ابن عباس رضي عنهما ، انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق )) أخبار مكة للازرقي 2/52 ، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير :3/ 283 .
٣- يروي الأمام الترمذي عن والده أنه قال : (دخلت الطواف في ليلة ظلماء فأخذني من البول ما شغلني ، فجعلت أعتصر - أي أقاوم خروجه - حتى أذاني وخفت إن خرجت من المسجد أن أطأ بعض الأقدام وذلك أيام الحج ، فذكرت هذا الحديث - أي ماء زمزم لما شرب له - فدخلت زمزم فتضلعت منه فذهب عني إلى الصباح ) .
٤- أخرج بن ماجة عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ قَالَ مِنْ زَمْزَمَ قَالَ فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي قَالَ وَكَيْفَ : قَالَ : إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا وَتَضَلَّعْ مِنْهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : "إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ " .
٥- وحكى الدينوري عن الحميدي قال : كنا عند سفيان بن عيينة فحدثنا بحديث ماء زمزم لما شُرب له ، فقام رجل من المجلس ثم عاد فقال : يا أبا محمد : أليس الحديث الذي حدثتنا في ماء زمزم صحيحاً ؟ قال : نعم . قال الرجل : فإني شربت الآن دلواً من زمزم على أنك تحدثني بمائة حديث ، فقال سفيان : اقعد فقعد ، فحدّثه بمائة حديث .
٦- وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" ماء زمزم لما شرب له ، إن شربته لعطش رَوِيت ، وإن شربته لجوع شبعت ، حتى إن بعض العلماء أخذ من عموم هذا الحديث أن الإنسان إذا كان مريضا وشربه للشفاء شفي ، وإذا كان كثير النسيان وشربه للحفظ صار حفظا ، وإذا شربه لأي غرض ينفعه " انتهى
"شرح رياض الصالحين" (ص 862)
٧- قال شيخ الإسلام رحمه الله :" وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، وَيَتَضَلَّعَ مِنْهُ ، وَيَدْعُوَ عِنْدَ شُرْبِهِ بِمَا شَاءَ مِنْ الْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ " انتهى
"مجموع الفتاوى" (26 / 144) .
٨- وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " يستحب للحاج الشرب من ماء زمزم والتضلع منه ، والدعاء بما تيسر من الدعاء النافع ، وماء زمزم لما شرب له " انتهى
"التحقيق والإيضاح" (ص 63) ، وينظر : "الباب المفتوح" ، لابن عثيمين (75 / 13) .
- عندما تضلعوا من زمزم :
إليك هذه المواقف العطرة لتعلم لأي شيء كانوا يشربون زمزم لما بلغهم خبر نبيهم صلى الله عليه وسلم : ((زمزم ولما شرب له))، فتحلق مع أناس ارتأوا العلى، واستشرفوا مراقي المجد، بهمة الطامح للنهل من علوم الشريعة، والراجي النجاة يوم البعث والنشور، مع جرعة ماء تجري إلى أجوافهم، يرسلون دعوات تنم عن قلوب محترقة تسأل من ربها أن يكرمها بخير خيري الدنيا، وأن يؤمنها ظمأها يوم عطشها في عرصات القيامة.
لقد كان بعض السلف الصالح يرجون بشرب زمزم جمع شتات العلم، ولم متفرقه:
- قال السيوطي: حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال: "شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ"، فبلغها وزاد عليه " (١)
- ويقول الذهبي: "وأنا شربته مرة وأنا في بداية طلب الحديث، وسألت الله أن يرزقني حالة الذهبي في حفظ الحديث، ثم حججت بعد عشرين سنة وأنا أجد من نفسي طلب المزيد على تلك الرتبة، فسألت مرتبة أعلى منها فأرجو الله أن أنال ذلك" (٢)
- وجاء من بعده السيوطي فشرب من ماء زمزم على نية أن يصل في الفقه إلى رتبة سراج الدين البُلْقِينيّ، وفي الحديث إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني.
- يقول الإمام ابن العربي المفسر المشهور: "ولقد كنت بمكة مقيماً في ذي الحجة سنة تسع وثمانين وأربعمائة، وكنت أشرب ماء زمزم كثيراً، وكلما شربته نويت به العلم والإيمان، حتى فتح الله لي بركته في المقدار الذي يسره لي من العلم، ونسيت أن أشربه للعمل، ويا ليتني شربته لهما حتى يفتح الله علي فيهما، ولم يقدر، فكان صغوي إلى العلم أكثر منه إلى العمل، ونسأل الله الحفظ والتوفيق برحمته" (٣)
- قال أبو بكر محمد بن جعفر: سمعت ابن خزيمة وسئل من أين أوتيت هذا العلم؟ فقال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ماء زمزم لما شرب له))، وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علماً نافعاً" (٤)
- وقال ابن عساكر: "سمعت الحسين بن محمد يحدث عن أبي الفضل بن خيرون أو غيره أن الخطيب البغدادي ذكر أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، وسأل الله ثلاث حاجات:
• فالحاجة الأولى: أن يحدث بتاريخ بغداد بها.
• الثانية: أن يملي الحديث بجامع المنصور.
• الثالثة: أن يدفن عند بشر الحافي، فقضى الله له ذلك" (٥)
- وفي ترجمة الشيخ يحيى بن أحمد الأنصاري القرطبي أنه شرب ماء زمزم لحفظ القرآن، فتيسر عليه حفظه في أقرب مدة.
- وشربه الحاكم أبو عبد الله لحسن التصنيف ولغير ذلك فصار أحسن أهل عصره تصنيفاً.
وربما شربوه لمقاصد رفيعة أخرى فأصابوها وظفروا بها،
- فقد قال ابن حجر: واشتهر عن الشافعي الإمام أنه شرب ماء زمزم للرمي، فكان يصيب من كل عشرة تسعة. (٦)
- وقال الحافظ السَّخاويُّ في ترجمة ابن الجزري: كان أبوه تاجراً، و مكث أربعين سنة لم يرزق وَلَداً، فحجَّ وشَرِبَ ماءَ زمزم بنية أن يرزقه الله ولداً عالماً، فوُلِدَ له محمد الجزري بعد صلاة التراويح (٧)
وابن الجزري هو من هو في الحفظ والعلم، وعلى الأخص علم القراءات.
- وهمة أخري لأجلها تضلعوا من زمزم:
فجاء عن بعض السلف أنه لما شرب زمزم قال: "اللهم إنه قد جاء عن نبيك صلى الله عليه وسلم أن ماء زمزم لما شرب له، اللهم إني أشربه لظمأ يوم الآخرة" (٨)
- وقال ابن عيينة: "قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "اللهم إني أشربه لظمأ يوم القيامة" (٩)
نسأل الله أن يجعل أضلاعنا رواء من زمزم، وأن يسقينا منها ما يطفئ ظمأ عطشنا ، وأن يصلح نياتنا .. ويجعلها خالصة لوجهه الكريم . |
|
lk hgskk hgli[,vm - hgjqgu H, hgli[,vm hgjqgu |