#1
| |||||||||||
| |||||||||||
كلمة مختصرة حول البسملة حول البسملة بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد فهذه نبذة مختصرة عن مسألة البسملة وأحكامها ، أسأل الله أن ينفع بها أولا : المسائل المجمع عليها : أجمع العلماء على أنه لا يكفر من أثبتها أو نفاها من أوائل السور ، لاختلاف العلماء فيها ، بخلاف ما لو نفى حرفا مجمعا عليه أو أثبت ما لم يقل به أحد فإنه يكفر بالإجماع ، نقل ذلك النووي ، رحمه الله ، في المجموع . أجمع العلماء أنها جزء آية من سورة النمل ، قال تعالى : (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) . أجمع العلماء على أنها لا تقرأ في أول سورة براءة . أجمع العلماء على إثباتها خطا في أوائل السور عدا براءة . أجمع العلماء على أنها تثبت تلاوة في أول الفاتحة ، وأول كل سورة ما عدا براءة ، كما تقدم ، (وهذا باتفاق القراء السبعة) . ثانيا : المسائل المختلف فيها : أولا : هل تثبت تلاوتها عند وصل سورة بسورة ؟ اختلف القراء في هذه المسألة ، فأثبتها ابن كثير وقالون وعاصم والكسائي ، ونفاها حمزة وورش وأبو عمرو وابن عامر . القول الأول : أنها آية في أول كل سورة ما عدا براءة ، وهذا قول العبادلة ومكحول وعطاء وطاووس وعبد الله بن المبارك ، وأدلة أصحاب هذا الرأي : أنها مبثوثة في المصاحف بخط القرآن فقد أثبتها الصحابة ، رضوان الله عليهم ، وهم من عم في شدة الحرص على تمييز ما هو قرآن عما هو ليس بقرآن إما باختلاف الخط أو الكتابة أو بالترقيم بلون مختلف ، كاللون الأحمر وقد اعترض عليهم ، بأن فعل الصحابة ، كان للفصل بين السور ، لا لإثبات البسملة كآية في أول كل سورة ، كما قرر ذلك شيخ الإسلام والفخر الرازي ، رحمهما الله . أن هذه زيادة لا تجوز لمجرد الفصل بين السور . وأنه لو كان الأمر ، كما يقولون ، لمجرد الفصل بين السور ، لأثبتت بين الأنفال وبراءة ، ولما أثبتت أول الفاتحة ، لأنه لا شيء يسبقها . أن الفصل ممكن بغير البسملة ، كأن يفصل بين السور بتراجمها ، كما هو الحال في الأنفال وبراءة .ولكن أصحاب هذا الرأي ردوا بـ 3 ردود : القول الثاني : أنها آية في أول سورة الفاتحة على وجه الخصوص ، وهذه رواية عن أحمد وأبي حنيفة وإسحاق بن راهويه ، وهو مذهب الشافعي ، رحمه الله ، في الفاتحة قولا واحدا ، بينما اختلف قوله في بقية السور . واستدل أصحاب هذا الرأي بأدلة منها : ما رواه الدراقطني ، رحمه الله ، مرفوعا : (إذا قرأتم الحمد لله رب العالمين فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم الكتاب ........ وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، وهذا دليل لو صح لكان نصا في محل النزاع ، ولا أدري ما درجة هذا الحديث . ما رواه أبو داود والترمذي ، من حديث أم المؤمنين ، أم سلمة ، رضي الله عنها ، مرفوعا : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة "بسم الله الرحمن الرحيم" ، وعدها آية) ، ولكن في سنده ابن جريج ، رحمه الله ، وهو مدلس وقد عنعن ، والحديث وإن كان له متابعة عند أحمد ، رحمه الله ، يتقوى بها ، إلا أنها لم يرد فيها ذكر البسملة ، فيتوقف في هذا الزؤ من الحديث . ما رواه البخاري في باب فضائل القرآن من حديث أنس ، رضي الله عنه ، مرفوعا : كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كانت مدا ، ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد (بسم الله) ويمد (الرحمن) ، ويمد (الرحيم) . حديث أنس ، مرفوعا ، عند مسلم ، رحمه الله : (إنه نزلت علي آنفا سورة ........ بسم الله الرحمن الرحيم ، إنا أعطيناك الكوثر) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، فأثبت البسملة في أول سورة الكوثر . إجماع أهل العد على أن البسملة لا تدخل في عد آي القرآن إلا في الفاتحة . وأجاب المعترضون بأن هذه الأدلة أخبار آحاد والقرآن لا يثبت إلا بالتواتر ، ناهيك عن أنها معارضة بأدلة أخرى منها : حديث أم المؤمنين ، عائشة ، رضي الله عنها ، في كتاب بدء الوحي ، في أول صحيح البخاري ، وفيه : (.......اقرأ باسم ربك الذي خلق .......) ، ولم تذكر البسملة في أول سورة العلق . حديث أبي هريرة مرفوعا عند أحمد وأصحاب السنن : (إن سورة من القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غفر له) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، وهي سورة تبارك ، وقد أجمع أهل العد على أنها ثلاثون آية . القول الثالث : أنها ليست آية لا من الفاتحة ولا من غيرها ، وهذا مذهب مالك ، رحمه الله ، ومشهور مذهب أبي حنيفة ، رحمه الله ، ورواية عن أحمد (في الفاتحة فقط) ، وقول داود الظاهري ، رحمه الله . قال ابن قدامة ، رحمه الله : وهي المنصورة (أي رواية أنها ليست آية من الفاتحة) ، عند أصحابه وقول أبي حنيفة ومالك والأوزاعي . وقد رجح الشيخ ابن عثيمين ، رحمه الله ، هذا الرأي . وعليه تكون الآية السابعة من سورة الفاتحة (بالترقيم المتداول الآن) ، منقسمة إلى آيتين : (صراط الذين أنعمت عليهم) ، (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) . ومن أدلة القائلين بهذا الرأي ، حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه ، مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، عن رب العالمين : قسمت الصلاة (أي الفاتحة ، فالصلاة من أسمائها) بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله : حمدني عبدي ، فإذا قال : (الرحمن الرحيم) ، قال الله : أثنى علي عبدي ، فإذا قال : (مالك يوم الدين) ، قال الله : مجدني عبدي ، فإذا قال : (إياك نعبد وإياك نستعين) ، قال الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ، قال الله : هذل لعبدي ولعبدي ما سأل) ، فلم يذكر في الحديث "البسملة" ، وكانت آية (إياك نعبد وإياك نستعين) في وسط القسمة ، وعلى هذا فتكون الآية السادسة : (صراط الذين أنعمت عليهم) ، والسابعة : (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) . ومن استنباطات أبي بكر بن العربي ن رحمه الله ، اللطيفة ، التي تؤكد هذا الرأي قوله : (يكفيك لإثبات أنها ليست قرآنا أنهم اختلفوا في إثباتها ، والقرآن لا يختلف في إثباته) . القول الرابع : أنها آية مستقلة في أول كل سورة ، وهذا كما سبق قول شيخ الإسلام والفخر الرازي ، رحمهما الله ، ودليلهما ، ما رواه أبو داود ، رحمه الله ، مرفوعا : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السور إلا بالبسملة) . وقد حاول الشيخ العلامة محمد الشنقيطي ، رحمه الله ، الجمع بين هذه الآراء المختلفة ، فقال في "المذكرة" بأنه من المحتمل أن تكون آية في قراءة وليست آية في قراءة أخرى ، فأرجع الخلاف لاختلاف القراءات . وانسحب هذا الخلاف إلى حكم قراءتها في الصلاة ، فمن قال بأنها آية من الفاتحة ، أوجب قراءتها ، ومن لم يقل بذلك ، قال بأن قراءتها سنة ، واستدلوا بحديث عائشة ، رضي الله عنها مرفوعا : كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين . والمختار في المسألتين السابقتين ، قراءتها ، خروجا من الخلاف . وانسحب الخلاف إلى مسالة ثالثة ، وهي حكم الجهر بها في الصلاة ، (وهي مسألة شهيرة تثير أحيانا بعض الخلاف بين المصلين في قرى شما ل مصر) : فمن قال بأنها آية من الفاتحة ، قال بأنه يجهر بها فيما يجهر به ، واستدلوا لذلك بحديث أبي هريرة رضي اله عنه أنه صلى بأصحابه فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ بأم القرآن وقال : (والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم) ، وقد رد المخالف : بأن الشبه لا يلزم منه التماثل التام ، فقد تشبه صلاة أبي هريرة ، صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يلزم من ذلك تماثلهما . أنه ربما كان جهر أبي هريرة بها ليعلم الناس ، كما جهر عمر بدعاء الاستفتاح ، وابن عباس في صلاة الجنازة ليعلما الناس . ومن قال بالإسرار بها ، استدل بحديث أنس رضي الله عنه قال : صليت خلف رسول الله صلى الل عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان ، وكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم . والمختار في هذه المسالة : الجهر بها احيانا دون المداومة على ذلك ، ومن ألطف ما قيل في هذه المسألة ، قول ابن القيم ، رحمه الله ، في زاد المعاد : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم تارة ويخفيها أكثر مما يجهر بها ، ولا ريب أنه لم يجهر بها دائما في كل يوم وليلة خمس مرات حضرا وسفرا ، ويخفى ذلك على خلفائه الراشدين وعلى جمهور أصحابه ، وأهل بلده في الأعصار الفاضلة . مستفاد من محاضرات الشيخ الدكتور محمد بن عبد المقصود ، حفظه الله ، في شرحه لـ "مذكرة أصول الفقه" ، للشيخ العلامة محمد الشنقيطي ، رحمه الله ، ومن "تمام المنة في فقه الكتاب وصحيح السنة" ، كتاب الصلاة (1/118 _ 121) . المصدر: منتدى همسات الغلا ;glm lojwvm p,g hgfslgm hgfslgm d,l |
08-01-2015, 05:09 PM | #4 |
| بصمتك رائعه راقيه ذات نكهه مميزه لامست الجمال وتسللت إلى الأعماق تميزك في كل نـاحية , فشكراًُ من القلب وبإنتظار المزيد من هذا الفيض شذى الورد لروحك |
|
08-01-2015, 07:49 PM | #5 |
| طرح رائع وجميل سلمت وسلم لنا نبضك الندي والله يعطيك العآفيه ع الانتقاء المميز بإنتظآرجديدك بكل شوق.. ودي وشذى الورد |
|
09-01-2015, 12:32 AM | #6 |
| جزـآك ـآلله خير وًجعلة ـآلله بميزـآن حسنآتك وً بآرك الله فيك على طرحك القيم دمت بخير وًسعآآآدهـ |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مختصرة , البسملة , يوم , كلمة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سورة الفاتحة تفسير الأيات 1-2 الدرس (1) | مرام | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 11 | 28-08-2014 09:56 PM |