الإهداءات | |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
الحكمة من السجود بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الشيخ محمد بن صالح العثيِمين،والحكمة من السجود،أنه من كمال التعبد لله والذل له،والإنسان إذا كان يدع الله تعالى فإنه قريب من الله ، والله تعالى قريب منه،كما قال جل وعلا (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) أقرب ما يكون الإنسان من ربه وهو ساجد وذلك لأن في السجود كمال الخضوع لله عز وجل،لأنك تضع أشرف أعضائك في الأسفل في موضع الأقدام تعظيماً للرب عز وجل فيأبى الله تعالى إلا أن يقرب منك في هذا الحال وأنت تقرب من ربك فأكثروا من الدعاء وأنتم سجود في الفرائض والنوافل، أكثر من الدعاء في أمور الدنيا وأمور الآخرة كله خير حتى لو كنت تدعو الله في أمور الدنيا وأنت ساجد فهو خير لأن الدعاء نفسه عبادة، تسأل الله كل شيء،فهو عبادة لك ثم اعلم أنك إذا سألت الله فإنك رابح في كل حال لأنه إما أن يعطيك ما تسأل،أو يصرف عنك من السوء ما هو أعظم ،أو يدخر ذلك لك عنده يوم القيامة أجراً، فمن دعا الله تعالى فإنه لا يخيب فأكثر من الدعاء،وأكثر من الاستغفار إلى الله والتوبة إليه،فإن الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول إني أستغفر الله وأتوب إليه مائة مرة وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،فإن الإنسان يضع أشرف ما فيه وهو وجهه، بحذاء أسفل ما فيه وهو قدمه، وأيضاً،يضعه على موطء الأقدام، يفعل كل هذا تعبُّداً لله تعالى وتقرباً إليه، ومن أجل هذا النزول الذي فعله لله تعالى صار أقرب ما يكون الإنسان من ربه وهو ساجد،مع أنه لو قام لكان أعلى وأقرب،لكن لنزوله لله عز وجل صار أقرب إلى الله، (فما تواضع أحد لله إلا رفعه اللَه)أخرجه مسلم، هذه هي الحكمة والسر في هذا السجود العظيم، ولهذا ينبغي لنا أن تسجد قلوبنا قبل أن تسجد جوارحنا،بأن يشعر الإنسان بهذا الذل والتواضع لله عزَّ وجل،حتى يدرك لذة السجود وحلاوته،ويعرف أنَّه أقرب ما يكون إلى الله، وقوله صلى الله عليه وسلم(فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) رواه مسلم، هناك شيءٌ آخر يَغْفُلُ عنه كثيرٌ من الناس،وهو بحيث يركعُ القلبُ قبل رُكوع البدن، ويسجد قبل سجودِ البدن، وينبغي أن نأتي بخضوع القلب وحضوره،بذكر الله وتعظيمه، وتكبيره ودعائه، والثناء عليه، ووصفه بأكمل الصفات(التحيات لله والصلوات) وقد ورد في الحديث(إن الله حرم على النَّار أن تأكل أثَرَ السُّجود) صحيح على شرط الشيخين،وصححه الألباني، فيمن يدخل النار من العصاة،لأن عصاة المؤمنين إذا لم يتب الله عليهم ولم يكن لهم حسنات ترجح على سيئاتهم، فإنهم يعذبون بالنار بقَدرِ ذنوبهم،لكن أعضاء السجود لا تأكلها النار،ولا تؤثر فيها، فإن الله سبحانه وتعالى قد فرض الصلاة على عباده هكذا،ركوع واحد وسجودان في كل ركعة،فعلمها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم،وقال صلى الله عليه وسلم(صلوا كما رأيتموني أصلي)رواه البخاري، فالشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب،كلها خاضعة لله تسبحه سبحانه وتعالى،وتسجد له،ولكل واحد منها عبوديتها اللائقة بها لله عز وجل ، يقول تعالى( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ)الحج، يقول الإمام ابن كثير( يخبر الله تعالى عن عظمته وجلاله وكبريائه الذي خضع له كل شيء ودانت له الأشياء والمخلوقات بأسرها،جماداتها وحيواناتها ومكلفوها من الإنس والجن والملائكة فأخبر أن كل ما له ظل يتفيأ ذات اليمين وذات الشمال أي بكرة وعشيا فإنه ساجد لله تعالى، فالشمس تسجد لله،من خلال التزامها بالقوانين التي أمرها الله بها،وتبث لنا الكمية المحددة من الضوء والحرارة لا تزيد على ذلك ولا تنقص، وهذا امتثال لأمر الله وسجود له، ولكن بلغة الشمس التي لا نفقهها، الشجر يسجد لله،فهو ينمو بنظام، وينتج الثمار بنظام، ويصنع لنا الغذاء بنظام، وما هذا النظام إلا امتثال لأوامر الحق عز وجل وسجود له،بأسلوبه الذي لا نفقهه، كذلك النجوم تسجد لله تعالى،والنظام الدقيق الذي تسير عليه في ولادتها ونشوئها وتطورها وموتها يشهد على ذلك، حتى الدواب التي سخرها الله لنا،لنركبها ونحمل عليها أثقالنا فإنها تسجد لله، ومن خلال طاعتها لنا وسيرها بنظام لا تحيد عنه أبداً، فهذا دليل على طاعتها لخالقها سبحانه وتعالى، وهكذا جميع المخلوقات تسجد لله وتسبحه وتطيعه، ومن هنا ندرك جانباً من الحكمة الإلهية في السجود،وإن ألذّ لحظة يمر بها المؤمن عندما يكون ساجداً لأنه يكون أقرب ما يكون من الله تعالى، وهل هناك أجمل من أن تحس أنك قريب من خالق الكون عز وجل، نحن نعلم أن السجود يكون على سبعة أعضاء،لقوله عليه الصلاة والسلام (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم) رواه البخاري، وهاهو الشيطان يتميز غيظاً وأغيظ ما يكون يوم العج والثج، يوم العج،يوم تعج الأصوات ملبية وموحدة، معلنة تفرد المولى تبارك وتعالى بالملك والحمد، ويوم الثج،يوم تذبح القرابين تقرباً إلى الله تعالى، وفي الأثر،عن أبي الدرداء، رضي الله عنه قال(ما رؤي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أغيظ ولا أحقر منه يوم عرفة،وما ذلك إلا مما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام)صحيح مسلم، وفي نفس التخريج قال ثوبان مولى رسول اللّه،صلى الله عليه وسلم،سألت رسول اللّه، صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنةَ،أَو قلت،بأحب الأعمال إلى الله،فسكت،ثم سألته فسكت،ثم سألته الثالثة فقال(عليك بكثرة السجود لله،فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة) أخرجه أحمد وابن ماجه، فالسجود لهذا أفضل أركان الصلاة عند العلماء(فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء) وذلك لأن الله يقول(وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)العلق،رواه أحمد،ومسلم،وأبو داود،والنسائي، فكلما سجد الإنسان زاد قرباً من الله سبحانه وتعالى، رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي، وقوله( من ربه ) أي من رحمة ربه وفضله قوله( وهو ساجد ) أي،أقرب حالاته من الرحمة حال كونه ساجداً،لأن العبد بقدر ما يبعد عن نفسه يقرب من ربه ، والسجود غاية التواضع وترك التكبر وكسر النفس،فإذا سجد فقد خالف نفسه وبعد عنها،فإذا بعد عنها قرب من ربه في السجود،وحالة القرب مقبول دعاؤها،لأن السيد يحب عبده الذي يطيعه ويتواضع له ويقبل منه ما يقوله وما يسأله، (فأعني على نفسك بكثرة السجود) رواه مسلم في،صحيحه، فيه أن السجود من أعظم القرب التي يكون بسببها ارتفاع الدرجات عند الله إلى حد لا يناله إلا المقربون، والحديث يدل على مشروعية الاستكثار من السجود،ومن الدعاء فيه، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لي ولكم وللمسلمين، وأن يعفو عنا ويجعلنا من ورثة جنة النعيم. المصدر: منتدى همسات الغلا hgp;lm lk hgs[,] H, hgp;lm hgw],] |
29-12-2014, 08:17 AM | #2 |
| جزاك الله خير وبارك الله فيك ع هالطرح القيم في ميزان آعمالك يارب |
|
29-12-2014, 06:16 PM | #3 |
| بصمتك رائعه راقيه ذات نكهه مميزه لامست الجمال وتسللت إلى الأعماق تميزك في كل نـاحية , فشكراًُ من القلب و بإنتظار المزيد من هذا الفيض شذى الورد لروحك |
|
29-12-2014, 09:09 PM | #4 |
| جزـآك ـآلله خير وًجعلة ـآلله بميزـآن حسنآتك وً بآرك الله فيك على طرحك القيم دمت بخير وًسعآآآدهـ |
|
30-12-2014, 03:09 AM | #5 |
| جزاك الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك وجزاك الله الفردوس إن شاء الله ودمت بحفظ الله ورعايته |
|
30-12-2014, 10:35 AM | #6 |
| طرح قيم بارك الله فيك والله يجزاك خير لا حرمك الاجر ان شاء الله |
|
30-12-2014, 04:44 PM | #7 |
| جزـآك ـآلله خير وًجعلة ـآلله بميزـآن حسنآتك |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أو , الحكمة , الصدود |
|
|
كاتب الموضوع | Kassab | مشاركات | 10 | المشاهدات | 104 | | | | انشر الموضوع |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإكثار من الدعاء في السجود | الصولجان | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 08-09-2014 03:18 AM |
معجزة السجود لله من الناحية الطبية | الفوضـ أبو الذيب ـوي | ( همســـــات الإسلامي ) | 21 | 08-09-2014 02:55 AM |
الخازن.. ميزان الحكمة | NaWaL | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 25 | 16-05-2014 01:08 PM |
الحكمة من أبقاء العين مفتوحة أثناء السجود سبحان الله | سوار الياسمين | ( همســـــات الإسلامي ) | 7 | 11-04-2014 11:03 PM |
لذة السجود كيف هي تلك اللذة | البرنسيسه فاتنة | ( همســـــات الإسلامي ) | 26 | 01-04-2014 07:32 PM |