قال الله تعالى "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ " صدق الله العظيم
كثيراً مانسمع بيننا عبارات من يضيق به ذرعاً لما يشاهد الاختلافات الحاصله بين الناس وييتساءلون : الى متى يظل هذا الاختلاف قائما ؟ ومتى نتفق !!
الاختلاف باق فقد جعل الله الاختلاف جزء من الطبيعه الانسانيه اما بالشكل الخارجي الظاهر كـ : الجنس واللون واللغه والاصوات او بالشكل الداخلي الباطن كـ : التفكير والحس والادراك والشعور وايضاً في الطبيعه كالليل والنهار والشمس والقمر والنار والبحر لا يوجد بهذه الكون الواسع اثنان يتفقون بكل شيء . او لهم نفس الخصائص متطابقه حتى في التؤام ذو المشيمه الواحده تجد الاختلاف فقد يكون قدر الاول غير الثاني وصحيفته لاتَشابه الاخر
فلا تجزع وتنكر ذالك الاختلاف فلا تحلم بان يتفق الناس على كل شيء وبقاء الخلاف ينطوي على مقصد رباني بالغ الحكمه وكم تكون الاشياء ممله وعديمة الفائده حين تتماثل وإن كنت تظن ان كثرة العلم والتثقف وشحن العقل بالعلوم تكون سبباً في زوال الخلاف فخفف من ظنك , لانك ستجد ان اعلم الناس وافهمهم . واكثرهم تثقيفاً هم اكثر عرضتاً للاختلاف . حتى وان اتفقوا بامر ما . فستمضي السنين وياتي جيل منهم يَلغي ذالك الاتفاق
فإذا وقع الاختلاف في اعلم الناس ومثقفينها فكيف بغيرهم ؟؟
إن العواطف الغامضه التي تتبرم بالخلاف دون تمييز . بين الصح والخطأ ليست مما ينبغي أن تحفل به فإنك لو وجدت في نفسك من ذالك مثل ماتراه في غيرك من حيث تشعر او لاتشعر فخلافاتك مع خصمك او شخص مَقرب لك او حتى عابر سبيل . هو بمثابه امر طبيعي لاتسمح لنفسك ان تتعدا ذالك الشعور الى الكراهيه او البغضاء فلا بد ان تكيف نفسك مع تلك المواقف بصدر رحب وتقبل الرايء والرايء الاخر مع ضبط مشاعرك واعصابك .وحسن الظن اولاً واخراً وإن الاختلاف لم يرصدك بالدرجه الاولى . إنما طبيعه كونيه كما شرحت سابقاً
قد نجد بعض الاشخاص يتخذون كذا اسلوب عند الاختلاف فتجد الغاضب المنكر . من يتدحرج من الموقع وبصدره حرج ضاق صدره وتبرم مستنكر سريع الاعتقاد والحماس , ينبري للقول ويتلقاه بغير رويه وتجد من اعتزل الموقع متخذ الانسحاب سلوك خيراً له وللناس حتى لايشعل النار . فيكتفي بالقبول الظاهر دون الباطن, محتفظ برايه وهناك الفئه التي تتقبل الاختلاف بصدر رحب . فتتجادل على منطق " انتقد الرايء دون صاحبه "
فكما قال الامام ابو حنيفه : " قولنا هذا رايء , وهو أحسن ما قدرنا عليه , فمن جاء بخير منه , تركنا ماعندنا الى ماعنده "