الإهداءات | |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
قبس من العدل النبوي قبس من العدل النبوي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعدل الناس وأبعدهم عن الظلم، فما ظلم أحدا، ولا جار في حكم أبدا، ومن أخلاقه وصفاته المعروف بها العدل في الرضا والغضب، فكان مثالا للعدل مع أهله وولده وصحابته، ووسع عدله القريب والبعيد، والصديقّ والعدو، بل وشمل الحيوان، وقد بلغ من عدله أنه كان يُنصف الناس من نفسه، فما أظلت الخضراء منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الأرض ومن عليها أحسن خُلُقا ولا أعدل من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم -، وقد امتدحه ربه ـ عز وجل ـ على أخلاقه فقال: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم : 4) . ومواقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تظهر عدله كثيرة، منها : في غزوة بدر روى ابن هشام في السيرة النبوية وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهما: ( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عدَّل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح ( سهم ) يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مستنتل ( متقدم ) من الصف، فطعن في بطنه بالقدح وقال: استوِ يا سواد، فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني، فكشف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن بطنه فقال: استقد ( اقتص )،قال: فاعتنقه فقبَّل بطنه، فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخير ) . وعن عبد الله بن جبير الخزاعي ـ رضي الله عنه ـ قال: ( طعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا في بطنه إما بقضيب وإما بسواك، فقال: أوجعتني فأقدني، فأعطاه العود الذي كان معه، فقال: استقد ( اقتص مني )، فقبَّل بطنه، ثم قال: بل أعفو لعلك أن تشفع لي بها يوم القيامة ) رواه الطبراني . وفي غزوة حنين يعترض عليه بعض القوم ويخطئ في حقه أحد المنافقين، فلا يخرجه ذلك للغضب لنفسه أو الظلم، فعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: ( أتى رجلٌ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالجِعْرانَةِ ـ مُنصرفَه من حُنَينٍ ـ وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقبضُ منها يُعطى الناس، فقال: يا محمد! إعدِلْ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ويلَك!، ومن يعدِلْ إذا لم أكن أعدل؟، لقد خبتَ وخسِرتَ إن لم أكن أعدِلْ ) رواه البخاري . ( خِبْتَ وخَسِرْتَ ) ضبطهما الضم والفتح، على المتكلم والمخاطَب، والفتح أشهر . قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: " قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ومن يعدل إذا لم أكن أعدل؟، لقد خبت وخسرت ): روي بفتح التاء في ( خبتَ وخسرتَ ) وبضمهما فيهما، ومعنى الضم ظاهر، وتقدير الفتح : خبتَ أنت أيها التابع إذا كنتُ لا أعدل، لكونك تابعا ومقتديا بمن لا يعدل، والفتح أشهر . والله أعلم " . وقال ابن القيم: " والصواب في هذا فتح التاء من ( خِبْتَ وخسِرْتَ )، والمعنى أنك إذن خائب خاسر إن كنتَ تقتدي في دينك بمن لا يعدل وتجعله بينك وبين الله، ثم تزعم أنه ظالم غير عادل، ومن رواه بضم التاء لم يفهم معناه هذا " . وفي قصّة المرأة المخزومية التي سرقت واستعان أهلها بأسامة بن زيد ـ حب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كي يشفع لهم عنده ليعفو عنها، لم يقبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شفاعته، ورفض أن يحابي أحداً في حكم من أحكام الله تعالى ، ولو كان أحب الناس إليه ـ أسامة بن زيد وفاطمة بنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنّ قريشا أهمّهم شأن المرأة المخزوميّة الّتي سرقت فقالوا: ( ومن يكلّم فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟، فقالوا: ومن يجترئ عليه إلّا أسامة بن زيد حبّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكلّمه أسامة، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أتشفع في حدّ من حدود الله؟، ثمّ قام فاختطب ثمّ قال: إنّما أهلك الّذين قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشّريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضّعيف أقاموا عليه الحدّ، وايم الله لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها ) رواه البخاري . ولم ينشغل ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بغزواته وحروبه، والدولة وقيادتها، عن العدل في نطاق أسرته وبين زوجاته، فقد كان يُقَّسم بين نسائه فيعدل بينهن حتى في حال الحرب والقتال، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها ) رواه البخاري . بل كان للحيوان نصيبه من وصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعدل وأمره به، فعن عبد الله بن جعفر ـ رضي الله عنه ـ قال : ( دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حائطا ( بستانا ) لرجل من الأنصار، فإذا جمل، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حنّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمسح عليه فسكت، فقال: لمن هذا الجمل؟، فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال له: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكى إليَّ أنك تجيعه وتدئبه (تتعبه) ) رواه أبو داوود . إن حياة وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مدرسة تربوية يستلهم منها المسلمون ـ في كلِّ زمان ومكان ـ الأحكام والأخلاق التي تصل بهم إلى السعادة في الدنيا الآخرة، ومنها موقفه بل مواقفه المشرقة في العدل، وما ذكرناه ما هو إلا قبس من عدله ـ صلى الله عليه وسلم ، فما أحوجنا إلى الاقتداء به في العدل بل في أخلاقه كلها، قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }(الأحزاب: من الآية21) .. المصدر: منتدى همسات الغلا rfs lk hgu]g hgkf,d H, hgu]g hgkf,d rfs |
15-12-2014, 12:52 PM | #2 |
| كساب جزاك الله خير وبارك الله فيك في ميزان أعمالك يارب |
|
15-12-2014, 01:23 PM | #3 |
| جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..، جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً.. جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ دَآمَ لَنآ عَطآئُگ.. |
|
15-12-2014, 03:49 PM | #4 |
| جزـآك ـآلله خير وًجعلة ـآلله بميزـآن حسنآتك وً بآرك الله فيك على طرحك القيم دمت بخير وًسعآآآدهـ |
|
16-12-2014, 02:24 AM | #5 |
| جزاك الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك وجزاك الله الفردوس إن شاء الله ودمت بحفظ الله ورعايته |
|
17-12-2014, 12:49 AM | #6 |
| جزآكـ الله خير الجزآء وجعلهـ في ميزآن أعمــآالكـ ربي يرضى عليكـ ويسعدكـ |
|
24-12-2014, 09:01 AM | #7 |
| معلمنا وقدوتنا عليه افضل الصلاة والسلام احسن المخلوقات وافضلهم ,, الله يجمعنا به في الفردوس الاعلى .. ثقَّل الله ميزانك وأثابك على هالطرح القيم. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أو , العدل , النبوي , قبس |
|
|
كاتب الموضوع | Kassab | مشاركات | 18 | المشاهدات | 114 | | | | انشر الموضوع |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قبس من العدل النبوي | قطرات احزان | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 26 | 19-10-2014 08:17 AM |
العدل والظلم : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين | اللحيدان | ( همســـــات الإسلامي ) | 134 | 29-04-2014 02:41 AM |
المدينة المنورة...عشق لا ينتهي... | @ملكة الليل@ | (همسـات السياحة واشهر الفنادق) | 21 | 26-04-2014 09:50 AM |
أكثر من نصف مليون يؤدون صلاة آخر جمعة بذي الحجة في المسجد النبوي ، ! | إنتمآء | ( همسات الاخبار العاجله ) | 23 | 18-01-2014 12:11 PM |
المدينة المنورة .. لااهل طيبه الطيبه | همس القلوب | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 24 | 01-10-2013 12:17 PM |