حياتك عاداتك / حصري

#1 13-12-2014, 08:19 PM

حياتك عاداتك / حصري

كشف بحث في عام 2006 أن أكثر من 40% من التصرفات التي نقوم بها كل يوم لا تعبر في حقيقتها عن قرارات نتخذها، ولكنها عادات نمارسها دون قرار واع منا، فالكثير من الأمور التي نعتقد أننا نقرر ممارستها يومياً هي في حقيقتها عادات نقوم بها لا شعورياً دون وعي كامل منا، ونكررها بشكل تلقائي ومستمر، وهذا ما يجعل أثرها عظيماً سواء كان ذلك الأثر إيجابياً أو سلبياً.
إن الاستيقاظ من النوم في وقت محدد، والاستحمام، واستخدام فرشاة الأسنان، والاطلاع على الجوال، وركوب السيارة، والاتجاه إلى العمل كلها أمور قد تحدث يومياً بشكل لا شعوري، حتى أننا قد تكتشف في يوم إجازة أننا نقود سيارتنا باتجاه طريق العمل رغم رغبتنا الذهاب إلى مكان آخر،، إنها عادات!
يقول وليام جيمس: “إن حياتنا كلها – رغم أنها تتخذ شكلاً محدداً – عبارة عن كتلة من العادات”، وهذا يعني أننا لو استطعنا التحكم في عاداتنا اليومية لغيرنا الكثير في حياتنا، ولأثرنا بشكل هائل في مستقبلنا، فهذه العادات، وإن بدت ممارسات بسيطة أحياناً، إلا أن انعكاساتها على حياتنا عظيمة، فهي تتكرر باستمرار، ويتراكم أثرها يوماً بعد يوم في حياتنا. يقول جون ماكسويل: “إن حياتك ستتغير عندما تغير شيئا تقوم به كل يوم”. لذلك علينا أن لا نستهين بعاداتنا اليومية، فهي التي تحدد مستقبلنا بإذن الله.
تتكون عاداتنا – إيجابية كانت أم سلبية – في بدايتها بفعل واحد نقوم به لأول مرة، مرة واحدة فقط، ولكننا نكررها مرة أخرى، ثم تالية فأخرى، ونستمر في تكراراها حتى يلفت هذ التكرار انتباه أدمغتنا لتقوم بتحويلها إلى عادات تلقائية نقوم بها لا شعورياً، لأن اتخاذ قرار فعل ما يستهلك من جهد الدماغ وطاقاته، وعندما يلاحظ الدماغ تكراره فإنه يحوله إلى عادة تتم تلقائياً ليحافظ على الطاقة والجهد ليستخدمها في أمور أخرى، فهو يفعل هذا ليوفر الطاقة، ويخفف الجهد، وهذا من ذكاء الدماغ.
ولكن المشكلة أن هذا الدماغ الذكي لا يستطيع أن يفرق بين العادات الجيدة والعادات السيئة، فيحول كل السلوكيات المتكررة إلى عادات بغض النظر عن مدى فائدتها أو ضررها علينا، ويترك مهمة التفريق بينهما لعقولنا الواعية، ومهمة تغييرها لإرادتنا وقوتنا، وهذا هو التحدي الذي ستكون جائزة النجاح به كبيرة جداً على حياتنا، فعاداتنا عبارة عن أسلحة عظيمة الأثر، ولكنها ذات حدين.
قد نستهين أحياناً ببداية عادة سيئة، بنقوم بها لمرة واحدة، فمرة واحدة لا تضر كما نتوهم – كالتدخين أو تناول مأكولات ضارة – ولكن هكذا تبدأ العادات، بمرة واحدة، ثم تليها أخرى فأخرى حتى تصبح عادة تلقائية يصعب تغييرها، فلا تستهن بأمر المرة الواحدة، فهذه المرة هي الحاجز الأعظم بينك وبين الوقوع في أي عادة سيئة، ولا يمكنك أبداً أن تتورط في عادة سيئة إذا تمكنت دائماً من منع المرة الأولى!
وقد نبدأ – عمداً أو مصادفةً – بناء عادة جيدة بفعلها مرة واحدة – كالقراءة أو الرياضة – ثم نكررها ونكررها حتى تكون تلقائية يسهل تكرارها، فننعم بفوائدها دون جهد يذكر على المدى الطويل، ويكون أثرها نجاحات عظيمة نحققها بإذن الله.
يقول أوج ماندينو: “إن الفرق بين أولئك الذين فشلوا وأولئك الذين نجحوا يَكمُن في اختلاف عاداتهم”، وهذه مقولة رائعة، تبين مدى أهمية عاداتنا اليومية، وتحثنا على عدم الاستهانة بآثارها، وأن نحاول فهمها وملاحظتها والتحكم بها قدر الإمكان.
يوضح تشارلز دويج في كتابه الرائع: قوة العادات، أحد أهم أسرار تغيير العادات، بل القاعدة الذهبية في تغيير العادات كما يصفها، وهي: “إن العادات السيئة لا يمكن محوها أبداً، ولكن يمكننا بكل تأكيد استبدالها بعادة أخرى جيدة”.فإذا تورطت في عادة سيئة، فلا تفكر في إيقافها فقط، بل استبدلها. ابحث عن عادة أخرى حسنه تحل محلها، عادة تمارسها كلما رغبت نفسك ممارسة تلك العادة السيئة القديمة، مع قوة وعزيمة على عدم العودة للعادة السيئة، فابدأ التفكير في عاداتك السيئة وابحث عن عادات بديلة لها.
وإليك أيضاً هذه النصيحة القيمة التي لا تقل لمعاناً عن تلك القاعدة الذهبية، وهي: “لا تحاول تغيير كل عاداتك السيئة دفعة واحدة، بل غيرها واحدة تلو الأخرى”، فمحاولة تغيير الكثير في وقت واحد تنهك الإرادة وترهق العزيمة وتجعل المحاولة أكثر عرضة للفشل.
لا تبدأ اتباع نظام غذائي قاس مع قرار بدء ممارسة الرياضة يومياً، ومحاولة كسب عادة القراءة اليومية في نفس الوقت، فهذا سيشكل ضغطاً كبيراً عليك، ولو قسمت هذه العادات الثلاث على ثلاثة أشهر مثلاً، فتبدأ بأحداها حتى تصير عادة تلقائية لديك، ثم تنتقل للأخرى فالأخرى لكان أسهل للتنفيذ، وأقرب للنجاح إن شاء الله.
“إن أفضل طريقة لجعل حياتك أفضل هي أن تكون أنت أفضل!”، وإذا أردت أن تتجه حياتك نحو الأفضل كل يوم فغير ما تقوم به كل يوم، غير عاداتك السلبية الآن، ولا تنتظر حتى يحدث ما يجعلك مضطراً لقرارات قاسية أو الوقوع في الفشل، لا تسمح لها بأن تؤخر حياتك، ولا أن تعطل إنجازاتك، ولا تكن نفسك عائقاً لنجاحاتك، غيرها فوراً واستبدلها بعادات إيجابية، فإنما تتغير العادات بالعادات.
إن التغيير الحقيقي لا يحدث من تلقاء نفسه، ولا يمكن أن نعتمد فيه على أحد، علينا أن نغير أنفسنا بأنفسنا، برغبة وإرادة وقرار حقيقي. إن نفسك هي أقرب نفس إليك، ساعدها لتكون أفضل، فلا أحد غيرك يستطيع ذلك.. وهي تستحق.

بقلم / عمر سليمان العريفي

المصدر: منتدى همسات الغلا

pdhj; uh]hj; L pwvd pwvd

14-12-2014, 02:30 AM

أبدآع ذائقتك تعم همسات الغلا ..
يعطيييك العااافيه لا عدمنا هــ التميز والابداآع ..
بأنتظااار جديدك الجذاب والمميز..
فشكـــــرآ لك على هـــــذا آلطـــــــرح آلجميـل ..
ودي وعبير وردي لك..
تقــــديري وآحتــرآمي ..

14-12-2014, 02:42 AM

انتقاء مكلل ب اهاديِج الزهور
اشكرك عدد مداد الارض
لروحك الجوري

14-12-2014, 03:32 PM

سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
اسأل البآري لك سعآدة دائمة ..
ودي وتقديري لسموك
♥ ميوره ♥

15-12-2014, 08:50 AM

منورين حبايبي ..

15-12-2014, 02:14 PM

طرح رائع وجميل
سلمت وسلم لنا نبضك الندي
والله يعطيك العآفيه ع الانتقاء المميز
بإنتظآرجديدك بكل شوق..
ودي وشذى الورد

17-12-2014, 06:36 PM

رائع ما نسجه القلم من طرح , تألقت بروعة موضوعك
استفدنا
ننتظر ابداعك وجديدك المميز بكل شوق
لك كل التحايا بورده جوريه

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
حياتك اولى بالتخطيط	عاشق الغاليه	( همســـــات العام )	16	18-02-2015 10:36 AM
غيرحروف كلماتك لتتغير معها حياتك	همسات حنونه	( همســـــات العام )	14	25-05-2014 06:48 PM
حياتك في زجاجة !!!	سوزان	(همســــات قصص وروايات)	9	27-03-2014 08:20 PM
أخبرني في حياتك من أكون ؟	دموع الورد	(همســــات المقال و الخواطر والنثر ) منقول	10	23-03-2014 06:19 PM
غير استراتيجياتك تتغير حياتك ..!	بعثرة مشآعر	(همسات تطوير الذات )	11	25-09-2013 04:39 PM

الإهداءات

حياتك عاداتك / حصري

(همسات تطوير الذات )