بقلمي// قدمتها لي وقالت: "تفضل"

كان يوماً عادياً ، كأي يومٍ آخر
كنت أسير على جانب الطريق
أقرأ بعض الأخبار في إحدى الصحف
فإذا بي أرى الدنيا قد أظلمت فجأة !
صدمت ، ونظرت إلى الأعلى نحو السماء
فإذا هي ملبدة بالغيوم
والشمس قد اختفت تماماً عن الأنظار !!
شعرت بعدها بسقوط زخات المطر على رأسي !
فأيقنت بأن السماء سوف تمطر !
لم يكن معي شيء لأحتمي به !
فتوقعات الطقس باتت مختلفة تماماً عما يحدث الآن !
أمسكت بالصحيفة التي كنت أقرأها
ووضعتها فوق رأسي وركضت بسرعة نحو المنزل ..!
كان المطر قد انهمر بالفعل ، وملابسي تبللت تماماً
ولم يكن هناك حل ، سوى الركض بأسرع ما يمكن
حتى استوقفني مشهداً مؤثراً ، وبريئاً!
طفلة يبدو أنها في السابعة من عمرها
كانت ممسكة بيد والدها الحنون
وقد ارتسم على وجهها ملامح الفرح والسعادة
وهي تنظر إلى السماء ..!!!
وتفتح فمها لتبتلع قطرات المطر المستمرة في السقوط بقوة !
كان والدها ينظر إليها مبتسماً
فقاسمها السعادة وأصبح يقلدها وهي تضحك
بعد ذلك ، تركت يد والدها ، وصارت تدور حوله
وهي تمد كفيها وتبللهما بالماء ثم تضعهما على وجنتيها الصغيرتين
فتشعر بالسعادة أكثر !
لقد طال نظري إليها
حتى نسيت تماماً أمر المطر والبرد !
فقد امتلأت الصحيفة بالماء
وأصبحت رطبة ، وكذلك ملابسي !
فحدثت نفسي قائل:
يا إلهي ، يجب أن أسرع
حتى لا أصاب بنزلة برد
ولكن ، حينما كنت مشغول بنفسي
لم أنتبه بأن الطفلة كانت تنظر إلي وهي تشعر بالدهشة !
فابتسمت ، وأقبلت نحوي بكل لطف
وأمسكت بيدي ، وقالت:
استمتع معي أرجوك ، فأنا أحب المطر
لا أدري بالفعل بماذا سأجيبها
فلا يمكنني الرفض
ولا يمكنني القبول أيضاً
فأنا لست في مزاج يسمح باللعب
ولم أرتدي ما يقيني من المطر !
"لكن يا صغيرتي !" ، قلت لها ..
أجابت والابتسامة لم تفارق وجهها البريء:
"لا عليك سأجلب لك مظلة تقيك من المطر"
ذهبت ولم تلبث وقتاً طويلاً
حتى عادت مرة أخرى وفي يدها مظلة وردية
قدمتها لي وقالت: "تفضل"
حينها ، لا يحق لي الرفض أبداً
فطفلة مثلها تقدم الكثير
من أجل أن تجعل غيرها يفرح معها ويشاركها السعادة
"في طفولتنا ، نستمتع كثيراً بالتغيرات التي تحدث لنا
ونحب مشاركتها مع الغير ، كشراء لعبة جديدة ، و .. سقوط المطر"

ي لرقة كلماتك
كم يشرفني حقاً متابعتك لي و لكتاباتي
وآمل من المولى أن يحقق لكِ كل ما تصبُو إليه نفسك
وأن يجعل أيامك كلها خير وسعادة واطمئنان
جزاكِ الله عني خير الجزاء

كلماتك الباذخة
وإطراءك الجمِيل
يسعدنِي كثيراً
دمت بخير دوماً