17-11-2014, 10:31 AM
|
| | لوني المفضل Chartreuse | رقم العضوية : 5417 | تاريخ التسجيل : 19 - 10 - 2014 | فترة الأقامة : 3736 يوم | أخر زيارة : 14-04-2016 (08:35 PM) | المشاركات :
3,551 [
+
] | التقييم :
15518612 | معدل التقييم : | بيانات اضافيه [
+
] | | | |
احذر الشريك الخوّان النفس الأمّارة بالسوء الشريك الخوّان الحمد لله رب العالمين، أمر بالجهاد وجعله فريضة على جميع العباد، بحسب الاستطاعة والاستعداد، يقول تعالى: وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ [الحج:78]. وهذا أمر لعموم المسلمين بالجهاد، كل عليه واجب منه حسب استطاعته، فقد أمرهم أن يجاهدوا فيه حق جهاده كما أمرهم أن يتقوه حق تقاته.. والجهاد أربع مراتب: أولها: جهاد النفس. ثانيها: جهاد الشيطان. وثالثها: جهاد الكفار. ورابعها: جهاد المنافقين. والأصل والأساس هو جهاد النفس فإن العبد ما لم يجاهد نفسه أولاً فيبدأ بها ويلزمها بفعل ما أمرت به وترك ما نهيت عنه لم يمكنه جهاد عدوه الخارجي مع ترك العدو الداخلي، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :{ المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه }وكان والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني } ومعنى: { دان نفسه }: حاسبها. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم. وتزينوا للعرض الأكبر يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:18] ). وقال ميمون بن مهران: ( لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبةً من الشريك لشريكه ) ولهذا قيل: ( النفس كالشريك الخوّان إن لم تحاسبه ذهب بمالك ) وكتب عمر بن الخطاب صلى الله عليه وسلم إلى بعض عماله: ( حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة عاد أمره إلى الرضا والغبطة ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والحسرة ). وقال الحسن: ( وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة، ويعين الإنسان على محاسبة نفسه معرفته أنه كلما اجتهد فيها اليوم استراح منها غداً إذا صار الحساب إلى غيره وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غداً وأنه إذا حاسبها اليوم ربح سكنى الفردوس غداً، وإذا أهملها اليوم فخسارته بدخول النار غداً ). فحق العاقل الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه في حركاتها، وسكناتها، وخطواتها وخطراتها.. ويظهر التغابن بين من حاسب نفسه اليوم ومن أهملها يوم القيامة: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا [آل عمران:30] فاتقوا الله عباد الله وحاسبوا أنفسكم قبل يوم المعاد وجاهدوا في الله حق الجهاد يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: جهاد النفس أربع مراتب: أحدها: أن تجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به. ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين. الثانية: أن تجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها. الثالثة: أن تجاهدها إلى الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات ولا ينفعه علمه، ولا ينجيه من عذاب الله. الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ويتحمل ذلك كله لله ) انتهى كلامه رحمه الله. فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين، فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانياً حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلمه فمن علم وعمل وعلم فذلك يدعي عظيماً في ملكوت السموات. وفي وصية لقمان لإبنه قال: ( يا بني، إن الإيمان قائد والعمل سائق والنفس حزون، فإن فتر سائقها ضلت عن الطريق وإن فتر قائدها حزنت فإذا اجتمعا استقامت ). إن النفس إذا أطمعت طمعت، وإذا فوضت إليها أساءت وإذا حملتها على أمر الله صلحت، وإذا تركت الأمر إليها فسدت فاحذر نفسك واتهمها على دينك وأنزلها منزلة من لا حاجة له فيها ولا بد له منها وإن الحكيم يذل نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحقوإن الأحمق يخير نفسه في الأخلاق فما أحبت منها أحب وما كرهت منها كره لا شك أن النفس تكره مشقة الطاعة وإن كانت تعقب لذة دائمة وتحب لذة الراحة وإن كانت تعقب حسرة وندامة. فهي تكره قيام الليل وصيام النهار، وتكره التبكير في الذهاب إلى المسجد، فكم من شخص يجلس الساعات في المقاهي والأسواق ويبخل بالدقائق القليلة يجلسها في المسجد، تكره إنفاق المال في طاعة الله، تكره الجهاد في سبيل الله. كما قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة:216] تكره الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تكره القيام بالإصلاح بين الناس، وهكذا ما من طاعة إلا وللنفس منها موقف الممانع المعارض، فإن أنت أطعتها أهلكتك وخسرتها كما قال تعالى: قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الزمر:15]. النفس أنت أطعتها فقد ظلمتها حيث عرضتها لسخط الله وعقابه وأهنتها وأنت تظن أنك قد أكرمتها حيث |
|
hp`v hgavd; hgo,~hk hgavd; |