وذكر أبو الشيخ من حديث الأعمش عن مجاهد عن يزيد ابن شجرة
قال : (( إن السيوف مفاتيح الجنة ))
وفي المسند من حديث معاذ ابن جبل قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ألا أدلك على باب من أبواب الجنة ؟
قلت : بلى ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ))
وقد جعل الله سبحانه وتعالى لكل مطلوب مفتاح يفتح به
فجعل مفتاح الصلاة الطهور كما قال صلى الله عليه وسلم :
(( مفتاح الصلاة الطهور ))
ومفتاح الحج الاحرام
ومفتاح البر الصدق
ومفتاح الجنة التوحيد
ومفتاح العلم حسن السؤال وحسن الاصغاء
ومفتاح النصر والظفر الصبر
ومفتاح المزيد الشكر
ومفتاح الولاية المحبة والذكر
ومفتاح الفلاح التقوى
ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة
ومفتاح الاجابة الدعاء
ومفتاح الرغبة في الاخرة الزهد في الدنيا
ومفتاح الايمان التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه
ومفتاح الدخول على الله إسلام القلب وسلامته له
والاخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك
ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن والتضرع بالأسحار
وترك الذنوب
ومفتاح حصول الرحمة الاحسان في عبادة الخالق
والسعي في نفع عبيده
ومفتاح الرزق السعي مع الاستغفار والتقوى
ومفتاح العز طاعة الله ورسوله
ومفتاح الاستعداد للأخرة قصر الامل
ومفتاح كل خير الرغبة في الله والدار الاخرة
ومفتاح كل شر حب الدنيا وطول الامل
وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم ،
وهو معرفة مفاتيح الخير والشر ،
لا يوفق لمعرفته ومراعاته إلا من عظم حظه وتوفيقه ،
فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر
مفتاحاً وباباً يدخل منه إليه
كما جعل الشرك والكبر والاعراض عما بعث الله به رسوله ،
والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحاً للنار
وكما جعل الخمر مفتاح لكل إثم ،
وجعل الغنى مفتاح الزنا
وجعل إطلاق النظر في الصور مفتاح الطلب والعشق
وجعل الكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان
وجعل المعاصي مفتاح الكفر
وجعل الكذب مفتاح النفاق
وجعل الشح والحرص
مفتاح البخل وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حله
وجعل الاعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مفتاح كل بدعة وضلالة
وهذه الامور لايصدق بها إلا كل من له بصيرة صحيحة وعقل
يعرف به مافي نفسه وما في الوجود من الخير والشر ،
فينبغي للعبد أن يعتني كل الاعتناء بمعرفة المفاتيح
وما جعلت المفاتيح له ،
والله من وراء توفيقه وعدله ،
له الملك وله الحمد وله النعمه والفضل
(( لايُسئل عما يفعل وهم يسُئلون ))
(وفي الختام صلوا على الهادي الامين محمد
خير خلق الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم )