كانت الساعة تشير للتاسعة والنصف حينما استيقظ المهندس كمال من نومه و النشاط يدب في كيانه
...كذلك مدلين كانت تشعر بأمل جديد لحياتها
تشعر أنها في أمان اليوم .....
كما أسرع الدكتور جلال عوني بكل مرح وسعادة لطلب وجبة الإفطار من مدلين
عمت السعادة على وجوه الجميع بشكل ملحوظ وغير طبيعي
وأخذ الدكتور علاء يتفحص الجميع فرداً فرداً
وبالرغم أنه كان يشعر بنفس الإحساس
ألا أنه لا يعرف لها سببا
الكل مبتسمون بشكل مستمر
ما عادا قائد القارب القبطان عماد
الذي ظل منهمكا في المراقبة
أقترب المهندس كمال من مدلين التي أخذت
تبتسم والسعادة تملأ عينيها
وقال هامسا وهو يلمس شفتاها برقة
= هل تودين أن أقوم بمساعدتك
ضحكت مدلين وهتفت حسنا
ولكن أحذر أن تضع السم على الطعام مثل المرة السابقة
= فلقد كاد أن يأكله جمال هل كنت متعمدا أيها الشيطان اللعين ؟
وأطلقت ضحكة رنانة
أغضبت الدكتور علاء الذي جاء تجاههما
ووبخ كمال على جرأته أمامهم
ثم توجه إلى مدلين وصفعها بقوة أدمت شفتيها
ضحك المهندس كمال ضحكة عالية وقال في سخرية
= أنظري لشفتيك أيتها الفاتنة لقد أدمت بفعل فاعل
قالت مدلين في تعجب ودهشة وهي تمسك شفتيها
= لما ضربتني يا دكتور علاء ألا تروق لك ضحكتي
لم يجبها الدكتور علاء الذي ظل صامتا
ولم يجب وترك المكان مشمئزا
مما رأى من مشهد منحل في نظره
وأجتمع الجميع على طاولة الطعام ما عادا القبطان عماد
الذي ظل يراقب العدادات الرقمية للقارب في قلق
وأخذ كل منهم يتناول الطعام في صمت
ولم يجرا أحد بالنظر للآخر خجلا مما حدث
كان موقفا محرجا وغريبا من مدلين وكمال
والدكتور علاء الذي نفذ صبره فجأة
ولكن هب جلال عوني من مكانه وصرخ
وقد جحظت عيناه
=توقفوا عن الأكل
هذا الطعام فيه سماً
توقف الجميع عن الأكل
قام جمال وأمسك برقبة كمال وقال
وقد جز على أسنانه غيظا
أيها القاتل .......تريد الخلاص مني أعلم أنا المقصود
ولكني
سوف أقتلك أنت وتلك الفتاه اللعوب
= صاح الدكتور علاء في غضب شديد
أخرصوا جميعا لسنا هنا لنقتل بعضنا
ما دليلك على ما تقول يا دكتور جلال
أشار الدكتور جلال تجاه الأطباق قائلا
= أنظروا إلى الأطباق أنها عصافير ميتة بالداخل
هذا دليل أنه مسمومة وإلا كيف ماتت العصافير
= صاح جمال نعم لقد أكلتها وهي بريشها كم هذا مقزز
وهتفت مدلين
ولكن هذا طبيعي لأنها مطبوخة أنها ماتت من الطبخ
أسرع كمال وسحب مدلين خلفه ودخل المطبخ وأغلق خلفهما الباب
وهتف هامسا لا تحاولي الخروج
لقد وضعت السم في الطعام لكي أقتلهم
ونعود ونتزوج إن خرجت سوف يلقون بنا في البحر
ارتعبت مدلين وتراجعت وهم أكلوا منه وأنا أيضا
= أطمئني لم تأكلي منه لقد وضعتها في أطباقهم
أما أنت وضعت في طبقك سما حقيقيا
هتفت مدلين ببرود متناهي
= حسنا وأبي ؟ كيف اصل اليه
أجاب بصبر نافذ
=يا مدلين لقد مات أبوك عرفت هذا من الدكتور علاء
البارحة نحن ضحية له جميعا
لقد أخفى علينا هذا ولا يعلمه غير جلال عوني
لكي يكمل ما بدأه رامز علام من أبحاث على حسابنا
فزعت مدلين وأخذت تصرخ وتصرخ بكل قوتها
= هل مات أبي آآآآآآه أيها الكاذبون
خرجت مدلين وجرت تجاه الدكتور علاء
وأخذت تضربه بكل قوتها وهي تصرخ وتصرخ
حاول الدكتور جلال عوني منعها وأمسك معصمها
وكتفّها بذراعيه حاولت تستنجد بكمال
ولكن ظل كمال واقفا ينظر ولا يتقدم
بأي خطوة لمساعدتها
في تلك الساعة أسرع جمال وأخذ سكينا وظل يطعن في كمال صارخا
أيها القاتل سوف أنهى العالم من شرك
وهنا......
سمع الدكتور علاء مختار القبطان عماد وهو يحاول أن يوقظه........
قام الدكتور علاء مختار وهو جاحظ العينين
وأخذ يتفحص ما حوله بعينيه
وأيقن أنه كان مجرد كابوس
كان العرق قد أغرق وجهه
أعتدل في جلسته ورأى القبطان عماد يحاول إيقاظه
وهو في منتهى القلق
وهتف
= أستيقظ يا رجل يبدو انك كنت تعاني من كابوسا
لقد اعتقدت أنك تنازع من الموت ظللت أحاول إيقاظك منذ دقيقة كاملة بلاجدوى لقد قلقت عليك
وتنفس الدكتور علاء بعمق وقال بعد النظر
في ساعته
= أنها الثالثة ليلا
=أين الجميع ؟؟؟؟؟
تعجب القبطان ورد
==نائمون طبعا
وفعلا
لقد كان الجميع نائمون
الدكتور علاء مختار والدكتور جلال عوني
والمهندس كمال ومدلين وجمال الصحفي
هتف الدكتور علاء مرتاحا
=الحمد لله لقد كان مجرد كابوسا .....يا له من كابوس بغيض
دقائق وسمعا مدلين تصرخ
أسرع الدكتور علاء والقبطان عماد فزعين
دخل الدكتور علاء وأخذ يوقظ مدلين ولكن ....
الفتاة لا تريد أن تصحو أخذ الدكتور علاء
يهزها بعنف ولم تستيقظ
حتى قام برش عطر قوى على أنفها
أحضره من فوق تسريحتها
أفاقت مدلين وهي تنظر فزعة والخوف قد ملئ عينيها
و تسارعت أنفاسها
وأخذت تنظر بشك في وجه علاء مختار وهتفت في خوف
=أين أنا ؟
رد ببساطة
= في فراشك كنت تحلمين بكابوس عزيزتي لا تقلقي
وابتسم يطمئنها
= لا تقلقي فلقد كنت في كابوس أنا الآخر منذ قليل
تصوري ؟
رأيت أنني أصفع هذا الوجه الرقيق
وضحك ضحكة قصيرة
ولكن مدلين لم تضحك وقالت بخوف
هل صفعتني حقا ؟
رد الدكتور علاء مداعبا ضاحكا
= نعم وهل آلامك هذا ؟ أسف على كل حال
ولكن استطردت مدلين بدون حتى أن تبتسم
=لأنني ضحكت بخلاعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
توقف الدكتور علاء عن الضحك
وظل الإثنين يحدقان في بعضهما برهة
قال الدكتور بعدها وهو يسأل مدلين
= لأن كمال كان يضع السم في أطباقنا في الحلم ؟.....
ردت مدلين وقد تسارعت نبضات قلبها
وجلال عوني أكتشف ذلك؟
تسمرالدكتور علاء فترة بعدها قام وهويجري بأقصى سرعه
وهويصرخ طالبا من القبطان عماد
أن يوقظ جمال بينما ذهب هو ليوقظ
المهندس جلال عوني وطلب من مدلين
بأن توقظ كمال
لقد كان الجميع ضحية لحلم جماعي
ما عدا القبطان الذي ظل ساهرا لكي يراقب
لو كان القبطان عماد نائما لما استيقظ منهم احد
حتى يشاء الله
أجتمع الجميع بأمرفوري من الدكتور علاء
وطلب من كل واحد أن يكمل ما قصه الأخر
ظل الجميع حائرين لهذه الظاهرة الغريبة
التي ألمت بهم
حلم جماعي ؟؟؟؟؟ وكأنهم يعيشون أحداث حقيقة
أسرع بعدها كمال ليتأكد من سطح القارب الذي أصدر بنفسه أمرا بإغلاقه لدواعي السلامة
ولم يفتح حتى هذه اللحظة إذن كان حقا حلما جماعيا
أطرق رأسه إلى الأرض وحاول أن يمسح دمعة خرجت من عينيه ......
لقد كان مجرد حلما إذن
حتى لحظاته الرومانسيه مع مدلين كانت كذلك
أستبد القلق بالجميع وسيطر عليهم كليا
حلم جماعي ؟؟؟؟
هتف الصحفي جمال
= ربما يكون شيء مصادفة
تذمر الدكتور علاء وهتف
= ليس هناك شيء في الحياة أسمه صدفه
كل شيء في حياتنا له تفسير علمي
وهذا لابد له من تفسير بكل تأكيد
ولكن جمال الذي فقد السيطرة عن
شعوره من الخوف والقلق وصاح صارخا
= وهل كانت تلك الجزيرة التي كنا نعاني فوقها من الخرافات حقيقة علميه
غضب الدكتور علاء ووقف أمام جمال وقال
=لقد فسرت لكم ما حدث فإما أن تقبل به أو ترفضه أنت
وثقافتك .......
ولست مسئولا أبدا عن قلة معرفتك بأمور كان يجب أن تعرفها جيدا
رجع الدكتور إلى مقعده وقال بعد أن صمت برهة
= يجب أن نكون حذرين لقد حان دور القبطان عماد في النوم لسهره طوال الليل سوف نراقبه جيدا ونرى والله المعين .....
تولى المهندس كمال المراقبة وذهب القبطان عماد للراحة والإخلاد للنوم .......
.وجلس البقية للمراقبة
فلا نوم .........
2
الزمن .....أين ذهب؟
كانت حالة القبطان مزرية أشعرت الجميع بالكآبة
فلقد تعرض لكابوس فظيع قام بعدها وهو يهذي
ولم يستطع أن يكمل نومه ولكن لم يكن هذا فقط
الذي أشعر الجميع بالكآبة ....
فلقد كان النوم يسيطر عليهم تماما
كانوا يقاومون النوم وكأنهم في صراع مع عدو
أراد أن يحتل كيانهم ......
كانت أعصاب الجميع متوترة جدا
قامت مدلين بعد أن أخذت من غرفة الإسعافات
جرعة منشطة لكي تبقى مستيقظة
حتى وصل الأمر بأن جمال أصبح عصبيا
يكسر كل ما يمر أمامه
وبعدها لم يكن منه ألا أن أستسلم للنوم
وكذلك الدكتور جلال عوني
بعدها تلته مدلين التي لم ينفع معها جرعه المنشط القويه
التي تناولتها .........ثم القبطان .........ثم .........ا
الدكتور علاء مختار
وتوالت أحداث الكوابيس .......
بكل شراسه
ولم يستطع أن يستيقظ أحد منهم وظلوا يعانون من صراعها
حتى .......
أستيقظ الجميع فجأة ليجدوا
أنفسهم يسمعون صفيرا قويا جبارا يصم الآذان
لم يكن منهم إلا أن قاموا بسد آذانهم ........
أنه الإنذار الذي قام بوضعه المهندس كمال متعمدا
حين تأكد أن الحالة ربما تنتابهم جميعا في وقت واحد ......
كانت حركة ذكية من المهندس كمال
فلقد قام بوضع مكبر الصوت وأشغله
ووضعه أمام جرس الإنذار ووقته بوقت معين
وعندما انتهى التوقيت
عمل التنبيه وبالتالي رن الجرس .....
كل هذا عندما لاحظ الجميع يعاني من سيطرة النوم
كان الدكتور علاء فخورا بما فعله المهندس كمال
فهو يشيد بذكائه دائما وحسن تصرفه
ولكنه كان يلاحظ الحزن في عينيه
فطلب أن يرافقه في غرفته الخاصة
وأغلق الدكتور علاء الغرفة وقدم كوبا
من عصير الليمون لكمال وقال هامسا بعد أن أقترب منه .....
= أعلم أنك تحبها .......
ولكنك لاتجرؤ على مصارحتها
=أطرق المهندس كمال رأسه ...ولم يجب ..
ولكن الدكتور علاء أستطرد قائلا
وهو ينظر من شباك غرفته
=هذا الحلم فضح كثيرا ما بداخلنا
فضح إحساسك أمام الجميع تجاه مدلين
وجعل مشاعرك تظهر للعلن
وفضح مدلين بشكها وظنها بأننا نخدعها
وذهبنا لكي نكمل بحوثنا العلمية خلف رامز علام
لقد ظنت أننا قتلناه
عندما تركناه يذهب لتجربه القارب وحده
وفضح أيضا كره جمال لك لتعلقه هو الآخر بمدلين
وفضحني أيضا هذا الكابوس عندما تمنيت أن أصفع مدلين لأنني كنت أحس بنظراتها المريبة
فو الله ما أصرت على المجيء
إلا لكي تتأكد من ظنونها بنا
وجلال عوني فضح أمامها أنه يراقب تصرفاتها عندما كتفها بذراعيه في الحلم حتى لا تؤذيني
يا الله على حكمتك عندما أخفيت عنا ما يلج في قلوب بعضنا لبعض من مشاعر .....
ذهل المهندس كمال من تحليل الدكتور عوني
فكل كلامه صحيح ومنطقي للغاية
فقال متعجبا
=نفس ما فكرت به أنا
رد الدكتور علاء
=نعم .......كل منا يدور في رأسه نفس هذا التحليل
هناك ....قوة خفية تحاول ان تفسد بيننا
و فضحنا أمام بعضنا لتفكك من ترابطنا
وترمي الشك والبغض بيننا ولكن .........
لا أعلم ماذا أقول لقد أدخلتنا هذه القوة الشيطانية
كلنا في حلم لكي تفضحنا أمام بعضنا
وما أن أنتهى الدكتور علاء من جملته الأخيرة
حتى
دخل القبطان عماد وهو يصيح بأعلى صوته
= مهندس كمال هناك إشارة قويه للقارب الأصلي
وجدنا مكان الدكتور رامز علام
أسرع الإثنين لغرفة القيادة
وتلاهم مدلين والدكتور جلال وجمال
كادت مدلين تفقد عقلها حين رأت الإشارة
وأخذت تصيح موجه كلامها للدكتور علاء
= أبي يا دكتور ....أبي ......أنه مكان أبي
ولكن ما مرت ثانية حتى اختفت الإشارة
ودارت ساعات التوقيت بسرعة فائقة ثم .......
توقفت
= صرخت مدلين لا لا تتوقفي لا أعملي
حاول الدكتور علاء تهدئتها وفجأة .....
حل ظلام مفاجيء بعد أن كانت
الشمس مشرقة .
وأنقطع التيار الكهربائي عن القارب ...
صاح كمال
=لقد أنطفأ المحرك والمولد الكهربائي أسرعوا لغرفة التحكم بالمحرك بسرعة .......
جرى الجميع بأقصى سرعتهم للغرفة وحاول المهندس كمال تشغيل المحرك وعندما نجح في ذلك بعد عددت محاولات فاشلة
........ شعر الجميع بعدها
برياح قوية و مفاجئة هزت القارب بقوة شديدة مما أفقدهم توازنهم
وألقاهم على الأرض كان القارب يهتز بقوة وعنف
غير طبيعيا لم يستطع الجميع
إلا أن يتمسك كل منهم بشيء ثابت
ماعادا جمال الذي لم يستطع التمسك
حاول كمال أن يمسك جمال ومد يده ولم تتلاقى أيديهم
فأرتطم جمال بطرف سلم الطوارئ و.......غاب عن الوعي
...بدأ القارب يدور حول نفسه بشكل قوي
والعاصفة قد ساعدت على ذلك وبدأ القارب في الغرق ...
كان الماء يحيط بهم من كل جانب
وهم ملقون على الأرض صرخ الدكتور علاء
= لنستشهد جميعا ونستغفر الله
ولكن ما نطق الدكتور علاء بهذه الكلمات وبدأ في الاستشهاد
حتى شعر بأنفاسه تخنق
وكأن هناك ما كان يمنعه حاول كثيرا
ولكن كان يختنق أسترق النظر إلى الجميع
وجدهم يعانون من نفس ما يعانيه
وبدأ القارب في الدوران الشديد وقد علت المياه ووصلت
لخاصرتهم
وهم يحاولون الكلام أو الصراخ وفي هذه اللحظة ....
تلك الأصوات التي تحيط بهم أصوات مخيفة وناس يعذبون
وصراخ أطفال يبكون بشدة وهمهمة
وكلمات غير مفهومة وكأنها تخرج من الأفواه بالمقلوب
توقفت الساعات ........
وكل ما كانوا يريدون معرفته من الوقت ولكن ......
.لا يتذكرون شيئا
ولا يعلمون في أي وقت هم
أصبح الظلام دامس
ولم يستطيعون حتى أن يرون حتى بعضهم
لا صراخ ولا استنجاد ولا بكاء أصواتهم مختنقة
ولا يستطيعون حتى التنفس أو الاستنشاق ولا حتى بالدوران الشديد الذي ألم بالقارب......
.
لقد دخل القارب في دوامة وفي ثواني كان القارب
...يغرق
قريبا جدا بقية الاجزاء