(( من سعادةة إبن آدم إستخارةة الله , ومن سعادةة بني آدم رضاهـ بما قضى الله , ومن
شقوةة إبن آدم تركهـ إستخارةة الله , ومن شقوةة إبن آدم سخطهـ بما قضى الله )) الإستخارهـ لغهـ : طلب الخيرهـ في الشيئ , اصطلاحا : طلب الإختيار , أي طلب صرف الهمهـ لما هو المحتار عند الله
والأولى بـ الصلاهـ أو الدعاء الوارد في الإستخارهـ ..!
وهي : طلب الخيرهـ في شيئ , وهي إستفعال من الخير أو من الخيرهـ ,
وتكون بـ أن يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضةة ويسلم , ثم
يحمد الله ويصلي على نبيهـ ثم يدعو بنص الدعاء ..!!!
أجمع العلماء على أن الإستخارهـ سنهـ , ودليل مشروعيتها مارواهـ البخاري عن جابر
رضي الله عنهـ (( اللهم إني أستخيركـ بـ علمكـ .. وأستقدركـ بـ قدرتكـ .. وأسألكـ من فضلكـ
العظيم .... ))
إن العبد في هذهـ الدنيا تعرض لهـ أمور يتحير منها وتتشكل عليهـ , فـ يحتاج
لـ اللجوء إلى خالق السموات والأرض وخالق الناس , يسألهـ رافعا يديهـ ,
داعيا مستخيرا بـ الدعاء , راجيا الصواب في الطلب , فـ إنهـ أدعى لـ الطمأنينهـ
وراحةة البال , فـ عندما يقدم على عمل ما كـ شراء سيارهـ , أو يريد الزواج أو
يعمل في وظيفهـ معينهـ أو يريد سفرا فـ إنهـ يستخير لهـ ...
يقول شيخ الإسلام إبن تيميهـ : {{ ماندم من إستخار الخالق , وشاور المخلوقين , وثبت في أمرهـ }}
وقال سبحانهـ وتعالى : [[ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لأنفضو من حولكـ فاعف عنهم وأستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ]]
وقال قتادهـ : << ماتشاور قوم يبتغون وجهـ الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم >>
وقال النووي رحمهـ الله تعالي في باب الإستخارهـ والمشاورهـ : "" والإستخارهـ مع الله , والمشاورهـ مع أهل الرأى والصلاح , وذلكـ أن الإنسان عندهـ قصور أو تقصير , والإنسان خلق ضعيفا , فقد تشكل عليهـ الأمور , وقد يتردد فيها فـ ماذا يصنع ""
عن جابر رضي الله عنهـ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الإستخارهـ في
الأمور كلها كما يعلمنا السورهـ من القرآن يقول : إذا هم أحدكم بـ الأمر فليركع ركعتين
من غير الفريضةة ثم ليقل : (( اللهم إني أستخيركـ بـ علمكـ .. وأستقدركـ بـ قدرتكـ .. وأسألكـ من فضلكـ العظيم فـ إنكـ تقدر ولا أقدر .. وتعلم ولا أعلم .. وأنت علام الغيوب .. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر
((هنا تسمي حاجتكـ)) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةة أمري أو قال : عاجل أمري وآجلهـ , فـ أقدرهـ لي ويسرهـ لي ثم باركـ لي فيهـ .. اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر
((هنا تسمي حاجتكـ)) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةة أمري أو قال: عاجل أمري وآجلهـ , فـ أصرفهـ عني وأصرفني عنهـ , وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني بهـ ((ويسمي حاجته)) )) ..!!! * تتوضأ وضوئكـ للصلاهـ , * النيهـ .. لابد من النيهـ لـصلاةة الإستخارهـ قبل الشروع فيها , * تصلي ركعتين .. والسنهـ أن تقرأ بـ الركعهـ الأولى بعد الفاتحهـ بـ سورةة (( قل
ياأيها الكافرون)) وفي الركعهـ الثانيهـ بعد الفاتحهـ بـ سورةة (( قل هو الله أحد )) * وفي آخر الصلاةة تسلم , * بعد السلام من الصلاةة ترفع يديكـ متضرعا إلى الله ومستحضرا عظمتهـ وقدرتهـ
ومتدبرا بـ الدعاء , * في أول الدعاء تحمد وتثني على الله عز وجل بـ الدعاء .. ثم تصلي على النبي
صلى الله عليهـ وسلم , والأفضل الصلاةة الأبراهيميهـ اللتي تقال بـ التشهد (( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على أبراهيم وآل إبراهيم وباركـ
على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنكـ حميد مجيد )) * ثم تقرأ دعاء الإستخارهـ (( اللهم إني أستخيركـ بـ علمكـ وأستقدركـ بـ قدرتكـ
إلى آخر الدعاء )) * وإذا وصلت عند قول (( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر هنا تسمي الشيئ المراد لهـ ))
مثال : اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (( سفري إلى بلد كذا أو شراء سيارةة كذا أو الزواج
من بنت فلان ابن فلان أو غيرها من الأمور )) ثم تكمل الدعاء وتقول : خير لي في ديني
ومعاشي وعاقبةة أمري أو قال عاجل أمري وآجلهـ فأقدرهـ لي ويسرهـ لي ثم باركـ
لي فيهـ ...
تقولها مرتين مرهـ بـ الخيرهـ ومرهـ بـ الشر كما بـ الشق الثاني من الدعاء : وإن
كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةة أمري ...
إلى آخر الدعاء ...!!!! * ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم , كما فعلت بـ المرهـ الاولى الصلاهـ
الإبراهيميهـ اللتي تقال بـ التشهد , * والآن إنتهت صلاةة الإستخارهـ .. تاركا أمركـ إلى الله .. متوكلا عليهـ .. وأسعى في طلبكـ
ودعكـ من الأحلام أو الضيق اللذي يصابكـ , ولا تلتفت إلى هذهـ الأمور بـ شيئ وأسعى
في أمركـ إلى آخر ماتصل إليهـ , الطريق الأول : إستخارةة رب العالمين عز وجل اللذي يعلم ماكان وما يكون
وما لم يكن لو كان كيف يكون .!! الطريق الثاني : إستشارةة أهل الرأي والصلاح والأمانهـ , قال سبحانهـ وتعالى : (( وشاورهم في الأمر ))
وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم , وقال سبحانهـ وتعالى : (( فاعف عنهم وأستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ))
وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو أسد الناس رأيا وأصوبهم صوابا يستشير أصحابهـ
في بعض الأمور التي تشكل عليهـ وكذلكـ خلفائهـ من بعدهـ كانو يستشيرون
أهل الرأي والصلاح ..!!!
أختلف العلماء هل المقدم المشورهـ أو الإستخارهـ ؟ والصحيح مارجحهـ الشيخ محمد
بن صالح العثيمين رحمهـ الله ــ شرح رياض الصالحين ــ أن الإستخارهـ تقدم أولا
لـ قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا هم أحدكم بـ الأمر فليركع ركعتين
إلى آخرهـ ...)) ثم إذا كررتها ثلاث مرات ولم يتبين لكـ الأمر فـ أستشير , ثم ما أشير
عليكـ بهـ فخذ بهـ وإنما قلنا : إنهـ يستخير ثلاث مرات , لأنهـ من عبادةة النبي
صلى الله عليه وسلم أنهـ إذا دعا دعا ثلاث , وقال بعض أهل العلم أنهـ يكرر
الصلاهـ حتى يتبين لهـ للأنسان خير الأمرين ..!!! * أن يكون ذا رأي وخبرهـ في الأمور وتأن وتجربهـ وعدم تسرع , * أن يكون صالحا في دينهـ لأن من ليس صالحا في دينهـ ليس بـ أمين , عن أنس بن مالكـ
رضي الله عنهـ يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لا إيمان لمن لا أمانهـ
لهـ ولا دين لمن لا عهد لهـ )) لأنهـ إذا كان غير صالح في دينهـ فـ إنهـ ربما يخون
والعياذ بـ الله , ويشير بما فيهأ الضرر , أو يشير بما لاخير فيهـ , فـ يحصل بـ ذلكـ
من الشر ما لله بهـ علم ..!!! * عود نفسكـ الإستخارهـ في أي أمر مهما كان صغيرا .. * أيقن بـ أن الله تعالى سيوفقكـ بماهو خير , وأجمع قلبكـ أثناء الدعاء وتدبرهـ وأفهم
معانيهـ العظيمهـ .. * لايصح أن تستخير بعد الفريضهـ , بل لابد من ركعتين خاصهـ بـ الإستخارهـ .. * إن أردت أن تستخير بعد سنةة راتبةة أو صلاةة ضحى أو غيرها من النوافل
فيجوز بـ شرط أن تنوي الإستخارهـ قبل الدخول في الصلاة , أما إذا أحرمت بـ الصلاةة
فيها ولم تنو الإستخارهـ فلا تجزئ .. * إذا أحتجت إلى الإستخارهـ في وقت نهي (( أي الأوقات المنهي الصلاةة فيها ))
فـ أصبر حتى تحل الصلاةة , فـ إن كان الأمر اللذي تستخير لهـ يفوت فصل في وقت النهي
وأستخر ... * إذا منعكـ مانع من الصلاةة ــ كـ الحيض للمرأهـ ــ فـ إنتظر حتى يزول المانع , فإن كان
الأمر اللذي تستخير لهـ يفوت وضروري , فـ إستخر بـ الدعاء دون صلاةة .. * إذا كنت لا تحفظ دعاء الإستخارهـ فـ أقرأهـ من ورقهـ أو كتاب , والأولى
أن تحفظهـ .. * يجوز أن تجعل دعاء الإستخارهـ قبل السلام من الصلاةة , ــ أي بعد التشهد ــ
كما يجوز أن تجعلهـ بعد السلام من الصلاةة .. * إذا أستخرت فـ أقدم على ما أردت فعلهـ وأستمر فيهـ , ولاتنتطر رؤيا في المنام
أو شيئ من ذلكـ .. * إذا لم يتبين لكـ الأصلح فيجوز أن تكرر الإستخارهـ .. * لاتزد على هذا الدعاء شيئ , ولا تنقص منهـ شيئ وقف عند حدود النص .. * لاتجعل هواكـ حاكما عليكـ فيما تختارهـ , فلعل الأصلح لكـ في مخالفةة ماتهوى نفسكـ (( كـ الزواج من بنت معينهـ أو شراء سيارهـ معينهـ أو غير ذلكـ )) بل ينبغي
للمستخير تركـ إختيارهـ رأسا وإلا فلا يكون مستخيرا الله , بل يكون غير صادق
في طلب الخيرهـ .. * لاتنس أن تستشير أولي الحكمهـ والصلاح وأجمع بين الإستخارهـ والإستشارهـ .. * لا يستخير أحد عن أحد , ولكن ممكن جدا أن تدعو الأم لـ إبنها أو إبنتها أن
يختار الله لها الخير , في أي وقت وفي الصلاةة , في موضعين : الأول ,، في السجود الثاني ,، بعد الفراغ من التشهد والصلاةة على الرسول صلى الله عليه وسلم بـ
الصيغهـ الإبراهيميهـ .. * إذا شكـ في أنهـ نوى للإستخارهـ وشرع في الصلاةة ثم تيقن وهو في الصلاةة
فـ ينويها نافلةة مطلقهـ , ثم يأتي بـ صلاةة جديدهـ للإستخارهـ .. * إذا تعددت الأشياء فهل تكفي فيها إستخارهـ واحدهـ أو لكل واحدهـ إستخارهـ ؟ الجواب : الأولى والأفضل لكل واحدهـ إستخارهـ وإن جمعها فلا بأس .. * لا إستخارهـ في المكروهات من باب أولى المحرمات .. * لايجوز الإستخارهـ بـ المسبحهـ أو القرآن , وإنما تكون الإستخارهـ بـ الطريقهـ
المشروعهـ بـ الصلاةة والدعاء ...
يعتقد العامهـ بـ أن لـ صلاةة الإستخارهـ رؤيا بعدها , تكون بشارهـ لـ تحقق الأمر أو نحوهـ
وهذا خطأ شائع فلا رؤيا ولا أحلام أو منامات أو غيرهـ , بل تتوكل على الله في آداء
الأمر قال تعالى ( فإذا عزمت فتوكل على الله )) فإن هيأ الله لكـ الأمر وسددكـ فيهـ
وسهلهـ لكـ فهو كذلكـ وإن أبعدكـ عنهـ فهذا قدر الله ..!!
إذا أراد الرجل أو المرأهـ الإستخارهـ في الخطبهـ أي (( الزواج )) وجب أيضا الإستشارهـ
والأخذ بـ الأسباب , كما في حديث فاطمه بنت قيس عندما خطبها معاويه وأبو جهم
بن حذيفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أما أبو جهم فلا يضع عصاهـ من عاتقهـ , وأما معاويه فصعلوكـ لا مال لهـ , أنكحي أسامه بن زيد , قالت : فكرهتهـ , ثم قال : أنكحي أسامه بن زيد , فنكحتهـ , فجعل الله في ذلكـ خيرا وأغتبطت بهـ )) ..!!!
قال عبد الله بن عمر: (( إن الرجل لـ يستخير الله فيختار لهـ , فـ يسخط على ربه , فلا يلبث أن ينظر في العاقبهـ فإذا هو قد خار لهـ ))
وفي المسند من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من سعادةة أبن آدم إستخارتهـ الله تعالى , ومن سعادةة أبن آدم رضاهـ بما قضاهـ الله , ومن شقوةة أبن آدم تركهـ إستخارةة الله عز وجل , ومن شقوةة أبن آدم سخطهـ بما قضى الله ))
قال أبن القيم فـ المقدور يكتنفهـ أمران :
(( الإستخارهـ قبلهـ ))
(( الرضا بعدهـ))
وقال عمر بن الخطاب : لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكرهـ , لأني
لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكرهـ ..
فيا أيها العبد المسلم لاتكرهـ النقمات الواقعهـ والبلايا الحادثهـ , فلرب أمر
تكرههـ فيهـ نجاتكـ , ولرب أمر تؤثرهـ فيهـ عبطكـ , قال سبحانه وتعالى : (( وعسى أن تكرهو شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبو شئا وهو شرا لكم
والله يعلم وأنتم لا تعلمون ))
وفقكم الله لما فيهـ الخير والصلاح
أتمى يعجبكم موضوعي
منجد تعبانهـ عليهـ
لـ روحكـم أكاليـــــــل الياسمين ... |
|
|