في أول يوم من أيام دراستي بالتحديد في السنة الأولى من دراستي الثانوية
دخلت إلينا معلمة مسنة سورية الجنسيه كانت تدرس الكيمياء
لم اشهد مثلها قط في حياتي الدراسية راقيه لأبعد حد و في كل شيء في سلوكها بوجه عام راقيه في اختيار عباراتها في ثقافتها الفكرية حتى في ملبسها وفي كمال عقلها
في ضميرها اليقظ في تدينها في طريقة ارتدائها للحجا ب في دقة مواعيدها
أعجبت بشخصية تلك المعلمه وقررت على الفور ان أتخذها قدوة
....قررت
أن أرتقي في سلوكياتي وفكري وثقافتي بوجه عام
أخذني الشغف لمعرفة كل شيء عنها ........
كيف تعيش هذه المرأة وكيف تمارس حياتها بكل دقة
فادعيت انني احتاج الى دروس خصوصية حجة للوصول لما أريده
ولكن....للأسف رفضت لأنها كانت ضد الدروس الخصوصية وعرضت على ان انضم الى مجموعتها
المجانية والتي كانت تسمى فصول التقوية وفشلت المحاوله الاولى والأخيرة لأنها استقالت بعد فترة بسبب عودتها لسوريا
وحزنت لذلك ولم يبقى امامي غير ابقاء ذكرى جميلة لمعلمة محترمة
وحبي لها كان دافعا لمعرفة المزيد عن دولة سوريا وطبائع الشعب السوري
قررت بعدها أن اقرأ تاريخ هذا الشعب العظيم
وقع في يدي كتاب يتحدث عن تاريخ الدوله الاموية وتاريخ
دمشق وبهرت بتاريخها العظيم أحببت دمشق وبدأت اهتم بكل
شيء يخص سوريا والتي أسميها سوريا العظمى وبما ان كثير من الشعب السوري يقيمون في السعوديه فكان الاختلاط بهؤلاء الناس ميسور لحد كبير وأصبح لى صديقات دخلت بيوتهن ورأيت كيف يعشن وعلمت انني اتعامل مع جنس جميل من البشر مختلف عن بقية الاجناس في أمور معينة بشكل ملحوظ .
مختلفون في طريقة معيشتهم يحبون النظام بشكل مبهر
ويدققون في ذلك بشكل أعظم
السلوك والتصرفات توحي بأنك في مدرسه نظاميه
ترفض العشوائية والعبث والا مبالاة أذكياء إلى حد ربما يشعرك في لحظة ما بأنك ضعيف التفكير لا يحبون كثرة الكلام ويخرجون الفاظهم بعناية فائقة والويل لك ثم الويل لو أنك استهنت يوما بطريقة تفكيرهم صدقني لن ينسوا لك ذلك
لا يحبون الأحمق وينبذونه بعنف والسخرية ملاذهم في التخلص منه في الحال
لا تستطيع خداعهم بسهوله وان استطعت فلن تنجو بعد
اكتشافهم ذلك
لا يحبون الكذاب ابدا ....
مع انهم احيانا يراوغون للوصول الى ما يريدون ولكن دون الكذب ولا تعرف انت كيف ؟
شعب يحب الاكل ولكن لا يأكلون كثيرا بل يتذوقن الطعام تذوقا فقط
لذلك تجدهم ذواقين بارعون ومبدعين في المأكولات الشهية
يعشقون الطبيعة بشكل كبير لذلك تجد بيوتهم لا تخلو من قصاري الزهور التي تملأ اركان منازلهم
لا يحبون المزاح كثيرا فهم جادين بعض الشيء لذلك هم عمليون
أما نسائهم فوجودهن في مكان ما يبقى أثره الجميل بعد ذهابهن
أرواحهن جذابة وتشعرك بأنك منساق الى جاذبيتهن بشكل
غير عادي
شعب لا يضحك بسهولة ولا على أي طرفة تقال وكأنهم
ينتقون الطرفة انتقاء سبحان الله حتى البسمة تخرج من أفواههم
بحساب ولكن عندما يبتسمون او يضحكون فإنها تخرج من اعماق قلوبهم
نظرتهم للأمور ثاقبة وردودهم مسكته وعتابهم صارم وسخريتهم لاذعة
لا ينسون الإساءة بسهولة
ولكنهم وقت الشده تجدهم بجوارك بكل جوارحهم وكأن مشكلتك تعنيهم
أٌناس يحبون معرفة كل شيء يدور حولهم
لا يحبون كثرة الأغلاط والترهات ويكرهون انتقاد الآخرين لهم وان كانوا مخطئين وإن اظهروا لك تقبلهم لذلك
لديهم حس وطني عالي لأبعد الحدود وبهم نزعة الكبرياء وهذا أمر طبيعي لشعب قوي
وتاريخ دولتهم يشهد بذلك
شعب عزيمته قويه ولا ينسى الهزيمة بسهوله ويعتبرها عار يجب التخلص منه بانتصار ساحق
هذا الشعب السوري كما رأيته بمنظوري الشخصي