ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول

#1 04-06-2014, 09:01 AM

ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول

ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول

بعد السلام وأعذب تحية
اتمنى تكونوا جميعاً بـ خير وعافية من الله
ومن ثم اسمحوا لي بهذا المقال المُـتـشكل إثر قراءة بعض الأراء ..
واتمنى ان يكون خفيف على ارواحكم العذبة

"

"

كثير ما نخسرهـ في حياتـنا ..
وأكثر نـتأخر في تـقدمنا ؛ وعن نوال أحلامنا ..
بسبب ان عواطفـنا تـقودنا في مشوارنا , ومعاملاتـنا الحياتية ..

نجدنا نـقف طويلاً عند امور لا تستحق هذا الوقوف , والتأخر
عن ماهو : أهم / أقيم ؛ و أعظم منها ..
بسبب ثورة عواطفـنا الحاجبة للرؤيا البعيدة ..
فـ تجعلنا أكثر تعصب / تحجر لـ نكون أكثر تأخر ..
ونظن انـنا بهذا نكون متمسكين بـ قيمنا القويمة ..
لا أنكر هذا الحرص على التمسك بـ قيمنا ؛ لكن كثيرا ما تكون القيم المتـشبثين بها
ظناً انها الاصح لا تكون صحيحة إلا بشكل سطحي ..

بمعنى انها تكون بشكلها الظاهري تمنحك تصريح بان الحق معك
وانه لا يجب التساهل او السكوت عن الحق ..
لكن غالباً ما تكون مثل هذهـ الأمور ان تـشددنا بها قد نكسب شيء يسير منها
لكن تكون اعاقـتـنا من تحقيق شيء اكبر و أكثر نـفعاً لنا ..

ولكي لا اطيل عليكم لـ نـتذكر / نـتأمل ما أمر به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
في تلك الفترة العصيـبة اللتي ذاق بها المسلمون الأذى الشديد , والضغط والإستـفزاز .. إلخ
( واصبر على مايقولون و اهجرهم هجراً جميلاً )
امر بـ الصبر والهجران هجراً جميلاً
لاحظ صفة الهجر ( جميلاً )
لا هجر خوف او ما يُـشابه .. بحيث ان يهجرهم بعد ما يشـتم او يتوعد ونحوها ..
هنا بطل الصبر حيث كانت ردت الفعل بالشـتم والتهديد والوعيد .. وإلخ !

فـ الواجب ان نسبر اغوار الامور وندرسها جيداً من جميع النواحي
فلا ندفع بلا حكمة وضبط للامر .. فربما يكون ذلك الإستـفزاز مُعتمد او استدراج منهم
( فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفـنك الذين لا يوقنون )

ولنا في موقف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلح الحديبية
عـــبرة
حين تحركت غيرته واهتاضت حميته , واتـقدت حماسته , فجاء إلى الرسول عليه افضل الصلاة واتم التسليم وقال :
يا رسول الله , ألست برسول الله ؟
قال : بلى , قال : أولسنا بمسلمين ؟
قال : بلى , قال : أةليسوا بمشركين ؟
قال : بلى , قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟!
قال : أنا عبد الله ورسوله , لن أخالف أمرهـ , ولن يُـضيعني .

قال عمر : مازلت اتصدق وأوم وأصلي وأعتـق , من الذي صنعت يومئذ مخافة من كلامي
الذي تكلمت به , حتى رجوت ان يكون خيراً .

نعم حماسة وحمية مطلوبة و واجبه لكن علينا بضبطها
فلها مرجعية ومنهجية .

هنا درس تربوي قويم وثمين للغاية يمكن إختصارهـ في عبارة
( لـ نـتجاوز الشكليااات )
قد يواجهنا ماهو مستـفز ومزعج للغاية لنا سوا تسلط الاعداء , او تفلت بعض الأوليا ..
نعم لابد ان تأثر لذلك وتـُغير .. وتصد وتمنع .. ولابد ايضاً من عمل وإصلاح ..
وهذا مطلب فيه تصديق الإيمان , وإبراز آثارهـ ..
لكن علينا قبل كل هذا ان النظر من كل النواحي ومراعاة كل ما قد يترتب عليه من مصالح ومفاسد .. واعتبار المآلات والمقاصد ..
والأهم من هذا وقبله وجوب الإلتزام بـ التـشريعات والأحكام لـ نضبط امرنا بالحكمة
لا بالعاطفة فقط ..!
ولا يعني ان نلغي عاطفـتـنا بـ العكس فهي المحرك لنا لكن نضبطها ..
فـ نحقق فائدة اكبر و لا نـُضيعها ..
بـ إندفاعنا خلف عواطفـنا الدافعة بنا إلى مراعاة اشياء صغيرة والوقوف عندها كثيرا
على حساب ماهو اكبر واثمن منها ..!

ويكفينا موقف رسولنا عليه افضل الصلاة واتم التسليم في صلح الحديبية
حين امر الكاتب ان يكتب بسم الله الرحمن الرحيم
فاعترض سهيل بن عمرو( ممثل قريش ) وقال :
لا اعرف هذا , ولكن اكتب باسمك اللهم ,
وحين قال رسولنا صلى الله عليه وسلم :
هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو , قال :
لو شهدت انك رسول الله لم أقاتلك , ولكن اكتب اسمك واسم ابيك ,
وفي كل مرة كان المسلمون والكاتب على بن ابي طالب رضي الله عنهم
يرفضون , ويرون انه إجحافاً لهم ومنـقصاً لـ مكانـتهم , لكن رسولنا صلى الله عليه وسلم
تجاوز هذهـ الأمور الشكلية ؛ لأنه ينظر إلى ماهو ابعد واعلى وأسمى ..!

وهنا نستـشف حكمته البليغة / الثمينة :
( عظيم آجل خير من قليل عاجل )

قد تحرضنا العاطفة لقطف الثمرة القليلة العاجلة , ولا يكون لها القدرة على الأناة والصبر
والعمل الدأب من أجل الثمرة الأكثر والاعظم الآجلة .. لكن ثمَّ ضبط حين ذلك ..
لنا في موقف حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عبرة تجعل المقال واضح جلي
حيث كان يوم الأحزاب يدخل معسكر المشركين بتكليف محدد من رسولنا صلى الله عليه وسلم
وهو استجلء ومعرفة الأخبار , مع التحذير من احداث أي فعل ,
وهاهو حذيقية يُـخبرنا فيقول ( لولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألَّ أحدث شيئاً ,
لو شئت ان أقتل أبا سفيان لقـتلته بسهم )
أبا سفيان كان رأس الكفر وقائد الجيش آن ذاك , وكان امام عينه وفي متناوله ..
لكن الضوابط تـُلزم , والمصالح التي تـُرجى , تـُعين و توجه , وتـُرشدهـ .

ولا اظنه يخفاكم ان رسولنا صلى الله عليه وسلم حين طاف في عمرة القضاء في العام السابع
وحول الكعبة 360 صنماً , ما عابها ولا شتمها و لا بصق عليها ؛ وهو ( قطعاً ) مُـنكر لها ,
وراغبٌ في هدمها وإزالتها , لكن الأوان لم يحن بعد ..
وبعد عام في فتح مكة اسقطها واحداً واحداً وهو يتلو ( وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا )

اخوتي واحبائي في الله الحديث يكاد لا يُمل ولا ينـتهي هنا ولو كنت لا اخشى ان اطيل عليكم
اكثر مما اطلت ما اعتمدت ان اتوقف , لكن اتمنى ان يُـفهم المعنى المُراد ولا يُـفهم اني اعيب
عواطفنا الثائرة غيرة وحمية للدين , بل ان من لا عاطفة عندهـ , ولا غيرة لديه , و لا حمية
بـين جنبيه , يُعتبر في إيمانه نـقص وضعف , ولا تـُرجى منه حركة وعمل , وادعوهـ إلى مراجعة نـفسه ومُعالجة الضعف بها ..
و ذو العاطفة الجياشة يُـشكر , ويُـشاد به , لكن اتمنى ان يُـغذيها بالعقل فـ يُرشدها في ضوء الشرع , يضبطها ويراعي المصلحة .

وينسحب ما ورد على علاقاتـنا الاجتماعية ايضاً .

ولعل ما قاله الداعية الأستاذ حسن البنا رحمه الله اراهـ مناسب ليكون مسك الختام
( ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول , و أنيروا أشعة العقول بلهب العواطف )

بـ اسمى آيات الاعتذار اتـقدم لكم معتذراً عن إطالتي متمنياً ان تكون حملت شيء مُفيد
فـ ان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نـفسي والشيطان

ولكم اعذب / ازكى تحايا الاحترام والتـقدير

المصدر: منتدى همسات الغلا

Hg[l,h k.,hj hgu,h't fk/vhj hgur,g hgu,h't hgur,g fk/vhj

04-06-2014, 09:07 AM

كساب

تسلم يمناك على هذا الجلب الطيب
كلمآت ذآت عذب رآئع ومشآعر جيآشه
يعطيك ربي الف عافيه
على هذا المجهود الطيب والراقي
دمت ودام عطائك لـ همسات الغلا
ودي وتقديري