بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قانون الجذب الفكري
أسئلة كثيرة تتراود إلى أذهاننا، لماذا أحياناً يوجد أشخاص ينجحون
في حياتهم بالرغم من أنهم بدأوا بداية متواضعة ؟ و بعض الناس
على الرغم من إنفاق كل ما لديهم على أمرٍ ما يفشلون في النهاية ؟
هل لأفكارنا علاقة بهذا ؟
هل هناك سر للنجاح و الفشل ؟
الإجابة هي نعم هناك سر للنجاح و الفشل ،
بدايةّ ما تعريف النجاح ؟ كيف يكون ؟
النجاح هو التحقيق المستمر لوجهة تستحق أو لهدف يستحق.
لكن ما هو سر النجاح أو الفشل؟ السر هو : أنت تصبح ما تفكر به !
ما هو
قانون الجذب الفكري ؟
لنقل أن عقل الإنسان هي الأرض عند المزارع،
الأرض لا يهمها ما هي نوع البذور التي ننثرها و نزرعها فيها،
بالنهاية سينمو و ينبت ما زرعه المزارع .
ينص
قانون الجذب الفكري على أن مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلى
الآن هو ناتج لأفكارنا في الماضي وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا،
بالأحرى يقول القانون أن قوة أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جداً فكلما
فكرت في أشياء أو مواقف سلبية اجتذبتها إليك وكلما فكرت أو حلمت أو تمنيت
وتخيلت كل شيء جميل وجيد ورائع تريد أن تصبح عليه أو تقتنيه في حياتك
فإن قوة هذا الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه المرء.
ما علاقة هذا البحث ب ديننا ؟
إنّ هذا البحث قد أخذ اهتماماً كبيراً في الدراسات و الأبحاث الأجنبية، وقد أُلف الكثير
من الكتب لشرحه و توضيحه و إثبات البراهين و صحة هذا القانون، ولكن قد توضح
أن هذا القانون موجود منذ 1400 عام ، عندما قال الله عزّ و جل في الحديث القدسي :
"أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي أحدكم ما شاء، إن ظن خيرا فله ، وإن ظن شرا فله".
وإيضاً عندما قال الرسول عليه الصلاة و السلام :
"تفاءلوا بالخير تجدوه".
كما أنه عليه الصلاة والسلام نهانا عن التشائم ونهانا عن التطير
لأنه عندما يبدأ الشخص يفكر بالأفكار السلبية ويملي عقله بها ستبدأ حياته
بالسير على هذا النحو فتصبح كل حياته سلبية كأنه مغناطيس حي يجتذب إليه
الأشياء الإيجابية أو الأشياء السلبية .
ما هو تفسير "أنا عند ظن عبدي بي" ؟
بين العبد و ربه لا توجد ظنيّات ، و علاقتنا مع الله ليست قائمة على الظنون،
أي أننا نؤمن بأنّ الله قادر على اعطائنا ما نسأله وما لا نسأله ، فكلمة ظن هنا
لا تعبر عن الظنون و الشكوك ، بل ستكون معناها يقين، فالحديث يوضح أو ينقل
بالأحرى مستوى التفكير للشخص من ظنون و شكوك إلى احتمالات
" ممكن يحدث و ممكن لا " ،
و نقل من احتمالات إلى التحمل و الذي يكون تحت عبارة
"سيحدث لا مجال" .
و أيضا يفسر الحديث الدكتور طارق سويدان بأن بالنهاية الإنسان ضعيف
لا يقوى على أن يفعل شيء دون مساعدة الله له ، و أي عمل ينجح به
ويتفوق هو من عند خالقه بكل تأكيد ،كما قال الله عز وجل :
" وما النصر إلا من عند الله " .
وأن مهما فعل و مهما خطط و عمل و أخذ بالأسباب لا بد أن يأخذ
بالاعتبار ويوقن بأن التفوق و النجاح سيكون من عند الله .
فالعقل لا يهمه أي نوع من الأفكار لديك :
هل هي تشاؤمية ، سلبية ، قلق ، اكتئاب ، توتر ؟
أم هي أفكار إيجابية من تفاؤل ، حماس ، سعادة
سيرجع لك بأضعاف مضاعفة حسب الشيء الذي ستزرعه ستحصده . فيجب علينا
أن ننتقي الأفكار التي نزرعها في عقلنا و دائماً اختيار المصطلحات الإيجابية وزرعها
في العقل ، ولا تسمح لأحد بأن يزرع أفكار سلبية و يؤثر عليك سلبياً في عرض أفكاره
الغير جيدة أمامك التي أنت ليس لديك الخيار بها .
فيجب أنت تقرر ما هي الأفكار التي يجب أن تتبناها قبل أن تدخل المعلومات في ذهنك ،
وهذا قد يعتبر هاجس لدى بعض الناس ، ما هي نوع الأفكار التي يجب أن اتبناها ؟
والتي يجب أن أدخلها إلى عقلي بحيث أنني أريدها أن ترتد إلي بأضعاف مضاعفة
من النجاحات ، فكلما زرعنا أفكار إيجابية في عقولنا كلما أنتجنا حصاد كثير بأضعاف
مضاعفة ، وترجع تزدهر أكثر و أكثر في حياتنا.
لقد قرأت هذه القصة و أحببت أن أضيفها للبحث :
كان هناك مؤلف عظيم في تاريخ التنمية البشرية و تطوير الذات و يعتبر
هو أبو التنمية البشرية و تطوير الذات أسمه Napoleon Hill
(1883- 1970ميلادي) ، عاش في تلك الفترة بالوقت الذي لم يكن هنالك تلك الكتب
التي تهتم بتطوير الذات و التنمية البشرية كما نعرفه الآن ، كان في بداية حياته صحفي
وعمل لقاء مع أغنى الأغنياء في العالم Andrew Carning ،
وكان نابليون نبيه بأخذ المعلومات من الرجل و يستخرج منه دروس و حكم وأسرار ،
فأثناء الحوار Andrew وقف للحظة و قال لل Napoleon أوليس من العيب
علينا نحن رجال الأعمال كناجحين و أصحاب مال لم يخطر لنا أن نستخلص دروس
نجاحاتنا و أوصلناها للناس المبتدئين الذين في أول طريقهم لكي يصلوا للشيء الذي
نحن وصلناه ؟ فهذا التساؤل الذي كان مع Andrew ل Napoleon Hill .
بعد ذلك بيومين جاء Andrew ل Napoleon و قال له : أنا لدي عرض لك
لم أعرضه على أحدٍ في حياتي ، و مستعد أن أمولك بأي مبلغ كان و وقع اختياري
عليك لتقوم أنت بهذه المهمة ، قررت أن أمول بحث لاستخراج النجاح من أهم
الناجحين و المخترعين و رجال الأعمال و الفلاسفة ، أريد أن أقابل أكثر الناس
نجاحاً و أغلاهم أجراً ، واستخرج منهم الدروس كيف وصلوا إلى هذا النجاح ،
ولكن لدي شرطين :
الشرط الأول لديك ستون ثانية لتجاوب بنعم أو لا عن سؤالي هذا
- البحث لن يصدر إلا بعد 25 سنة ، فهل لديك الاستطاعة بان تدخل هذا المشروع ولا
تستطيع أن تبين ما وصلت إليه لبعد 25 سنة ؟ لديك ستون ثانية لتجاوب بنعم أو لا ".
وقتها شعر Napoleon بأنها لحظة فاصلة و قرار صعب أن اتأخذه بسهولة
وأحسست بقشعريرة و تردد و لكن ب 20 ثانية رد عليه قائلاً : أنا معك .
عندها ابتسم Andrew و قال له اعتقد أن هذا مؤشر أنني اخترت الشخص
الصحيح أن القادة والناجحين يقررون بسرعة ، ويغيرون قراراتهم ببطء ،
أما الشرط الثاني :
فأنا لن أدفع لك أي مقابل ولا أي فلس ، ولكن سأوفر لك الفرص لتقابل أهم الناس
وأغنى الناس في العالم ومنهم أنت تستخرج الدروس لما وصلوا عليه والنصائح
وتطبقها على نفسك ، وبالتالي ستدفع لنفسك بنفسك ، أنا سأمول المشروع ولكن لن
أعطيك راتب فهل عندك الاستطاعة و هل لديك القدرة على أن تدخل في هذا المشروع ؟
أشار Napoleon له بالموافقة وقال له : أنا معك ، وفعلاً استمر بالبحث وقابل أهم
الناجحين والمخترعين وأهم الشخصيات التي كانت في وقتهم على وجه الأرض ، مثل :
Thomas Edison , Henry Ford والكثير على نفس النمط ، من كافة مشارب
الحياة ومختلف الاهتمامات ، وبعد 25 سنة تخرج نتيجة البحث و أخرج كتاب اسمه :
“The Law Of Success” ، قوانين النجاح ،
يوجد به 17 مبدأ و قاعدة لأسرار النجاح ، هذا الكتاب يعتبر من أوائل الكتب
التي يعرف الآن بالتنمية البشرية أو تطوير الذات .
المبادئ التي عرضها هذا الكتاب و التي كتبت قبل 100 سنة ما زالت تعمل
حتى وقتنا الحالي ، فما هي هذه المبادئ ؟ و كيف وجدت أنها توافق بشكل كبير
مع القرآن والسنة ؟ كما أن هنالك الكثير من الشواهد والأدلة من الآيات
والأحاديث التي تتوافق مع تلك المبادئ والتي يجب أن نزرعها في عقولنا .
فمن المبادئ أو الوصايا التي كتبها و التي أنا بحثت عنها:
- التفكير الإيجابي هو التفاؤل ، والنظر إلى الجميل في كل شيء .
وهو الطريق إلى السعادة أو النجاح.
- صاحب أناس إيجابيين .
- ركز دائما على العناصر الإيجابية في الحياة
(انظر للجزء الممتلئ من الكأس ).
- أن تؤمن دائماً أن لكل مشكلة حل
( انفق من وقتك على حل المشكلة 90% ، وعلى المشكلة نفسها 10%
- كفّ عن المبالغة في في وصف المشاكل ذاتها و حاول التقليل من شأنها.
- لا تكرر جملا سلبية حتى و إن كان الموقف سلبياً.
- حارب الأفكار السلبية ( 80% من مما نحدث به أنفسنا هو سلبي ).
- ابتسم ، لأن ذلك ينعكس على نفسيتك و تفكيرك.
- حاول من وقت لآخر عمل شيء مختلف لكسر الروتين و الملل.
- لا تحبط سريعاً واعتبر كل عمل صعب تحدياً لقدراتك
وحاول أن تنجزه بدلاً من الهروب منه .
- ضع في رأسك أن كل ما تريده يمكن تحقيقه .
- ازرع في نفسك روح الإرادة و التحدي فهي تنمو مع بالتدريب كالعضلات تماماً.
- لا تخف من التغيير و حاول التأقلم بدلاً من التذمر .
تطبيق القانون :
لتطبيق هذا القانون يُطلب من الشخص ثلاثة أشياء:
• اطلب ماذا تريد ! اجلس واكتب ماذا تريد على قطعة من الورق.
• الإيمان المطلق بأن هذا الشئ سوف يحدث أو أنه سيقتني ما يريد ،
ويجب أن تؤمن من اللحظة التي طلبت فيها ان طلبك سوف يتحقق.
• في النهاية يقول كل من جربوا هذا القانون أنه بعد تنفيذ الخطوتين
السابقتين ستأتي الخطوة الثالثة وهي الاستجابة ولتحقيق الأمنية
يجب أن تشعر كما لو انك تحصل على ما تريد.
وأخيراً و ليس آخراً مع كل هذا الكم الهائل من السلبيات
التي تقذف باتجاهنا لا شك أننا غالبا سنواجه صعوبة في الحفاظ
على تفكير إيجابي , و مع هذا لا يزال ذلك ممكنا. تقول الحكمة القديمة :
"كل شيء ممكن لذلك الذي يؤمن".
هذه هي قوة التفكير الإيجابي ...
وبقدر إيمانك ستحصل عليه.