29-04-2014, 06:42 PM
|
|
كل مولود يولد على الفطرة بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن دين الإسلام يدعوا إلى عبادة الله عز وجل،وحده لا شريك له ،فلا ينسب له صاحبةً ولا ولداً ولا شريك،ولا يستحق العبادة إلا هو سبحانه وتعالى، روى البخاري،ومسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم(كلُّ مولود يُولَد على الفطرة، فأبواه يُهوِّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمجِّسانه) وفي صحيح مسلم من حديث عياض المجاشعي،رضي اللَّه عنه،أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم،قال في خطبته(ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا،كل مال نحلته عبدا حلال،وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم،وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً) وهذان الحديثان يدلاَّن على أنَّ دينَ، الإسلام هو دينُ الفطرة، وعقيدةَ أهل السُّنَّة والجماعة، ولهذا جاء في حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه في صحيح مسلم،في قصة جاريته، وفيه أنَّه قال(أفلا أُعتقها،قال،ائتني بها،فأتيتُه بها،فقال لها،أين الله،قالت،في السماء،قال،من أنا،قال،أنت رسول الله،قال،اعتقها فإنَّها مؤمنة)
فهذه الجارية بفطرتها أجابت بأن الله في السماء،وقد قال الله عز وجل(أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) والمراد بالسماء العلو، ما هى الفطرة،الفطرة هى،الخلقة(فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ )الروم، وتعريف الفطرة شرعاً،هى،التي طبعت عليها الخليقة من الدّين، وفَطرهم الله على معرفته بربوبيّته، فالفطرة تقود الإنسان إلى الإيمان بوجود الله جل وعلا،ومعرفته وتوحيده والإستسلام له سبحانه وتعالى، فالفطرة هى مخلوقة فى جميع البشر لقبول هذا الدين، كن منهم من سار عليها وقبل دين الله عز وجل، ومنهم من طمست فطرته فعبد غير الله وأشرك وألحد، والدليل على ذلك،هو قول الله عز وجل (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)الروم، (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا )أى اتجه لهذا الدين المستقيم وتمسك به وكن مستقيماً على أمره،وهذه هى (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)أى،الطبيعة التى خلق الله عز وجل عليها الناس من معرفة الحق وتوجههم إليه وتمسكهم به(لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ )أى،لا تبديل لهذه الخلقة التى خلق الناس عليها فإن الله تعالى ساوى بين خلقه كلهم في الفطرة على الجبلة المستقيمة لا يولد أحد إلا على ذلك ولا تفاوت بين الناس في ذلك(ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ )أى،هذا الذى أمرك به،أي،الطريق المستقيم الموصل إلى اللّه وإلى كرامته، (وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) وإذا قيل،إنه ولد على فطرة الإسلام،أو خلق حنيفاً،فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين،ويريده ، قال تعالى(وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا)النحل، ولكن فطرته سبحانه موجبة مقتضية لمعرفة دين الإسلام ، ومحبته،وإخلاص الدين له،وموجبات الفطرة ومقتضياتها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة إذا سلمت عن المعارض ، والفطرة متوافقة مع هذا الدين،لأن كلاهما من صنع الله جل وعلا،فالذى خلق القلب وجعل فيه هذه الفطرة التى تقوده إلى معرفة الحق وقبوله، فطر الله الناس جميعاً على معرفته وتوحيده ودينه الحق،وأعدَّهم لقَبُوله، والأبوين هما السبب في إضلال الطفلِ المسكين،وقد جنى عليه أبواه هذه الجنايةَ النَّكراء،وإفساد فطرته بالتهويد والتنصير والتمجيس،لأنهما أسبقُ الناس إلى رعايته والقيام عليه، السرُّ في إسلام الكثير من الأجانب،ولقوة هذا الدين ومتانته،لا نزال نلمَس سلطانَه على النفوس،وإن تبدَّلت،ولعل هذا هو السر في إسلام الكثير من الأجانب عنه، رجوعًا إلى فطرتهم الأولى،من خالَطت بشاشة الإسلام قلبه، هل جميع الأطفال وُلدوا على الفطرة،وأن من بني آدم من وُلِد مطبوعًا على الكفر،نائيًا عن الحق،غير مهيَّأ له،ونُجيب عن مثل غلام الخضر،الذي جاء في مسلم، أنه طُبِع على الكفر، ولو عاش لأرهق أبويه طُغيانًا وكفرًا،وسبحان من لا يُسأل عن ما يفعل،ولو شاء لآتى كلَّ نفس هُداها، إذ إنَّ الفطرة هي أساس البحث في علوم النفس والتربية، والأخلاق والاجتماع،وذهب قوم إلى أن المراد بالفطرة العهد الذي أخذه الله تعالى من بني آدم حين أَشهَدهم على أنفسهم﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ الأعراف، ومعناه أنه نصب لهم الأدلة على ربوبيَّته ووحدانيَّته،حتى شهدت أبصارُهم وبصائرهم، وميَّزت بين الضلال والهدى،والحق والباطل، فكأنَّه أشهدهم على أنفسهم، وكأنهم قالوا،بلى، اللهم إحينا على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة ابينا ابراهيم حنيفاً مسلماً وماكان من المشركين،وأمتنا على فطرة الاسلام وعلى شهادة أن لاإله ألا الله ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
اللهم اجعنا هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين يا كريم. |
;g l,g,] d,g] ugn hgt'vm hgt'vm d,g] ugn |