16-04-2014, 02:52 PM
|
|
قرأت عينيه... قرأت عينيه... حين يُتحدَّث عن الزَّواج .. فالقلبُ والعين والرُّوح تَتجِّه إلى تلك الصُّورة الروحيِّة ..
وإلى تلك الحياةِ المتمازِجة
وكأنِّي بالزَّوجةِ تحكي حال زوجها معها تقول : يكونُ كروحٍ بين جسمين قُسّمت = فجسمهما جسمان والرُّوحُ واحِدُ فالزَّواج .. أرواحٌ ممزوجة .
ومُهَجٌ مُذابةٌ مدموجة . حين نقرأ في صحيح البخاري ومسلم ما روته عائشة رضي الله عنها
أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير ،
فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية .
فقلت : يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله فماذا أذنبت ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بال هذه النمرقة ؟
فقالت : اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أصحاب هذه الصور يُعذّبون ،
ويُقال لهم : أحيوا ما خلقتم ، ثم قال : إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة . وفي صحيح البخاري ومُسلِم أيضًا نقرأ ما ترويه عائشة – رضي الله عنها - أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنَ الْمَحِيضِ ؟
قَالَ : خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَوَضَّئِي ثَلَاثًا .
ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَحْيَا فَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ أَوْ قَالَ تَوَضَّئِي بِهَا .
فَأَخَذْتُهَا فَجَذَبْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا يُرِيدُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . و يروى ابن خُزيمة من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
دخل يهودي على النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
السام عليك فقال النبي صلى الله عليه و سلم : و عليك
قالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعرفت كراهية رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فسكت
ثم دخل آخر فقال : السام عليك فقال : و عليك
فهممت أن أتكلم فعرفت كراهية النبي صلى الله عليه و سلم لذلك
ثم دخل الثالث فقال : السام عليك
فلم أصبر حتى قلت : و عليك السام و غضب الله و لعنته إخوان القردة و الخنازير
أتحيون رسول الله بما لم يحيه الله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله لا يحب الفحش والتفحش
قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد وإنهم لا يحسدونا على شيء كما
يحسدونا على السلام وعلى آمين
قال الأعظمي : إسناده صحيح . وفي صحيح مسلم في قِصّة نساء النبي عليه الصلاة والسلام واستشفاعهنّ بفاطمة ....
إلى آخِر القِصّة جاء في نهاية الحديث ما قالته عائشة عن زينب بنت جحش رضي الله عنهما فقالت زينب : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت – أي عائشة : ثم وقعت بي فاستطالت على وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت : فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر قالت : فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم إنها ابنة أبي بكر هذه عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأحبّ أزواجه فقد روى البخاري ومسلم من طريق خَالِدٌ الْحَذَّاءُ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ
عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ
قَالَ : عَائِشَةُ
فَقُلْتُ : مِنَ الرِّجَالِ ؟
فَقَالَ : أَبُوهَا
قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟
قَالَ ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَعَدَّ رِجَالا وروى البخاري ومسلم من طريق هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ
قَالَتْ عَائِشَةُ : فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْنَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَاللهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ
يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ فَمُرِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ
قَالَتْ : فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَتْ : فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ لا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ وَاللهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا . رضي الله عنها وأرضاها
كانت أحبُّ النَّاسِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانت تعرِف مُراده ورغباته حتى لو لم تنطِق شفتاه عليه الصلاة والسلام العين تبدي الذي في قلب صاحبها = من الشناءة أو حب إذا كانا فالعين تنطق و الأفواه صامتة = حتى ترى من صميم القلب تبيانا إنَّ مِن أجملِ ما يُحبّه الشَّريك أن تكون نِصفُهُ امرأةٌ لمّاحةً
تقرأ عينيه .. تشعُر بروحه ..
تفهُم مُراده ولو بقيت شفتاه مُطبقتين . لا تستنطقه في كلِّ أحواله ..
بل هي مُحِبَّةٌ .. عشيقة ، وودودٌ .. حنونٌ .. رقيقة . تنطِق عيناها وروحها لقد رسختْ في القلبِ مِنكَ مودّة = كما رسختْ في الرّاحتين الأصابعُ يتاضيق الزَّوج فتقرأ عينيه .. وتُحِسُّ بروحه . يفرح .. يحزن .. يكره .. يُبغِض .
وتقرأ كلَّ هذا في وجهه وعينيه . فكأنَّ روحه وروحها واحدة قد فهمت مِن نصفها ، كلامَه كلَّه لأنَّ حديث الرُّوحِ إلى الأرواحِ يسري = فتُدرِكُهُ القلوبُ بِلا عناءِ ولأنَّ إنَّ العيونَ لتُبدي في نواظِرِها = ما في القُلوبِ مِنَ البَغضَاءِ والإحَنِ . وإنَّ مِن أكابِر أسباب تشويش الوِدِّ وتزحزح مَحِلَّه ..
أن يصرِّح الزَّوجُ تصريحات ، ويُلمِّحُ تلميحات بِما يحبّه وبِما يُغيظه
فنجِد زوجة مُتبلِّدة ! ( لا تستفيقُ ولا تعي ) ؟! فهي لا تقرأُ وجه زوجها ولا تعي صريحَ عباراتِه .
يأتيها مرتاحٌ باله فتُنغصّه !
أو يأتي مهمومُ الصَّدر فتضحك وتتسلّى ؟! لا تستقرئ وِجدانه .. ولا تلمحُ أعماقَه . وربما استحيا الزَّوجُ مِن أمورٍ يوجِّه بها زوجَه
فيلمِّح لها بالمطلوبِ المُراد ..
ولكنها تبقى متماسِكة متمسِّكة !
فلا تغيِّر حال ، ولا تفهَم مُراد . والزُّوجُ يصرُخ في داخله ويتمنى أن ينطِق لسانُ الزَّوجة :
عيناكَ قَدْ دلتا عيني مِنكَ على = أشياءٍ لولاهما ما كنتُ رائيها ولكن لا فائدة ! فيبقى متحسِّر ..
نطَق أو سكت
لمَّح أو صرَّح
فالحال هوَ هوَ ! وبِقَدرِ ما يعلو منسوبُ الحُبِّ في القلب ،
بِقدْرِ ما تُمزَج الأرواحُ ويفهَمُ كلُّ صاحبٍ صاحِبَه .
وكلما كانت الزَّوجةُ أقْدرُ على فَهمِ زوجها وطاعتهِ في سكوتِهِ ونُطقِه ،
كلما كان لها الحَظوةُ في قلبه ..! |
rvHj udkdi>>> |