دمـــوع
تنتظر الافراج عنها لتتناثر كالدر المكنون
لتعكس جمالا يضفي على صاحبها النقاء المدفون
دمـــوع طعنت بخنجر الحرمان ففقدت قدرة السير على الخدان
دمـــوع
ترسبت في الجفون
تشكو وتئن من قهر العيون
دمـــوع
صرخت لسنوات عديدة
تريد ان ترى النور
ليغشى النفس السرور
وتفوز برضى الغفور
لكـــن من يفك اسرهـــا ؟
ذلك القلب القاسي حكم عليها بالاعدام
فاوقعها في طريق الماسي واغرقها في وحل عصيان الرب
ذي الاكرام
ها هي تبث شكواها لكم
لكل عاقــل وعاقلــة
ان يفك اسرها في جوف الليل لمناجاة ذي الجلال
ان يكسر قيدها عندما تحاصره المعاصي من كل جانب
ليخاطب القادر
ويطرق بابه بالتوبة الصادقة من الذنوب السابقة
ان يطلقها عندما يشاهد اخا او اختا له في الاسلام يتعذب
بفقر او مرض او حزن
فيجعلها شفيعة له يوم العرض على الرحمن
ان يجعلها سببا له في النجاة من النار عند تلاوة القران
فقد قال عز وجل
"وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ " .. " المائدة : 83 "
وقال : {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً*وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} ..
وقال : {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} ..
ففي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما
قال
سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول
((عينان لا تسمهما النار عين بكت من خشية الله
وعين باتت تحرس في سبيل الله))
وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه
قال
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعوده اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم))
همســة
فقسوة القلوب هي البلية التي صورت الدنيا في حلة بهية
للاسف اصبحنا نبكي عندما نشاهد قصة رومانسية
في القنوات الفضائية
يمثلها شر البرية ليحطم الاخلاق في النفوس الفضيلة
فاذل الله القلوب بحبها للدنيا
وتناسيها يوم الحشر وكشف المستور
قال الله تعالى
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}
اخيـــرا
هنيئا لمن يناجي ربه في خفية
فتغشاه الرحمة والسكينة
ويبث شكواه لخالق البرية
فهل تكون ممن حاز بالاجر من الرب ؟
وغفر له الذنب ؟
ونجى يوم القيامة من الكرب ؟
فهان عليه الخطب ؟
فقد ورد في حديث ابي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صل الله عليه وسلم يروي عن ربه جل وعلى
قال
((وعزتي لا اجمع على عبدي خوفين وامنين
اذا خافني في الدنيا امنته يوم القيامة
واذا امنني في الدنيا اخفته يوم القيامة))