يجهد العلماء في إجراء أبحاثهم للتوصل إلى إنتاج أفضل أنواع الأدوية لمنع الإصابة بالأمراض والحالات المرضية ولمعالجة الموجود منها، في حين يؤكد خبراء التغذية وغالبية الأطباء أن الطبيعة وفرت للإنسان البديل الأفضل للحفاظ على الصحة، وتجنب الأمراض على اختلاف أنواعها بما فيها المستعصية والمزمنة.
من بين هؤلاء الأطباء خبيرة التغذية الأميركية الدكتورة روث فريشمن، التي وضعت كتاباً بعنوان «الطعام صديقي المفضل» تجمل فيه الفوائد الصحية التي يمكن جنيها من الخضروات والفواكه التي تتوافر في كل بيت تقريباً، وبأسعار متدنية وفي متناول الجميع، حيث تقول إن في الإمكان منع الإصابة أو على الأقل السيطرة على العديد من أمراض القلب والسرطان وضغط الدم والسكري والكوليسترول وعسر الهضم والبدانة وهشاشة العظام وغيرها الكثير عن طريق الخضروات، وفي ما يلي بعض ما جاء في الكتاب عن أكثر الخضروات والفواكه أهمية غذائية حسب رأيها:
الحليب واللبن
يصف بعض خبراء التغذية الحليب بالسائل المهمل.. قليلون يهتمون به والكثيرون يتجنبونه كما لو أن شرب الحليب الغني بالكالسيوم نقيصة أو عيب يجب إخفاؤه. وإذا كان لا بد من شرب الحليب، فمن الأفضل أن يتم ذلك بعيداً عن عيون الآخرين.
فوائد الحليب أكثر من أن تحصى وتتجاوز تقوية العظام، إذ ان العضلات ايضاً في حاجة للكالسيوم لمساعدتها على الحركة بكفاءة وفاعلية. كما أن الكالسيوم يعمل كنظام للمواصلات والاتصالات في الجسم ينقل الرسائل من الدماغ إلى كل أنحاء الجسم ويساعد الدم في دورته، ويساعد أيضاً في إطلاق الهرمونات والأنزيمات الضرورية.
وإضافة للكالسيوم، فالحليب واللبن يحتويان على بروتينات تحمي العضلات وتعزز عملية بناء الخلايا، كما أنهما يحتويان على الفيتامين بي 12 الذي يساعد الحمض النووي على الحفاظ على الأعصاب وخلايا الدم في صحة جيدة.
أيضاً فالحليب واللبن يحتويان على البوتاسيوم الضروري لخفض ضغط الدم، كما أن اللبن يؤدي عملية بالغة الحيوية، إذ انه يقوم بإيصال البكتيريا الصحية إلى الجهاز الهضمي للمساعدة في عملية الهضم.
الفاصوليا والحمص
الفاصوليا بكل أشكالها وأنواعها غنية بالبروتينات والألياف والبوتاسيوم والكالسيوم وحمض الفوليك والحديد، وفي الوقت نفسه فقيرة بالسعرات الحرارية والدهون.
يقول خبراء التغذية إن تناول محتويات ثلاثة فناجين من الفاصوليا أو الحمص أسبوعياً من شأنه أن يقلل احتمالات ومخاطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
ليس هذا فقط، فالبروتينات ستساعد في بناء العضلات مما يؤدي في النهاية إلى الحفاظ على الوزن المثالي وعلى الطاقة المناسبة.
كذلك الحال بالنسبة للبوتاسيوم، فهو مفيد جداً للسيطرة على ضغط الدم، في حين أن الحديد مفيد لمنع فقر الدم الذي كثيراً ما يصيب المتقدمين في السن، أما حمض الفوليك فيساعد في بناء خلايا الدم الحمراء.
التوت
كلما تقدم المرء في العمر يصبح أكثر عرضة للآثار الضارة للالتهابات وللعناصر الحرة وهي الجزيئات الصغيرة التي تلحق ضرراً بالغاً بالأعضاء وبالخلايا على حد سواء.
هنا يأتي دور فيتامين «سي»، فهو خير وسيلة للدفاع في وجه هذه الآثار، لكن الغالبية تتصور أن البرتقال هو المصدر الرئيسي لهذا الفيتامين على الرغم من أن جميع الدراسات تؤكد أن التوت أفضل من البرتقال في احتوائه على فيتامين سي.
يقول الأطباء إن معدة من يتجاوز الخمسين تصبح أكثر حساسية للأحماض الموجودة في الحمضيات، والبديل هو التوت الخالي من الأحماض والغني بفيتامين سي المفيد جداً في محاربة الالتهابات والعناصر الحرة.
ليس هذا فقط، فالتوت الطازج أو المثلج يساعد الجسم على امتصاص الحديد بصورة أفضل وبكفاءة، وهي مسألة تنعكس إيجابياً على مستوى طاقة الجسم ونشاطه، كما أن التوت غني بالألياف التي تساعد على الشعور بالامتلاء أيضاً.
زيت الزيتون
يعتبر زيت الزيتون حجر الزاوية في المطبخ الصحي الذي يطلق عليه الغربيون مطبخ حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو دهن أحادي غير مشبع، أي أنه دهن حميد لا يسبب أي ضرر للجسم الذي يحتاج الى هذه النوعية من الدهون.
يقول خبراء التغذية والأطباء إن إضافة زيت الزيتون إلى السلطات أو إلى مختلف أنواع الطعام من شأنه تزويد الجسم بمضادات الأكسدة مثل فيتامين «ي» الذي يحارب التجاعيد وعلامات التقدم في السن، كما أنه يقلل احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
البروكلي
لا نأتي بجديد حين ننقل ما يؤكده كل خبراء التغذية بأن كل أنواع الخضروات - وبالذات الخضراء منها - مفيدة جدّاً من الناحية الصحية، لكن الخبراء أنفسهم يقولون إنه إذا كان لا بد من اختيار أكثر الخضروات فائدة فمن المؤكد أن البروكلي يأتي في المركز الأول، فهو غني جداً بفيتامين «أ» وفيتامين «سي» اللذين يحتويان على مضادات الأكسدة التي تساعد في خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
كذلك، فالبروكلي غني بالألياف الضرورية لصحة الجهاز الهضمي وللسيطرة على معدلات سكر الدم، كما أنه غني أيضاً بحمض الفوليك الضروري لبناء الخلايا وتطورها.
تقول خبيرة التغذية إن البروكلي يملك كثيراً من الخصائص التي تجعله قادرا على منع الإصابة ببعض أنواع السرطان وغيره من الأمراض.
ومن مزايا البروكلي أن نسبة فيتامين «ك» فيه قليلة، مما يجعله مثاليا لأولئك الذين يتناولون أدوية تمنع تخثر الدم.
ينصح خبراء التغذية بتناول البروكولي بكل الطرق الممكنة.. نيئا في السلطات أو في الطبخ، فهو يزيد قدرة الجسم على امتصاص كل المغذيات.
الماء
مع التقدُّم في السن تزداد أهمية الماء للجسم. إذ إن كل الأعضاء - ومن دون أي استثناء - تعتمد عليه في عملها. ومن الحقائق المتعلقة بهذا الأمر أن المتقدمين في السن لا يشعرون بالعطش كما كانوا وهم في سن الشباب، لكن المشكلة الحقيقية هي أن نسبة كبيرة ممن تجاوزوا الخمسين يعانون الجفاف الذي غالباً ما يوصلهم إلى المستشفيات، وهذا ما يفرض عليهم شرب الماء بانتظام، وفي أوقات غير متباعدة.
يقول الأطباء إن من غير المطلوب شرب الماء بصورة شبه متواصلة، لكن يفضل مراقبة لون البول، فإذا مال للأصفر فهذا معناه أن الجسم في حاجة لمزيد من الماء.
البندورة
حين تقطيع البندورة (الطماطم) وطبخها بقليل من الزيت تحدث العجائب كما تقول خبيرة التغذية روث فريشمن في كتابها «الطعام صديقي المفضل».
تتحدث عن هذه العجائب فتقول إن تقطيع البندورة وطبخها يطلق مضاد التأكسد المسمى «ليكوبين» الموجود في قشرتها وهو مفيد جداً من الناحية الصحية، خصوصاً للرجال، إذ أنه يحمي ويحسن أداء البروستاتا.
تضيف أن طبيعة العلاقة بين مضاد التأكسد هذا وصحة البروستاتا غير معروفة في الوقت الحاضر لكنها مؤكدة، ويعتقد العلماء أن «ليكوبين له القدرة على منع تضرر الخلايا وإصلاح المتضررة منها».
وقد أثبت العديد من التجارب أن مضاد التأكسد هذا يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، خصوصاً لمرضى ارتفاع ضغط الدم.
على هذا الأساس ينصح خبراء التغذية بإضافة صلصة البندورة إلى مختلف أنواع السندويش أو تناولها كشوربة أو في الطبخ.
إذا كنت ممن يفضلون إعداد صلصة البندورة في البيت فيمكنك التحكم في معدل الصوديوم والسكر فيها، أما حين شرائها جاهزة فيستحسن التأكد من أنها قليلة الصوديوم وقليلة السكر ومن عدم إضافة الملح إليها.
سمك التونة
تحوي هذه الأسماك الدهنية نسبة عالية من الأحماض الدهنية المعروفة باسم أوميغا 3 ذات الفوائد الصحية الكثيرة.
يقول خبراء التغذية إن تناول سمك التونة مرتين أسبوعياً من شأنه أن يساعد في بناء خلايا الذاكرة في الدماغ، ويحمي عملية التفكير والإدراك بصورة عامة. كما أنه يمنع الإصابة بهشاشة العظام ويسيطر على تجلطات الدم.
يربط الأطباء بين «أوميغا 3» وخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات، كما أن بعض الدراسات الحديثة أثبتت أن لهذه الأحماض الدهنية فوائد في خفض احتمالات الإصابة ببعض أنواع السرطان وأمراض المناعة الذاتية والتهابات الأمعاء.
ومن المعروف أن سمك التونا غني أيضاً بالصوديوم، لكن بالنسبة لمن تجاوزوا الأربعين تصبح أضرار الصوديوم أكثر من فوائده، لذلك ينصح هؤلاء بنقع سمك التونا بالماء لدقيقتين أو ثلاث قبل إعداده للأكل، وذلك لتخليصه من قرابة 40 % من الصوديوم الموجود فيه.
دقيق الشوفان
إعداد وجبة من دقيق الشوفان Oatmeal لا يستغرق سوى دقائق قليلة، ويمكن تجهيزها في الميكروويف أو فوق الموقد، وهي مفيدة للغاية لاحتوائها وبنسب عالية على مضادات الأكسدة وعلى ألياف قابلة للذوبان، مما يساعد على خفض معدلات الكوليسترول. ومن فوائد دقيق الشوفان - أيضاً - أنه يساعد في السيطرة على معدلات سكر الدم وخفض احتمال الإصابة بالنوع الثاني من السكري. ويعرف الأطباء أن لدقيق الشوفان قدرة على تقوية النظام المناعي في الجسم.
البطاطا
يمكن القول إن البطاطا متهمة ومظلومة دائماً، فالغالبية تعتبرها من بين أسوأ أعداء الرشاقة لكن التجارب تؤكد العكس تماماً، فالبطاطا مفيدة جداً من الناحية الصحية، فهي غنية جداً بالألياف الضرورية لعمل الجهاز الهضمي، كما انها تخفض معدل الكوليسترول وتساعد على الشعور بالامتلاء والاكتفاء فلا يرجع من يتناولها يرغب في أكل المزيد.
كذلك فالبطاطا مصدر جيد للبوتاسيوم الذي يساعد الأعصاب والعضلات على التواصل كما أنه ينظم ضغط الدم. ليس هذا فقط، فالبطاطا فقيرة بالسعرات الحرارية وبالدهون أيضاً.
أضرار البطاطا تأتي من القلي ومن الدهون المضافة أثناء القلي، ومن أي إضافات لإعطائها مذاقات مختلفة، ولذلك فخبراء التغذية يوصون بتناول البطاطا مخبوزة أو مشوية.. ويومياً.