الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
أوثق عُرى الإيمان؛ الحُبّ في الله والبُغض في الله الفِهرس مقدمة ما هو الحب في الله؟ المرء على دين خليله باب؛ في فضل الحب في الله والبغض في الله فصل؛ المرء مع من أحب مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم. وبعد: نحمد الله تعالى على نعمة الاسلام التى امتن بها علينا وعلى السابقين من الاولين من المهاجرين والانصار، حيث قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوعَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}، وقال عزوجل: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْوَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}. فالنعمة العظمى والمنة الكبرى إنما هي الاسلام وأخوة الدين. وقد حث صلى الله عليه وسلم على ذلك، فقال: (وكونوا عباد اللَّه إخوانا). [رواه مسلم]. والاخوة في الدين لا تعدلها اخوة في النسب ولا غيره، بل هي اعظم من ذلك كله. ومن حاد عن طريق الدين فهو عدو ولو كان أقرب قريب، قال الله تعالى: {لَاتَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أو أَبْنَاءهُمْ أو إِخْوَانَهُمْ أو عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. بل حتى الكافر إذا دخل في هذا الدين أصبح أخا لنا؛ له ما لنا وعليه ماعلينا، قال تعالى: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْالزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}، وذلك هو اساس المحبة بين المؤمنين، وكل محبة لغير الله فهى محبة فاسدة. ومن لم يدخل في الاسلام ويقم شعائره فليس من اخوة الدين والمؤمنين في شيء،وإن كان أقرب قريب، ولنا في ابينا ابراهيم عليه السلام أسوة حسنة، أمرنا الله أن نعمل بها فقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَابَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }. وإن من أظلم الظلم أن تحب من نبذ دين الله وأعرض عنه، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. ولا بد من ظهور العداوة مع اعداء الله وعدم دفنها في القلب، وتأمل قول ابراهيم عليه السلام ومن معه لقومهم حيث قالوا لهم: {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء}، إذ لم يخالطهم ويبش في وجوههم لمصالحه الخاصة، فإذا قابل المؤمنين وخلا بهم قال؛ "أنا أبغضهم بقلبى"! وهوبينهم لم يفارقهم، كإبراهيم عليه السلام حيث قال: { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَاتَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا }، ولو فعل فعل مسلمي زماننا لما هان على قومه أن يلقوه في النار، بل لقالوا؛ "دينه زين!". وهذا هو الفساد الذي لايحبه الله، لأن صاحب الباطل معتد على حدود الدين والله لا يحب المعتدين، فكيف تقبل على من اعرض عن أمر الله وترك ما يحبه وفعل ما يسخطه، فمن داهن أهل الباطل اصابه ما أصابهم ان لم ينصح لهم ويهجرهم عند اصرارهم واعراضهم تأديبا لهم وغضبا لله عز وجل وحرصا على رضاه. وذلك هو دأب المؤمن الذي باع نفسه لله فله البشرى من الله، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْبِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِوَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }. وسيكثر اصحاب الدعاوى إذا سمعوا قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يلبثوا ان يتلاشوا إذا وضعوا على ميزان الاتباع، وهو قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (هذه الآية الكريمة حاكمة على من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية بأنه كاذب في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وافعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال؛ "من عمل ماليس عليه امرنا فهو رد"). أهـ [ج1/ص351]. وقال صاحب "أضواء البيان" رحمه الله [ج1/ص342]: (تنبيه يؤخذ من هذه الآية الكريمة؛ أن علامة المحبة الصادقة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم هي اتباعه صلى الله عليه وسلم، فالذى يخالفه ويدعي انه يحبه فهو كاذب مفتر، إذل وكان محبا له لأطاعه، ومن المعلوم عند العامة؛ أن المحبة تستجلب الطاعة،ومنه قول الشاعر: لو كان حبك صادقا لأطعته ...ان المحب لمن يحب مطيع ـــــــــــــــــــــــــ ما هو الحب في الله؟ ان الحب في الله له معان عظيمة تتجلى في القرآن والسنة. ونذكر ان شاء الله ما وفقنا الله لمعرفته: فمن ذلك؛ مصاحبة المؤمنين وموالاتهم ونصرتهم وأن تفرح لما يفرحهم وتألم لما يؤلمهم، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}. وقال صلى الله عليه وَسَلَّم: (لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي) [رواه أحمد أبو داود والترمذي والحاكم، وهو حسن]. وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [رواه أحمد ومسلم]. ومن علاماته أيضاً؛ البذل لاخوانك لتنمو المودة ويعظم الاجر وتقوى شوكة المسلمين ويزداد ترابطهم فيها بهم عدوهم. قال صلى الله عليه وسلم - بعدما جاء رجل على راحلة له - وكانوا في سفر، فجعل الرجل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال صلى الله عليه وسلم: (من كان عنده فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لازاد له)، قال أبو سعيد الخدرى رضي الله عنه: (فذكر من اصناف المال حتى رأينا انه لاحق لاحد منا في فضل) [رواه أحمد ومسلم وابو داود]. ومن نظر إلى واقع المسلمين يرى اكثرهم على خلاف هذا. ومن علامات حبك لاخيك؛ ان لا تغمطه وتختقره وان لا تتكبر عليه، فإن هذا مما يؤدى إلى نفرة القلوب وزوال المحبة. قال صلى الله عليه وسلم: (لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، قيل: إن الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا؟ قال: (إن الله جميل يحب الجمال، الكبر؛ بطر الحق وغمط الناس) [رواه مسلم]. وليس الجمال الذي يحبه الله؛ حلق اللحى واسبال الثياب والتشبه بالكفار والنساء، فإن ذلك من المحرمات التى تسخط الله فكيف يحبها؟! قال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء) [رواه أبو داود وأحمد والترمذى وابن ماجه، وهو صحيح]. وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم؛ المسبل إزاره، والمنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) [رواه أحمد ومسلم وغيرهما]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) [رواه أبو داود والطبراني في الاوسط، وهو صحيح]. فبان لك ما اعد للمسبل ازاره والمتشبهين من الرجال بالنساء ولمن تشبه بالكفار، فاحذر أهل الاهواء. ومن علامات حبك لاخيك المسلم؛ ان لا تخذله في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه، بل كن في صفه وانصره بيدك ولسانك. قال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ مسلم يخذل مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من إمرئ ينصر إمرء مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب نصرته) [رواه أبو داود وأحمد والطبراني في الاوسط، وهو حسن]. ويدخل في هذا الباب من يدعى محبة الخير واهله، لكنه لا يعادي أهل الباطل ولا يستاء إذا سمع في مجلس ما قدحا في المسلمين واستهزاء بهم ووقوعا في اعراضهم، وقد رأيت هذا الوعيد الشديد فكن على حذر لأن ذلك من الظلم والخذلان، واحتقار الناس. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم اخو المسلم لايظلمه ولايخذله ولا يحقره... الحديث) [رواه مسلم]. ومن علامات حبك لاخيك في الله؛ ان تغفر له وتصفح عنه ان جاءك تائبا من منكر ارتكبه وأقر بخطأه واستغفر. ومن علامات المحبة لاخيك المسلم؛ نصحك له وهدايته إلى الخير على بصيرة من الكتاب والسنة، فكم من مريد للخير لا يصبه. فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، فلقننى؛ "فيما استطعت، والنصح لكل مسلم") [رواه البخارى ومسلم]. وروى مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه، ان النبى صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصية)، قلنا: لمن؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولآئمة المسلمين وعامتهم). لأن عدم المناصحة مجلبة لسخط الله ولعنه، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ). أما اليوم؛ فأهل الاهواء لا يريدون ان يسمعوا إلا ما وافق أهواءهم، بل ينكرون على من انكر على صاحب المنكر، ولو كان انكر اعظم الذنوب عند الله - وهو الشرك - لأن ذلك عندهم يؤدى إلى التشويش وإثارة الفتن! ومن الحكمة درء المفاسد! أن نترك المشرك يشرك علنا! ثم نكتفى بالخطب على المنابر! أهذا هو النصح الذي بايع عليه الصحابة رسولهم صلى الله عليه وسلم؟! فإنا لله وإنا إليه راجعون. ومن علامات حبك لاخيك في الله؛ ان ترفق به وتقدر احواله في حدود شرع الله. قال أبو مسعود؛ أن رجلا قال للنبى صلى الله عليه وسلم: والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال: (إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة). وهذا الحديث حمله بعض الاجتماعين الذين يريدون إرضاء المجتمع، وفرحوا به، فأصبحت قرأتهم في الصلوات أواخر السور و{قل يا أيها الكافرون}، و {ألم نشرح}، وماشابه ذلك، ولا يعملون بالسنة إلا في قراءة سورة "السجدة" وسورة "الانسان" في فجر يوم الجمعة، و "سبح" و "الغاشية" في صلاة الجمعة، أما بقية الايام فالصلوات فيها حسب المزاج، فتصيب السنة تارة ولا تصيبها تارات. فللنظر كيف كان رفقة في هذا الأمر صلى الله عليه وسلم: 1) اخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري؛ (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية، وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية)، أو قال: (نصف ذلك)، (وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية، وفي الأخريين قدر نصف ذلك). 2) اخرج مسلم عن جابر بن سمرة؛ قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر بـ {الليل إذا يغشى} وفي العصر نحو ذلك). 3) عن أبي سعيد الخدري؛ قال: (لقد كانت صلاة الظهر تقام، فيذهب الذاهب إلى البقيع، فيقضي حاجته ثم يتوضأ، ثم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى، مما يطولها). فهذا هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر، فالزمه حتى تفلح. أما هديه في صلاة الصبح، كما يلى: 1) اخرج مسلم عن أبي برزة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الغداة من الستين إلى المائة. 2) اخرج مسلم عن جابر بن سمرة؛ قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ {ق والقرآن المجيد}، وكان صلاته بعد تخفيفا). وقال رضي الله عنه: (كان يقرأ في الفجر بـ {ق والقرآن...}، ونحوها). 3) واخرج مسلم عن عن عمرو بن حريث؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر: {والليل إذا يغشى}. أما هديه في صلاة المغرب: 1) اخرج مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: إن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يقرأ: {والمرسلات عرفا}، فقالت: (يا بني! لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب). 2) واخرج مسلم عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه؛ قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بالطور في المغرب). وهديه في صلاة العشاء: 1)اخرج مسلم عن البراء: يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان في السفر، فصلى العشاء الآخرة، فقرأ في إحدى الركعتين: {والتين والزيتون}. 2) وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: (إذا صليت بالناس فاقرأ بـ {الشمس وضحاها}، و {سبح اسم ربك الأعلى}، و {اقرأ باسم ربك}، و {الليل إذا يغشى}) [رواه بن ماجة، وهو صحيح]. وأمره صلى الله عليه وسلم بذلك عندما كان يصلى بقومه العشاء. وخلاصة القول: ان صلاته صلى الله عليه وسلم كانت كما روى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: (ما صليت خلف أحد أوجزصلاة من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام، كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم متقاربة..، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: "سمع الله لمن حمده" قام، حتى نقول: قد أوهم،ثم يسجد، ويقعد بين السجدتين حتى نقول: قد أوهم). ويحدث ثابت، عن أنس رضي الله عنه - كما رواه مسلم - قال: (كان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائما، حتى يقول القائل؛ "قد نسي"، وإذا رفع رأسه من السجدة مكث، حتى يقول القائل؛ "قدنسي"). فافهم ذلك جيدا وابحث عنه في واقع مشايخ اليوم؟ فما أحسب إلا ينطبق عليهم قول جابر بن سمرة رضى الله - كما في مسلم - قال: (كان صلى الله عليه وسلم يخفف الصلاة، ولا يصلى صلاة هؤلاء). فهذا في زمن جابر رضي الله عنه فكيف لو رأى صلاة مشائخ زماننا؟! وهو انك تسمع الصلاة تقام فتخرج من بيتك على بعد خمسمائة متر وتسعى سعيا أو تهرول وتخالف السنة بفعلك هذا - إذ يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيتم الصلاة فأتوها وانتم تسعون وعليكم السكينة) [رواه البخارى ومسلم] - ولكن مع ذلك تصل المسجد وقد فاتتك ركعتان أو ثلاث. والمصيبة العظمى ان اكثر مسلمى اليوم قد قنعوا بهذه الصلاة، بل واكثرهم يحرص ان يصلى عند الباب ليقفز خارجا من المسجد فور التسليم، ودليله ان يقول: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ}. فنصيحتى لاخوانى؛ ان يكونوا ثابتين على الحق. كما أخرج مسلم عن جابر بن سمرة؛ قال عمر لسعد: (قد شكوك في كل شيء حتى في الصلاة!)، قال: (أما أنا فأمد في الأوليين وأحذف في الأخريين، وما آلو مااقتديت به من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فقال: (ذاك الظن بك)، أو (ذاك ظني بك). فانظر لنفور الناس من سعد رضي الله عنه؛ لانه يصلى بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يراع آهوائهم، حتى شكوه لامير المؤمنين الخليفة الراشدعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فماذا كان موقف عمر رضي الله عنه لماأخبره سعد رضي الله عنه، بأنه يصلى بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل ثبطه وقال: "إن الناس اختلفوا اليوم عن أولئك وضعف إيمانهم، وأصبحوا لايطيقون صلاة الرسول، والناس كثرت أشغالهم وكبرت مؤسساتهم وقل عملهم وبعدواعن الدين، فتألفهم ولاتنفرهم، وذلك من درء المفاسد وجلب المصالح! وعليك بالحكمة! والرسول غضب على معاذ رضي الله عنه وقال له: أفتان أنت يامعاذ؟ فلا تكن فتانا واتق الله في عباد الله"؟! فهل كان موقف عمر رضي الله عنه كهذا الموقف الذي يغضب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟! حاشا لله ان يكون خليفة المسلمين الراشد يسعى لأرضاء الناس،بسخط الله، ليرضى الجمهور. بل كان موقفه أن ثبت سعدا رضي الله عنه على الحق قائلا له: (ذاك الظن بك)، أي؛ اني ما وضعتك عليهم إلا لتعمل بشرع الله فيهم، رضي من رضي وسخط من سخط،ولولا اني هذا ظني بك ما وليتك عليهم. فافهم هذا وطبقه على واقعك الذي ابتليت به واجعل سلواك قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}. ومن علامات حبك لآخيك المسلم؛ ان لاتهجره إلا لسبب شرعي ولا تبغضه ولا تحسده ولا تبع على بيع اخيك ولاتزد في السلعة التى يريد شراءها أخوك، وانت لا تريدها - وهو النجش - فهذا ظلم وخذلان ولا يرضاه الله تعالى. قال صلى الله عليه وسلم فيما اخرجه مسلم عن ابى هريرة رضي الله عنه، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولاتباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد اللَّه إخواناً، المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يخذله، التقوى ههنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه). وهذا الاحتقار حاصل ولا شك عند كثير من غرتهم مراكزهم ومكانتهم بين الناس وشهادات الزور التى نالوها من الجامعات التى جمعت الخير والشر، كل هذاوغيره صدهم عن قبول الحق ممن هو ادنى منهم سنا ولم يكن صاحب لقب كبيرومكانة رفيعة، وصدق القائل فيهم: لكنهم لم يسمعوا قول الهدى.....لما اتى من اصغر الابناء بل حاربوه بكل أمر منكر.........ورموه بالتعقيد والاعياء لم ينتقموا منه سوى انه...قالها ربى الله، جهرتى وخفاء المصدر: منتدى همسات الغلا H,er uEvn hgYdlhkP hgpEf~ td hggi ,hgfEyq hggi hgpEf~ hgYdlhkP |
24-12-2013, 10:37 PM | #2 |
| صديقتي كلاسيكية طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزآآك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزآآن حسنآآتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنآآآ من جديــدك تحيــآآتي دمت بود |
|
25-12-2013, 11:28 AM | #6 |
| الله على انتقاء مواضيعك موضوع في قمة الجمال طرحت فابدعت دمت ودام عطائك ودائما بأنتظار جديدك الشيق |
|
25-12-2013, 11:58 AM | #7 |
| *..جزـآك ـآلله خير ـ وًجعلة ـآلله بميزـآن حسنآتك وً بآرك الله فيك على طرحك القيم دمت بخير وًسعآآآدهـ ..* |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أوثق , الله , الحُبّ , الإيمان؛ , عصري , في , والبُغض |
| |