09-12-2013, 04:57 PM
|
|
العفو عند المقدرة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته العفو عند المقدرة فى رحلة الحياة كثيراً ما نتعرض لإساءات متكررة من الآخرين فهذا قد يؤذيك بكلمة،أو يتهمك فى أهلك بل فى دينك،واللأسف يأتى الأذى من أقرب الناس إليك،وبالتالي يكون الجرح عميقا جدا، وهنا ستشعر بالقوة وذلك لانك صاحب حق،وهذا شي طبيعى لكثرة الإحتكاك بالناس سيولد العديد فى الأراء،اولأخلاق وفى الطباع والعادات فهى امور عاديه الم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يجرى فى ابن آدم مجرى الدم فى العروق ) صحيح البخارى والعفو هو التجاوز عن الذنب والخطأ، وترك العقاب عليه، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم(من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله،عز وجل،على رُءُوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء)أبو داود والترمذي وابن ماجه، وردد مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) وعن عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه،قال،كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،ضربه قومه،فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه،ويقول(رب اغفر لقومي،فإنهم لا يعلمون)متفق عليه،وقد قيل للنبي،ادْعُ على المشركين، فقال(إني لم أُبْعَثْ لَعَّانًا،وإنما بعثتُ رحمة)رواه مسلم، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله أمرني أن أعطي من حرمني وأعف عمن ظلمني وأصل من قطعني) قال تعالى(وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)سورة النور، من أعظم الأخلاق رفعة،العفو عند المقدرة,وهي من صفات الله وأسمائه الحسنى فهو سبحانه،العفو القدير,أي،يعفو بعد مقدرته على الأخذ بالذنب والعقوبة على المعصية،
طلب أحد الصالحين من خادم له أن يحضر له الماء ليتوضأ،فجاء الخادم بماء،وكان الماء ساخناً جدّاً، فوقع من يد الخادم على الرجل، فقال له الرجل وهو غاضب،أحرقْتَني،وأراد أن يعاقبه، فقال الخادم،يا مُعلِّم الخير ومؤدب الناس،ارجع إلى ما قال الله تعالى،قال الرجل الصالح،وماذا قال تعالى، قال الخادم،لقد قال تعالى(والكاظمين الغيظ) قال الرجل،كظمتُ غيظي، قال الخادم(والعافين عن الناس) قال الرجل،عفوتُ عنك، قال الخادم(والله يحب المحسنين)قال الرجل،أنت حُرٌّ لوجه الله،
فالعفو بدون مقدرة قد يكون عجزاً وقهراً,ولكن العفو مع المقدرةوالانتقام فلا شك أنه صفة عظيمة لله فيها الكمال,فهو سبحانه يحب العفو,ويحب أن يرى عبده يعفو عن الناس، وقد ربى رسوله على ذلك الخلق العظيم فقال الله لرسوله(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)لأعراف، ويقول سبحانه وتعالى( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )الشورى، وقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم،رجلاً بالجنة في ثلاثة أيام متتالية,وليس له زيادة صلاة ولا زيادة صيام ولا زيادة صدقة, وهو لا يتنفل بالقيام كثيرا ولا بالصلاة كثيراً,ولكنه بشر بالجنة وهو يسمع، فلما تقصى ابن عمر رضي الله عنه،ذلك وجد أنه لا ينام حتى يعفو عن الناس كلهم يقول(اللهم إني قد تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني) فالمسلم يكون هيناً ليناً سمحاً تقياً,سهلاً عفواً قريباً إلى الناس, متودداً إليهم,باذلاً ناصحاً لهم,ملتمساً لهم الأعذار في جميع تصرفاتهم نحوه,ويقول إذا صدر منهم ما يغضبه،هذا من الشيطان وليس منهم،بل الشيطان هو الذي نزغ بهم,وهو الذي شجعهم على ذلك، ومن حاول أن يربي نفسه على هذه العبادة عاش مستريحاً,ينام ويستيقظ وهو في راحة، يقول الإمام ابن القيم (يا ابن ادم،إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو,وإنك تحب أن يغفرها لك الله,فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده,وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده,فأنما الجزاء من جنس العمل،تعفو هنا يعفو هناك,تنتقم هنا ينتقم هناك،تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك) العفو من الاخلاق الحميدة واذا تميز به الانسان عاش فى سعادة، وعلت منزلته بين الناس على عكس ما يظنه البعض انه ضعف، وأن تعفو على من ظلمك وترحمه اذا كنت اقوى منه،قال تعالى(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه،إن رحمتي سبقت غضبي )رواه البخاري ومسلم.
إن السعادة الحقيقية هى تحمل الأذى من الاخرين والعفو عنهم مع المقدرة وحلمك وصبرك عليهم حتى تستطيع بإذن الله ان تاخذهم من ظلمات المعاصى إلى نور الطاعة، اللهم إني عفوت عن كل من ظلمني واغتابني وانتقص من قدري فاعفو عنه واغفر لي يارب إذا أسأت إلى الناس. |
|
hgut, uk] hglr]vm hg/Jk |