04-12-2013, 07:51 AM
|
|
المسؤولون بين المجاملة والحيادية بسم الله الرحمن الرحيم المسؤولون بين المجاملة والحيادية في العرف والمعتاد أن يحظى المسؤول بالمجاملة ممن هم تحت مسؤوليتهم بغرض التقرب أو التودد أو لمصلحة يرجوها من المسؤول قد تنفعه في حاضره أو مستقبله , ولكن ما نعجب له أن نجد بعض الأشخاص يحظون بمجاملات رؤسائهم دون غيرهم ممن هم أعلى كفاءة وتميز في مجال العمل كانت لهم بصمات الاتقان والابداع في محيط عملهم وخارج حدوده , غير أن تلك البصمات البارزة غض المسؤول عنها الطرف واكتفى بإشارة البنان . يظل المسؤول عن دائرة أو إدارة أو دون ذلك أو أكبر أحد روافد النجاح والتقدم الأساسي بل أنه يعول عليه تحقيق الإنجازات ودعمها وتحفيزها , فالمسؤول هو السلطة الإشرافية العليا والقرار النهائي في دائرته أو إدارته وهو صاحب التوجيهات التي تحدد مسار العمل , ويأتي من هم تحت مسؤوليته بالاجتهادات والابداعات والابتكارات ما يسهم في تطوير العمل ونجاحه وإكسابه آفاقا وأبعادا مرموقة وتطلعات حالمة جادة تلبسه حلة التميز والتفوق وتحمله على بساط النجاح المتسم بالكفاح فيثير الإعجاب ويبهر الأذواق مما يعود بالمصلحة المنشودة والفائدة المرجوة للعمل وقد يتعدى مداها , وفي ذلك فليتنافس المتنافسون إذا ما كان هناك مسؤول ينظر للتميز والابداع بعين الاعتبار وبحيادية وشفافية . من المعروف أن النفس البشرية تميل للثناء والتشجيع فهي مجبولة على ذلك غير أن هناك من يبذل الجهد ويقدم الإبداعات ويحقق الإنجازات على مستوى عمله والمجتمع ولا ينتظر شكرا من أحد فهو يرجي عمله لله لأن مزية نجاحه أن يجد فائدة ما قدمه عمت المستهدفين في مجال عمله ويندر مثل هؤلاء . المجاملة في العلاقات الاجتماعية أمر مرغوب ويحدث نوعا من الود والتآلف على أن لا تضر بأحد , ولكن المجاملة على حساب العمل والإنجازات والإبداعات فهو أمر مذموم ويحدث شرخا في العمل ويخل بتواز التقييم , حتى أن المساواة بين المجتهد المتميز والعادي في عمله والمتقاعس عنه يعد ظلما صريحا يربك العمل ويفشل النجاح فالمساواة في مثل هذا يثنى المجتهد عن اجتهاده ويحفز المتقاعس للزيادة حيث أن كفة الميزان غير عادلة في التقييم لدى المسؤول إذا ما تطرق لمبدأ المساواة العامة في تقييمه ,فما بالنا بمجاملة المسؤول لشخص أو فئة لم يقدموا إلا الشيء اليسير حين وقوف المسؤول على عمله , فيما يغض الطرف عن المجتهد والمتميز في أداء عمله طيلة عمله سواء حضر مسؤوله أم لم يحضر بغيته دائما تحقيق النجاح والفائدة لمن حوله وكثير من المسؤولين لا يراعون هذا الجانب ولا يحفزونه ولو بورقة شكر . نعم هكذا يبدوا الحال في معظم الدوائر والإدارات انحياز كثير من المسؤولين عن الحيادية والشفافية في التقييم والتحفيز والميل كل الميل للمحسوبية والمصلحة المتبادلة التي تقتضي بالمسؤول أن يخون أمانته وما وكل به في تحقيق العدل والانصاف لمن هم تحت مسؤوليته , وكثير من المسؤولين جنوا على المجتهدين والمتميزين لعدم الحيادية والشفافية في التمييز العادل بين المجتهدين ومن هم دونهم مما أدى إلى تراجع مستوى الأداء المهني لدى الكثيرين من المواطنين , وبالتالي انخفاض مستوى الأداء العام على العمل مما أثر سلبا في الانتاج المأمول . ما ضر المسؤول إن أعطى كل ذي حق حقه حيث الإشادة والتكريم للمحسنين المجتهدين في أدائهم والأخذ على يد المتقاعسين ودفع الراكدين نحو التميز ,فذلك يؤدي إلى تطور وتقدم في العمل بل ويرتقي به للإبداع والتميز , فمجرد خطاب شكر من مسؤول لمجتهد مبدع يقضي جل جهده ووقته لإنجاز عمل سيكون له وقع كبير في نفسه ودافع عظيم في عمله وتطلعات رحبة لتحقيق الإنجازات والإبداعات المتواصلة يعود نفعها على العمل خاصة والمجتمع عامة , أما غض الطرف عن هؤلاء المتميزين فهو بمثابة مقبرة النجاح والتطور للإدارات والدوائر , وتمييز من لا يستحق التمييز على حساب من يستحق التمييز فهذا من التدليس الذي يقتل النجاحات ويئد الإبداعات . وختاما إلى كل مسؤول في دائرته أو إدارته : إن مقامكم أرفع من أن يدنس بمجاملات سخيفة تقضي على كوادر المبدعين والمتميزين وتحطم طموحهم وبالتالي طموح المجتمع في الابتكار والإنجاز , فلا تدعو سفاسف الأمور من المحسوبية وغيرها أن يثنيكم عن إقامة الموازين وإعطاء كل ذي حق حقه حتى ينعكس التنافس إيجابا في إنجازات الإدارات والدوائر وحت يكون معيار التقييم معيارا منطقيا متوازنا مع العرض والطلب , وهكذا هو مبدأ ديننا الحنيف الذي يثيب المحسنين ويعاقب المسيئين وهو مبدأ حكيم وميزان قويم لتحقيق النجاح والتقدم , يقول الله تعالى { من عمل صالحا من ذكر أو أثنى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } , ويقول تعالى : { من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها } , ويقول تعالى : { قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون إنما يتذكر أولو الألباب } . لقد شاهدنا الكثير من المجاملات لفئات لا تستحق كما يستحق غيرها من المتميزين الحقيقيين وهم يكرمون ويمنحون شهادات وخطابات شكر وتقدير ويشاد بهم في وسائل الإعلام دونما عمل مميز بادروا به , فيما يهمش فئة حاكت الإبداعات ونسجت الإنجازات سندسا فريد أبهر من لامسه وأسر من شاهده وفاق ما سواه , ولكن المسؤولون أصحاب القرار والمنح في غمرة ساهون منهمكون , وقد غطت المحسوبية والمصلحة على بصائرهم فلا يرون إلا المقربون ولا يسمعون إلا المرجفون فضاع من قاموسهم الإنصاف واختل في أيديهم ميزان الحيادية , وعتمت في نفوسهم الشفافية وصهرت الإنجازات في أفران المجاملات والمسؤولون على أعتابها قائمون . وصلى الله على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا |
hglsc,g,k fdk hgl[hlgm ,hgpdh]dm hglsc,g,k fdk |