من آفات اللسان: الكلام فيما لا يعنيك
الكلام فيما لا يعنيك (قال النبى (ص) : " من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه" )
و ذلك لكون الانسان يترك ذكر الله و يشتغل بمباح لا يعنيه فانه و ان لم يأثم فقد خسر حيث فاته الربح العظيم بذكر الله تعالى ، فإن رأس مال العبد أوقاته ، ومهما صرفها الى ما لا يعنيه و لم يدخر بها ثوابا فى الاخرة فقد ضيع رأس ماله
و اذا بالغت فى الكلام قد يمتزج بحكايتك زيادة او نقصان ، او تفاخر بمشاهدة الاحوال العظيمة ، او اغتياب لشخص او مذمة لشئ مما خلقه الله تعالى .
فاعلم أن احسن احوالك ان تحفظ ألفاظك من جميع الافات : من الغيبة والنميمة والكذب و المراء و الجدال و غيرها ، وتتكلم فيما هو مباح لا ضرر عليك فيه و لا على مسلم اصلا الا انك تتكلم بما انت مستغن عنه و لا حاجة بك اليه ، فإنك مضيع به زمانك و محاسب على عمل لسانك و تستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير .
من آفات
اللسان : الفحش والسب و بذاءة اللسان:
قال صلى الله عليه و سلم : " اياكم و الفحش فان الله تعالى لا يحب الفحش و لا التفحيش".
و نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ان تسب قتلى بدر من المشركين
و قال صلى الله عليه و سلم : " البذاء و البيان شعبتان من شعب النفاق "
الفحش هو التعبير عن الامور المستقبحة بالعبارات الصريحة
الباعث على الفحش اما قصد الايذاء و اما الاعتياد الحاصل من مخالطة الفساق و اهل الخبث و اللؤم ، ومن عادتهم السب . و فى روايه : " من أكبر الكبائر ان يسب الرجل والديه".
من آفات
اللسان : اللعن
أما لحيوان او جماد او انسان ، و كل ذلك مذموم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المؤمن ليس بلعان" .
و اللعن عبارة عن الطرد و الابعاد من الله تعالى ، و ذلك جائز الا على من اتصف بصفة تبعده من الله عز وجل و هو الكفر و الظلم ، بان يقول لعنة الله على الظالمين و على الكافرين و المبتدعين والفسقة ، او ان يقول لعنه الله على الزناة و آكلى الربا ، و كل ذلك جائز.
أما اللعن لشخص معين ، و هذا فيه خطر كقولك : زيد لعنه الله ، و لكن اذا ثبتت لعنته شرعا فتجوز لعنته كقولك : فرعون لعنه الله لانه قد ثبت ان فرعون مات على الكفر و عرف ذلك شرعا .
من آفات
اللسان : السخرية والاستهزاء :
وهذا محرم مهما كان مؤذيا كما قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن "
معنى السخرية الاستهانة و التحقير و التنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه . و قد يكون ذلك بالمحاكاة فى الفعل او القول ، و قد يكون بالاشارة و الايماء .
قال ابن عباس فى قوله تعالى " يا و يلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا احصاها " . ان الصغيرة التبسم بالاستهزاء بالمؤمن ، والكبيرة القهقهة بذلك ، وهذا أشارة الى أن الضحك على الناس من جملة الذنوب و الكبائر .
من آفات
اللسان : افشاء السر
و هو منهى عنه لما فيه من الايذاء و التهاون بحق المعارف و الاصدقاء .
قال النبى صلى الله عليه وسلم : " اذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهى أمانة" و قال مطلقا : " الحديث بينكم أمانة" . فافشاء السر حرام اذا كان فيه اضرار ، و لؤم ان لم يكن فيه اضرار
من آفات
اللسان : الغيبة :
لقد نص الله سبحانه على ذمها فى كتابه و شبه صاحبها بآكل لحم الميته فقال تعالى : " و لا يغتب بعضكم بعضا ، أيحب أحدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه "
الغيبة هى ان تذكر اخاك بما يكرهه لو بُلغه ، سواء ذكرته بنقص فى بدنه او نسبه او فى خلقه او فى فعله او فى قوله او فى دينه او فى دنياه ، و حتى فى ثوبه و داره و دابته.
و أخبث أنواع الغيبة هو من يَدعون انهم أهل اصلاح ليظهروا من أنفسهم التعفف عن الغيبة و يفهمون المقصود و لا يدرون بجهلهم انهم جمعوا بين فاحشتين : الغيبة والرياء
ومن ذلك ايضا الاصغاء الى الغيبة على سبيل التعجب فانه انما يظهر التعجب ليزيد نشاط المغتاب فى الغيبة فيندفع فيها و كأنه يستخرج الغيبة منه
من آفات
اللسان : النميمة :
قال صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة نمام " و قال عليه السلام : " ابغضكم الى الله المشاؤون بالنميمة ". و يقال ان ثلث عذاب القبر من النميمة .
و اسم النميمة انما يطلق فى الاكثر على من ينم قول الغير الى المقول فيه كما تقول فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا . و حقيقة النميمة افشاء السر و هتك الستر عما يكره كشفه.فكل ما رآه الانسان من احوال الناس مما يكرهه فينبغى ان يسكت عنه الا ما فى حكايته فائدة لمسلم او دفع لمعصية .
و الباعث على النميمة اما ارادة السوء للمحكى عنه او اظهار الحب للمحكى له او التفرج بالحديث و الخوض فى الفضول و الباطل.
و كل ما حملت اليه النميمة و قيل له : فلان قال فيك كذا او فعل فى حقك كذا او هو يدبر فى افساد امرك او فى ممالأة عدوك او يقبح حالك او ما يجرى مجراه فعليه سته أمور :
1) ان لا يصدقه لان النمام فاسق و هو مردود الشهادة
2) ان ينهاه عن ذلك و ينصح له و يقبح عليه فعله
3) ان يبغضه فى الله تعالى فانه بغيض عند الله تعالى ويجب بغض من يبغضه الله تعالى
4) ان لا تظن باخيك الغائب السوء
5) ان لا يَحلك ما حكى لك على التجسس و البحث لتتحقق. ( اى لا يجب التجسس و البحث للتحقق ، بل اعتبره كأنه لم يقل شيئا)
6) ان لا ترضى لنفسك ما نهيت النمام عنه و لا تحكى نميمته.
و على الجملة فشر النمام عظيم ينبغى ان يتوقى
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك