عليكَ فقط .. أن تغرق في بحورهم ! ، لا لتموت في محبتهم .. فهم يُدركون حبك الجم ، بل لكي تعيش و تتعلم و تختبر
نقاء الحياة رغم السواد العارم في أرجائها الممتدة من مجتمعٍ إلى آخر ، و من مدينة إلى أخرى و من وطنٍ لأوطان أخر ..........
المعزوفة الموسيقية ليست منبعها القيثارة وحسب ، بل حتى الأقلام !
إن لم تُطربكَ المُفردة ، في بعض من قراءاتك .. فعليك أن تراجع / قراءاتك .. لا / المفردة !
ليسَ ذنبُ الكاتب .. ألا يُشبع فضولك المعرفي أو الثقافي ! ، أنا - ككاتب - ما هو ذنبي إن كنتَ لا تجيد سماع ما أكتبه ؟!
إن كانت ظنونك فيما تقرأ .. هو من أجل أن تحظى بكونك / تقرأ .. فأنت في نهاية الأمر / لا تقرأ .. بل تضيع وقتك معي !
إقرأني لا لكلماتي القابعة و التي تنام فوقَ أسطري التي لا تراها أنت ولا أراها أنا أبداً ..
بل إقرأني كما تستمعُ
لمعزوفةٍ كلاسيكية ترديك أرضاً من شدة ما تطربه أذنيك ! ، حينما تقرأني / حاول ألا تكلف نفسك بالقراءة فقط ..
ولكن .. إسمعني أيضاً ! ، و خاطب مُخيلتي .. كما يتخاطب قائد الأوركسترا فرقته الغنائية .. بكلتا يديه دون أن ينطقَ حرفاً !
.................
ليست الصداقة وقت الضيق يا صديقي .. بل لكل أوقات الأنس ، و الفرح !
من الجهالة أن نقول ، أن الصديق وقتَ "الضيق" ! ،
هذه العبارة جعلت الأصدقاء ينفرون من بعضهم البعض ..
مؤكد تماماً أننا إذا ضاقت بنا الحياة ذرعاً .. نبحث عمن نبوح إليه ضيقنا ، و لكن ليسوا كل أصدقائنا يحبذون أن يستمع كلاً
منهم إلى ضيقٍ يُصاب به أحدنا .. هذه في الحقيقة إعتياد غير جيد للفرد !
تعالَ معي يا صديقي لكي نستأنس بالوقت .. لكي نسحق كل أوقات تضيق بأفراحنا ، فيكفي أن علاقتي معك بابٌ للفرح ..
أستأذنك بكل سماحتكَ أن ندخل منه سوياً إلى معالم البهجة لحياةٍ ملؤها أنا و أنت معاً / ولا غير / و فقط !
................
مما قيلَ عن الحب .. يكفي أن نحب به كل مجرات الكون !
ماذا لو نطقَ الحب ؟ ، لقال أنا أعظم كائنٌ في هذه الدنيا .. و أنا أجمل الكائنات وأرقها وأعذبها .. و أكثرها شوقاً و عشقاً ..
لكنه لا يفعل ، ولا يستطيع أن يقول ذلك رغم أنه محق فيما ينطق ! ، لأننا شوَّهنا ملامح الحب و جعلنا منه ثانٍ لأوكسيد حياتنا
تنفثه - سجائرنا - كلما أوصلنا الحب إلى إستدراكٍ محتوم / .. النفسُ المُعذبة !
عذبنا هذا الحب ، كما كنا في طفولتنا .. نُعذب الدُّمى ! ، حين كنا نشتري دمية أي شخصية شهيرة كسندريلا على سبيل المثال ..
نُحب أن نشتريها من المتجر بكل حب .. ثم يبدأ شوقنا لها بالفتور .. ثم نجعلها عرضة للهلاك بعدما نكبر و تمر بنا الأيام ..
تذكروا كل دمية وقعت بين أيدي طفولتكم بمحبة بيضاء ، و كيف أصبحت تلك الدمى يعتريها السواد بفعل عوامل التعرية !
ولكن :
ليسَ كل حب ، بهذا الشكل الساقط !
فهناك .. من يكتب الحب ، بين أوراقه ، فتغار من كتابته أوراق الفصول الأربعة ..
مودتي لكم