23-03-2013, 12:29 PM
|
|
تحية الكفار والسلام عليهم حكم ابتدائهم بالسلام: لا يجوز ابتداء الكافر بالسلام لأن معنى السلام هو السلامة من أوصاب الدنيا وعذاب الآخرة فكأنك تدعو له وقد نهينا عن الاستغفار للمشركين. والدليل على ذلك: 1 ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: " لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام, فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه". (رواه مسلم 2167) 2 عن أبي بصرة رضي الله عنه أنه قال: "إنا مارون على يهود فلا تبدؤُوهم بالسلام، فإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم". (رواه أحمد بإسناد صحيح 27235) 3 حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم , أفشوا السلام بينكم". فقوله بينكم عيني على المسلمين . قال الحافظ ابن حجر في الاستدلال بالحديث: "المسلم مأمور بمعاداة الكافر فلا يشرع له فعل ما يستدعي مودته ومحبته". (فتح الباري 17/457) وهذا هو قول جماهير أهل العلم من الأئمة الأربعة أعني المنع من ابتداء الكفار بالسلام. قال النووي في الأذكار (1/323): "وأما أهل الذمة فاختلف أصحابنا في أهل الذمة, فقطع الأكثرون بأنه لا يجوز ابتداؤهم بالسلام". ومن أهل العلم من جوز ابتداءهم مطلقاً، وقال آخرون يجوز عند الحاجة، وهي أقوال مردودة بنص حديث رسول لله صلى الله عليه وسلم. وقال النووي: "قال بعض أصحابنا يكره ابتداؤهم بالسلام و لا يحرم، وهذا ضعيف، لأن النهي للتحريم فالصواب تحريم ابتدائهم". (الأذكار 1/323) وأما قول الله تبارك وتعالى في قصة إبراهيم: }قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي{ فالقصد بذلك المتاركة والمباعدة وأن لا ينال آزر أذى من إبراهيم لحرمة مقام الوالد ، وليس القصد فيها التحية. قال القرطبي رحمه الله: "والجمهور على أن المراد بسلامه المسالمة التي هي المتاركة لا التحية؛ قال الطبري: معناه أمانة مني لك. وعلى هذا لا يبدأ الكافر بالسلام". (أحكام القرآن 11/11) رد سلامهم: يشرع رد السلام على الكافر الذي ابتدأ به لعموم قول الله تبارك تعالى: }وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا{ ولثبوت النهي عن ابتدائهم بالسلام والذي يدل بمفهوم المخالفة أن غير الابتداء ليس منهياً عنه. هذا إن كان اللفظ صريحاً واضحاً بالسلام أما إن تلاعبوا بالألفاظ سخرية أو نكاية وحقداً فيرد عليهم ب (وعليكم). ففي صحيح البخاري (5902) عن ابن عمر رضي الله عنهما: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم: السام عليكم، فقولوا: وعليك". والسام هو الموت. قال ابن القيم رحمه الله: "فلو تحقق السامع أن الذي قال له : سلام عليكم لا شك فيه، فهل له أن يقول: وعليك السلام أو يقتصر على قوله: وعليك؟ فالذي تقتضيه الأدلة وقواعد الشريعة أن يقال له: وعليك السلام ، فإن هذا من باب العدل ، والله تعالى يأمر بالعدل والإحسان، وقد قال تعالى: }وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا{ فندب إلى الفضل، وأوجب العدل، ولا ينافي هذا شيئاً من أحاديث الباب بوجه ما، فإنه صلى الله عليه وسلم، إنما أمر بالاقتصار على قول الراد: وعليكم على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم"، ثم قال ابن القيم: "والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نظير المذكور لا فيما يخالفه. قال الله تعالى: }وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ{. فإذا زال هذا السبب"، وقال الكتابي: سلام عليكم ورحمة الله فالعدل في التحية أن يرد عليه نظير سلامه". (أحكام أهل الذمة 200 /1) |
|
jpdm hg;thv ,hgsghl ugdil jpdm ugdil |