الإهداءات | |
#1
| |||||||||
| |||||||||
محاضرة قيام الليل ( مكتوبه ) بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) . أما بعد :. لاشك أختي المسلم ! أن قيام الليل من العبادات الجليلة ، والعبادات العظيمة . قيام الليل : عبادة جليلة ، عبادة عظيمة ، تدل على قوة الإيمان ، ورضا الرحمن . قيام الليل : علامة المتقين ، ودليل المخلصين . قيام الليل : عبادة حافظ عليها الصالحون ، وتربى عليها المجتهدون . قيام الليل : عبادة تدل على قوة الإيمان ورسوخ اليقين والشوق إلى لقاء رب العالمين . قيام الليل : مدرسة الزاهدين ، وخلوة العابدين ، وشرف الصالحين . قيام الليل : تجديد للإيمان ، وقمع للشيطان . قيام الليل : من الطاعات الجليلة والقربات العظيمة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ ، فَيَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ " . فالله مع عظمته و جبروته و قوته و ملكوته و عزته و غناه عنا إلا أنه رحيم ودود غفور أقرب إلينا من حبل الوريد ينزل إلى السماء السابعه نزول يليق به ينزل ليغفر لنا و يجيب دعائنا فأين نحن من هذا الفضل العظيم ، لحظات عظيمة ، لحظات مباركة ، نعم ، تلك اللحظات تتنزل فيها البركات ، وتتغشى العابدين الرحمات ، وتستجاب السؤالات ، ويتجاوز فيه الله سبحانه عن الزلات والخطيئات ، من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ، فيا لها من لحظات ساكنة ، ويا له من جود عريض ، وكرمٍ سخي ، وإحسان وفيٍ ، فأين من يستثمر تلك اللحظات في دعوةٍ صادقة ، وتوبةٍ ناصحة ، يصلح الله له بها أمر دينه فلا ينثلم ، وأمر رزقه فلا ينعدم ، وأمر ماله فلا يخيب أبداً . فيا أيها الإنسان ما أجهلك ؟ وما أعجلك ؟ تُؤثر نوم ساعة على نيل راحة خالدة ؟ يا أيها الإنسان ! ما أظلمك ، تعصي ويعرض عليك الغفران( فتأبى!!!) ، فسبحانك ربي ما أرحمك وأحلمك ، تبسط يدك بالليل ليتوب مسيء النهار ، وتبسط يدك بالنهار ليتوب مسيء الليل فمن فضائل قيام الليل : أولاً : أن الله تبارك وتعالى مدح أهله . قال تعالى ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) . قال ابن كثير : تتجافي جنوبهم عن المضاجع : يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة . يدعون ربهم خوفاً وطمعاً : أي خوفاً من وبال عقابهِ وطمعاً في جزيل ثوابهِ . ومما رزقناهم ينفقون : فيجمعون بين فعل القربات اللازمة والمتعدية . إذاً : يقومون الليل ويدعون ربهم خوفاً وطمعاً ، وهكذا المؤمن يعمل ويخاف بخلاف المنافق لا يعمل ولا يخاف ؟؟ دائماً آمن . ولذلك يقول الله تعالى في وصف أوليائه ( وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) . وقال تعالى(رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ) . فالمؤمن يعمل ويجتهد ويثابر تقربا إلى الله ... ترى فما هو جزائه ؟! قال تعالى ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) . قال ابن كثير : أي فلا يعلم أحد عظمة ما أخفى الله لهم في الجنات من النعيم المقيم واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد ، لما أخفوا أعمالهم أخفى الله لهم من الثواب ، جزاءً وفاقاً ، فإن الجزاء من جنس العمل . قال الحسن البصري : أخفى قوم عملهم ، فأخفى الله لهم ما لم تر عين ولم يخطر على قلب بشر . . ثانيا : قيام الليل من علامات المتقين . قال تعالى } إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين . كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون . وبالأسحار هم يستغفرون { . فلا يستقر بهم حال ، ولا يثبت لهم نوم ، ولا يغمض لهم جفن لخوفهم من الوعيد ورجاءهم فيما عند الله من النعيم . فمن أراد أن يحقق التقوى وأن يكون متقياً لله فليعمل بأسبابها ، ومن أعظم أسبابها قيام الليل ، فمن قام الليل وجاهد نفسه وترك الفراش الجميل ، وقام بالبرد القارص فإن ذلك من أعظم علامات التقوى . ولذلك قال بعض العلماء : إنما سموا متقين لأنهم اتقوا ما لا يتقى . تقوى الله فضلها عظيم ( إن للمتقين مفازاً ) . ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ( ثم ننجي الذين اتقوا ) والآيات في هذا كثيرة . فيا سبحان الله : ألا تزيدك هذه الصفة الاجتهاد في قيام الليل والانضمام إلى عباد الرحمن المتقين ؟؟ كان الحسن بن صالح يقتسم الليل هو وأخوه وأمه أثلاثاً ، فماتت أمه ، فاقتسم الليل هو وأخوه علي ، فمات أخوه فقام الليل بنفسه . • هذا الحسن بن صالح كان عنده جارية ، فباعها فأيقظتهم في الليل فقالوا : أسفرنا [ يعني طلع الفجر ] فقالت : لا ، ألا تتهجدوا، قالوا : لا نقوم إلا إلى صلاة الفجر ، فجاءت إلى الحسن تبكي وتقول: ردني ! لقد بعتني لأناس لا يصلون إلا الفريضة، فردّها. • كان محمد بن واسع إذا جنّ عليه الليل يقوم ويتهجد ، يقول أهله : كان حاله كحال من قتل أهل الدنيا جميعاً . • وذكر أن عامراً لما احتضر جعل يبكي ، فقيل : ما يبكيك يا عامر ؟ قال : ما أبكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا ، ولكني أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الشتاء• وقال الحسن البصري : ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ونفقة هذا المال ، وإن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل قال تعالى( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُـو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) . كيف يستوي من تحمل مشقة السهر ، ومؤنة الوقوف ، وآثر على المنام لذة القيام ، طمعاً ورجاء بوعد الله ... كيف يستوي هو ومن ضيع ليله نائماً هائماً ، لم ينشطهُ وعد ولم يخوّفه وعيد . فيا أخي المسلم ، بعد سماعك لهذه الآية ألا تريد أن تكون من أولئك الذين مدحهم الله وأثنى عليهم ، يقومون الليل يسجدون ، يرجون الآخرة ، يرجون وعد الله تبارك وتعالى ويخافون عقابه . إن القلب الحي هو الذي إذا سمع الآيات تدبر وتفكر وتأمل وخشع وخضع وسمع وأنصت وطبق ، نعم ، (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ )<<<< قال ابن رجب : وإنما فضلت صلاة الليل على صلاة النهار ، لأنها أبلغ في الإسرار وأقرب إلى الإخلاص ، ولأن صلاة الليل أشق على النفوس ، فإن الليلَ محل النومِ والراحة من التعب بالنهار ، فترْك النوم مع ميل النفس إليه مجاهدةٌ عظيمةٌ ، ولأن القراءة في صلاة الليل أقرب إلى التدبر ، فإنه تنقطع الشواغل بالليل ، ويحضر القلب ويتواطأ هو واللسان على الفهم كما قال تعالى ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً ) فقيام الليل شرف للمؤمن ، لأنه دليل على إخلاصه ، ودليل على ثقته بربه ، ودليل على قوة إيمانه ، فيرفعه الله ويعزه ويرفع مكانته ويعلي درجته لأنه خلى بالله تعالى . ولذلك قال الحسن البصري عن أصحاب الليل : لما سئل لماذا وجوههم بيضاء : قال : قوم خلوا بالرحمن فأعطاهم من نوره سبحانه وقال سعيد بن المسيب -رحمه الله-: إنّ الرجل ليُصلّي باللّيل، فيجعل الله في وجهه نوراً يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط، فيقول: إنّي لأحب هذا الرجل .. ومن الأسباب التي تعين على قيام الليل : أولها : ترك الذنوب والمعاصي قال بشر بن الحارث : لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سداً . وقيل لابن مسعود : ما نستطيع قيام الليل ، فقال : أقعدتكم ذنوبكم . فالذنوب والمعاصي حاجب بين الإنسان وبين ربه ، وخاصة هذه العبادة التي لا يوفق لها إلا القليل ثانيها : ومن أسباب قيام الليل دعاء الله تبارك وتعالى أن يوفقك لهذه العبادة . فالتوفيق لقيام الليل هبة ربانية ، وعطية رحمانية ، يمنّ الله بها على من كان مستحقاً لها من عباده ، ومؤهلاً للخلوة به سبحانه ومناجاته ، فالجأ إلى ربك ومولاك ، وانطرح بين يديه ، وتوجه بقلبك وقالبك إليه ، واعتمد وتوكل عليه ، واسأله وهو العزيز القهار ، المهيمن الجبار ، بلسان الذل والافتقار ، أن يوفقك لقيام الأسحار ، وأن يمن عليك فيها بالدموع والخشوع والانكسار ، وأن يحشرك مع الأبرار . وقد أمرنا الله عز وجل بدعائه في كل وقت وفي كل حين فقال (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) ثالثها : ومن الأسباب القيلولة . يحاول الإنسان أن ينام في وسط النهار . جاء في حديث يروى عن النبي استعينوا بطعام السحر على صيام النهار ، واستعينوا بالقيلولة على قيام الليل . رابعها : - يقينك أنّك بعين الله وأنّ الله يرى ويسمع صلاتك باللّيل و وضع الجنّة والنّار نصب عينيك. وعندما يمن الله عليك بقيام الليل فألتزمي الإخلاص لله و أطيلي السجود و لا ترفعي رأسك من السجود و في خاطرك شيئا أبكي و أخضعي و تذللي لله و أعبدي الله كأنك تريه و أكثري من الأستغفار لتكون من المستغفرين با لأسحار و تذكري وقوفك بين يدي الله وتذكري الحياة البرزخيه و اليوم الآخر و أسألي الله الرحمه أسأل الله تبارك وتعالى أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه . اللهم إنا نسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات . اللهم أصلح قلوبنا ونياتنا وذرياتنا . وصلى الله وسلم على نبينا محمد . المصدر: منتدى همسات الغلا lphqvm rdhl hggdg ( l;j,fi ) l;j,fi hggdg |
24-01-2013, 09:03 PM | #2 |
| باارك الله فيك لهذاأ الطرح الطيب وجعله بميزان حسنااتك .. ودي ؤخالص شكري |
|
24-01-2013, 09:39 PM | #3 |
| [پآرگ آلله فيگ على آلموضوع آلقيم وآلمميز وفي آنتظآر چديدگ آلأروع وآلمميز لگ مني أچمل آلتحيآت وگل آلتوفيق لگ يآ رپ |
|
24-01-2013, 10:04 PM | #4 |
| بارك الله فيك على هدالدوحه المباركه جعلها الله في ميزان حسناتك يارب .,’ حفظك الله |
|
24-01-2013, 10:26 PM | #5 |
| طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزآآك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزآآن حسنآآتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنآآآ من جديــدك تحيــآآتي دمت بود |
|
25-01-2013, 09:53 AM | #7 | ||
|
| ||
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
محاضرة , مكتوبه , الليل , قدام |
|
|
كاتب الموضوع | تحطيم أحلامي | مشاركات | 19 | المشاهدات | 668 | | | | انشر الموضوع |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
في آخر الليل أتظن أنّ الناس كلها تنام بسهولة؟؟ | عيون الكون | ( همســـــات العام ) | 13 | 16-01-2013 11:13 AM |