02-01-2013, 09:23 PM
|
|
SMS ~
[
+
] | | | | |
سمية بنت الخياط الشهيدة الاولى سمية بنت الخيَّاط، هي أم عمار بن ياسر، وأول شهيدة استشهدت في الإسلام، وهي ممن بذلوا أرواحهم لإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المُبايِعات الصَّابرات الخيِّرات اللاتي احتملن الأذى في ذات الله، وكانت سُميَّة من الأولين الذين دخلوا في الدين الإسلامي، وسابع سبعة ممن اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخبّاب وعمّار ابنها. زواجها: كانت سمية بنت خباط أَمَة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، تزوجت من حليفه ياسر بن عامر بن مالك بن كنانه بن قيس العنسي، وكان "ياسر" عربيًا قحطانيًا مذحجيًا من بني عبس، أتى إلى مكة هو وأخواه "الحارث" و"المالك"؛ طلبًا في أخيهما الرابع "عبدالله"، فرجع الحارث والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة، حالف "ياسر" أبا حذيفة ابن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، وتزوج من أَمَته سمية، وأنجب منها عمارًا، فأعتقها "أبوحذيفة"، وظل "ياسر" وابنه "عمار" مع أبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم "ياسر" وأخوه "عبدالله" و"سمية" و"عمار". السابقون: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُوبَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمْ الْمُشْرِكُونَ وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ" (أخرجه ابن ماجة). وفي رواية للبيهقي: فمات ياسر (زوج سمية) من العذاب، وأغلظت "سمية" لأبي جهل فطعنها في قُبُلها، فماتت، ورُمِي عبد الله- ابنٌ لِـ"سمية"- فسَقَط. امرأة وامرأة: كما اختار الله تعالى امرأةً هي خديجة- رضي الله عنها- لتكون أول من آمن بهذا الدين، وأول من يُبشَّر بالجنة، اختار أيضًا امرأةً أخرى لتكون أول مَنْ يدخل الجنة شهيدًا، فالجنة والسبق إليها لا يختصان بالرجال دون النساء، والجهاد بالنفس والمال في دعوة الإسلام ليس حِكْرًا على الرجال دون النساء، وتحمُّل الأذى والتعذيب والتخويف يقع في سبيل الله على النساء، كما يقع على الرجال. أسرة مُبَاركة: الأب (ياسر)، والأم (سمية)، والابن (عمار)، أسرة آمنت بالله تعالى، وصدّقت برسوله- صلى الله عليه وسلم- بكل عناصرها وأفرادها، لم يخش الأب على ابنه أن يتبع سبيل المؤمنين، ولو كان في ذلك إزهاق الروح، ولم تجزَع الأمُّ على ولدها؛ رغبةً في السلامة من الأذى، بل كانت يدًا وعونًا له، ودافعًا على الإصرار. أُمٌّ وأُمٌّ: وأين (أمُّ مصعب) من (أمِّ عمار)؟ حين علمت (أم مصعب) بإسلامه واتباعه محمدًا- صلى الله عليه وسلم- ومفارقته دين الآباء والأجداد بكت وانتحبت، وخشيت وجزعت، ونهت واشتدت في النهي بالتجويع والحرمان، وأمثالها اليوم كثيرات...!!. وأمّا (أم عمار) سمية- رضي الله عنها- فقد هَشَّت وبشَّت وأيَّدت، بل اندفعت في حماس وقوة، وتجاوزت ذلك إلى إعطاء المثل الأعلى بنفسها... شهيدةً، فكانت النبراس والقدوة. ثبات لا يزعزعه عذاب: وعُذِّب الجميع في الله- الوالدان والابن- عذابًا لا تتحمله الجبال، بين قيْد ثقيل وغليظ، وجَلْد بالسياط اللاهبة التي تشق البدن، وضرْب بالعِصي الغلاظ، التي تُكسِّر العظام، وشواظ من أشعة شمس الصحراء التي تحرق الجلود... فما هانوا، وما لانوا، ولم يرضخوا لتهديد أو وعيد!!. مَوْعِدُكُم الجنة: وكان- صلى الله عليه وسلم- يمرّ عليهم وهم يُعَذَّبون، فلا يملك إلا أن يُثَبِّتَهُم ويُبَشِّرَهم بقوله: "صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة"، إنه الإقرار من النبي- صلى الله عليه وسلم- لـ"سميّة"- رضي الله عنها- على مشاركتها بالجهاد بالنفس، وموقفها الباسل في الدعوة، وفي ثباتها وتضحيتها، وعدم تفوُّهِها بكلمة الكفر. ثبتت مع أسرتها وضحَّت، وماتوا جميعًا، الرجل "ياسر"، والمرأة "سمية"، والابن "عبدالله"، إلا "عمارًا"، اضطُّر- من قسوة العذاب- أن يتفوَّه بكلمة الكفر لفظًا، حتى ينجو من العذاب، ولكن قلبه مطمئنٌ بالإيمان، وقد أُنزلت آية في شأن "عمار" في قوله عزوجل: ﴿مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾ (النحل: 106)، وعندما أتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "ما وراءك؟ قال: شرٌّ يا رسول الله! ما تُرِكت حتى نِلتُ منكَ، وذكرتُ آلهتهم بخير! قال: "كيف تَجِدُ قلبَك؟ قال: مطمئنًا بالإيمان، قال: "فإن عادوا لك فعُد لهم". بيت الشهداء الأول: إن البيت- كل البيت- أمام دعوة الله تعالى أمرُه واحد، الرجال والنساء والأولاد؛ ليكون دليلاً وأسوةً لكل بيت مسلم في أمة محمد- صلى الله عليه وسلم-، فبات بيت آل ياسر مثالاً للتضحية والشهادة في سبيل الله، وحتى يصبح قدوة البيوت في المجتمع المسلم، وحتى يمكن أن يطلق عليه- بيت الشهداء الأول- فكما أن الصفَّ المسلم فيه القدوات من الرجال والنساء والأبناء فكذلك المجتمع المسلم فيه القدوات من البيوت، فهنيئًا لبيت آل ياسر ببشرى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فكلهم شهداء، حتى "عمّار بن ياسر" الذي بقي ونجا من موت التعذيب اتخذه الله شهيدًا في المعارك، بعد عُمْر مُلِيء بالعلم والعبادة والجهاد، وحتى لا يظنّ ظانُُّ أن الجهاد والتضحية في سبيل الله قَصرَها الله على الرجال وحدهم، وحتى يعلم الناس أن المجتمع الأول من السابقين في هذه الأمة تأسّس وأقيم بجهود وتضحيات الرجال والنساء معًا، وذلك سُنَّة للأمة إلى يوم الدين، وحتى لا يظن أحد من الدعاة أن الشهادة والتضحية حِكْر عليه دون زوجه وولده ووالدَيه، أو أن من الحكمة تجنيب بيته وأهله مخاوفَ طريقِ الدعوةِ |
|
sldm fkj hgodh' hgaid]m hgh,gn hgodh' hgaid]m fkj |