ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ۞ (المنتديات الاسلاميه) ۞ > ۞ همســـــات الإسلامي ۞


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم يوم أمس, 04:08 AM
نوراسلام متواجد حالياً
Egypt     Female
الاوسمة
كبار الشخصيات 
لوني المفضل Darkorange
 رقم العضوية : 9643
 تاريخ التسجيل : 21 - 5 - 2021
 فترة الأقامة : 1346 يوم
 أخر زيارة : اليوم (03:25 AM)
 المشاركات : 5,694 [ + ]
 التقييم : 84187165
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي معاني الأذكار - حصن المسلم -



إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ففي غرة هذا الشهر الحرام ذي القعدة، وهو من الأشهر الحرم الثلاثة المتعاقبة، وهي من أشهر الحج، ولا شك أنها من أعظم شهور العام، والله -تبارك وتعالى- يقول: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ [التوبة:36] في هذه الشهور العظيمة نتحدث في بقعة هي من أحب البقاع إلى الله -تبارك وتعالى- وهي المساجد، عن مطلب يُعد من أجل المطالب وأشرفها، وهو الكلام على معاني الأذكار؛ وذلك أن الذكر هو من أجل الأعمال، وأفضلها، وأحبها إلى الله ، فالاشتغال به اشتغال بمطالب جليلة، والتعرف على معانيه يُعد من أشرف العلوم وأفضلها.
وطلاب العلم يستشرحون كلام المصنفين من العلماء وهم بشر يصيبون ويخطئون، ويحصل لهم من السهو والغلط ما لا ينفك منه البشر، وهذا كلام الله وكلام رسوله ﷺ الذي فيه جوامع الكلم، وهو الحق والهدى والصواب الذي متى ما ثبت فإنه لا يتطرق إليه خطل ولا خلل ولا غلط، وإنما هو الهدى بحذافيره.
فالاشتغال بهذا يبصرنا بمعاني هذه الأذكار الجليلة العظيمة التي نرددها صباح مساء، وفي صلاتنا، وفي تحولنا وتنقلنا، ولكننا في كثير من الأحيان نقولها من غير حضور القلب، كما أننا نرددها في أحيان كثيرة، ونحن لا نتفطن لما في مضامينها من المعاني العميقة، والدلالات العظيمة، بل لربما يصدر من الواحد منا ما يقتضي خلاف ما يردده، وهذا شيء مشاهد تجد الرجل لربما يركب الطائرة، أو يركب السيارة وهو يسافر إلى بلاد لا يحل له السفر إليها، أو إلى مقاصد لا يجوز له أن يقصدها من الأمور المحرمة، ثم هو يقول: اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى[1].
ولربما وضع في أذنيه سماعة يسمع الأغاني والمعازف، وهو يردد بلسانه هذا الدعاء، وهذا الذكر الذي يقال في السفر، بل لربما يُذكر في بعض الطائرات، ويعقبه من أصوات المعازف أو يسبقه ما يدل على استخفاف واستهتار وجهل بالغ، وغفلة عظيمة عن مضامين هذا الذكر الذي يردد على مسامع الناس، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، وأي عمل ذاك الذي يرضاه على هذه الحال التي يكون عليها هذا المسافر الذي سافر ليعصي الله -تبارك وتعالى-؟! هذه غفلة.
والحديث عن هذه المعاني -معاني هذه الأذكار- يبصرنا بمضامينها؛ ليكون ذلك أدعى لحضور القلب عند ذكرها، فإن معرفة المعاني والهدايات التي تضمنتها داعية لحضور القلب معها، هذا بالإضافة إلى أن معرفة هذه المعاني مع حضور القلب يحصل به الأثر المرتب على هذه الأذكار في الدنيا والآخرة بقدر ما يحصل من هذا الاستشعار وحضور القلب وفهم المعنى، فالإنسان الذي يردد بلسانه من غير حضور للقلب يردد هذه الأذكار لا يكون له من الأجر المرتب على قول هذه الأذكار كما لو كان يحضر قلبه ويعقل المعنى، هذا في الآخرة في الأجر.
وأما في الدنيا الآثار إذا نزل منزلاً؛ ماذا يقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق[2]، وهكذا ما يقوله حينما يخرج من بيته، حينما يريد النوم، فإن الآثار المرتبة على هذه الأذكار من حفظه وكفايته، وأنه لا يضره شيء مثلاً بقدر ما يكون له من حضور القلب وفهم المعنى والمضمون، فإذا تحقق هذا كان الأثر تامًا، هذا الذي نزل منزلاً وقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، إذا كان قد أحضر قلبه وفهم ما تحت هذه العبارة من المعاني فإنه لا يضره شيء، وهذا شيء مشاهد، ويكفي أن النبي ﷺ أخبر به.
وقد ذكرت في بعض المناسبات أن أحدهم كان يُذكِّر أصحابه حينما نزلوا منزلاً بهذا، ويقول: لا بدّ من حضور القلب، وهو يتكئ على الأرض، ووضع يده خلفه، ثم قبض قبضة من تراب، وكان يعبث بها، وإذا بهذا التراب فيه عقرب، وكان في يده وما ضره مع أنها لا تمهل، في الوقت الذي كان يذكر أصحابه بهذا، ويقول: لكن لا بدّ من حضور القلب، وهو يعبث بالتراب خلف ظهره، ويقبض قبضة، ثم بعد ذلك يفاجأ.
أقول: نحن بحاجة إلى مثل هذا الحديث، نحن أحوج ما نكون جميعًا، يحتاجه: العامة، والعلماء، وطلاب العلم، والرجل، والمرأة، والكبير، والصغير، ونتدارس مثل هذه الأشياء، هذا من أنفع العلم وأجله وأشرفه، هذا العلم الذي يحتاج إليه كل أحد، هذا العلم الذي يتكرر في سائر الأوقات في اليوم والليلة، في الصلاة التي نصليها في قيامنا وركوعنا وسجودنا وجلوسنا، نحتاج إلى معرفة هذه الأشياء، ولهذا إني أحتسب عند الله  هذه المجالس، وأرجو أن تكون مقربة إلى وجهه، وأسأله -تبارك وتعالى- أن يرزقنا وإياكم فيها نيّة.
هذا بالإضافة إلى ما نعانيه من الجفاف، هناك مشكلة حقيقية، هناك جفاف، هناك تصحر لو نظرنا إلى ما تلهج به ألسنتنا، وما يتردد في مجالسنا هل هو ذكر الله -تبارك وتعالى-؟
كم مرة في اليوم والليلة نقول: لا إله إلا الله؟!
كم مرة في اليوم والليلة نستغفر؟!
كم مرة نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله؟!
أحيانًا يكتشف الإنسان أن لسانه قد انعقد وكأنه قد جف، ولربما ينتظر الساعة وأكثر وهو على فراشه ينتظر النوم، فإذا تفطن وجد أن لسانه جافًا لا يكاد يتحرك، بل لربما يتحرك بثقل، والمطلوب خلاف ذلك أن يكون اللسان رطبًا بذكر الله .
إننا نذكر الناس والدنيا والأموال، وما يتبع ذلك من الأولاد، وما نلهج به صباح مساء من ذكر هذا العرض الفاني أكثر مما نذكر ربنا -تبارك وتعالى-، هذا إذا كان الاشتغال بمباح؛ فكيف بأولئك الذين صار قوتهم وزادهم إلى الدار الآخرة أعراض العباد؟!
لا يجتمعون في مجلس ولا يلتقون إلا على القيل والقال، وعيب الناس، ولمزهم وغمزهم ونبزهم بالألقاب، ويحسبون أنهم يحسنون صنعًا، إذا مكر بالعبد صار شغله بغيره، صار شغله بما يضره، كقوله تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر:19]، الذين نسوا الله نسوه فلم يذكروه، نسوه فلم يعبدوه، نسوه جعلوه وراء ظهورهم، تركوا ذكره بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم، هذا النسيان بمعنى الترك فجازاهم الله  بالمثل، جَزَاءً وِفَاقًا [النبأ:26]، فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الحشر:19] أنساهم ما ينفعهم فلم يقبلوا على ما يرفعهم، وإنما صار اشتغالهم ولهجهم وسعيهم وكدهم فيما تحصل به التعاسة، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:10] بل لربما يتحول ذلك إلى لون من اللذة يلتذ بها ولكنها كلذة السموم الفاتكة، أو لذة ذلك الهر الذي يلعق مسن الجزار، وما فيه من بقايا لحم ودم ثم بعد ذلك ما يلبث لسانه أن يتشقق فيبدأ يلعق من دمه حتى يكون بذلك هلاكه.
فهذا الجفاف الذي نعانيه هو الذي يورثنا الوحشة، هو الذي يورثنا الألم، هو الذي يورثنا الضيق، هو الذي يورثنا القلق، هو الذي يورثنا الاكتئاب، هو الذي يورثنا هذا الحزن الطويل، هو الذي يورثنا هذه الوجوه التي لربما يُرى البؤس على ظاهرها، وذلك أن من أعرض عن ذكر الله  فقد وعده الله بالمعيشة الضنك: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا [طه:124]، ومن الذكر الذي يدخل في هذه الآية هو ذكره -تبارك وتعالى- باللسان، كما يدخل فيه الذكر الآخر وهو كلامه الذي أنزله على رسوله ﷺ وهو أجل الذكر وأشرفه، كل هذا داخل فيه، والقرآن يعبر به بالألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة.
إن الكثيرين يعانون من ضيق، ومن عصرة في قلوبهم، قد لا يعرفون أسبابها، ولا يجدون شيئًا يبررها من واقعهم حيث يتقلبون بألوان النعيم، واللذات ومع ذلك هذه الوحشة تلازمهم وتلاحقهم ولربما سرحوا هذه الأبدان، ورتعت في المحال التي يرون فيها ما يحصل به بهجة النفوس من الخضرة والجمال والمياه الخرارة، وما إلى ذلك، ولكن هذه العصرة تلاحقهم، فيرجع إلى كآبته وكأنه لم يصنع شيئًا؛ لأن إجمام البدن يحصل بالطعام والشراب والنكاح، وأكل الطيبات، ومزاولة اللذات، ولكن إجمام الروح لا يحصل إلا بارتباطها وصلتها بربها وخالقها وفاطرها -جل جلاله وتقدست أسماؤه-، إذا كان النبي ﷺ يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة[3]، وهو الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كم نستغفر نحن ونتوب في اليوم والليلة -معاشر المذنبين المسيئين المقصرين؟! وفي حديث الأغر المزني عن النبي ﷺ: إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة[4]، رواه مسلم.
قوله: ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله يحتمل أن يكون المعنى أنه يستغفر مما وقع من هذا الغين على القلب.
ويحتمل أن النبي ﷺ يذكر لهم هذا الأمر من أجل أن يستزيدوا من الاستغفار والذكر، يقول: أنا مع هذا الاستغفار الكثير في اليوم مائة مرة ومع ذلك يغان على قلبي، وهو أصفى الناس قلبًا ﷺ، وهذا الغين فسره بعضهم كالقاضي عياض[5] -رحمه الله- بفترات عن الذكر الذي من شأنه أن يداوم عليه ﷺ فإذا فتر عنه لأمر ما عدّ ذلك ذنبًا فاستغفر منه، يعني لربما اشتغل بأمور كما يقول بعضهم: يشتغل بمصالح الأمة، وإعداد الجيوش، وجهاد الأعداء، ومداراة آخرين، والجلوس إلى الناس فيشغله ذلك فيحصل له هذا الأثر ويستغفر في اليوم مائة مرة، فكيف بالذي قد جف لسانه؟!
فلا شك أن القلب سيتصحر ولا بدّ، فهذا الغين كما قيل: شيء يعرض للقلب، وفسره بعض المعاصرين كالشيخ محمد الصالح العثيمين -رحمه الله- بالغم ما نسميه نحن بالكتمة[6]، والخطابي يقول: "يغان على قلبي يعني يغطى ويلبس على قلبي"[7].
وأبو عبيد القاسم بن سلام -رحمه الله- يقول: "يتغشى القلب ما يلبسه كأنه يعني من السهو"[8].
وبعضهم يقول: شيء يعتري القلوب الصافية مما تتحدث به النفس، إلى غير ذلك مما قيل المقصود: إنه عرض يحصل للقلب مع كثرة الاستغفار، فماذا يقول البطال الذي لا يعرف الذكر أصلاً؟!
هذه تدعونا إلى المراجعة والمحاسبة والنظر في أحوال هذه النفوس، وما تلهج به هذه الأنفس، وما نعانيه ونكابده من آلام وضيق في نفوسنا ووحشة لا يزيلها أكل مستلذ، ولا شراب ولا غير ذلك، إنما يزيلها الارتباط بالخالق -تبارك وتعالى- بذكره بالقلب واللسان والجوارح.
  1. [1] - أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره، برقم (1342).
  2. أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، برقم (2708).
  3. أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليوم والليلة، برقم (6307).
  4. أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، برقم (1702).
  5. شرح النووي على مسلم (17/ 23).
  6. شرح رياض الصالحين (6/ 715).
  7. معالم السنن (1/ 295).
  8. غريب الحديث للقاسم بن سلام (1/ 137).
    تابع



luhkd hgH`;hv - pwk hglsgl luhkn hgH`;hv hglsgl




 توقيع : نوراسلام

.

.

.

رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 04:14 AM   #2


الصورة الرمزية نوراسلام
نوراسلام متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9643
 تاريخ التسجيل :  21 - 5 - 2021
 أخر زيارة : اليوم (03:25 AM)
 المشاركات : 5,694 [ + ]
 التقييم :  84187165
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



موازينه، وهذا من الهداية التي يهدى إليها العبد، وهو داخل ضمن الهدايات التي تحت قوله -تبارك وتعالى- فيما نردده في كل ركعة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، فمن هذه الهدايات أن يهدى العبد إلى أفضل الأعمال وأجل الأعمال، قد ينقضي العمر بعمل مفضول، بعمل قد يكون غيره أولى منه، ونحن نعلم أن من أجل الأعمال أن تبذل النفوس رخيصة لله وفي سبيل الله، وأن يُبذل شقيق النفس وهو المال لله وفي مرضات الله ، هذا من أجل الأعمال وأفضلها إلا أن الذكر أفضل من ذلك كله، وهو أمر الله لا يكلفنا شيئًا، وقد ذكرت طرفًا من ذلك نماذج كثيرة، في مجلس بعنوان: "أيكم يعجز عن هذا؟ "[1].
والنبي ﷺ يخاطب أمته: ألا أنبئكم بخير أعمالكم[2]، يعني بأفضل أعمالكم فإن خير هنا مراد بها التفضيل، بخير أعمالكم يعني بأخير، بأفضل.
وأزكاها عند مليككم، والزكاء ينتظم معنيين:
الأول: الطهارة.
والثاني: النماء أنماها، الذي ينمو عند الله ، والأعمال نامية، فإن الله يربي لصاحب الصدقة صدقته، لكن ما الذي يكون أزكى عند الله ؟
الذكر، أزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، الخطا إلى المساجد يحصل بها رفع الدرجات، أعمال متنوعة يحصل بها رفع الدرجات، ولكن ما هو الأرفع؟ ما الذي يرفعنا أكثر؟
وخير لكم من إنفاق الذهب والورق يعني: الفضة، أفضل من إنفاق المال الذي هو شقيق النفس.
وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، هل هناك شيء أفضل من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فأوجز الجواب ﷺ بقوله: ذكر الله، ذكر الله أفضل من هذا كله، أفضل من بذل النفوس، وأفضل من بذل الأموال وما دون ذلك، من باب أولى، يعني أفضل من الصيام، أفضل من أعمال صالحة كثيرة، بل إن النبي ﷺ لما سأله رجل وأخبره أن شرائع الإسلام قد كثرت عليه، قال: فأخبرني بشيء أتشبث به، شيء أتمسك به، أريد عملا يكون رأسًا، يريد عملاً يكون عليه المعول، فالأعمال كثيرة، ولا أستطيع إحصاءها، فقال له النبي ﷺ: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله[3]، وهذا يصلح أن يكون تفسيرًا للكثرة التي أشرنا إليها، والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، ما ضابطه؟
سيأتي الإشارة إليه -إن شاء الله تعالى-، ولكن يصلح هذا أن يكون ضابطًا له أن اللسان يكون رطبًا في كل حين وآن بذكر الرب المعبود المالك ، بمعنى أنه لا يغفل، لا يفتر، ولو نظر الإنسان منا إلى الأوقات التي تمضي من غير ذكر لوجد أنها فواصل طويلة في اليوم والليلة، مع أنه قد لا يشتغل بها بما يشغله عن الذكر، وهو يقود السيارة أحيانًا تمضي ساعات، لو أحصى الإنسان ذلك في يومه وليلته فإنه يجد ذلك طويلاً بدليل أنه يسمع المحاضرات التي تزيد على الساعة، فلربما سمع ذلك مرة ومرتين، ولربما سمع محاضرتين أو ثلاث في يومه وليلته هذا يدل على أنه يقضي أوقاتًا في سيره وطريقه، لكن لو نظر الإنسان إلى لسانه يجد في الغالب أنه قد غفل في هذه الأثناء عن الذكر، يبقى الإنسان أحيانًا ينتظر في مكان في عيادة، ينتظر لأي غرض من الأغراض لربما يكون هذا الانتظار لساعات فيتملل ولو التفت إلى نفسه لوجد أن لسانه قد جف، لا يذكر ربه -تبارك وتعالى- هذه غفلة، ولما نزلت: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:34]، توعد الكانزين لهذين النوعين من الأموال بما توعدهم به في هذه الآية، فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ [التوبة:35] الصحابة  قالوا للنبي ﷺ: "أنزلت في الذهب والفضة، -يعني هذه الآية- لو علمنا أي المال خير فنتخذه غير الذهب والفضة التي جاء في كنزها هذا الوعيد فإلى ماذا أرشدهم النبي ﷺ هل قال لهم: اكنزوا العقارات؟ هل قال لهم: اكنزوا الأقوات؟ هل قال لهم: اكنزوا الأثاث والرياش؟ هل قال لهم: اكنزوا الأنعام والدواب؟ قال لهم النبي ﷺ لما سألوه عن أفضل المال من أجل أن يتخذوه قال: أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه، فهذا الكنز الحقيقي.
فالذين يبحثون عن تجارات وعن مصادر بديله تدر عليهم الأموال الطائلة، الذين يبحثون عن الأرقام العالية والأصفار الكثيرة في حساباتهم هذا أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه، وأضداد هذه الأمور الثلاثة هي في الغالب تكون سببًا لغفلة مستحكمة هذا الذي يكون حظه جمع الأموال، الغالب أن يكون ذلك يكون سببًا لغفلته عن ذكر الله ، الغفلة عن ذكره باللسان، والغفلة عن ذكره بالقلب؛ لأن القلب يتشوش ولهذا جاء عن حذيفة  أنه استعاذ بالله من تشتت القلب، ولما سئل عن هذا؟ قال: "أن يكون له في كل واد مال"[4].
والنفوس مجبولة على محبة ذلك، ولكن أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه، فإن لم تكن كذلك فإنها تشوش فكره، وتشغل قلبه، وتدفعه دفعًا من أجل جمع الحطام والاشتغال باللذات والمتاع الفاني من هذه الحياة الدنيا، بل قال ﷺ: من عجز منكم عن الليل أن يكابده، -يعجز عن قيام الليل- وبخل بالمال أن ينفقه، وجبن عن العدو أن يجاهده؛ فليكثر ذكر الله[5]، هذه الأمور الثلاثة التي هي من أجل الأعمال قيام الليل، إنفاق الأموال في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله.
إذن من عجز عن هذه الأمور الثلاثة فليكثر ذكر الله يصل بذلك، بل يكون سابقًا لغيره من أهل هذه المزاولات والأعمال الصالحات، ولهذا قال ﷺ: سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات، سبقوا وهنا أطلق السبق، ولما يقيده بقيد يعني ما قال: سبق المفردون أهل الأموال التي تنفق في سبيل الله، وما قال: سبق المفردون الصائمين، وما قال: سبق المفردون المجاهدين في سبيل الله، وإنما قال: سبق المفردون فدل على الإطلاق أنهم سبقوا كل أصحاب الأعمال الطيبة الصالحة الزاكية فهذا عمل لا يقادر ولا يقاس بغيره، وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات[6].
والواقع أن اللسان إذا كان يلهج بذكر الله -تبارك وتعالى- كثيرًا والقلب نابض بهذا الذكر، مشتمل عليه فإن هذا يحمله إلى جميع الفضائل، فيهون عليه إنفاق المال، ويهون عليه بذل النفس، ويهون عليه التضحية بشهواته ولذاته ومحاب النفس ومطلوباتها، لكن إذا تصحرت النفس، وجف اللسان، فإن الإنسان يضن بما في يده؛ لضعف اليقين، فيكون ممن يبخل عن الإنفاق في سبيل الله، ويستثقل العبادة في صلاة الليل، وصيام النهار، بل يثقل عليه صلاة الفريضة يكفي أن الله -تبارك وتعالى- أخبرنا عن المنافقين أنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً، هذه أمارة علامة يخاف الإنسان على نفسه من أن تصدق عليه، وأخبر أنهم: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142]، فهذا الذي يذكر ربه كثيرًا ويكون قلبه عامرًا بذكر الله  إذا سمع النداء لم يشتغل عنه بشيء، كما كان بعض السلف  قلوبهم حية فإذا رفع المطرقة لم يضعها إذا سمع المؤذن، يعني لم ينفذ ما رفعها من أجله، وإنما تخلى عنها.
وبعضهم كان إذا سمع النداء، برك بناقته، ولم يحركها فلا يسير بها قليلاً ولو كثيرًا مباشرة يقف في أي مكان من أجل أن يجيب حي على الصلاة حي على الفلاح، الله أكبر، أكبر من كل شيء يمكن أن يشتغل به الإنسان، ولو نظرنا إلى الفرق ما بين الغافل والذاكر لوجدنا البون شاسعًا، فقد مثله النبي ﷺ كما في حديث أبي موسى : مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت[7]، هذان نقيضان يعني لا يجتمعان ولا يرتفعان، الحي والميت، الذي يذكر والذي لا يذكر، والذي يذكره ذكرًا ضعيفًا الذي يذكره ذكرًا قليلاً؟
هذا كحال العليل المريض، وإذا كان بهذه المثابة فلا تسأل عما يعتوره ويحصل له من ألوان الآلام وما يعرض له من النقص في الأرزاق، وما يحصل له من نقص الهدايات، وما يحصل له من نقص التوفيق، وما يحصل له من الكدر والضيق والحرج وتنتابه المخاوف من كل ناحية، وهو يعيش في قلق يتخوف من كل شيء، وهذه في الواقع صفات المنافقين يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ [المنافقون:4]؛ لأنه يعيش في قلق دائم، وهم لا يوقنون ومن ثم لا يمكن للواحد منهم أن يجود بنفقة ولا بغيرها، ثم إن ذلك يكون سبيلاً للنجاة من عذاب الله -تبارك وتعالى-، ولهذا صح عن النبي ﷺ: ما عمل آدمي عملاً أنجا له من العذاب من ذكر الله تعالى، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ -لأنهم يعرفون أن الجهاد هو أجل الأعمال-، قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع[8].
ومن الذي يستطيع هذا؟ فصار الذكر سببًا للنجاة من العذاب والعذاب هنا أطلق، فيشمل العذاب في الدنيا والعذاب في الآخرة.
فهذا الذي يقع لنا في الدنيا، ما يصيبنا فيها من المكاره فهو بما كسبت أيدينا، فالإنسان قد يعذب في الدنيا ويعذب في الآخرة، فالسبيل إلى الخلاص، بذكر الله  الإكثار من هذا الذكر.
أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وعاف مبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دنيانا، اللهم أصلح أحوال المسلمين واشف مرضاهم، وعاف مبتلاهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، -والله أعلم-، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه.
  1. على الرابط التالي: https://2u.pw/n61A4.
  2. أخرجه الترمذي، أبواب الدعوات عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في فضل الذكر، برقم (3377)، وابن ماجه، أبواب الأدب، باب فضل الذكر، برقم (3790)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (2629).
  3. أخرجه الترمذي، أبواب الدعوات عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في فضل الذكر، برقم (3375)، وابن ماجه، أبواب الأدب، باب فضل الذكر، برقم (3793)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (7700).
  4. أخرجه أبو داود في الزهد، برقم (223)، وأبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 219)، وانظر: الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد (1/ 224)، برقم (635).
  5. أخرجه البزار في مسنده، برقم (4904)، والبيهقي في شعب الإيمان، برقم (505).
  6. أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى، برقم (2676).
  7. أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب فضل ذكر الله ، برقم (6407)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة النافلة في بيته، وجوازها في المسجد، برقم (779).
  8. أخرجه الطبراني في الأوسط، برقم (2296)، وقال: "لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا أبو خالد، تفرد به الفريابي"، وفي المعجم الصغير، برقم (209)، وقال: "لم يروه عن أبي الزبير إلا يحيى بن سعيد الأنصاري، ولا روى عنه إلا أبو خالد تفرد به الفريابي".
  9. تابع


 
 توقيع : نوراسلام

.

.

.


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 04:22 AM   #3


الصورة الرمزية نوراسلام
نوراسلام متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9643
 تاريخ التسجيل :  21 - 5 - 2021
 أخر زيارة : اليوم (03:25 AM)
 المشاركات : 5,694 [ + ]
 التقييم :  84187165
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
نحن بحاجة إلى المراجعة لنتعرف على حالنا في مجالسنا مع ذكر الله ، في هذه المجالس بماذا يلهج هذا اللسان؟ حينما نختلط ونجتمع بالآخرين بماذا نتكلم؟ خوضنا يكون في أي شيء؟
النبي ﷺ أخبرنا عن حال المجالس التي تخلو من ذكر الله -تبارك وتعالى-، فقد صح عنه أنه قال: ما من قوم جلسوا مجلسًا وتفرقوا منه لم يذكروا الله فيه إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار، وكان عليهم -يعني هذا المجلس- حسرة يوم القيامة[1]، أخرجه أحمد، وأبو دواد، وصححه الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله-.
تفرقوا عن جيفة حمار، وكان عليهم حسرة ولاحظ هذا المجلس لم يذكر فيه النبي ﷺ أنهم اشتغلوا فيه بكلام محرم لو أنهم اشتغلوا بكلام مباح ولم يذكروا الله -تبارك وتعالى- في هذا المجلس فحالهم تكون كما وصف، فكيف إذا كان الاشتغال بما حرم الله  من قالة السوء، والوقيعة في الأعراض، والنميمة وما إلى ذلك مما حرمه الله -تبارك وتعالى- من الأقوال، والأفعال عن أي شيء سيتفرقون؟!، وكيف سيكون ذلك المجلس عليهم يوم القيامة؟! فهل مجالسنا عامرة بذكر الله ؟!
ينبغي على الإنسان منا أن يلتفت إلى نفسه التفاتة صادقة، ويصلحها، ويقومها، ويحملها على طاعة ربها ومليكها ، فيجعل هذا اللسان يلهج بذكره، إذا رأيت من يشتغل بالناس، ويلهج بذكرهم في المجالس؛ فأرشده إلى أن يذكر الله ، وأن يشتغل بالتسبيح، والتهليل، والتكبير فإن هذا هو الذي ينفعه ويرفعه.
ثم إذا نظرنا إلى أحب الأعمال إلى الله -تبارك وتعالى-، والمؤمن يبحث عن أحب الأعمال إلى ربه، والأعمار قصيرة، أعمارنا محدودة، فينبغي في سيرنا وسلوكنا إلى ربنا -تبارك وتعالى- ونحن في تجارة معه أن نبحث عن الشريف من الأعمال والجليل فنشتغل به ونملأ به هذه اللحظات والأنفاس؛ من أجل أن يقدم العبد على ربه بتجارة رابحة، والآخرة دار لا تصلح للمفاليس، والله  يقول: بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ۝ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ [القيامة:14-15] قد يجادل الإنسان عن نفسه ويبرر تفريطه، ولكن الله  لا يخفى عليه خافية من أحوالنا، وأعمالنا، واشتغالنا، والموفق من وفق الله -تبارك وتعالى-، معاذ بن جبل  يقول: "إن آخر كلام فارقت عليه رسول الله ﷺ أن قلت: أي: الأعمال أحب إلى الله؟ الصحابة يسألون عن مثل هذا، ما هي أحب الأعمال إلى الله من أجل أن يتقرب بها، فبماذا أجابه النبي ﷺ؟ قال: أن تموت ولسانك رطبًا من ذكر الله[2].
إذن ترطيب الألسن بالذكر لا يكون اللسان رطبًا بذكر الله  إلا بالإكثار من الذكر ألا يفتر الإنسان عنه، وفي رواية: "أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله؟"[3]، ولما كانت هذه العبادة لا تتطلب كلفة ومشقة وهيئة وحالًا معينة بحيث يكون الإنسان لا بدّ أن يستقبل القبلة، أو يكون قائمًا، أو أن يكون متوضأ، هذا كله ليس بلازم ولا مشترط للذكر؛ لهذا جاء الأمر بالإكثار من ذكر الله  في جميع الأحوال.
ولم يأت في عبادة أمرنا الله  بها لم يأت هذا الأمر مقترنًا بالكثرة إلا في الذكر فقط، حينما نؤمر بأن نفعل كذا يقول: أقيموا الصلاة، آتوا الزكاة لكن في الذكر: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [الأحزاب:41]؛ لأن هذه هي الحياة الحقيقية لا يستطيع القلب أن يحيا حياة صحيحة مستقيمة وهو بعيد جاف، لا يذكر ربه، إن القلب بهذه الحال تصيبه من الآفات والأدواء ما لا يقادر قدره، اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42]، فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا [البقرة:200]، كانوا في موسم الحج إذ جاؤوا من معرفة ورجعوا إلى منى يشتغلون بذكر الآباء ومفاخر الأجداد، فأمرهم الله -تبارك وتعالى- بعد هذه العبادة الشريفة العظيمة التي تكون سببًا لحط الأوزار، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه[4]، أمرهم بكثرة الذكر، فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا.
فالعبد في الطريق لا يستغني أبدًا عن الذكر بحال من الأحوال حتى بعد هذه العبادة العظيمة التي أقيمت من أجل ذكر الله ، الحج، العمرة، المناسك، الطواف، السعي، كل ذلك من أجل إقامة ذكر الله، ومع ذلك فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا.
وهكذا في مقام الثناء لأهل الإيمان: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191]، حينما يعرض الإنسان نفسه على هذه الآيات يخشى على نفسه من النفاق، قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ، هؤلاء الذين أثنى الله عليهم: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35].
أسأل الله  أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا.
  1. أخرجه أحمد في المسند، برقم (7093)، وقال محققوه: "حديث صحيح، وهذا إسناد حسن"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (76).
  2. أخرجه الترمذي، أبواب الدعوات عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، باب ما جاء في فضل الذكر، برقم (3375)، وابن ماجه، أبواب الأدب، باب فضل الذكر، برقم (3793)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (7700).
  3. أخرجه ابن حبان في صحيحه، برقم (818)، بلفظ: "أي الأعمال أحب إلى الله؟، قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله، والطبراني في الدعاء، برقم (1852)، وفي المعجم الكبير، برقم (181)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم (165).
  4. أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج المبرور، برقم (1521).
  5. تابع


 
 توقيع : نوراسلام

.

.

.


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 04:24 AM   #4


الصورة الرمزية نوراسلام
نوراسلام متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9643
 تاريخ التسجيل :  21 - 5 - 2021
 أخر زيارة : اليوم (03:25 AM)
 المشاركات : 5,694 [ + ]
 التقييم :  84187165
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



اتمني يثبت الموضوع


 
 توقيع : نوراسلام

.

.

.


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 09:44 AM   #5


الصورة الرمزية سمو المشاعر
سمو المشاعر متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9993
 تاريخ التسجيل :  21 - 8 - 2023
 أخر زيارة : اليوم (11:05 AM)
 المشاركات : 80,328 [ + ]
 التقييم :  71916603
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



بارك الله فيك على الاختيار القيّم
و ربي يجعل طرحك في ميزان حسناتك
ننتظر جديدك الله يحفظك


 
 توقيع : سمو المشاعر






رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 08:56 PM   #6


الصورة الرمزية الصارم
الصارم متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  4 - 2 - 2010
 أخر زيارة : اليوم (04:45 PM)
 المشاركات : 105,577 [ + ]
 التقييم :  704964303
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : ظپط§ط±ط؛
افتراضي



بارك الله فيك نور اسلام
علـى المـوضوع الجمـيل والطـرح الممـيز
بالمـعلومات القـيمة والمفيدة
وربي يجعلها بميزان حسناتك

وشكرآ لأخوي سمو المشاعر

على تثبيت الموضوع


 
 توقيع : الصارم



رد مع اقتباس
قديم اليوم, 12:57 AM   #7


الصورة الرمزية همس الروح
همس الروح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5633
 تاريخ التسجيل :  27 - 11 - 2014
 أخر زيارة : اليوم (04:41 PM)
 المشاركات : 1,045,743 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Snow
افتراضي



الف شكر لك ولطرحك المميز

بوركت جهودك الرائعة

سلمت يمينك ولاحرمنا ابداعاتك

محبتي





 
 توقيع : همس الروح








رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
معانى , الأذكار , المسلم , حزن


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حق المسلم على المسلم ذابت نجوم الليل ۞ همســـــات الإسلامي ۞ 18 21-11-2022 06:54 PM
من أعمال الشيطان ( التشكيك فى ايمان المسلم ) البرنس مديح ال قطب ۞ همســـــات الإسلامي ۞ 15 16-09-2019 11:17 AM
بيان قول النبي: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر واثق الخطوة ۞ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ۞ 10 23-07-2018 01:17 PM
ترويع المسلم ..! عَبَقُ الجنّه ۞ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ۞ 12 22-07-2017 09:03 AM
معاملة المسلم للمسلم تحطيم أحلامي ۞ همســـــات الإسلامي ۞ 13 01-04-2013 07:31 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 04:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010