يوم أمس, 10:27 AM
|
| | | لوني المفضل Darkorange | رقم العضوية : 9993 | تاريخ التسجيل : 21 - 8 - 2023 | فترة الأقامة : 521 يوم | أخر زيارة : يوم أمس (11:45 AM) | المشاركات :
72,220 [
+
] | التقييم :
71916603 | معدل التقييم : | بيانات اضافيه [
+
] | | | |
تخريج حديث: أن لا يمس القرآن إلا طاهر في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: «أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ». (1/ 203). ضعيف هذا الحديث الصواب فيه الإرسال، وله شواهد لا تقويه؛ لشدة ضعفها، ونكارة بعضها. أخرجه مالك في «الموطأ» (1/ 199)، ومن طريقه أبو داود في «المراسيل» (93)، وابن أبي داود في «المصاحف» (ص427)، والبيهقي في «المعرفة» (3)، والبغوي في «شرح السنة» (275)، والجورقاني في «الأباطيل والمناكير» (362)، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: «أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ». قال البيهقي: «رواه الشافعي، عن مالك، وهو منقطع». قلت: وهو كما قال؛ فعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم تابعي من صغار التابعين، لم يرو عن أحد من الصحابة إلا عن أنس فقط، ولم يدرك جده الأعلى عمرو بن حزم. حيث كانت وفاته سنة خمس وثلاثين ومئة، ويقال: سنة ثلاثين ومئة، وهو ابن سبعين سنة. وأما عمرو بن حزم، فأقصى ما قيل في تاريخ وفاته أنه مات سنة أربع وخمسين. فيكون عبد الله بن أبي بكر قد ولد بعد وفاة عمرو بن حزم بنحو ستة أعوام. وأخرجه عبد الرزاق (1328)، ومن طريقه الدارقطني في «سننه» (435)، والبيهقي في «الكبير» (408)، وابن عبد البر في «التمهيد» (17/ 397)، عن معمر، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، قال: في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: «لَا يُمَسُّ الْقُرْآنُ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ». وقد أخرجه الدارقطني (438)، من طريق عبد الرزاق, عن معمر, عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر بن حزم, عن أبيهما, أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتابًا فيه: «وَلَا تَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرًا». وأخرجه البيهقي في «الخلافيات» (289)، وفي «الدلائل» (5/ 413)، وابن عساكر في «تاريخه» (45/ 477)، من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن يفقه أهلها، ويعلمهم السنة. فذكر الحديث، وقال: «فَلَا يَمَسُّ أَحَدٌ الْقُرْآنَ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ». قلت: فزاد معمر وابن إسحاق في الإسناد هنا: «أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم»؛ وهذه زيادة مقبولة منهما؛ فمعمر إمام ثقة، وابن إسحاق قد صرح بالتحديث. وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم تابعي ثقة، توفي سنة عشرين ومئة، وهو ابن أربع وثمانين سنة. فيكون عُمُر أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عند وفاة جده الأعلى عمرو بن حزم زُهاء ثمانية عشر عامًا، ويحتمل أن يكون قد أخذ عنه هذا الحديث، وإن كان أبو بكر بن محمد لم تُذكر له رواية عن عمرو بن حزم. وقد قال الدارقطني عقبه: «مرسل، ورواته ثقات». وأخرجه ابن سعد في «الطبقات» (6427)، وأبو داود في «المراسيل» (92)، والفاكهي في «أخبار مكة» (2917)، والدارقطني في «سننه» (436)، عن محمد بن عمارة، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم, قال: كان في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى نجران: «أَلَّا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ». وأخرجه أبو داود في «المراسيل» (94)، من طريق شعيب، عن الزهري، قال: قرأت صحيفة عند آل أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ذَكَرَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبها لعمرو بن حزم، حين أَمَّرَه على نجران، وساق الحديث فيه: «الْحَجُّ الْأَصْغَرُ الْعُمْرَةُ، وَلَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ». قلت: وهذا منقطع. قال أبو داود عقبه: «رُوِيَ هذا الحديث مسندًا، ولا يصح». قلت: قد أخرجه ابن أبي خيثمة في «تاريخه» (1/ 374) و (2/ 685)، والدارمي (2)، والطبراني في «الأحاديث الطوال» ()، ابن حبان في صحيحه» (6559)، والدارقطني في «سننه» (439) و (2723)، والبيهقي في «الكبير» (409) و(1478) و (7255)، وفي «الخلافيات» (292)، وفي «الشعب» (1935)، وابن عبد البر في «التمهيد» (17/ 397)، وابن الجوزي في «تحقيق مسائل الخلاف» (260)، عن الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب، وفيه: «أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ». قلت: هذا إسناد متصل، ولكن آفته سليمان بن داود، وهو الخولاني. قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 110): «سئل يحيى بن معين عن سليمان بن داود الذي يحدِّث عن الزهري، وروى عنه يحيى بن حمزة، قال: ليس بشيء. وعن عثمان بن سعيد الدارمي، قال: قلت ليحيى بن معين: سليمان بن داود الذي يروي حديث الزهري في الصدقات، من هو؟ قال ليس بشيء. قال عثمان بن سعيد: أرجو أنه ليس كما قال يحيى، قال يحيى بن حمزة: روى عنه أحاديث حسانًا كأنها مستقيمة. سمعت أبي يقول: سليمان بن داود الدمشقي شيخ ليحيى بن حمزة، لا بأس به، يقال: إنه سليمان بن أرقم. والله اعلم»اهـ. وقال ابن عدي في «الكامل» (5/ 252): «سمعت أبا يعلى يقول: سُئل يحيى بن معين - يعني وهو حاضر - عن حديث الصدقات، الذي كان يحدِّث به الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزُّهري، قال: سليمان بن داود ليس يُعرف، ولا يَصِحُّ هذا الحديث»اهـ. وروى ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (22/ 314)، بإسناده عن محمد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: سليمان بن أبي داود الذي روى عن الزهري حديث عمرو بن حزم في الديات، منكر الحديث، وضعَّفه. وبإسناده عن ابن خزيمة، أنه سُئِل عن سليمان بن داود الذي روى عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده الحديث الطويل في الصدقات؛ فقال: لا يُحْتَج بحديثه إذا انفرد. وبإسناده عن أحمد بن محمد بن غالب، إجازة، قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني: من المتروكين: سليمان بن داود الخولاني، عن الزهري»اهـ. وقيل: سليمان هذا هو ابن أرقم، ومن قال سليمان بن داود، فقد وهِمَ فيه. قال أبو داود في «المراسيل» (ص211): «أُسند هذا، ولا يصح؛ رواه يحيى بن حمزة، عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده. حدثنا أبو هبيرة، قال: قرأته في أصل يحيى بن حمزة: حدثني سليمان بن أرقم، وحدثنا هارون بن محمد بن بكار، حدثني أبي، وعمي، قالا: يحيى بن حمزة، عن سليمان بن أرقم، مثله. قال أبو داود: والذي قال: سليمان بن داود وهم فيه. حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود الخولاني - ثقة - عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده؛ وَهِم فيه الحكم»اهـ. وقد أخرج الحديث النسائي في «المجتبى» (4853)، وفي «الكبرى» (7029)، من طريق الحكم بن موسى، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، قال: حدثني الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن كتابًا فيه الفرائض والسنن والديات.... ثم أخرجه في «المجتبى» (4854)، وفي «الكبرى» (7030)، من طريق محمد بن بكار بن بلال الدمشقي، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: حدثنا سليمان بن أرقم، قال: حدثني الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به. ثم قال النسائي: «وهذا أشبه بالصواب، والله أعلم، وسليمان بن أرقم متروك الحديث»اهـ. وقال ابن أبي حاتم في «العلل» (2/ 619): «سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بصدقات الغنم؟ قلت له: من سليمان هذا؟ قال أبي: من الناس من يقول: سليمان بن أرقم، وقد كان قدم يحيى بن حمزة العراق، فيرون أن الأرقم لقب، وأن الاسم داود، ومنهم من يقول: سليمان بن داود الدمشقي، شيخ ليحيى بن حمزة، لا بأس به؛ فلا أدري أيهما هو؟ وما أظن أنه هذا الدمشقي، ويقال: إنهم أصابوا هذا الحديث بالعراق من حديث سليمان بن أرقم»اهـ. وقال الذهبي في «الميزان» (2/ 188، 189): «قال أبو الحسن الهروي: الحديث في أصل يحيى بن حمزة: عن سليمان بن أرقم، غلط عليه الحكم. وقال أبو زرعة الدمشقي: الصواب سليمان بن أرقم. وقال الحافظ بن منده: رأيت في كتاب يحيى بن حمزة بخطه، عن سليمان بن أرقم، عن الزهري؛ وهو الصواب. وقال صالح جزرة: حدثنا دحيم، قال: نظرت في أصل كتاب يحيى حديث عمرو بن حزم في الصدقات، فإذا هو عن سليمان بن أرقم، قال صالح: فكتب هذا الكلام عني مسلم بن الحجاج. [قال الذهبي]: قلت: ترجح أن الحكم بن موسى وهِمَ ولابد»اهـ. قلت: وسليمان بن أرقم، متروك، ذاهب الحديث عند جميع الأئمة. قلت: وعلى هذا فهذه الزيادة في الإسناد غير مقبولة؛ سواء كان سليمان بن أرقم، أو ابن داود؛ لا سيما والثقات الذين رووا الحديث لم يذكروا هذه الزيادة. قال ابن التركماني في «الجوهر النقي» (4/ 88): «فالحديث إذًا ضعيف الإسناد». وأخرجه البيهقي في «الخلافيات» (290)، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب في عهده: «وَلَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ». قلت: هذا إسناد ظاهره الصحة، ولكن قوله: «عن جده»، خطأ. قال البيهقي عقبه: «كذا في كتابي: عن جده، ولم يذكر غيره عن عبد الرزاق». قلت: ذكر «عن جده» هنا خطأ، ولابد؛ لأن الحديث عند عبد الرزاق في «المصنف»، كما تقدم، وليس فيه «عن جده». وأخرجه البيهقي في «الخلافيات» (291)، من طريق إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أبي، عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر، يخبرانه عن أبيهما، عن جدهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كتب هذا الكتاب لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن: هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين أمره على اليمن، كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها: «أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ». قلت: إسماعيل بن أبي أويس، وأبوه، ضعيفان. وقد أخرجه الدارقطني كما تقدم، من طريق عبد الرزاق, عن معمر, عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر بن حزم, عن أبيهما, أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتابًا فيه: «وَلَا تَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرًا». فلم يذكرا فيه: «عن جدهما». وأخرجه الدارقطني كما في «الإمام» (2/ 415)، من حديث أبي ثور هاشم بن ناجية، عن مبشر بن إسماعيل، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن جده، قال: كان فيما أخذ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ». قال الدارقطني: «تفرد به أبو ثور، عن مبشر، عن مالك، فأسنده عن جده». قال ابن دقيق العيد: «قوله: «عن جده»، ينطلق على جده الأدنى، وهو محمد بن عمرو بن حزم، وعلى جده الأعلى وهو عمرو بن حزم، وإنما يكون متصلًا إذا أريد الأعلى، وقوله: «فيما أخذ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» يقتضي أنه عمرو بن حزم؛ لأنه الذي كتب له الكتاب»اهـ. قلت: أبو ثور هاشم بن ناجية، لم أجد من ذكره بجرح ولا تعديل. • ومبشر بن إسماعيل، وثقه ابن معين. وزيادة: «عن جده» هنا منكرة؛ لأن الحديث رواه مالك في «الموطأ» كما تقدم وليس فيه هذه الزيادة. وقد أخرجه الدارقطني في «الغرائب» كما في «الإمام» (2/ 414، 415)، من طريق إسحاق الطباع، قال: أخبرني مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، قال: كان في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لجدي عمرو بن حزم: «أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ». قال الدارقطني: «ليس فيه: عن جده، وهو الصواب عن مالك». وقد ضعف هذا الحديث عبد الحق الإشبيلي، فقال في «الأحكام الوسطى» (1/ 205، 206): «والصحيح في هذا الحديث الإرسال، كما رواه مالك وغيره، وسليمان ضعيف، وحديثه ذكره الدارقطني، وأكثر أهل الحديث لا يأخذون بهذا وأمثاله من الكتب»اهـ. وضعفه النووي في «خلاصة الأحكام» (536). وقال الألباني في «الإرواء» (1/ 158): «حديث عمرو بن حزم، ضعيف؛ فيه سليمان بن أرقم، وهو ضعيف جدًّا, وقد أخطأ بعض الرواة فسماه سليمان بن داود وهو الخولاني، وهو ثقة، وبناء عليه توهم بعض العلماء صحته؛ وإنما هو ضعيف من أجل ابن أرقم هذا, وقد فصلت القول في ذلك في تحقيقنا لأحاديث «مشكاة المصابيح» رقم (465)، فلا نعيد الكلام فيه, ومما قلنا هناك: أن الصواب فيه أنه من رواية أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، مرسلًا, فهو ضعيف أيضًا؛ لإرساله»اهـ. وصححه ابن عبد البر في «التمهيد» (17/ 396): «كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم إلى أهل اليمن في السنن والفرائض والديات، كتاب مشهور عند أهل العلم، معروف، يُستغنى بشهرته عن الإسناد»اهـ. وقال (17/ 397): «والدليل على صحة كتاب عمرو بن حزم تلقي جمهور العلماء له بالقبول»اهـ. قلت: وهذا الحديث له شواهد الشاهد الأول: عن حكيم بن حزام رضي الله عنه. أخرجه الطبراني في «الكبير» (3/ 205) (3135)، وفي «الأوسط» (3301)، والدارقطني (440)، والحاكم (6051)، والبيهقي في «الخلافيات» (297) و (298) و (299)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (574)، من طريق إسماعيل بن إبراهيم صاحب القُوهي، قال: سمعت أبي يقول: حدثنا سويد أبو حاتم، قال: حدثنا مطر الوراق، عن حسان بن بلال، عن حكيم بن حزام رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال: «لَا تَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا وَأَنْتَ طَاهِرٌ». قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن مطر الوراق إلا سويد أبو حاتم، ولا يروى عن حكيم بن حزام إلا بهذا الإسناد». وقال الدارقطني: «قال لنا ابن مخلد: سمعت جعفرًا يقول: سمع حسان بن بلال من عائشة وعمار, قيل له: سمع مطر من حسان؟ فقال: نعم». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي: «صحيح». فتعقبهما الألباني في «الإرواء» (1/ 159) قائلًا: «أنى له الصحة، وهو لا يُروى إلا بهذا الإسناد، كما قال الطبراني, ومطر الوراق ضعيف كما قال ابن معين وأبو حاتم وغيرهما, وفي «التقريب»: صدوق كثير الخطأ. والراوى عنه سويد أبو حاتم مثله»اهـ. قلت: والأمر كما قال الألباني. وفي الإسناد أيضًا: إسماعيل بن إبراهيم صاحب القُوهي، ليِّن الحديث، كما في «التقريب». وأبوه لم أجد له ترجمة. والحديث ضعفه النووي في «خلاصة الأحكام» (538). الشاهد الثاني: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. أخرجه الطبراني في «الكبير» (12/ 313) (13217)، وفي «الصغير» (1162)، والدارقطني في «سننه» (437)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (573)، والبيهقي في «الكبير» (410)، وفي «الخلافيات» (293) و (294)، والجورقاني في «الأباطيل والمناكير» (361)، من طريق سعيد بن محمد بن ثواب الحصري، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يحدث عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ». قال الطبراني: «لم يروه عن سليمان بن موسى إلا ابن جريج, ولا عنه إلا أبو عاصم، تفرد به سعيد بن محمد». وقال الجورقاني: «هذا حديث مشهور حسن». وقال الهيثمي في «المجمع» (1/ 616): «رجاله موثَّقون». وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (2/ 503): «قال ابن عبد الحق في كتابه الذي وضعه في الرد على أبي محمد بن حزم: قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، ثم ساقه، وقال إثره: هذا حديث صحيح، رجاله ثقات»اهـ. وقال الحافظ في «التلخيص» (1/ 228): «إسناده لا بأس به، ذكر الأثرم أن أحمد احتج به». قلت: بل هو إسناد منكر. سعيد بن محمد بن ثواب، لم أجد له ترجمة إلا عند ابن حبان في «الثقات» (8/ 272)، وقال: «مستقيم الحديث»، وعند الخطيب في «التاريخ» (10/ 135)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقد حكم الدارقطني على إسناد هو فيه بالصحة؛ فقد أخرج في «سننه» (2298)، حديثًا، عن عائشة ڤ, أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر في السفر، ويتم, ويفطر، ويصوم. ثم قال الدارقطني: «هذا إسناد صحيح». قلت: وفي هذا الحديث علة خفية، لم أر من ذكرها ممن تكلم في هذا الحديث؛ وهي تفرد سعيد بن محمد بن ثواب بهذا الحديث - على قلة رواياته، وعدم اشتهاره - عن أبي عاصم النبيل على كثرة تلاميذه؛ فأين كان تلاميذ أبي عاصم من هذا الحديث؟! ثم إن الحديث قد أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (1329)، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، مرسلًا، دون ذكر سالم وأبيه. • وسليمان بن موسى، فهو وإن وثقه ابن معين، وغيره، إلا أن الجمهور يطعنون في حفظه. قال علي بن المديني كما في «الضعفاء» (2/ 536): «سليمان بن موسى، مطعون فيه». وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 38): «عنده مناكير». وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 142): «في حديثه بعض الاضطراب». وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (252): «سليمان بن موسى الدمشقي، أحد الفقهاء، ليس بالقوي في الحديث». وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق، فقيه، في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل». وفي الإسناد - أيضًا - عنعنة ابن جريج. وقد روي الحديث عن ابن عمر من طريق أخرى. فقد أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (295)، من طريق عبد الله بن عبد المؤمن، عن عمر بن يونس، عن محمد بن جابر، عن طارق، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ». وأخرجه أيضًا (296): من نفس الطريق إلا أن فيه: «عن أبي طارق». قال ابن دقيق العيد في «الإمام» (2/ 420): «محمد بن جابر السحيمي تكلموا فيه». قلت: هذا إسناد واه. • عبد الله بن عبد المؤمن، مجهول. ترجمه ابن حبان في «الثقات» (8/ 366). وقال الحافظ في «التقريب»: «مقبول». • وطارق، أو أبو طارق غير معروف. • ومحمد بن جابر السحيمي. قال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 53): «ليس بالقوي». وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 219، 220): «أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، فيما كتب إليَّ، قال: سمعت أبي يقول: كان محمد بن جابر ربما ألحق في كتابه أو يلحق في كتابه؛ يعني: الحديث. قرئ على العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن جابر كان أعمى، واختلط عليه حديثه، وكان كوفيًّا فانتقل إلى اليمامة، وهو ضعيف. عن عمرو بن علي: محمد بن جابر الحنفي، صدوق، كثير الوهم. سألت أبي عن محمد بن جابر، فقال: ذهبت كتبه في آخر عمره، وساء حفظه، وكان يلقن، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه، ثم تركه بعدُ، وكان يروي أحاديث مناكير، وهو معروف بالسماع، جيد اللقاء، رأوا في كتبه لحقًا، وحديثه عن حماد فيه اضطراب، روى عنه عشرة من الثقات. وسئل أبي عن محمد بن جابر، وابن لهيعة، فقال: محلهما الصدق، ومحمد بن جابر أحب إليَّ من ابن لهيعة. سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: محمد بن جابر، صدوق إلا أن في حديثه تخاليط، وأما أصوله فهي صحاح. وقال أبو زرعة: محمد بن جابر ساقط الحديث عند أهل العلم. أخبرنا محمد بن يحيى، قال: سمعت أبا الوليد الطيالسي، وذكر محمد بن جابر، فقال: نحن نظلم ابن جابر بامتناعنا التحديث عنه»اهـ. وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 280): «محمد بن جابر بن سيار بن طلق اليمامي، أبو عبد الله السحيمي، وكان أعمى، يُلحق في كتبه ما ليس من حديثه، ويسرق ما ذُوكر به، فيحدث به»اهـ. وقال ابن عدي في «الكامل» (9/ 123): «عن عثمان بن سعيد، قال: قلت ليحيى بن معين: فمحمد بن جابر اليمامي، ما حاله؟ قال: ليس بشيء. وقال عمرو بن علي: محمد بن جابر الحنفي يمامي صدوق، كثير الوهم، متروك الحديث. وقال النسائي: محمد بن جابر اليمامي، ضعيف». وقال الحافظ ابن حجر في «التقريب»: «محمد بن جابر بن سيار بن طارق الحنفي اليمامي، أبو عبد الله، صدوق، ذهبت كتبه فساء حفظه، وخلط كثيرًا، وعمي، فصار يُلقَّن، ورجحه أبو حاتم على ابن لهيعة»اهـ الشاهد الثالث: عن ثوبان رضي الله عنه. قال عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الوسطى» (2/ 315): ومن منتخب علي بن عبد العزيز، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ، وَالْعُمْرَةُ هِيَ الْحَجُّ الْأَصْغَرُ». قال الإشبيلي: «إسناده ضعيف». فتعقبه ابن القطان في اقتصاره على التضعيف، بقوله في «بيان الوهم والإيهام» (3/ 465، 466): «وذكر من منتخب علي بن عبد العزيز، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يمس القرآن إلا طاهر، والعمرة هي الحج الأصغر»، ثم قال: إسناده ضعيف، انتهى قوله. وهذا الحديث يرويه علي بن عبد العزيز هكذا: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا مسعدة البصري، عن خصيب بن جحدر، عن النضر بن شفي، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يمس القرآن إلا طاهر، والعمرة الحج الأصغر، وعمرة خير من الدنيا وما فيها، وحجة أفضل من عمرة»؛ وذكر بهذا الإسناد أحاديث، وهو إسناد في غاية الضعف. ولم أجد للنضر بن شُفَيٍّ ذكرًا في شيء من مظان وجوده، فهو جد مجهول. وأما الخصيب بن جحدر، فقد رماه ابن معين بالكذب، واتقى أحمد بن حنبل حديثه، وإنما كان يروي ثلاثة عشر أو أربعة عشر حديثًا. وقال أبو حاتم: له أحاديث مناكير. وأما مسعدة البصري، فهو ابن اليسع، خرق أحمد بن حنبل حديثه وتركه. وقال أبو حاتم: إنه يكذب على جعفر بن محمد. فأما إسحاق بن إسماعيل، الذي يرويه عنه علي بن عبد العزيز، فهو ابن عبد الأعلى الأيلي، يكثر عنه، يروي عن ابن عيينة، وجرير، وغيرهما، وهو شيخ لأبي داود، وأبو داود لا يروي إلا عن ثقة عنده، فاعلمه»اهـ. وقال الحافظ في «التلخيص» (1/ 228): «وفي إسناده خصيب بن جحدر، وهو متروك» الشاهد الرابع: عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه. أخرجه ابن أبي داود في «المصاحف» (ص426)، عن أحمد بن الحباب الحميري، عن أبي صالح الحكم بن المبارك الخاشتي، عن محمد بن راشد، عن إسماعيل المكي، عن القاسم بن أبي بزة، عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، قال: كان فيما عهد إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَمَسَّ الْمُصْحَفَ وَأَنْتَ غَيْرُ طَاهِرٍ». قال ابن عبد الهادي في «التنقيح» (1/ 233): «حديث عثمان بن أبي العاص، منقطع؛ لأن القاسم لم يدرك عثمان، وإسماعيل بن مسلم المكي، ضعيف، تركه بعضهم». وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (2/ 504): «وهو منقطع؛ لأن القاسم لم يدرك عثمان، وضعيف؛ لأن في إسناده: إسماعيل بن مسلم المكي، وقد ضعفوه وتركه جماعة»اهـ. وقال الحافظ في «التلخيص» (1/ 228): «في إسناده انقطاع». قلت: وأحمد بن الحباب، مجهول، لم أجد له ترجمة إلا عند ابن حبان في «الثقات» (8/ 53). • أبو صالح الحكم بن المبارك الخاشتي. قال الحافظ في «التقريب»: «صدوق ربما وهم». • ومحمد بن راشد؛ هو المكحولي. قال الحافظ في «التقريب»: «صدوق يهم». قلت: وقد روي الحديث عن عثمان بن أبي العاص من طريق أخرى. أخرجه الطبراني في «الكبير» (9/ 44) (8336)، قال: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي، قال: حدثنا يعقوب بن حميد، قال: حدثنا هشام بن سليمان، عن إسماعيل بن رافع، عن محمد بن سعيد بن عبد الملك، عن المغيرة بن شعبة، قال: قال عثمان بن أبي العاص، وكان شابًّا: وفدنا على النبي صلى الله عليه وسلم فوجدني أفضلهم أخذًا للقرآن، وقد فضلتهم بسورة البقرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَمَّرْتُكَ عَلَى أَصْحَابِكَ، وَأَنْتَ أَصْغَرُهُمْ، فَإِذَا أَمَمْتَ قَوْمًا فَأُمَّهُمْ بِأَضْعَفِهِمْ، فَإِنَّ وَرَاءَكَ الْكَبِيرَ وَالصَّغِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ، وَإِذَا كُنْتَ مُصَدِّقًا فَلَا تَأْخُذِ الشَّافِعَ - وَهِي الْمَاخِضُ - وَلَا الرُّبَّى، وَلَا فَحْلَ الْغَنَمِ، وَحَزْرَةُ الرَّجُلِ هُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنْكَ، وَلَا تَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا وَأَنْتَ طَاهِرٌ، واعْلَمْ أَنَّ الْعُمْرَةَ هِي الْحَجُّ الْأَصْغَرُ، وَأَنَّ عُمْرَةً خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَحَجَّةٌ خَيْرٌ مِنْ عُمْرَةٍ». قال الهيثمي في «المجمع» (1/ 616): «فيه إسماعيل بن رافع، ضعفه يحيى بن معين، والنسائي، وقال البخاري: ثقة مقارب الحديث». وقال (3/ 218): «فيه هشام بن سليمان، وقد ضعفه جماعة من الأئمة، ووثقه البخاري». وقال الحافظ في «التلخيص» (1/ 228): «في رواية الطبراني من لا يعرف». قلت: هشام بن سليمان المخزومي. قال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 62): «مضطرب الحديث، ومحله الصدق، ما أرى به بأسًا». وقال العقيلي في «الضعفاء» (6/ 257): «في حديثه عن غير ابن جريج وهَمٌ». • وإسماعيل بن رافع. قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 169): «عن أحمد بن حنبل: إسماعيل بن رافع ضعيف الحديث. قرئ على العباس الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن رافع، ليس بشيء. عن يحيى بن معين، أنه قال: إسماعيل بن رافع، ضعيف. عن عمرو بن علي، قال: لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عن إسماعيل بن رافع بشيء قط. قال يحيى: وقد رأيته. سألت أبي عن إسماعيل بن رافع الذي يحدث عنه سليمان بن بلال، من هو؟ قال: هو أبو رافع الضعيف القاص، قال وسمعته مرة أخرى يقول: هو منكر الحديث»اهـ. وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (32): «إسماعيل بن رافع متروك الحديث». • ويعقوب بن حميد بن كاسب. قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 206): «قرئ على العباس بن محمد الدوري أنه سأل يحيى بن معين عن يعقوب بن كاسب فقال: ليس بشيء. أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة، فيما كتب إليَّ، قال: سمعت يحيى بن معين، وذكر ابن كاسب، فقال: ليس بثقة. قلت: من أين قلت ذاك؟ قال: لأنه محدود. قلت: أليس هو في سماعه ثقة؟ قال: بلى. سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث. سألت أبا زرعة عن يعقوب بن كاسب، فحرك رأسه، قلت: كان صدوقًا في الحديث؟ قال: هذا شروط، وقال في حديث رواه يعقوب: قلبي لا يسكن على ابن كاسب»اهـ. • ومحمد بن سعيد بن عبد الملك. قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 264): «محمد بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَّر عثمان بن أبي العاص على قومه، قال: فسمعت أبي يقول: لا أعرفه»اهـ. وقد روي هذا الحديث مرسلًا. قال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 95): «محمد بن سعيد بن عبد الملك بن مروان: أمَّر النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص على قومه، مرسل. قاله لي إسحاق، عن بقية، عن إسماعيل بن رافع المدني. وقال لي يحيى بن موسى: حدثنا عمرو بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل، عن محمد، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم»اهـ. الشيخ محمد طه شعبان |
jovd[ p]de: Hk gh dls hgrvNk Ygh 'hiv H, hgrvNk j[vdp ols p]de: Ygh |