الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
الإحسان ودوره في انسجام المجتمع المسلم كلمة الإحسان تَرِدُ في اللغَة على وجهينِ :ـ -أحدهما: الإنْعام على الغير، أحسن إلى فلان. -والآخر إحسان الفِعْل وإتقانه وذلك إذا علم علمًا حسنًا أو عمل عملًا حسنًا، ويشهد لهذا المعنى قول الإمام علي ـ كرَّم الله وجهه: “الناس أبناءُ ما يُحسنونَ”، قال الفيروزابادي في كتابه: بصائر ذوي التمييز: أي مَنسوبون إلى ما يَعلمونه أو يَعملونه مِن الأفعال الحسنة. مِن المَعلوم أن التكافُل الاجتماعي مِن أسُس بناء المجتمع المسلم، الذي هو في حقيقة أمره نَسيجٌ واحد لُحْمته وسداه: قال تعالىوتَعَاوَنُوا علَى البِرِّ والتَّقْوَى ولا تَعَاوَنُوا علَى الإثْمِ والعُدْوَانِ). الإسلام والإحسان: أوصى الإسلام المُحسِن بوَصايَا نستطيع أن نَستنتج مِن مجموعها أن إحسانه إلى الغير هو فيضٌ نفسيٌّ تَسحُّ بهِ عاطفةٌ مَشبوبة مَنْشؤها إحساسٌ بأنه لا يَصلح بنفسه وإنما صلاحه في أن تكون صلة وشيجة تربطه بالبيئة التي هو جزء مِن مُكوِّناتها، فيُحسن بالمكان وبالزمان وبمَن يُشاركونه زمانه ومكانه، وهذا بعض ما نفهمه من قوله ـ عليه الصلاة والسلام: “إنَّ الله كتَبَ الإحسانَ على كل شيءٍ”. إذن فليس الإحسان إلى الغير مَقصورًا على بذْل المال صدقةً أو زكاة إنما هو شيء أوسع مدًى وأرحب وَصْفًا؛ فأمْرٌ بمَعروفٍ صدقة ونهْيٌ عن مُنكَرٍ صدَقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقةٌ، ومساعدة ضعيف في الطريق صدقة، والأخذ بيَدِ مُتعثر صدقة، وجزاء كل ذلك حُسنى في الدنيا وحُسنيات في الآخرة قال ـ تعالى: (هلْ جَزَاءُ الإحسانِ إلاَّ الإحسانُ). والرسول الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ هو معلم الناس الخير ـ هو مُعلِّم بكل ما تَعْنيهِ كلمة: مُعلم، قوله تعليم، وفعْله أُسوةٌ وقُدوة، فهو تعليم أيضًا، وسلوكه مع أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ سلوك المُعلِّم، يُراعي الفروق الفردية بينهم ـ ولقد كان إحسان رسول الله ـ ﷺ ـ يأخذ صورًا مُتعددةً يُراعي فيها ـ عليه الصلاة والسلام ـ المناسبة والحال والزمان والمكان، فتارةً كان يُعطي على طريق الهِبَة؛ لأن مقام المُعطي ومَكانته تستدعي ذلك، وتارةً يكون إحسانه بالهدية، وكثيرًا ما كان يشتري ـ عليه الصلاة والسلام ـ الشيء ثم يُعطي البائع الثمن والسلعة جميعًا، وكان يشتري الشيء فيُعطي البائع أكثر من ثمنه، وكان ـ ﷺ ـ يقبل الهدية، ويُكافئ عليها بأكثر منها وبأضعافها تَلطُّفًا وتنوُّعًا في ضُروب الصدقة والإحسان بكل مُمكن وكان إحسانه ـ عليه الصلاة والسلام ـ بما يَملكه وبحاله وبقوله أليس هو القائل: “تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أخِيكَ صَدَقَةٌ”. فالهيئة التي يُطالع بها الإنسان غيره مِن الناس يمكن أن تكون من الصدقات ومن الإحسان، فتارةً ترى رجلًا ينفع الناس بما يقول، لكن حاله وهيئته تجعله غير جاذب لمَن يُحدثهم؛ ولذلك كان الأثَرُ: “خيرُكم مَن ذكَّرَكُمْ بالله هيئته، وزادَ في عِلْمكم مَنْطِقهُ” ولقد كان رسول الله كما جاء في مَناقبه بَشُوش الوجْه واسع الصدر، يُحِسُّ مَن رآه المرة الأُولَى وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد. كيفية التعامل بالإحسان: لكي تَبِينَ الصورة نذكر هذه القصة وهي أن أحد الناس دفع حساب طعامه لصاحب مطعم وبقي له باقٍ أعطاه له صاحب المطعم، فعدَّ الرجل بعد أن خرج الباقي فوجده زائدًا عن حقه فعاد لتَوِّهِ إلى صاحب المحل وقال له: خُذْ هذا المبلغ وَجَدْتُهُ زيادةً عن حقي. ماذا كان تعليق صاحب المحل؟ ما قال للرجل جزاك الله خيرًا، شكرًا لك، وإنما قال: خدمتَ نفسَك، يقصد أنك نَجَّيْتَ نفسك مِن مُؤاخذة الله لك. مثل هذا الرجل مُنَفِّرٌ حتى ولو قال الحق. ما كان النبي هكذا، وإنما كانت حاله تجعل مَن يتعامل معه كأنه المحبوب الأول له ـ عليه الصلاة والسلام ـ والأمثلة على درجات الإحسان ودوره في التقريب بين أعضاء المجتمع الواحد مبثوثة في كُتب السيرة فليراجعها من أراد. المصدر: منتدى همسات الغلا hgYpshk ,],vi td hks[hl hgl[jlu hglsgl hglsgl hgYpshk hks[hl td |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المجتمع , المسلم , الإحسان , انسجام , في , ندوره |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حق المسلم على المسلم | ذابت نجوم الليل | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 01-08-2023 08:46 PM |
حق المسلم على المسلم | ذابت نجوم الليل | ( همســـــات الإسلامي ) | 18 | 21-11-2022 06:54 PM |
الأعداد في حديث خير العباد <5> | تيماء | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 28 | 15-01-2019 12:46 PM |
رعاية المعوقين | ذابت نجوم الليل | همسات ذوي الاحتياجات الخاصة | 17 | 26-09-2018 07:03 PM |
الاخوة في الاسلام | غلآ | ( همســـــات الإسلامي ) | 19 | 12-02-2014 01:05 AM |