08-01-2025, 09:23 AM
|
| | لوني المفضل Darkorange | رقم العضوية : 9993 | تاريخ التسجيل : 21 - 8 - 2023 | فترة الأقامة : 508 يوم | أخر زيارة : يوم أمس (09:23 AM) | المشاركات :
36,293 [
+
] | التقييم :
71916603 | معدل التقييم : | بيانات اضافيه [
+
] | | | |
ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبو إن الحياة الدنيا لا تخلو غالبًا من مُنغِّصات وإشكالات وعدوات ألبتةَ، وبخاصة بين العلاقات البشرية على مختلِف مستوياتها؛ لضعف الإيمان، واختلاف الأفهام، وسوء النيات، وتعارض المصالح، ولعل قصة الأخَوَين هابيلَ وقابيلَ، وهما من أوائل البشر الذين سكنوا الأرض، وحدث بينهما إشكالات، وظلم وعداء صارخ من قابيلَ لأخيه هابيلَ، انتهى بقتل قابيل لأخيه، وإذا لم تتسلَّحِ النفس بالإيمان والتقوى، فقد تستجيب لنزغات الشيطان، وانحراف النفس الأمَّارة بالسوء؛ فيحدث منها الظلم والطغيان عند تعارض مصالحها وارتفاع نسبة الأنانية؛ وصدق الله تعالى: ï´؟كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَىï´¾ [العلق: 6]؛ قال ابن عثيمين رحمه الله: "الإنسان من طبيعته الطغيان والتمرد، متى رأى نفسه في غِنًى، ولكن هذا يخرج منه المؤمن؛ لأن المؤمن لا يرى أنه استغنى عن الله طرفة عين"، ولا شكَّ أن الطغيان وما ينتج عنه من ظلم الناس بعضهم بعضًا سببٌ رئيسٌ في اختلال الأمن بين الناس، فيعيشون في عداوات وصراعات، فلا أمن ولا أمان على أنفسهم وأهليهم، وأموالهم ومصالحهم. من أجل ذلك حرَص الإسلام، بمصدريه الأساسيين؛ القرآن الكريم، والسُّنَّة المطهَّرة - على تنظيم الحياة البشرية بإيجاد تشريعات مُحكَمة لولاة الأمر لتنظيم وحفظ الضرورات الخمس؛ وهي: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال؛ ليعيش الناس في أمن وسلام، وهناك عقوبات إلهية يقدِّرها ويُدبِّرها أحكمُ الحاكمين، وهي ما عُرفت بالسنن الكونية، أو القواعد العدلية، ومنها: الآية موضوع المقال؛ حيث يسلِّط الله على كل ظالم ظالمًا مثله، ومنها: قاعدة: الجزاء من جنس العمل، وقاعدة: إن الله لا يُغيِّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وغيرها كثير. أقوال العلماء في تفسير الآية موضوع المقال: قال قتادة رحمه الله: "ï´؟وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًاï´¾ [الأنعام: 129]: إنما يوالي الله بين الناس بأعمالهم، فالمؤمن وليُّ المؤمن أينما كان، وليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولَعَمْرِي لو عمِلت بطاعة الله، ولم تعرِف أهل طاعة الله، ما ضرَّك ذلك، ولو عمِلت بمعصية الله، وتولَّيتَ أهل طاعة الله، ما نفعك ذلك شيئًا"؛ [تفسير ابن أبي حاتم، حديث رقم: 7900]. وقال السعدي رحمه الله: "من سُنَّتِنا أن نُولِّيَ كلَّ ظالم ظالمًا مثله، يَؤُزُّه إلى الشر ويحُثُّه عليه، ويُزهده في الخير وينفره عنه، وذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرُها، البليغ خطرُها، والذنب ذنب الظالم، فهو الذي أدخل الضرر على نفسه، وعلى نفسه جَنَى؛ ï´؟وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِï´¾ [فصلت: 46]، ومن ذلك أن العباد إذا كثُر ظُلمُهم وفسادهم، ومنعُهم الحقوقَ الواجبة، وَلِيَ عليهم ظَلَمَةٌ، يسومونهم سوء العذاب، ويأخذون منهم بالظلم والجَورِ أضعاف ما منعوا من حقوق الله، وحقوق عباده، على وجه غير مأجورين فيه ولا محتسبين، كما أن العباد إذا صلحوا واستقاموا، أصلح الله رُعاتهم، وجعلهم أئمةَ عدلٍ وإنصاف، لا ولاةَ ظلم واعتساف". الملامح التربوية المستنبطة من الآية موضوع المقال: أولًا: إن الله تعالى جَعَلَ للحياة سننًا تنظِّم العلاقات البشرية، وهي سنن ثابتة لا تتبدل ولا تتغير؛ قال عز وجل: ï´؟فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًاï´¾ [فاطر: 43]؛ قال الطبري رحمه الله: "يقول تعالى ذكره: فهل ينتظر هؤلاء المشركون من قومك - يا محمدُ - إلا سُنَّة الله بهم في عاجل الدنيا أن أُحِلَّ بهم من نقمتي على شِركِهم بي، وتكذيبهم رسولي مثلَ الذي أحللتُ بمن قبلهم من أشكالهم من الأمم"، ومن علِمَ بهذه السنن وفقهها، كانت له عونًا بعد الله تعالى في استقرار حياته الدنيوية، ومَعبرًا آمنًا بعون الله لحياته الأُخروية، فالسعيد من اتَّعظ بغيره قبل فوات الأوان؛ قال عبدالرزاق البدر حفظه الله: "ومن لم يعتبر بحال غيره من المفرِّطين الذين سبقوه، كان لمن بعده عِبرةً"؛ [الموقع الرسمي للشيخ عبدالرزاق البدر تحت عنوان: السعيد من اتَّعظ بغيره]. ثانيًا: تُعَدُّ سُنَّة الابتلاء من أشمل السنن الكونية؛ قال تعالى: ï´؟الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاï´¾ [الملك: 2]، وهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بما يصيب الإنسان في حياته من خير وشرٍّ؛ قال سبحانه: ï´؟وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةًï´¾ [الأنبياء: 35]، ولما كانت العلاقات البشرية قائمةً على تبادل المصالح؛ فهي في الغالب لا تخلو من مدٍّ وجزرٍ في الأقوال والأفعال؛ لذلك جاء التوجيهُ القرآنيُّ الكريم مُنبِّهًا إلى قيامها على سُنَّةِ الابتلاء مع الصبر عليها؛ قال تعالى: ï´؟وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًاï´¾ [الفرقان: 20]؛ قال الطبري رحمه الله: "يقول تعالى ذكره: وامتحنَّا - أيها الناس - بعضكم ببعض، جعلنا هذا نبيًّا وخَصَصْناه بالرسالة، وهذا ملِكًا وخصصناه بالدنيا، وهذا فقيرًا وحرمناه الدنيا؛ لنختبر الفقير بصبره على ما حُرِم مما أُعطِيَه الغنيُّ، والملِك بصبره على ما أُعطِيَه الرسولُ من الكرامة، وكيف رَضِيَ كل إنسان منهم بما أُعطِيَ وقُسم له، وطاعته ربه مع ما حُرِم مما أُعطِيَ غيره". ثالثًا: لسلامة العلاقات البشرية ودوامها على المحبة والوئام بدلًا من الكُرهِ والخصام؛ جاءت الشريعة السَّمْحَةُ بالعديد من التوجيهات التي تحُثُّ على الأخلاق الفاضلة، وحُسْنِ التعامل مع الآخرين؛ ومنها قوله تعالى: ï´؟إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَï´¾ [النحل: 90]، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلِمُه، ولا يخذُلُه، ولا يحقِره، التقوى ها هنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئٍ من الشرِّ أن يحقِرَ أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرامٌ؛ دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ))؛ [صحيح مسلم، حديث رقم: 24]، وعلى الرغم من وضوح هذه التوجيهات، فقد يحدث بسبب الضعف البشري، وتسلُّط الهوى والشيطان، تناحرٌ وتخاصم في العلاقات، يصل أحيانًا إلى درجة الطغيان، ويكون معه ظلم وجَور للطرف الآخر. رابعًا: الحذر كل الحذر من تجاوز الحدود وإلحاق الأذى والضرر بالآخرين، فالله تعالى وعد بنصرة المظلوم، ومن أصدق من الله قيلًا؛ كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنها تُحمَل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي، لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين))؛ [فؤاد عبدالباقي، صحيح الترغيب والترهيب، حديث رقم: 2230]، ومن نصرة المظلوم أن الله تعالى يسلِّط عليه ظالم مثله؛ مصداقًا للآية موضوع المقال: ï´؟وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَï´¾ [الأنعام: 129]؛ قال القرطبي رحمه الله: "نسلِّط بعض الظَّلَمَةِ على بعض، فيُهلكه ويُذِلُّه، وهذا تهديد للظالم إن لم يمتنع من ظلمه، سلَّط الله عليه ظالمًا آخرَ، ويدخل في الآية جميع من يظلم نفسه"، وينبغي على الإنسان الموفَّق الحذرُ أشد الحذر من ظلم الآخرين، أو ظلم نفسه؛ حتى لا تناله سنةُ الله في نصرة المظلوم؛ قال تعالى: ï´؟وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌï´¾ [هود: 102]. خامسًا: جاء في القرآن الكريم أن الولاية ستة أنواع؛ وهي: ♦ ولاية الله للمتقين: ï´؟وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَï´¾ [الجاثية: 19]. ♦ ولاية الله للمؤمنين: ï´؟اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواï´¾ [البقرة: 257]. ♦ ولاية المؤمنين بعضهم بعضًا: ï´؟وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍï´¾ [التوبة: 71]. ♦ ولاية الظالمين بعضهم بعضًا: ï´؟وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَï´¾ [الأنعام: 129]. ♦ ولاية الشيطان للكافرين: ï´؟وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُï´¾ [البقرة: 257]. ولتوضيح ذلك؛ قال الشنقيطي رحمه الله: قوله تعالى: ï´؟وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَï´¾ [الجاثية: 19]، ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه ولي المتقين، وهم الذين يمتثلون أمره، ويجتنبون نهيَه، وذكر في موضعٍ آخرَ أن المتقين أولياؤه، فهو وليُّهم وهم أولياؤه؛ لأنهم يوالونه بالطاعة والإيمان، وهو يواليهم بالرحمة والجزاء؛ وذلك في قوله تعالى: ï´؟أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَï´¾ [يونس: 62]، ثم بيَّن المراد بأوليائه في قوله: ï´؟الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَï´¾ [يونس: 63]، فقوله تعالى: ï´؟وَكَانُوا يَتَّقُونَï´¾ [يونس: 63] كقوله في آية الجاثية هذه: ï´؟وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَï´¾ [الجاثية: 19]، وقد بيَّن تعالى في آيات من كتابه أنه وليُّ المؤمنين، وأنهم أولياؤه، كقوله تعالى: ï´؟إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُï´¾ [المائدة: 55]، وقوله تعالى: ï´؟اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِï´¾ [البقرة: 257]، وقوله تعالى: ï´؟ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْï´¾ [محمد: 11]، وقوله تعالى: ï´؟إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَï´¾ [الأعراف: 196]. سادسًا: يغلُب على الطبيعة البشرية الميلُ إلى من يشاكلها بحكم الهوى والشهوات، والعادات والتقاليد والأعراف السائدة، أو الاتجاه السائد في البيئة المحيطة؛ قال المراغي رحمه الله: "من شأن الأفراد والجماعات أن يميل كلٌّ منهم إلى من كان على شاكلته، ويتولاه بالتعاون والتناصر فيما هم فيه مشتركون، ويناوئون من يخالفهم في ذلك"؛ [الأنعام: الآية: 29، ج 8، ص 31]، وهنا وقفة تربوية مهمة؛ أن الإنسان الموفَّق بتوفيق الله تعالى لا يتَّجه في أي وجهة، أو يسير مع من هبَّ ودبَّ؛ حتى يعرف حقيقته ويسبُرَ مآله من خير وشر، لأن مسايرة الناس في توجهاتهم والتعلُّق بالعادات والتقاليد والأعراف دون وعيٍ وإدراك، قد يحصل من جرَّائها أخطاء شرعية لا تُحمَد عُقباها، ويكون الإنسان بسببها تحت دائرة عقاب الله تعالى، وهذا الميل غير الواعي تجاه توجهات الناس، والتعلق بالعادات والتقاليد ممقوت شرعًا وعقلًا، وهو من إفرازات الجاهلية؛ إذ قال أحدهم: وما أنا إلا من غزِيَّةَ إن غَوَت غَويتُ وإن ترشُدْ غزِيَّةُ أرشُدِ سابعًا: إن الإسلامَ دينُ الكمال والخير والعدل، يرفض أعراف الجاهلية، ومنها الميل غير الواعي للعادات والتقاليد، وما عليه الآباء والأجداد، دون نظرٍ وتمحيص بما يوافق الشرع من عدمه؛ قال تعالى: ï´؟وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَï´¾ [المائدة: 104]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تكونوا إمَّعةً تقولون: إن أحسَنَ الناسُ أحسنَّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تُحسِنوا، وإن أساؤوا، فلا تظلموا))؛ [البغوي، شرح السنة، حديث رقم: 3444، الترمذي، وقال: حديث حسن غريب، رقم: 2007]، قال ابن عثيمين رحمه الله: "ينبغي للمسلم أيضًا ألَّا يكون إمَّعةً يتَّبع كلَّ ناعق، بل ينبغي أن يكون شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعًا لا تابعًا، وحتى يكون أُسوة لا مُتأسِّيًا"؛ [مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (2/ 301)] ثامنًا: إن الإنسان - أو الجماعة - قد يُبتلوا بظالم يسومهم سوء العذاب، أو بقحط، أو نكبات، أو جوائح، أو شدة، ولا يدرك الكثير من الناس أن ذلك تحقيقٌ لسُنَّةِ الله تعالى عليهم، وقد نبَّه وحذَّر ابن عثيمين رحمه الله من ذلك؛ فقال: "نرى الآن النكبات تأتي على المسلمين متنوعة، وما رأينا أحدًا إلا القليل النادر يقول: يا جماعة، ارجعوا إلى دينكم، البلاء منكم، والخطأ خطؤنا، والظلم ظلمنا، فلنرجع إلى ربنا، حتى لا يسلِّط علينا هؤلاء الظالمين؛ لأن الله يقول: ï´؟وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَï´¾ [الأنعام: 129]، ليس ما أصابنا هو حدث مادي، أو خلاف من أجل المال، أو الاقتصاد، أو الحدود، أو الأرض، أو ما أشبه ذلك، وإنما هو قدر إلهيٌّ سلَّط بعضنا على بعض لأننا أضَعْنَا أمرَ الله: ï´؟وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍï´¾ [الشورى: 30]؛ [من تفسير العثيمين، من فوائد قوله عز وجل: ï´؟أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَï´¾ (آل عمران: 83)]. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي |
lghlp jvf,dm lsjkf'm lk r,g hggi juhgn: ﴿,;`g; k,gd fuq hg/hgldk fuqh flh ;hk,h d;sf, lghlp lsjkf'm H, hggi hg/hgldk fgh jvf,dm juhgn: fuq fuqh d;sf, ,,gd r,g |