الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||
| ||||||||||
لمحات من سورة الحجرات(التثبت من الأخبار) التثبت من الأخبار قال تبارك وتعالى -: { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا } { إن جاءكم فاسق } الفاسق هو من انحرف في دينه وعقيدته ومروءته، وضده العدل وهو من استقام في دينه ومروءته { بنبإ } بخبر { فتبينوا } إن جاءنا بخبر فلا نقبله لما عنده من الفسق، ولا نرده لاحتمال أن يكون صادقاً. وفي قراءة (فتثبتوا) وهما بمعنى متقارب . فإن شهد له الواقع بالحق قبلناه لوجود القرينة الدالة على صدقه، و إلا رددناه . وقوله - سبحانه وتعالى -: { إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا } يفيد أنه إن جاءنا عدل فإننا نقبل الخبر، إلا إذا كان الخبر مستغربا ، أو انفرد به عن الناس ،أو كان هناك دلائل قوية تكذبه ، أو كان يخبر عن قوم بينه وبينهم شحناء ،أو عرف عن هذا الناقل- رغم صلاحه - التسرع والعجلة ،إلى غير ذلك من الأسباب والاعتبارات . قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وكثير من الناقلين ليس قصده الكذب، لكن المعرفة بحقيقة أقوال الناس من غير نقل ألفاظهم، وسائر ما به يعرف مرادهم قد يتعسر على بعض الناس، ويتعذر على بعضهم ) - انظر: منهاج السنة6-3030.). وقال ابن القيم - رحمه الله -: صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده، ثم قال: وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد، يميز به بين الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد (انظر: أعلام الموقعين1-87.). ولا ننس حادثة الإفك ورمي الصديقة بنت الصديق بالبهتان ،رمى ابن سلول الكلمة فتلقفتها ألسنة المنافقين ، بل ووقع فيها بعض من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بين الله - عز وجل - الحكمة من كوننا نتبين خبر الفاسق فقال: { أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } يعني أمرناكم أن تتثبتوا كراهة أن تصيبوا قوماً بجهالة؛ لأن الإنسان إذا تسرع ولم يتثبت فقد يعتدي على غيره بناءً على الخبر الذي سمعه من الفاسق، وقد يكرهه، وقد يتحدث فيه في المجالس، فيصبح بعد أن يتبين أن خبر الفاسق كذب نادماً على ما جرى منه . وفي هذه الآية دليل على أنه يجب على الإنسان أن يتثبت فيما ينقل من الأخبار ولا سيما مع الهوى والتعصب، فإذا جاءك خبر عن شخص وأنت لم تثق بقول المخبر فيجب أن تتثبت، وألا تتسرع في الحكم؛ لأنك ربما تتسرع وتبني على هذا الخبر الكاذب فتندم فيما بعد وقد ذكر أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ليجبي الزكاة من بني المصطلق، فلما أقبل إليهم لأخذ الزكاة استقبلوه في الطريق؛ فخيل إليه أنهم سيقتلونه؛ فرجع هاربا إلى المدينة وقال: منعوا الزكاة، وكادوا يقتلونني، فصدقوه، وهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يغزوهم ، وبينما هو كذلك إذ جاء وفدهم؛ وفد بني المصطلق، وقالوا: يا رسول الله، إننا استقبلنا رسولك، وإنه رجع بعدما قابلنا، فقال: هل منعتم؟ قالوا: ما منعنا وإنما فرحنا بقدومه فعند ذلك نزلت الآية والصحيح الذي يليق بصحابة رسول الله عدم ثبوت صحة هذه القصة وقد وردت بأسانيد كلها ضعيفة (1) وأهم ما يستفاد من الآيات وجوب التثبت من الأخباروخطورة الشائعات تتطوّر الشائعات بتطور العصور، ويمثّل عصرنا الحاضر عصراً ذهبياً لرواج الشائعات المغرضة، وما ذاك إلا لتطوّر التقنيات، وكثرة وسائل الاتصالات، التي مثّلت العالم قرية كونية واحدة، فآلاف الوسائل الإعلامية، والقنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية (الانترنت ) َ تتولّى نشر الشائعات المغرضة، والحملات الإعلامية . عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأدَ البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال " متفق عليه . وإن من أولى الخطوات في مواجهة حرب الشائعات تربية النفوس على الخوف من الله، والتثبت في الأمور، فالمسلم لا ينبغي أن يكون أذنا لكل ناعق، بل عليه التحقق والتبيّن، وطلب البراهين الواقعية، والأدلّة الموضوعية، والشواهد العملية، وبذلك يُسدّ الطريق أمام الأدعياء، الذين يعملون خلف الستور، ويلوكون بألسنتهم كل قول وزور. كيف عالج الإسلام قضيةالإشاعة ؟ عالج الإسلام قضيةالإشاعة عن طريق ثلاث نقاط: أ- النقطة الأولى: التثبت. و التثبت له طرقكثيرة؛ فمنها : أ- إرجاع الأمر لأهل الاختصاص: يقول الله تعالى: ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به و لو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمرمنهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) النساء 83 قال الشيخ السعدي- رحمه الله -: ( هذا تأديب من اللهلعباده عن فعلهم غير اللائق ، و أنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ؛ ما يتعلق بسرور المؤمنين أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أنيتثبتوا و لا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر ، بل يردونه إلى الرسول و إلى أولي الأمرمنهم ؛ أهل الرأي و العلم و العقل الذين يعرفون المصالح و ضدها. فإن رأوا فيإذاعته مصلحة و نشاطا للمؤمنين و سرورا لهم و تحرزا من أعدائهم : فعلوا ذلك. فان رأوا ليس من المصلحة أو فيه مصلحة و لكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه)ا. هـ فكم من إشاعة كان بالمكان تلافي شرها بسؤال أهل الاختصاص. ب- التفكر في محتوى الإشاعة: إن كثير من المسلمين لا يفكر في مضمون الإشاعة الذي قد يحمل في طياته كذب تلكالإشاعة، بل تراه يستسلم لها و ينقاد لها و كأنها من المسلمات. و لو أعطيناأنفسنا و لو للحظات في التفكر في تلك الإشاعات لما انتشرت إشاعة أبدا. لقد بينالله حال المؤمنين الذين تكلموا في حادثة الإفك فقال سبحانه: ( إذ تلقونه بألسنتكمو تقولون بأفواهكم ما ليس به علم)النور 15(إذ تلقونه بألسنتكم)ومن البديهي أن الإنسان يتلقى الأخبار بسمعه لا بلسانه ، و لكن أولئك النفر منالصحابة الذين وقعوا في الإفك لم يستعملوا التفكير، لم يمروا ذلك الخبر على عقولهم ليتدبرا فيه، بل قالالله عنهم أنهم يتلقون حادثة الإفك بألسنتهم ثم يتكلمون بها بأفواههم من شدة سرعتهمفي نقل الخبر و عدم التفكر فيه. ب- النقطةالثانية: الناقل للإشاعة من الفاسقين.في الآية السابقة يقول الله تعالى: ( ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...) فجعل الله من نقل الخبر دون تثبتمن الفاسقين. فمجرد نقل الأخبار دون التأكد من صحتها موجب للفسق؛ و ذلك لأن هذهالأخبار ليس كلها صحيح، بل فيها الصحيح والكاذب، فكان كل من نقل كل خبرو أشاعه؛ داخلفي نقل الكذب، لذا جعله الله من الفاسقين. و قد صرح النبي بذلك كما في صحيح مسلم : (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)فالمؤمن لابد له من الحذر في أن يكونعند الله من الفاسقين . والعاقل يعلم أنه ليس كل ما يسمع يقال. و لا كل ما يعلم يصلحللإشاعة و النشر. وصح عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: "بئس مطية الرجل: زعموا" رواه أبو داود وغيره. وأما إن كانت الشائعة صحيحة واقعة، لكن في إذاعتها مفسدة وأذى، فإن ذلك محرم أيضاً، خاصة إذا كان فيها أذية لمسلم وإضرار به، وتتبع لعوراته . عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته" حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وأحمد. ث- النقطة الثالثة: التفكر في عواقب الإشاعة:و عودة مرة ثالثة للآية السابقة في سورة الحجرات يقول الله تعالى: ( أن تصيبواقوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)هلا تفكرت في نتائج الإشاعة؟هلا تدبرت في عواقبها؟فاعلم أخي: إن كلخسارة، كل هم و غم أصاب أخاك المسلم، كل أموال أهدرت بسبب إشاعتك التي نشرتها أوساعدت في نشرها فلك نصيب من الإثم فيها. حادثة الإفك : ولعل من أشهره الإشاعات قصة الإفك، تلك الحادثة التي كشفت عن شناعة الشائعات، وهي تتناول بيت النبوة ، وتتعرّض لعرض أكرم الخلق على الله - صلى الله عليه وسلم -، وعرض الصدّيق والصدّيقة وصفوان بن المعطل - رضي الله عنهم أجمعين- وشغلت هذه الشائعة المسلمين بالمدينة شهراً كاملاً، والمجتمع الإسلامي يصطلي بنار تلك الفرية، وتعصره الشائعة الهوجاء عصراً، حتى نزل الوحي ليضع حداً لتلك المأساة ، ويرسم المنهج للمسلمين عبر العصور للواجب اتخاذه عند حلول الشائعات المغرضة {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} 12 النــور إلى قوله سبحانه: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} 16 - 17 النــور وقد ورد أن أبا أيوب الأنصاري قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة، رضي الله عنها؟ قال: نعم، وذلك الكذب. أكنتِ فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله ما كنتُ لأفعله. قال: فعائشة والله خير منك. تقول عائشة - رضي الله عنها-: "فمكثت شهراً لا يرقأ لي دمعٌ ولا أكتحل بنوم"، حتى برّأها الله من فوق سبع سماوات، - رضي الله عنها وأرضاها-. كيف نتعامل مع الإشاعات : لابد أن يكون هناك منهج محدد لكل مسلم يتعامل فيه معالإشاعات، ونلخصها في أربعة نقاط مستنبطة من حادثة الإفك، التي رسمت منهجاً للأمةفي طريقة تعاملها مع أية إشاعة إلى قيام الساعة :النقطة الأولى: أن يقدم المسلم حسن الظن بأخيه المسلم،قال الله تعالى: (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً) النور 12 النقطة الثانية: أن يطلب المسلم الدليل على أية إشاعةيسمعها يقصد بها الخوض في عرض مسلم أو مسلمة قال الله تعالى: ( لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء)النور13 النقطة الثالثة: أن لا يتحدث بما سمعه ولا ينشره، فإنالمسلمين لو لم يتكلموا بأية إشاعة، لماتت في مهدها قال الله تعالى: (ولولا إذسمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا)النور 16 النقطةالرابعة: أن يرد الأمر إلى أولى الأمر، ولا يشيعه بين الناس أبداً، وهذهقاعدة عامة في كل الأخبار المهمة، والتي لها أثرها الواقعي:قال الله تعالى: ( وإذاجاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهملعلمه الذين يستنبطونه منهم، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلاقليلا)النساء 83 فإذا حوصرت الشائعات بهذه الأمور الأربعة، فإنه يمكن أنتتفادى آثارها السيئة المترتبة عليها بإذن الله عز وجل. (1) تحقيق هذه القصة : قال الشيخ عبد الرحمن دمشقية: بالرغم من أن أمر الله بالتثبت والتبين كان صريحا في قولهتعالى : (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالةفتصبحوا على ما فعلتم نادمين )الحجرات6. فقد ورد في تفسير هذه الآية مايخالف هذا الأمر الإلهي فيها من منهج التثبت والتبين. فقد انتشرت في كتب التفسير روايات تصف (الوليد بنعقبة) أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه هو الذي نزلت في هذه الآية وأنه فاسقبالنص من القرآن. يقول ابن كثير حمه الله وقد ذكر كثير من المفسرين أنهذه الاَية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط, حين بعثه رسول الله صلى الله عليهوسلم على صدقات بني المصطلق, وقد روي ذلك من طرق ومن أحسنها ما رواه الإمام أحمد فيمسنده من رواية ملك بني المصطلق, وهو الحارث بن ضرار والد جويرية بنت الحارث أمالمؤمنين رضي الله عنها. قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن سابق, حدثنا عيسى بندينار, حدثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي رضي الله عنه.. )الحديث. وهذا السند الذي قال عنه ابن كثير بأنه من أحسنها هوسند ضعيف. فإن في السند محمد بن سابق. ضعفه ابن معين ووثقه العجلي. وقاليعقوب بن شيبة (ثقة لا يوصف بالضبط). وقال الحافظ عنه في التقريب( صدوق). ودينار وهو والد عيسى ذكره ابن حبان في الثقات مع أن ابنه عيسى هومن المجاهيل. فالرواية إذن ضعيفة بالرغم من أنها أحسنالموجود. ورواه ابن أبي حاتم والطبري في تاريخه (11/383) عن المنذر بن شاذانالتمار عن محمد بن سابق به. وفيه موسى بن عبيدة الربذي وجهالة ثابت مولى أم سلمة. ولا يعرف لأم سلمة مولى إسمه ثابت. وبهذا تعجب من قول الهيثمي بأن رجال الرواية ثقات معجهالة عيسى هذا وجهالة ثابت المولى المزعوم لأم سلمة. ورواه الطبري أيضاوكذلك البيهقي في سننه (9/54) من طريق العوفي عن ابن عباس. وهذا إسناد مسلسلبالعوفيين والعوفيون ضعفاء كما هو معلوم. كذلك أورد ابن كثير أقوالا لمجاهد وقتادة وابن أبيليلى. وكلها روايات مرسلة وهذه المرسلات لا تصلح لإثبات تهمة الفسق على صحابي فإننالا نقبلها في أحكام الطهارة ولا الصلاة. فكيف نقبلها في جرح خير هذهالأمة؟ فلم يثبت بحمد الله من هذه الروايات شيءألبتة. وقد كانت هذه الروايات في حاجة إلى عناية ومتابعة وجهدليتبين بعدها أن الروايات كلها كانت منقطعة الأسانيد وأن ما صح منها كما في صحيحمسلم لا يعدو أن يثبت شهادة الفساق عليه زورا كما سوف يتبين لك من هذا البحث القيمالذي قام به الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله رحمة واسعة ووجب على كل قارئ لبحثههذا أن يدعو له بالرحمة. شهادة الأستاذ محب الدين الخطيب في الوليد بنعقبةقال الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله « كنت في ما مضى أعجب كيف تكونهذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة ويسميه الله فاسقاً، ثم تبقى له في نفس خليفتيرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر وعمر المكانة التي سجلها له التاريخ.. إن هذاالتناقض ـ بين ثقة أبي بكر و عمر بالوليد بن عقبة وبين ما كان ينبغي أن يعامل به لوأن الله سماه فاسقاً ـ حملني على الشك في أن تكون الآية نزلت فيه.. وبعد أنساورني هذا الشك أعدت النظر في الأخبار التي وردت عن سبب نزول الآية { إن جاءكمفاسق بنبأ . . . } فلما عكفت على دراستها وجدتها موقوفة على مجاهد، أو قتادة أو ابنأبي ليلى، أو يزيد بن رومان، ولم يذكر أحد منهما أسماء رواة هذه الأخبار في مدةمائة سنة أو أكثر مرت بين أيامهم وزمن الحادث، وهذه المائة من السنين حافلة بالرواةمن مشارب مختلفة. وإن الذين لهم هوى في تشويه سمعة مثل الوليد ومن هم أعظممقاماً من الوليد قد ملأوا الدنيا أخباراً مريبة لها قيمة علمية. وما دامرواة تلك الأخبار في سبب نزول الآية مجهولين من علماء الجرح والتعديل بعد الرجالالموقوفة هذه الأخبار عليهم وعلماء الجرح والتعديل لا يعرفون من أمرهم حتى ولاأسمائهم [ شيئاً ]، فمن غير الجائز شرعاً وتاريخاً الحكم بصحة هذه الأخبار المنقطعةالتي لا نسب لها وترتيب الأحكام عليها. وهنالك خبران موصولان أحدهما عن أمسلمة زعم موسى بن عبيدة أنه سمعه من ثابت مولى أم سلمة وموسى بن عبيدة ضعفه النسائيوابن المديني وابن عدي وجماعة. وثابت المزعوم أنه مولى أم سلمة ليس له ذكرفي كل ما رجعت إليه من كتب العلم ن فلم يذكر في تهذيب التهذيب ولا في تقريب التهذيبولا في خلاصة تذهيب الكمال، بل لم أجده في (ميزان الاعتدال ) و( لسان الميزان ). وذهبت إلى مجموعة أحاديث أم سلمة في مسند الإمام أحمد فقرأتها واحداًواحداً فلم أجد فيها هذا الخير بل لم أجد لأم سلمة أي خبر ذكر فيه اسم مولى لهايدعى ثابت ، زد على كل هذا أن أم سلمة لم تقل في هذا الخبر ـ إن صح عنها ـ ولا سبيلإلى أن يصح عنها ـ إن الآية نزلت في الوليد بل قالت ـ أي قيل على لسانها ـ " بعثرسول الله صلى الله عليه وسلم ( رجلا ) في صدقات بين المصطلق " . والخبرالثاني الموصول رواه الطبري في التفسير عن ابن سعد عن أبيه عن عمه عن أبيه عن أبيهعن ابن عباس. والطبري لم يلق ابن سعد ولم يأخذ عنه لأن ابن سعد لما توفيبغداد سنة 23هـ كان الطبري طفلا في نحو السادسة من عمره ولم يخرج إلى ذلك الحين منبلده آمل في طبرستان لا إلى بغداد ولا لغيرها. ثم تبين لي أن ابن سعد الذيورى عنه الطبري هو محمد بن سعد العوفي ن وقد وصف الشيخ أحمد شاكر سنده بأنه ( سندمسلسل بالضعفاء من أسرة واحدة ) انظر تفسير الطبري طبعة دار المعارف 1 :263). فكل هذه الأخبار من أولها إلى آخرها لا يجوز أن يؤاخذ بها مجاهد كانموقع ثقة أبي بكر وعمر وقام بخدمات للإسلام يرجى له بها أعظم المثوبة إن شاء اللهأضف إلى كل ما تقدم أنه في الوقت الذي حدث فيه لبني المصطلق الحادثة التي نزلت فيهاالآية كان الوليد صغير السن كما سيأتي في الفقرة التالية . وروى أحمد فيمسنده ( 4 : 32 ) حول عمر الوليد بن عقبة يوم فتح مكة عن شيخ له هو فياض بن محمدالرقي عن جعفر بن برقان الرقي عن ثابت بن الحجاج الكلابي الرقي عن عبد اللهالهمداني هو ( عبد الله بن مالك بن الحارث ) عن الوليد بن عقبة، والظاهر أن الوليدبن عقبة تحدث بهذا الحديث عندما اعتزل الناس في السنين الأخيرة من حياته واختارالإقامة في قرية له من أعمال الرقة ، فتسلسلت رواية الخبر في الرواة الرقيين، وأخذهالإمام أحمد عن شيخ له منهم وعبد الله الهمداني ثقة لكن التبس اسمه في غر هذهالرواية بهمداني آخر يكنى أبا موسى واسمه مالك بن الحارث ( أي على اسم والد عبدالله الهمداني ) وهو مجهول عند أهل الجرح والتعديل. أما عبد الله الهمدانيالذي ينتهي إليه الخبر في رواية الإمام أحمد فمعروف وموثوق به وعلى روايته وأمثالهااعتمد القاضي ابن العربي في الحكم على سن الوليد بن عقبة بأنه كان صبياً عند فتحمكة وأن الذي نزلت فيه آية ( إن جاءكم فاسق بنبأ ) هو شخص آخر. ومن عجيب أمرالذين كان لهم هوى في تشويه سمعة هذا الصحابي الشاب المجاهد الطيب النفس الحسنالسيرة في الناس أنهم حاولوا إدحاض حجة صغر سنه في ذلك الوقت بخبر آخر روي عن قدومهمع أخيه عمارة إلى المدينة في السنة السابعة للهجرة ليطلبا من النبي صلى الله عليهوسلم رد أختهما أم كلثوم إلى مكة. وأصل هذا الخبر ـ إن صح ـ مقدم فيه اسمعمارة على اسم الوليد وهذا مما يستأنس به في أن عمارة هو الأصل في هذه الرحلة وأنالوليد جاء في صحبته. وأي مانع يمنع قدوم الوليد صبياً بصحبة أخيه الكبيركما يقع مثل ذلك في كل زمان ومكان؟فقول الوليد إنه كان في سنة الفتح صبياًليس في خبر قدومه مع أخيه الكبير إلى المدينة في السنة السابعة ما يمنعه أويناقضه. فإذا تقرر عندك أن جميع الأخبار الواردة بشأن الوليد بن عقبة في سببنزول آية {إن جاءكم فاسق بنبأ } لا يجوز علمياً أن يبنى عليها حكم شرعي أو تاريخي،وإذا أضفت إلى ذلك حديث مسند الإمام أحمد عن سن الوليد في سنة الفتح يتبين لك بعدذلك حكمة استعمال أبي بكر وعمر للوليد وثقتهما به واعتمادهما عليه مع أنه كان لايزال في صدر شبابه. الوليد المجاهد الفاتح العادلأما الوليد بنعقبة المجاهد الفاتح العادل المظلوم ( الذي كان منه لأمته كل ما استطاع من عمل طيب،ثم رأى بعينه كيف يبغي المبطلون على الصالحين وينفذ باطلهم فيهم، فاعتزل الناس بعدمقتل عثمان في ضيعة له منقطعة عن صخب المجتمع، وهي تبعد خمسة عشر ميلاً عن بلدةالرقة من أرض الجزيرة التي كان يجاهد فيها ويدعو نصاراها إلى الإسلام في خلافةعمر). فقد آن لدسائس الكذابين فيه أن ينكشف عنها عوارها ولا يضير هذا الرجلأن يتأخر انكشاف الحق فيه ثلاثة عشر قرناً فإن الحق قديم ولا يؤثر في قدمهاحتجابه. أراد الوليد بن عقبة ـ منذ ولي الكوفة لأمير المؤمنين عثمان ـ أنيكون الحاكم المثالي في العدل والنبل والسيرة الطيبة مع الناس كما كان المحاربالمثالي في جهاده وقيامة للإسلام بما يليق بالذائدين عن دعوته، الحاملين لرايتهالناشرين لرسالته وقد لبث في إمارته على الكوفة خمس سنوات وداره ـ إلى اليوم الذيزايل فيه الكوفة ـ ليس لها باب يحول بينه وبين الناس ممن يعرف أولا يعرف، فكانيغشاها كل من شاء متى شاء من ليل أو نهار ولم يكن بالوليد حاجة لأن يستتر عنالناس. فالستر دون الفاحشات ولا يلقاك دون الخير من ستروكان ينبغيأن يكون الناس كلهم محبين لأميرهم الطيب لأنه أقام لغربائهم دور الضيافة وأدخل علىالناس خيراً حتى جعل يقسم المال للولائد والعبيد ، ورد على كل مملوك من فضولالأموال في كل شهر ما يتسعون به من غير ان ينقص مواليهم من أرزاقهم وبالفعل كانتجماهير الشعب متعلقة بحب هذا الأمير المثالي طول مدة حكمه. إلا أن فريقاً منالأشرار وأهل الفساد أصاب بنيهم سوط الشريعة بالعقاب على يد الوليد فوقفوا حياتهمعلى ترصد الأذى له. ومن هؤلاء رجال يسمى أحدهم أبا زينب بن عوف الأزدي وآخريسمى أبا مورع وثالث اسمه جندب أبو زهير. قبضت السلطات على أبنائهم في ليلةنقبوا فيها على ابن الحيسمان داره وقتلوه وكان نازلاً بجواره رجل من أصحاب رسولالله صلى الله عليه وسلم ومن أهل السابقة في الاسلام وهو أبو شريح الخزاعي حاملراية رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش خزاعة يوم فتح مكة. فجاء هووابنه من المدينة ليسيرا مع أحد جيوش الوليد بن عقبة التي كان يواصل توجيهها نحوالمشرق للفتوح ونشر دعوة الإسلام، فشهد هذا الصحابي وابنه في تلك الليلة سطو هؤلاءالأشرار على منزل ابن الحيسمان، وأدى شهادته هو وابنه على هؤلاء القتلةالسفاحين. فأنفذ الوليد فيهم حكم الشريعة على باب القصر في الرحبة ، فكتبآباؤهم العهد على أنفسهم للشيطان بأن يكيدوا لهذا الأمير الطيب الرحيم وبثوا عليهالعيون والجواسيس ليترقبوا حركاته. وكان بيته مفتوحاً دائماً وبينما كانعنده ذات يوم ضيف له من شعراء الشمال كان نصرانياً في أخواله من بني تغلب بأرضالجزيرة وأسلم على يد الوليد فظن جواسيس الموتورين أن هذا الشاعر الذي كان نصرانياًلا بد أن يكون يشرب الخمر. ولعل الوليد أن يكرمه بذلك. فنادوا أبا زينب وأباالمورع وأصحابهما، فاقتحموا الدار على الوليد من ناحية المسجد ولم يكن لداره باب. فلما فوجئ بهم نحى شيئاً أدخله تحت السرير ، فأدخل بعضهم يده فأخرجه بلا إذن منصاحب الدار، فلما أخرج ذلك الشئ من تحت السرير إذا هو طبق عليه تفاريق عنب فأقبلبعضهم على بعض يتلاومون من الخجل ، وسمع الناس بالحكاية فأقبلوا يسبونهمويلعنونهم. وقد ستر الوليد عليهم ذلك وطواه عن عثمان وسكت عن ذلك وصبر، ثمتكررت مكايد جندب وأبي زينب وأبي المورع وكانوا يغتنمون كل حادث فيسيئون تأويلهويفترون الكذب وذهب بعض الذين كانوا عمالا في الحكومة ونحاهم الوليد عن أعمالهملسوء سيرتهم فقصدوا المدينة وجعلوا يشكون الوليد لأمير المؤمنين عثمان ويطلبون منهعزله عن الكوفة وفيما كان هؤلاء في المدينة دخل أبو زينب وأبو المورع دار الإمارةبالكوفة مع من يدخلها من غمار الناس وبقيا فيها إلى أن تنحى الوليد ليستريح فخرجبقية القوم ، وثبت أبو زينب وأبو المورع إلى أن تكنا من سرقة خاتم الوليد من دارهوخرجا. فلما استيقظ الوليد لم يجد خاتمه فسأل عنه زوجتيه ـ وكانتا في مخدعتريان منه زوار الوليد من وراء ستر ـ فقالتا إن آخر من بقي في الدار رجلان، وذكرناصفتيهما وحليتهما للوليد، فعرف أنهما أبو زينب وأبو المورع، وأدرك أنهما لم يسرقاالخاتم إلا لمكيدة بيتاها فأرسل في طلبهما فلم يوجدا في الكوفة، وكان قد سافرا تواًإلى المدينة. وتقدما شاهدين على الوليد بشرب الخمر (واكبر ظني أنهما استلهماشهادتهما المزورة من تفاصيل الحادث الذي سبق وقوعه لقدامة بن مضعون في خلافة عمر (فقال كنا من غاشيته فدخلنا عليه وهو يقئ الخمر فقال عثمان ما يقئ الخمر إلا شاربهافجئ بالوليد من الكوفة فحلف لعثمان وأخبره خبرهم، فقال عثمان : " نقيم الحدود ويبوءشاهد الزور بالنار ". هذه قصة اتهام الوليد بالخمر كما في حوادث سنة 30 هـمن تاريخ الطبري وليس فيها ـ على تعدد مصادرها ـ شئ غير ذلك وعناصر الخبر عندالطبري أن الشهود على الوليد اثنان من الموتورين الذين تعادت شواهد غلهم عليه ، ولميرد في الشهادة ذكر الصلاة من أصلها فضلا عن أن تكون اثنتين أو أربعاً، وزيادة ذكرالصلاة هي الأخرى أمرها عجيب. فقد نقل خبرها عن الحضين بن المنذر ( أحدأتباع علي ) أنه كان مع علي عند عثمان ساعة أقيم الحد على الوليد، وتناقل الناس عنههذا الخبر فسجله مسلم في صحيحه ( كتاب الحدود ) بلفظ " شهدت عثمان ابن عفان وأتيبالوليد قد صلى الصبح ( ركعتين ) ثم قال: أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان بأنه تقياًأحدهما حمران أنه شرب الخمر وشهد اخر أنه أنه راه يتقيأ ) فالشاهدان لم يشهدا بأنالوليد صلى الصبح ركعتين وقال أزيدكم بل شهد أحدهما بأنه شرب الخمر وشهد الآخر بأنهتقيأ. أما صلاة الصبح ركعتين وكلمة أزيدكم فهي من كلام حضين، ولم يكن حضينمن الشهود، ولا كان في الكوفة في وقت الحادث المزعوم، ثم إنه لم يسند هذا العنصر منعناصر الاتهام إلى إنسان معروف. ومن العجيب أن نفس الخبر الذي في صحيح مسلموارد في ثلاثة مواضع من مسند أحمد مروياً عن حضين، والذي سمعه من حضين في صحيح مسلمهو الذي سمعه منه في مسند احمد بمواضعه الثلاثة. فالموضعان الأول والثاني ( ج1 ص82 و140 ) ليس فيهما ذكر الصلاة عن لسان حضين فضلاً عن غيره، فلعل أحد الرواةمن بعده أدرك أن الكلام عن الصلاة ليس من كلام الشهود فاقتصر على ذكرالحد. وأما في الموضع الثالث من مسند أحمد ( ج1ص 144 ) فقد جاء على لسانحضين أن الوليد صلى بالناس الصبح أربعاً، وهو يعارض ما جاء على لسان حضين نفسه فيصحيح مسلم ، ففي إحدى الروايتين تحريف [ و ] الله أعلم بسببه. وفي الحالتينلا يخرج ذكر الصلاة عنه أنه كلام حضين وحضين ليس بشاهد ، ولم يرو عن شاهد ، فلاعبرة بهذا الجزء من كلامه. وبعد أن علمت بأمر الموتورين فيما نقله الطبري عنشيوخه، أزيدك علماً بأمر حمران [ المذكور في الرواية ] وهو عبد من عبيد عثمان كناقد عصى الله قبل شهادته على الوليد فتزوج في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم امرأةمطلقة ودخل بها وهي في عدتها من زوجها الأول، فغضب عليه عثمان لهذا ولأمور أخرىقبله فطرده من رحابه وأخرجه من المدينة، فجاء الكوفة يعيث فيها فساداً، ودخل علىالعبد الصالح عامر بن عبد القيس فافترى عليه الكذب عند رجال الدولة وكان سبب تسييرهإلى الشام. وأنا أترك أمر هذا الشاهد والشاهدين الآخرين قبله إلى ضميرالقارئ يحكم عليهم بما يشاء ، وفي اجتهادي أن مثل هؤلاء الشهود لا يقام بهم حد اللهعلى ظنين من السوقة والرعاع ، فكيف بصحابي مجاهد وضع الخليفة في يده أمانة قطروقيادة جيوش فكان عند الظن به من حسن السيرة في الناس وصدق الرعاية لأمانات الله ،وكان موضع الثقة عند ثلاثة من اكمل خلفاء الإسلام ابي بكر وعمر وعثمان. وإنقرابة الوليد من عثمان التي يزعم الكذبة أنها سببالمحاباة منه لهم إنما كانت سببالتسامح من عثمان في عزلهم يتسلون بأعراض الناس يتفكهون بأبيات ستة منسوبة إلى ماجنخسيس النفس وردت في ص85 من ديوانه ولا تحملهم سليقة النقد على الشعور بما في هذهالأبيات من التضارب والتعارض فأين مدحه فيها للوليد بقوله : ورأوا شمائل ماجد أنف بعطي على الميسور والعسرفنزعت مكذوباً عليك ولم تردد إلى عوز ولا فقرمن بقية الأبيات التيفيها : نادى وقد تمت صلاتهم أأزيدكم ثملا وما يدريفالذي يقول البيتالأخير لا يعقل أن يقول معه البيتين الأولين فيكون مادحاً وذاماً في قطعة واحدة لاتزيد على ستة أبيات : وقد كانت لي مقالة مطولة عن ( التخليط في الشعر ) ضربت فيهاالأمثلة على دس الأبيات غريبة في قصائد من وزنها ورويها لغير ناظمها . وعلىكل حال فالشهود الذين شهدوا بين يدي عثمان لم يدّعوا حكاية الصلاة مع أنهم لميكونوا ممن يخاف الله واليوم الاخر. والآن أقولها لوجه الله صريحة ومدوية إنالوليد لو كان من رجال التاريخ الأوربي كالقديس لويس الذي أسرناه في دار ابن لقمانبالمنصورة لعدوه قديساً لأن لويس التاسع لم يحسن إلى فرنسا كإحسان الوليد بن عقبةإلى أمته ولم يفتح للنصرانية كفتح الوليد للإسلام. والعجب لأمة تسئ إلىأبطالها وتشوه جمال تاريخها وتهدم أمجادها كما يفعل الأشرار منا ، ثم ينتشر كيدهؤلاء الأشرار حتى يظن الأخيار أنه هو الحق» ا. هـالعواصم من القواصمص90-98 تحتقيق وتعليق الأستاذ محب الدين الخطيب. بعد هذا البحث القيم نقول: رحم الله الأستاذمحب الدين الخطيب على ما ذب به عن عرض الصحابي الجليل الوليد بن عقبة المتهم ظلماوزورا بشرب الخمر والذي طار أعداء الإسلام من الداخل بخبره فرحا ليكيدوا لأسانيدالقرآن البشرية (أعني الصحابة) حسدا من عند أنفسهم. وليبرروا قولهم بتحريف القرآن وليوجدوا لأنفسهم ولوأنموذجا واحدا يكسرون به عدالة الصحابة. وظن هؤلاء أنهم يدافعون بذلك عن الاسلام. وما درواأنهم إنما يطعنون بذلك في القرآن بمحاولتهم كسر حصن وقاعدة (عدالة الصحابي) التيغدت قاعدة أهل السنة ومنهجهم. الصحابة أسانيد القرآن. والطعن بهم طعن في سندالقرآن. وكم سوف يفرح أعداء المسلمين حين يجدون من يعينهم منداخل الإسلام من يكسر هذا السند ليعينهم على الطعن في القرآن الكريم. فكيف وأن كتبهؤلاء قد صرحت هي الأخرى بتواتر الأسانيد والروايات عن امتداد أيدي الصحابة إلىالقرآن بالتحريف والحذف وتغيرر الآيات عن موضعها: لهثا وراء المكاسب والإمارةالدنيوية. أو يعقل هذا فيمن وصفهم الله بأنهم (يؤثرون علىأنفسهم). ونحذف إكراما لعيون هؤلاء المنافقين نحذف حرف الجر (على). من الآية فتصيرالآية هكذا: (ويؤثرون أنفسهم) ليحلو لهم اعتقادهم أن الصحابة كانوا أنانيينوكانوا أحرص الناس على حياة وعلى عرض الدنيا القليل؟ بدلا من (ويؤثرون على أنفسهم) والتي تصفهم بأنهميقدمون الآخرين إطعاما وكفالة على أنفسهم. كلا والله. إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيلالله والذين آووا ونصروا وبلوا كل ما عندهم رخيصا في سبيل أقامة دين الله لا يمكنأن نعتقد فيهم إلا ما قاله الله تعالى (ويؤثرون على أنفسهم) وليس (يؤثرونأنفسهم)... بعد هذا نقول للرافضة: قد عدتم بعد هذا خائبين لمتنالوا بجهدكم هذا خيرا. بل أرغم الله أنوفكم ولم تستطيعوا أن تكسروا قاعدتنا فيعدالة صحابة نبينا. وهكذا بقيت لنا قاعدتنا العظيمة أن صحابة رسول الله صلىالله عليه وسلم عدول. اللهم إني أسألك بهذا الجهد المتواضع للذب عن صحابةنبيك أن تحشرني معهم أنا وكل من يؤمن على دعائي. المصدر: منتدى همسات الغلا glphj lk s,vm hgp[vhj(hgjefj hgHofhv) H, hgHofhv) |
14-09-2023, 11:00 AM | #2 |
تحتح | |
|
14-09-2023, 04:00 PM | #3 |
| ذَائِقَة مُتَمَيِّزَة واختِيَار مُوفَّق يعطِيكـ العَافِيَة عَلى هَذَا { الطَّرْح } الجَمِيل وجَزَاكـ اللهُ خَيرًا عَلى جُهُودِكـ المُثمِرَة فِي أرْوِقَة المُنتَدَى |
|
15-09-2023, 07:49 PM | #6 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
18-09-2023, 06:34 AM | #7 |
| جزاك الله خيرا لهذا الجلب الطيب وهذا العطاء المفعم بالخيرات نفع الله بك وجعله في موازين حسناتك كل التقدير |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
لمحات , أو , الأخبار) , الحجرات(التثبت , سورة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مسؤول فلسطيني ينفي صحة الأخبار المتداولة حول صحة الرئيس محمود عباس | البرنس مديح ال قطب | ( همسات الاخبار العاجله ) | 9 | 27-11-2022 12:53 AM |
"بَحَوِش".. حملة للمرصد العراقي لحقوق الإنسان لمكافحة الأخبار المضللة | البرنس مديح ال قطب | ( همسات الاخبار العاجله ) | 9 | 27-11-2022 12:44 AM |
فيسبوك تدخل مجال الأخبار.. وتريح مستخدميها من عناء القراءة | روح الندى | همسات الأيفون و الأندرويد وسوشيال ميديا | 7 | 28-03-2021 02:19 AM |
الأخبار الملفقة | ابن الحته | (همســـــات الحوار والنقاش الجاد) | 7 | 02-11-2019 02:50 PM |
مائة من عظماء أمة الإسلام غيـَّـروا مجرى التاريخ | تيماء | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 111 | 28-07-2018 11:35 AM |