الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||
| ||||||||||
ما الحكمة من إعطاء الله تعالى من لا يؤمن به ولا يتوكل عليه؟ السؤال هناك من لا يتوكل على الله، ويعتمد على الأسباب، فيعطيه الله كيف ذلك؟ الجواب الحمد لله. من أصول الإيمان أن يعلم العبد أن الله هو الرزاق الحكيم العليم، يفعل ما يشاء ويختار، (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء/23. تكفل سبحانه برزق عباده، فهو يرزق المؤمن والكافر والبر، والفاجر، والإنس والجن والطير والحيوان، كما قال: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) هود/6. وقال: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) الشورى/27. والتوكل عليه من أعظم أسباب الرزق وتحصيل المطلوب، كما قال: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق/2-3. وقد يرزق الله من لا يؤمن به ولا يتوكل عليه، ومن يعتمد على الأسباب، بل ومن لا يباشر الأسباب؛ لأنه تكفل برزق عباده كما تقدم، وله في ذلك الحكمة التامة، وقد قال الله تعالى: ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا ) الإسراء/18-21 قال الشيخ السعدي، رحمه الله: " يخبر تعالى أن مَنْ كَانَ يُرِيدُ الدنيا العاجلة المنقضية الزائلة فعمل لها وسعى، ونسي المبتدأ أو المنتهى أن الله يعجل له من حطامها ومتاعها ما يشاؤه ويريده مما كتب [الله] له في اللوح المحفوظ ولكنه متاع غير نافع ولا دائم له. ثم يجعل له في الآخرة جَهَنَّمَ يَصْلاهَا أي: يباشر عذابها مَذْمُومًا مَدْحُورًا أي: في حالة الخزي والفضيحة والذم من الله ومن خلقه، والبعد عن رحمة الله فيجمع له بين العذاب والفضيحة. وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ فرضيها وآثرها على الدنيا وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا الذي دعت إليه الكتب السماوية والآثار النبوية فعمل بذلك على قدر إمكانه وَهُوَ مُؤْمِنٌ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا أي: مقبولا منمى مدخرا لهم أجرهم وثوابهم عند ربهم. ومع هذا فلا يفوتهم نصيبهم من الدنيا فكلا يمده الله منها لأنه عطاؤه وإحسانه. وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا أي: ممنوعا من أحد بل جميع الخلق راتعون بفضله وإحسانه. انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ في الدنيا بسعة الأرزاق وقلتها، واليسر والعسر والعلم والجهل والعقل والسفه وغير ذلك من الأمور التي فضل الله العباد بعضهم على بعض بها. وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا فلا نسبة لنعيم الدنيا ولذاتها إلى الآخرة بوجه من الوجوه. فكم بين من هو في الغرف العاليات واللذات المتنوعات والسرور والخيرات والأفراح ممن هو يتقلب في الجحيم ويعذب بالعذاب الأليم، وقد حل عليه سخط الرب الرحيم وكل من الدارين بين أهلها من التفاوت ما لا يمكن أحدا عده." انتهى، من "تفسير السعدي" (455). لكن لا يلزم أن يكون العطاء خيرا للعبد، فقد يكون امتحانا واستدراجا، كما نرى من إعطاء الله الكافرين به المال والصحة والولد. قال تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) الأنعام/44. وقال تعالى: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) الأعراف/182، 183. وقال: (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) القلم/44، 45. روى أحمد (17311) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ اللهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ، فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ " ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ [الأنعام: 44]) والحديث حسنه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند. فلا عجب أن يعطي الله من لا يتوكل عليه، بل من لا يؤمن به، فقد يكون رحمة به، وقد يكون استدراجا له، والدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، ولهذا يعطيها لمن لا يستحق، وأما الآخرة فلا يعطيها إلا لمن أحب. روى الترمذي (2320)، وابن ماجه (4110) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ) وصححه الألباني. قال في "تحفة الأحوذي" (6/ 503): " قوله (تعدل) أي تزن وتساوي (عند الله جناح بعوضة) هو مثل للقلة والحقارة. والمعنى : أنه لو كان لها أدنى قدر (ما سقى كافرا منها) أي من مياه الدنيا (شربة ماء) أي يمتع الكافر منها أدنى تمتع؛ فإن الكافر عدو الله ، والعدو لا يُعطى شيئا مما له قدر عند المعطي، فمن حقارتها عنده لا يعطيها لأوليائه كما أشار إليه حديث: (إن الله يحمي عبده المؤمن عن الدنيا كما يحمي أحدكم المريض عن الماء)" انتهى. وحديث (إن الله يحمي عبده) رواه أحمد (23622) بإسناد صحيح. والله أعلم. المصدر: الإسلام سؤال وجواب المصدر: منتدى همسات الغلا lh hgp;lm lk Yu'hx hggi juhgn gh dclk fi ,gh dj,;g ugdi? H, hggi hgp;lm juhgd fi dj,;g pkNk ugdi? |
05-09-2023, 10:14 PM | #2 |
تحتح | |
|
06-09-2023, 12:00 AM | #3 |
| اختِيَارٌ سَدِيد وجَلبٌ مُفِيد وذَائقَةٌ لاتَنثُرُ إلَّا كُل جَدِيد لا عَدِمنا تَواجُدكـ المَاتِع وعِلمُكـ النَّافِع |
|
06-09-2023, 06:52 PM | #4 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
18-09-2023, 06:30 AM | #5 |
| جزاك الله خيرا لهذا الجلب الطيب وهذا العطاء المفعم بالخيرات نفع الله بك وجعله في موازين حسناتك كل التقدير |
|
21-09-2023, 08:41 PM | #7 |
| طرح قمه الروعه في والجمال سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك في أنتظار المزيد من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله ودائما في إبداع مستمر |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
لا , أو , الله , الحكمة , تعالي , به , يتوكل , حنآن , عليه؟ , إعطاء , ولا |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اسماء وصفات القران المجمل | ذابت نجوم الليل | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 16 | 19-11-2022 07:47 PM |
أوصاف القرآن الكريم (الثانى) | البرنس مديح ال قطب | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 15 | 24-02-2020 11:07 AM |
سورة الكهف تفسيرها | البرنس مديح ال قطب | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 32 | 27-06-2019 07:39 AM |
القضاء والقدر { 6} | تيماء | ( همســـــات الإسلامي ) | 18 | 25-09-2018 09:05 AM |
التوحيد ... سؤال وجواب ، | هدوء الدرر | ( همســـــات الإسلامي ) | 106 | 09-12-2014 09:55 PM |