#1
| ||||||||||
| ||||||||||
ذكر الله في الحج ذكر الله في الحج إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]. أمَّا بعد: فإنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة. من الحكم التي شرع الحج لأجلها ذكر الله - عزَّ وجلَّ - فيستحب ذكر الله حين أداء المناسك، وحين البقاء في المشاعر، وحين التنقُّل منها، وقد قالت أم المؤمنين عائشة: "إنَّما جعل الله الطواف بالبيت وبين الصَّفا والمروة ورمي الجمار؛ لإقامة ذكر الله - تعالى"؛ رواه عبدالرزاق (8961)، ورواته ثقات. فمن مواطن ذكر الله حين الإحرام: تستحب التلبية حينما يركب المحرم سيارته من عند الميقات، فيلبي بنسكه، فيقول القارن: لبيك عمرة وحجة، ويقول المفرد بالحج: لبيك حجًّا، ويقول المتمتع والمعتمر: لبيك عمرة؛ فعن أنس - رضي الله عنه - قال: "سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أَهَلَّ بهما جميعًا، لبيك عمرة وحجًّا، لبيك عمرة وحجًّا"؛ رواه البخاري (1551) ومسلم (1251) واللفظ له. وعن جابر بن عبدالله قال: "قدمنا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونحن نقول: لبيك اللَّهم لبيك بالحج"؛ رواه البخاري (1570)، وذكر النسك في التلبية على سبيل النَّدب، فلو لبى فقط مع نية النسك أجزأه، لكن لا يكون محرمًا بمجرد ما في قلبه من قصد الحج أو العُمرة ونيتهما، فإنَّ القصد ما زال في القلب منذ خرج من بلده، فلا بُدَّ من قول أو عمل يصير به محرمًا، فذِكْرُ النسك في بداية التلبية سنة، لكن التلفُّظ بالنية خلاف السنة، فلا يستحب أنْ يقال عند الإحرام: نويت نسك كذا؛ لعدم وروده، والعبادات لا بُدَّ لها من نقل صحيح. ومن تلبية النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمد والنِّعمة لك والملك لا شريكَ لك))؛ رواه البخاري (1549) ومسلم (1184) من حديث جابر. ومن تلبية النبي: لبيك إله الحق؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال في تلبيته: ((لبيك إله الحقِّ))؛ رواه أحمد (9815) وإسناده صحيح. فتستحب التلبية بعد الإحرام بالحجِّ أو العمرة أو بهما، حين يركب السيارة عند الميقات متوجِّهًا لمكة، وإذا دَخَل حدود الحرم، أمسك عن التلبية؛ فعن نافع قال: "كان ابن عمر: إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية، ثُمَّ يبيت بذي طوى، ثم يصلي به الصبح ويغتسل، ويحدث أنَّ نبي الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يفعل ذلك"؛ رواه البخاري (1573). والمتمتِّع يعود للتلبية إذا أحرم بالحج، وكذلك المفرِد والقارن حين التوجُّه للمشاعر وفيها، فكان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يلبِّي في المشاعر في منى وعرفة والمزدلفة، وكذلك أثناء تنقُّله بين المشاعر، فكان يلبي وهو ذاهب من منى إلى عرفة، وفي ذهابه منها إلى المزدلفة، وفي ذهابه منها إلى منى لرمي جمرة العقبة، وآخر وقت التلبية إذا فرع من رمي جمرة العقبة يوم العيد؛ فعن ابن عباس: "أنَّ أسامة ابن زيد كان رِدْف النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، قال: فكلاهما قالا: لم يزل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يلبِّي حتَّى رمى جمرة العقبة"؛ رواه البخاري (1687) ومسلم (1281). ومن مواطن ذكر الله في الطَّواف: إذا دَخَل المسجد الحرام، دعا بدعاء دخول المسجد. رويت أحاديث مرفوعة للنبي وآثار موقوفة على الصَّحابة في رفع اليدين والدُّعاء عند رُؤية الكعبة، ولا يصح منها شيء، فأوَّل الذكر هو التكبير عند الحجر الأسود في بداية الطَّواف، ففي أوَّل كل شوط يستحب أن يقول: الله أكبر؛ فعن ابن عباس: "أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - طاف بالبيت وهو على بعير، كلَّما أتى على الرُّكن أشار إليه بشيء في يده وكبر"؛ رواه البخاري (1632). وإنْ زاد مع التكبير: بسم الله، فقال: بسم الله والله أكبر، فحسن؛ فقد كان ابن عمر يفعل ذلك؛ فعن نافع: "أنَّ ابن عمر كان إذا استلم الركن، قال: بسم الله والله أكبر"؛ رواه عبدالرزاق (8894)، والأزرقي في تاريخ مكة (1/339) بإسناد صحيح، فالتكبير ثابت عن النبي، والبسملة من قول ابن عمر، ولم يثبت ذكر آخر عند الحجر الأسود، وقد روي عن بعض الصحابة أنَّهم إذا أرادوا أن يستلموا الحجر، قالوا: اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك وسنة نبيك محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا يصح. وكان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول بين الرُّكن اليماني والحجر الأسود: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار؛ فعن عبدالله بن السائب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول ما بين الركنين: ربنا آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار"؛ رواه أحمد (14972) وغيره بإسناد صحيح. فيستحب في الطَّواف أنْ يذكر الطائف اللهَ - تعالى - ويدعوه، وإن قرأ القرآن، فحسن، وما يذكره بعضُ الناس من دعاء معين في بعضِ الأماكن، وفي كل شوط، فلا أصلَ له، فالثَّابت عن النبي في الطواف التكبير: ربنا آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، بين الرُّكن اليماني والركن الأسود. ويذكر الله في المسعى، فإذا دنا من الصَّفا يقول: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158]، أبدأ بما بدأ الله به، يقولها في الشوط الأول فقط، والظاهر أنَّه لا يكمل الآية، فالشاهد منها أولها وهو البداءة بما بدأ الله به، والله أعلم، فيرقى على الصفا، فيستقبل الكعبة، ويرفع يديه للدُّعاء، ويكبِّر ثلاثًا؛ فعن جابر بن عبدالله: "أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا وقف على الصَّفا يكبِّر ثلاثًا"؛ رواه مالك في الموطأ (1/372) بإسناد صحيح. وفي حديث جابر - رضي الله عنه -: "حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فوحَّد الله وكبره، وقال: ((لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحدَه، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده))، ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات"؛ رواه مسلم، فالتكبير والذِّكر ثلاثًا والدُّعاء بين ذلك مرَّتين ولم يرد عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - دعاء خاصٌّ، فيدعو بما شاء من خيري الدُّنيا والآخر، ويصنع ذلك في أول كل شوط من السَّعي، فكل ما أتى على الصفا والمروة فعل ذلك. وليس بين الصَّفا والمروة ذكر منقول عن النبي، إنَّما كان عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - إذا سعى في بطن الوادي، قال: "ربِّ اغفر وارحم؛ إنَّك أنت الأعزُّ الأكرم"؛ رواه ابن أبي شيبة (4/69) والأزرقي في "أخبار مكة" (2/117)، والبيهقي (5/195) بإسناد صحيح، فيذكر الله بما شاء بين الصَّفا والمروة، وإن قال بين العلمين الأخضرين: "ربِّ اغفر وارحم؛ إنَّك أنت الأعز الأكرم"؛ تأسيًا بابن مسعود - فجائز. الخطبة الثانية عباد الله: يوم عرفة من الأيَّام الفاضلة، فيتأكد فيه الدُّعاء والذِّكر، ومن ذلك قول: لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، فقد جاء عن جمع من الصَّحابة: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: خَيْرُ الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، وهو ثابت بمجموع طرقه. ويذكر الله في المزدلفة عند المشعر الحرام إنْ تيسر له، وإلاَّ في مكان مبيته والمشعر الحرام جبل قُزَح، وعليه الآن مسجد مزدلفة، والسنة الوقوف بعد صلاة الصبح مستقبلاً القبلة لذكر الله - سبحانه - ودعائه إلى قبل طلوع الشمس، ومن ذكر الله التلبية والتكبير والتهليل، وهذا موقف عظيم ومشهد كريم، وهو آكد مواطن الذِّكر والدُّعاء لأمر الله - تعالى - به، فهو المقصود الأعظم من الوقوف بمزدلفة، وبه يتمُّ امتثال قوله - تعالى -: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 198]، ولفعله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ففي حديث جابر - رضي الله عنه -: "ثم ركب القصواء حتَّى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفًا حتى أسفر جِدًّا". ويذكر الله حين رَمْي الجمار، فيُكبر مع كلِّ حصاة، ويقف مستقبلاً القبلة يدعو رافعًا يديه بعد رمي الجمرة الصُّغرى والوسطى في مكان لا يضايق المشاة؛ فعن سالم بن عبدالله: أنَّ عبدالله بن عمر كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات، ثُمَّ يكبر على إثر كل حصاة، ثُمَّ يتقدم يُسْهِل، فيقوم مستقبل القبلة قيامًا طويلاً، فيدعو ويرفع يديه، ثُمَّ يرمي الجمرة الوسطى كذلك، فيأخذ ذات الشِّمال، فيسهل ويقوم مستقبلَ القبلة قيامًا طويلاً، فيدعو ويرفع يديه، ثُمَّ يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ويقول: هكذا رأيت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يفعل"؛ رواه البخاري (1753)، وعن عطاء قال: "كان ابن عمر يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ الرجل سورة البقرة"؛ رواه ابن أبي شيبة (14343)، ورواته ثقات. ويذكر الله في أيَّام التشريق في مكانه الذي هو حالٌّ فيه، ومن الذكر التكبير؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾ [البقرة: 203]، "وقد كان عمر - رضي الله عنه - يكبر في قُبَّته بمنى، فيسمعه أهلُ المسجد، فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتَّى ترتج منى تكبيرًا"؛ رواه الفاكهي في أخبار مكة (4/259)، والبيهقي (3/312) بإسناد صحيح. المصدر: منتدى همسات الغلا `;v hggi td hgp[ hgd] `;v |
20-06-2023, 11:53 PM | #3 |
| جزاك المولى الجنه وكتب الله لك اجر هذه الحروف كجبل احد حسنات وجعله المولى شاهداً لك لا عليك دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم |
|
22-06-2023, 10:54 PM | #5 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله , اليد , ذكر , في |
| |