الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وآل بيته الطيبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.
الإنسان يتبدل كلياً كل خمس سنوات إلا الدماغ و القلب :
القلب مركز الحب ومركز البغض و مركز الطمأنينة والقلق والخوف :
يقول الله عز وجل في محكم الذكر:
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (2) ﴾
( سورة الأنفال)
فمحبة الله عز وجل مركزها في القلب هذا، الصنوبري، المضخة عند العلماء سابقاً:
﴿ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) ﴾
( سورة الأنفال)
مركز الحب ومركز البغض.
أيها الأخوة الكرام، قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(28) ﴾
( سورة الرعد)
مركز الطمأنينة، مركز الحب والبغض، مركز الطمأنينة والقلق والخوف:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(28) ﴾
( سورة الرعد)
آية ثالثة:
﴿ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ (53)﴾
( سورة الحج)
القلب القاسي أبعد قلب عن الله عز وجل :
والقلب يمرض:
﴿ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ (53)﴾
( سورة الحج)
وأبعد قلب عن الله القلب القاسي:
﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(46) ﴾
( سورة الحج)
هذه المضخة هي المعنية بكل هذا الآيات:
﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(46) ﴾
( سورة الحج)
هذا القلب:
﴿ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ(53)وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ (54) ﴾
( سورة الحج)
مركز الأمن، مركز القلق، مركز الخوف، مركز الطمأنينة، مركز الحب، مركز الحب، مركز الإيمان،﴿ َإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا ﴾
القلب يقسو ويلين ويصحو ويمرض :
أيها الأخوة:
﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(22)﴾
( سورة الزمر)
﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ (23)﴾
( سورة الزمر)
القلب أيها الأخوة يكبر ويكبر ويكبر ولا نرى كبره فيتضاءل أمامه كل عظيم، ويصغر ويصغر ولا نرى صغره فيتعاظم عليه كل حقير.
أيها الأخوة، في هذه الآيات الكثيرة دلالات بليغة على أن القلب يقسو ويلين ويصحو ويمرض، هو مركز الطمأنينة ومركز القلق، مركز الأمن ومركز الخوف، مركز الحب ومركز البغض، ومركز الإيمان، كيف عرفنا أن هذا القلب مركز المشاعر ؟ مركز الحالات النفسية ؟
ورود كلمة القلب في القرآن الكريم :
أيها الأخوة، قال تعالى:
﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(16)﴾
( سورة الحديد )
كلمة قلب في القرآن الكريم وردت تقريباً مئة وأربعين مرة، وكل مرة لها معنى دقيق جداً.