#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
فَوَائِدُ مِن سُورَةِ الْكَهْفِ ㅤ فَوَائِدُ مِن سُورَةِ الْكَهْفِ قِصّةِ مُوسَى وَالْخَضِرِ الْعَجِيبَة مِنْ الْفَوَائِدِ وَالْأَحْكَام وَالْقَوَاعِد شَيْءٌ كَثِيرٌ نُنَبِّهَ عَلَى بَعْضِهِ بِعَوْنِ اللَّهِ: فَمِنْهَا: فَضِيلَةِ الْعِلْمِ وَالرِّحْلَةِ فِي طَلَبِهِ، وَأَنَّه أَهَمِّ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ رَحَل مَسافَةٌ طَويلَةٌ، وَلَقِي النَّصْبِ فِي طَلَبِهِ، وَتَرَك الْقُعُود عِنْد بَنِي إسْرَائِيلَ لِتَعْلِيمِهِم وَإِرْشَادِهِم، وَاخْتَار السَّفَر لِزِيَادَةِ الْعِلْمِ عَلَى ذَلِكَ. وَمِنْهَا: جَوَازِ أَخْذِ الْخَادِمِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ؛ لِكِفَايَة الْمُؤَن وَطَلَب الرَّاحَة؛ كَمَا فَعَلَ مُوسَى. وَمِنْهَا: اسْتِحْبَاب إطْعَام الْإِنْسَان خَادِمَةٌ مِنَ مَأْكَلِه وَأَكْلِهِمَا جميعًا؛ لِأَنَّ ظَاهِرَ قَوْلِهِ(آَتِنَا غَدَاءَنَا)، أَضَافَهُ إلَى الْجَمِيعِ: أَنَّهُ أَكَلَ هُوَ وَهُوَ جميعًا. وَمِنْهَا: التَّأَدُّبُ مَعَ الْمُعَلِّم وَخِطَاب الْمُتَعَلِّم إيَّاه أَلْطَف خِطَاب؛ لِقَوْل مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا). فَأَخْرَج الْكَلَام بِصُورَة الملاطفة وَالْمُشاوَرَة، وَإِنَّك تَأْذَنَ لِي فِي ذَلِكَ أَمْ لَا؟! وَإِقْرَارُه بِأَنَّه يَتَعَلَّمُ مِنْهُ؛ بِخِلَافِ مَا عَلَيْهِ أَهْلُ الْجَفَاءِ أَو الْكِبْرُ الَّذِي لَا يُظهر لِلْمُعَلِّم افْتِقَارِهِ إلَى عِلْمِهِ، بَل يدَّعي أَنَّه يتعاون هُو وَإِيَّاه، بَلْ رُبَّمَا ظنَّ أَنَّه يعلَّم مُعَلِّمِه وَهُوَ جَاهِلٌ جدًا؛ فَالذُّلّ لِلْمُعَلِّم وَإِظْهَارَ الْحَاجَةِ إلَى تَعْلِيمِه مِنْ أَنْفَعِ الْأَشْيَاء لِلْمُتَعَلِّم. وَمِنْهَا: تَوَاضَع الْفَاضِل لِلتَّعَلُّم مِمَّنْ هُوَ دُونَهُ؛ فَإِنَّ مُوسَى بِلَا شَكٍّ أَفْضَلُ مِنْ الْخُضَرِ. وَمِنْهَا: تَعْلَم الْعَالِمُ الْفَاضِلُ لِلْعِلْم الَّذِي لَمْ يتمهَّر فِيهِ مِمَّنْ مَهْرَ فِيهِ. وَإِنْ كَانَ دُونَهُ فِي الْعِلْمِ بدرجات كَثِيرَةٌ؛ فَإِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أُولِي الْعَزْمِ مِنْ الْمُرْسَلِينَ، الَّذِين مَنْحُهُم اللَّه وَأَعْطَاهُم مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يُعْطَ سِوَاهُم، وَلَكِنْ فِي هَذَا الْعِلْمِ الْخَاصِّ كَانَ عِنْدَ الْخَضِر مَا لَيْسَ عِنْدَهُ؛ فَلِهَذَا حِرْصٌ عَلَى التَّعَلُّمِ مِنْه؛ فَعَلَى هَذَا لَا يَنْبَغِي لِلْفَقِيهِ الْمُحْدِثُ إذَا كَانَ قاصرًا فِي عِلْمِ النَّحْوِ أَوْ الصَّرْفُ أَوْ نَحْوِهِ مِنْ الْعُلُومِ أَنَّ لَا يَتَعَلَّمُهُ مِمَّن مَهْرَ فِيهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ محدِّثًا وَلَا فقيهًا. وَمِنْهَا: أَن خِدْمَة الصَّالِحِين أَوْ مِنْ يَتَعَلَّقُ بِهِمْ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهَا؛ لِأَنَّهُ عَلَّلَ اسْتِخْرَاج كَنْزَهُمَا وَإِقَامَة جدارهما بِأَن أَبَاهُمَا صَالِح. وَمِنْهَا: أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلصَّاحِب أَنْ لَا يُفَارِقُ صَاحِبَهُ فِي حَالَةِ مِنْ الْأَحْوَالِ وَيَتْرُك صُحْبَتِه حَتَّى يُعتبه ويُعذر مِنْه؛ كَمَا فَعَلَ الْخَضِر مَعَ مُوسَى. وَمِنْهَا: أَنَّ مُوَافَقَةَ الصَّاحِب لِصَاحِبِهِ فِي غَيْرِ الْأُمُورِ الْمَحْذُورَة مُدَّعَاه وَسَبَب لِبَقَاء الصُّحْبَة وتأكدها؛ كَمَا أَنَّ عَدَمَ الْمُوَافَقَةِ سَبَبٌ لِقَطْع الْمُرَافَقَة. وَمِنْهَا: أَنَّ هَذِهِ الْقَضَايَا الَّتِي أَجْرَاهَا الْخَضِر هِيَ قَدْرُ مَحْضٌ، أَجْرَاهَا اللَّه وَجَعَلَهَا عَلَى يَدِ هَذَا الْعَبْدَ الصَّالِحُ لِيَسْتَدِلّ الْعِبَاد بِذَلِكَ عَلَى الطَّافَّة فِي أَقْضِيَتِهِ، وَأَنَّه يَقْدِرُ عَلَى الْعَبْدِ أمورًا يَكْرَهُهَا جدًا وَهِي صَلَاح دِينِه، كَمَا فِي قَضِيَّةٍ الْغُلَام، أَوْ هِيَ صَلَاح دُنْيَاهُ كَمَا فِي قَضِيَّةٍ السَّفِينَة، فَأَرَاهُم نموذجًا مِنْ لُطْفِهِ وَكَرَمِه ليعرفوه، وَيَرْضَوْا غَايَة الرِّضَا بِإِقْدَارِه الْكَرِيهَة. [ابْن سَعْدِيّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِهِ] ﹎﹎﹎﹎﹎ المصدر: منتدى همسات الغلا tQ,QhzA]E lAk sE,vQmA hgX;QiXtA hgX;QiXtA sE,vQmA |
14-05-2023, 02:18 PM | #2 |
| جزاك المولى الجنه وكتب الله لك اجر هذه الحروف كجبل احد حسنات وجعله المولى شاهداً لك لا عليك دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم |
|
14-05-2023, 05:02 PM | #3 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
14-05-2023, 05:33 PM | #4 |
| ذَائِقَة مُتَمَيِّزَة واختِيَار مُوفَّق يعطِيكـ العَافِيَة عَلى هَذَا { الطَّرْح } الجَمِيل وجَزَاكـ اللهُ خَيرًا عَلى جُهُودِكـ المُثمِرَة فِي أرْوِقَة المُنتَدَى |
|
14-05-2023, 07:13 PM | #5 |
| جزاك الله خير الجزاء ونفع بك على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتك وألبسك لباس التقوى والغفران وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله وعمر الله قلبك بالأيمان . . |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مِن , الْكَهْفِ , سُورَةِ , فَوَائِدُ |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سورة البقرة الفضل والأثر | ذابت نجوم الليل | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 13 | 15-08-2023 03:57 AM |
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ | البرنس مديح ال قطب | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 14 | 22-09-2019 06:50 PM |
الْأَسَالِيبُ الْبَلَاغِيَّةُ فِي سُورَةِ الـضُّحَى | عِطرِ آلجَنُوبَ | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 17 | 08-03-2015 09:59 PM |
تفسير سورة الكهف كاملة والكمال لله سبحانة | ابو ملاك | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 15 | 15-05-2014 08:46 PM |
تفسير سورة البقرة كاملة والكمال لله سبحانة | ابو ملاك | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 16 | 15-05-2014 08:15 PM |