#1
| ||||||||||
| ||||||||||
القناعة راحة وبركة وسعادة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فمن رام الحياة الطيبة فعليه بالقناعة؛ قال الله عز وجل: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97] قال الإمام القرطبي رحمه الله: "في الحياة الطيبة خمسة أقوال:... الثاني: القناعة، قاله الحسن البصري وزيد بن وهب، ووهب بن منبه، ورواه الحكم عن عكرمة عن ابن عباس، وهو قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه". وقال الإمام ابن عقيل رحمه الله: لو علمت قدر الراحة في القناعة، والعز في مدارجها، علمت أنها العيشة الطيبة. لقد أفلح وفاز من رُزِق القناعة؛ ففي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قد أفلح من أسلم، ورُزِق كفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه)). في القناعة العز؛ ذكر الإمام القرطبي رحمه الله في كتابه "قمع الحرص بالزهد والقناعة" أبياتًا من الشعر تُنسَب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال فيها: عزيز النفس من لزم القناعة ولم يكشف لمخلوق قِناعه أفادَتْهُ الْقَناعةُ كلَّ عِزٍّ وهل عِزٌّ أعَزُّ من القناعه فصيِّرها لنفسك رأسَ مالٍ وصيِّر بعدها التقوى بضاعه لِتُحْرِز ما سيغني عن بخيل وتحظى في الجنان بصبر ساعه وفي القناعة راحة البال؛ يقول الإمام ابن حبان رحمه الله في كتابه: "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء": لو لم يكن في القناعة خصلة تحمد إلا الراحة، وعدم الدخول في مواضع السوء لطلب الفضل، لكان الواجب على العاقل ألا يُفارق القناعة على حالة من الأحوال، ومن عدم القناعة لم يزده المال غنًى، فتمكُّن المرء بالمال القليل مع قلة الهمِّ أهنأُ من الكثير ذي التبعة، والعاقل ينتقم من الحرص بالقنوع كما ينتصر من العدو بالقصاص؛ لأن السبب المانع رزق العاقل هو السبب الجالب رزق الجاهل. ومن قنع بما رزقه الله عز وجل بارك الله فيه، قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ومن يستغن يُغنِه الله))، قوله صلى الله عليه وسلم: ((ومن يستغْنِ))؛ أي: بما عنده ولو كان قليلًا ((يُغْنه الله)) عز وجل، ويبارك له فيه. والإنسان القنوع من أغنى الناس، قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لابنه عمر: يا بني، إذا طلبت الغنى فاطلُبه بالقناعة، فإن لم تكن لك قناعة فليس يغنيك مال. وقال زين العابدين علي بن الحسين: من قنع بما قسَّم الله، فهو من أغنى الناس. وقال أوس بن حارثة: خير الغنى القناعة، وشر الفقر الخضوع. والقنوع إنسان عاقل، قال أبو حازم رحمه الله: ثلاث من كنَّ فيه كمل عقله: من عرف نفسه، وحفظ لسانه، وقنع بما رزقه الله. ومن رزق القناعة سلِمَ من الحسد، قال المدائني: اثنان لا يجتمعان أبدًا: القنوع، والحسد. وإذا قنع الإنسان، قنَّع الله غيره به، قال الإمام ابن حزم رحمه الله في كتابه "مداواة النفوس": اقنع بمن عندك، يقنع بك من عندك. ومن لم يقنع وطلب الكثير من زينة الدنيا، فإن لم يحصل عليها أصابه الهم والغم لذلك، وإن حصل عليها فربما ألهته عمَّا ينفعه من أمور دينه ودنياه، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: اعلم أن قليلًا يكفيك، خيرٌ من كثير يلهيك. إن في الحرص على الدنيا وعدم القناعة العذاب الحسي والمعنوي. والسعيد من لم يضيع زمانه في طلب الدنيا والحرص عليها، قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: السعيد من اقتنع بالبلغة، فإن الزمان أشرف أن يضيع في طلب الدنيا. والقنوع إنسان مغبوط، قال مالك بن دينار رحمه الله: إني لأغبط الرجل الذي يكون عيشه كفافًا ويقنع به. ومن لم يقنع بما يكفيه فليس في الدنيا شيء يُغْنيه، قال سلمة بن دينار رحمه الله: إن كان يغنيك ما يكفيك فأدْنَى عيشك يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك، فليس في الدنيا شيء يُغنيك. فاللهم ارزقنا القناعة، وبارك لنا فيما رزقتنا. المصدر: منتدى همسات الغلا hgrkhum vhpm ,fv;m ,suh]m vhpj ,fv;m |
02-05-2023, 07:35 PM | #2 |
| ذَائِقَة مُتَمَيِّزَة واختِيَار مُوفَّق يعطِيكـ العَافِيَة عَلى هَذَا { الطَّرْح } الجَمِيل وجَزَاكـ اللهُ خَيرًا عَلى جُهُودِكـ المُثمِرَة فِي أرْوِقَة المُنتَدَى |
|
02-05-2023, 10:40 PM | #4 |
| جزاك المولى الجنه وكتب الله لك اجر هذه الحروف كجبل احد حسنات وجعله المولى شاهداً لك لا عليك دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم |
|
04-05-2023, 12:51 AM | #6 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
05-05-2023, 11:26 AM | #7 |
| |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
القناعة , راحت , وبركة , وسعادة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لا حياة - والله - أفضل من حياة القناعة والرضا بالكفاف | ذابت نجوم الليل | ( همســـــات الإسلامي ) | 10 | 19-11-2022 01:21 AM |
من أخلاق المسلم- القناعة | نوراسلام | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 25-09-2021 05:17 PM |
من أخلاق المسلم - القناعة | مبارك آل ضرمان | ( همســـــات الإسلامي ) | 7 | 09-11-2017 09:48 AM |
ترويض القلب على القناعة والغنى | نسيم فلسطين | ( همســـــات الإسلامي ) | 12 | 07-05-2017 02:09 PM |
القناعة كنز غآلي | وردهـﮧ جنوبيهـﮧ♪ | (همســـــات الحوار والنقاش الجاد) | 4 | 08-04-2013 04:56 PM |