من أول مخلوقات الله بالترتيب وما الحكمة الإلهية من الخلق؟ نعلمُ أنّ الله سبحانه وتعالى خلق الكون بما فيه بمقادير معينة وفق تدبيره سُبحانه، ليسير الكون على وتيرة تدل على إبداع الخالق وعظمته، إلا أن هناك اختلاف بين العلماء في حقيقة الخلق الأول، من أول مخلوقات الله بالترتيب
عادة ما يكون التساؤل حول أول خلق الله تعالى موضع فضول الكثيرين ممن ينشغلون بالكون وإبداع الخالق به، وهو ما اختلف عليه العلماء في آرائهم استنادًا إلى ما ذُكر في الأدلة النقلية..
ومن الأحرى بنا الإشارة إلى تلك الآراء المتباينة.
أولًا: القلم أول خلق الله هو ما جاء به ابن الجوزي والطبري، بدليل عن قول رسول الله صل الله عليه وسلم: “إنَّ أوَّلَ ما خلقَ اللَّهُ القلمَ، فقالَ لَهُ: اكتُب، فجرى بما هوَ كائنٌ إلى الأبدِ“.. فيما يعني أن الله سبحانه وتعالى كتب بعلمه كل مقادير الخلائق أجمعين. ثانيًا: العرش هو أول ما خلق الله -هو ما ذهب إليه ابن تيمية وابن القيّم، استدلالًا بقول رسول الله صل الله عليه وسلم: “كانَ اللَّهُ ولَمْ يَكُنْ شيءٌ قَبْلَهُ، وكانَ عَرْشُهُ علَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ” حينما سأله الصحابة الكرام عن أول الخلق. - ففي الحديث دلالة على أن كتابة المقادير للخلائق كانت بالقلم إلا أن ذلك بعد خلق العرش الإلهي، أما الحديث الدال على أن القلم هو أول خلق الله فإنه يشير إلى اعتباره أول المخلوقات في الدنيا.
ثالثًا: الماء هي أول مخلوقات الله -بينما ذهب ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من السلف إلى أنّ الماء هو أول خلق الله، فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “كلُّ شيْءٍ خُلِقَ من الماءِ” ردًا على سؤال أبي هريرة له عن الخلق.
- ليدل ذلك على أن الله جعل الماء هي الأصل قبل خلق المخلوقات جمعاء، وإن كان العرش على الماء، فهذا يزيد من التأكيد على أن الماء هي الأصل والخلق الأول وإن كانت مع العرش.
الحكمة الإلهية من الخلق -للدلالة على أن الله وحده سبحانه هو من يستحق أن نعبده - دلالة على قدرة الله وعلمه الواسع. -أن الله قادر على التصرف في الكون بأسره. -الله سيبعث الخلق من جديد لمحاسبتهم على أعمالهم. - حتى يختبر الله العباد فيرى منهم المخلصين والمحسنين. - تكريم الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات، وكل ما في الكون خُلق لخدمته. خلق الأرض لمساعدة الكائنات على العيش فيها.. باحثين عن الرزق بإذن ربهم. الظواهر الكونية خلقت وسخرها الله لمساعدة الخلق أجمعين وتهيئة الحياة لهم، كالرياح والشمس والمطر. خلق الجبال لتكون مستقرًا ورواسي للأرض، وتخفف من الحرارة والرياح. خلق الماء خلقه سبحانه وتعالى ليجعل منه كل شيء حي، فلولاه ما كانت الحياة. خلق الإنسان جعل منه الذكر والأنثى، للتكاثر والتنوع في الأجناس، وخلق فيه الفطرة البشرية، وجعله في أحسن صورة، ووهبه كثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى.
أول خلق الله من البشر - المخلوق الأول في الجنس البشري هو آدم عليه السلام أبو البشر، ومنه خُلق الناس جميعًا، وإن كان قبله مخلوقات أخرى إلا أنهم من أجناس أخرى بخلاف الجنس البشري. - كما أكد على ذلك رسول الله صل الله عليه وسلمحينما قال: “النَّاسُ بنو آدمَ، وآدمُ من ترابٍ“، وقد خلق الله الكون وهيأه للبشر، ليتفكروا فيه، ويقوموا بوظيفتهم المثلى وهي عبادة الله الواحد وتعمير الأرض. أشياء خلقها الله بيده
روي عن الإمام الذهبي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: “خلق الله أربعة أشياء بيده: العرش، والقلم، وآدم، وجنة عدن، ثم قال لسائر الخلق: كن فكان“.. فقد خص الله سبحانه وتعالى تلك الأشياء فخلقها بيده دون سائر المخلوقات.
خلق الله الكون كله فأبدع في خلقِه، ونحن بني البشر نتفكر في الوجود وعظمة الخالق والحكمة من الخلق لنرى أننا خُلقنا لعبادة الله الواحد