ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 24-12-2022, 01:18 PM
ابراهيم دياب غير متواجد حالياً
Egypt     Male
الاوسمة
التاسيس الملكي 
لوني المفضل Darkorange
 رقم العضوية : 5940
 تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015
 فترة الأقامة : 3576 يوم
 أخر زيارة : 11-08-2024 (02:12 PM)
 المشاركات : 10,309 [ + ]
 التقييم : 214755501
 معدل التقييم : ابراهيم دياب يستحق التميز ابراهيم دياب يستحق التميز ابراهيم دياب يستحق التميز ابراهيم دياب يستحق التميز ابراهيم دياب يستحق التميز ابراهيم دياب يستحق التميز ابراهيم دياب يستحق التميز ابراهيم دياب يستحق التميز ابراهيم دياب يستحق التميز ابراهيم دياب يستحق التميز ابراهيم دياب يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي كعب بن مالك



صاحب التوبة الصادقة، وكان كعب قد أسلم حين سمع بالإسلام، فأتى مكة، وبايع النبي في بيعة العقبة الثانية، فلما هاجر الرسول وأصحابه آخى النبي بينه وبين طلحة بن عبيد الله.



وكان كعب شاعرًا مجيدًا، وخاصة في مجال المغازي والحروب الإسلامية، وكان واحدًا من شعراء الرسول الثلاثة الذين يردون عنه الأذى بقصائدهم، وهم: كعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، فكان كعب يخوفهم بالحرب، وكان حسان يهجوهم بالأنساب، وكان عبد الله يعيرهم بالكفر.
وقد جاء كعب إلى النبي فقال: يا رسول الله، ماذا ترى في الشعر؟ فقال رسول الله : (المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه)
[ابن عبد البر].
وكان لكعب مواقف مشهودة في غزوة أحد، حين دعاه النبي وألبسه ملابسه التي يلبسها في الحرب، ولبس النبي ملابس كعب الحربية، يقول كعب: لما انكشفنا يوم أحد كنت أول من عرف رسول الله وبشرت به المؤمنين حيًّا سويًّا، وأنا في الشِّعْب، وقد جرح سبعة عشر جرحًا. [ابن هشام]، وكان المشركون يوجهون إليه السهام ظنًّا منهم أنه رسول الله .
وكان كعب قد تخلف عن غزوة تبوك التي سمي جيشها بجيش العسرة، والسبب في هذه التسمية أن المسلمين مروا بصعوبات كثيرة في تمويل الجيش؛ حيث إن العدد كان كبيرًا، وعدتهم كانت ضئيلة، وقد تخلف المنافقون عن هذه الغزوة بدون أعذار.
ولما عاد المسلمون إلى المدينة دخل الرسول إلى المسجد أولا، وصلَّى فيه ركعتين، فدخل عليه المنافقون الذين تخلفوا عن الجهاد مع النبي ، وبدءوا يكذبون على الرسول ، ويتعللون بأعذار واهية.
ولكن كعبًا لم يكذب على النبي ، وأقر بذنبه وتقصيره في حق الله وتكاسله عن الجهاد، وفعل مثله هلال بن أمية ومرارة بن الربيع، وكانا قد تخلفا أيضًا.
وبعدما سمع النبي كلام كعب، أمر المسلمين أن يقاطعوه وصاحبيه الذين تخلفوا عن غزوة تبوك بدون عذر، فلم يكلمهم أحد من المسلمين، ولم يتعاملوا معهم.
فجلس الاثنان كل منهما في بيته يبكيان، أما كعب فلم يحبس نفسه مثلهما، بل كان يخرج للصلاة، وكان إذا سار في السوق أو غيره لا يتحدث معه أحد، وكان لكعب ابن عم يحبه حبًّا شديدًا هو الصحابي الجليل أبو قتادة -رضي الله عنه-، ولما اشتد الأمر بكعب، ذهب إلى ابن عمه أبي قتادة في بستانه وألقى عليه السلام، ولكن أبا قتادة لم يرد عليه، فقال له كعب: يا أبا قتادة، أنشدك بالله، هل تعلمني أحب الله ورسوله ؟ فلم يرد عليه أبو قتادة، فكرر كعب السؤال، فقال أبو قتادة: الله ورسوله أعلم، ففاضت عينا كعب بالدموع وتركه.
وذات يوم، ذهب كعب إلى السوق، فإذا برجل نصراني من الشام يسأل عنه، وعندما قابله أعطاه النصراني رسالة من ملك غسان، فقرأها كعب ووجد فيها: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك محمدًا جفاك، (هجرك وتركك) ولم يجعلك الله بدار مذلة أو هوان، فالحق بنا نواسك.
وبعد أن قرأ كعب الرسالة قال في نفسه: والله إن هذه أيضا من الفتنة والابتلاء، ثم ألقى بالرسالة في النار.
ومضى على كعب وصاحبيه أربعون يومًا، وهم على تلك الحالة من الندم والبكاء والمقاطعة الكاملة من كل المسلمين، وبعدها أمرهم النبي أن يهجروا زوجاتهم، وظلوا على هذه الحالة عشرة أيام.
وبعد خمسين يومًا جاء الفرج، ونزلت التوبة من الله على هؤلاء المؤمنين الصادقين الذين لم يكذبوا على رسول الله ، فبعد أن صلى كعب صلاة الفجر، جلس بمفرده، فسمع صوتًا ينادى من بعيد: يا كعب، أبشر يا كعب، فلما سمعها كعب خرَّ ساجدًا لله -عز وجل-، وعلم أن الله قد تاب عليه، وبلغ من شدة فرحته أنه خلع ثوبه وألبسه للرجل الذي بشره، ثم انطلق مسرعًا إلى النبي في المسجد، فاستقبله الصحابة وهم سعداء، وقام
طلحة بن عبيد الله من بين الحاضرين جميعًا وأسرع ليهنئ كعبًا، فلم ينسها له كعب أبدًا، وتبسم له الرسول وقال له: (أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك) [البخاري]، وأنزل الله فيه وفي صاحبيه قرآنًا، قال تعالى: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب} [التوبة: 118].
وكان كعب -رضي الله عنه- يقول: والله، ما مر عليَّ يوم كان خيرًا ولا أحب إليَّ من ذلك اليوم الذي بشرت فيه بتوبة الله تعالى عليَّ وعلى صاحبيّ، ثم قال للرسول : إن من توبتي أن أتصدق بمالي كله لله ولرسوله، فقال له النبي : (أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك) [البخاري]، فقال كعب: يا رسول الله، إن الله تعالى أنجاني بالصدق، وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقًا ما بقيت، فوالله ما أعلم أحدًا من المسلمين ابتلاه الله في صدق الحديث أحسن مما ابتلاني.
وكان كعب يقول بعد ذلك: ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله إلى يومي هذا شيئًا من الكذب، وإني لأرجو أن يحفظني الله تعالى بقية عمري.
وكان كعب -رضي الله عنه- يقول: والله ما أنعم الله عليَّ من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي أمام رسول الله أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا، فقد قال الله تعالى: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنه إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاءً بما كانوا يكسبون. يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} [التوبة: 95-96].
وهكذا كان صدق كعب سببًا في نجاته، وقبول توبة الله عليه، بينما أهلك الله المنافقين الذين كذبوا على رسول الله ، واعتذروا بالباطل، فجعلهم الله من أهل النار.
وظل كعب يجاهد في سبيل الله، ولا يتخلف عن حرب أبدًا، فحارب المرتدين في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وشارك في الفتوحات الإسلامية على عهد الفاروق عمر، وكذلك في خلافة كل من عثمان وعليّ وأول خلافة معاوية -رضي الله عنهم-، وظل على صدق إيمانه وقوة عقيدته.
وتوفي -رضي الله عنه- بالشام في خلافة معاوية سنة (50هـ) وقيل سنة
(53 هـ)، وعمره آنذاك (77) سنة ويقال: إن الله سبحانه قد ابتلاه بفقد بصره قبل وفاته، فصبر لذلك حتى ينعم بما عند الله من الجنة.
وقد روى كعب بن مالك ثلاثين حديثًا من أحاديث رسول الله ، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.


;uf fk lhg; fk





رد مع اقتباس
قديم 24-12-2022, 01:22 PM   #2


ابراهيم دياب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5940
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 11-08-2024 (02:12 PM)
 المشاركات : 10,309 [ + ]
 التقييم :  214755501
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي سعيد بن المسيب_السجن والمقاطعة



السجن والمقاطعة

بعد أن عوقب سعيد بالجلد والتشهير به في طرقات المدينة، زج به إلي السجن، وقضي به فترة لم تنقطع فيها محاولة الوالي أن ينتزع منه الموافقة على البيعة للوليد ولسليمان أملا في أن يستجيب ويخلي سبيله، وكان يستعين على الوصول إلي ما يريد بكل من له صلة قرابة بهما أو مودة: فقد توجه إلي السجن أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أحد الفقهاء السبعة وتكلم معه في موقفه من الوالي، وموقف الوالي منه، ولام سعيدا على ما أظهره من عدم المبالاة بالوالي على الرغم من مداراته له ويبد أن الحوار بينهما قد اشتد حتى ضاق به سعيد، كما يتبين من المحاورة التالية:

قال له أبو بكر: إنك خرقت به "يعني استهزأت به".

قال سعيد: يا أبا بكر، اتق الله وأثره على ما سواه، وأخذ أبو بكر يردد اتهامه لسعيد قائلا: إنك خرقت به ولم ترفق حتى ضاق به سعيد، وعاودته حدته فقال له، إنك والله أعمى البصر وأعمى القلب.

ولما خرج أبو بكر من عند سعيد بعث إليه هشام يسأله إذا كان سعيد قد لأن.

فقال أبو بكر: والله ما كان أشد لسانا منذ فعلت به ما فعلت، فاكفف عن الرجل.

ومن دراسة ما روي حول الفترة التي قضاها سعيد في السجن يمكن أن نتعرف على بعض الحقوق التي كانت تقدم للسجناء في ذلك العهد المتقدم، فلم يكن هناك حظر على أهل السجين أن يقدموا إليه من الطعام والملابس والفراش ما يريدون بدون أن يتدخل الحكام في ذلك، ونحن نعرف من صحبتنا لحياة سعيد في الصفحات السابقة أنه كان في بحبوحة من العيش جاءه ما أعدت ابنته دعا برجل يسمى أسلم بن أمية، وقال له أذهب إلي ابنتي، فقل: لا تعودي لمثل هذا أبدا، فهذه حاجة هشام ابن إسماعيل، يريد أن يذهب مالي، فأحتاج إلي ما في أيديهم، وأنا لا أدري ما أحبس، فانظري إلي القوت الذي كنت أكل في بيتي فابعثي به إلي.

وقدم هذه النصيحة إلي رجل آخر كان معه في السجن، وكان أهله يبعثون إليه بألوان الطعام، فنصحه سعيد قائلا:

أتريد أن تجلس هاهنا، كف عنك هذا.

ونستطيع أن ندرك مما سبق مدى الحرية التي كان يتمتع بها السجناء، مما يرجو نزلاء السجون في أيامنا هذه أن يتمتعوا بمثله وكان يسمح لهم بالزوار بدون حرج، فقد حدث عبد الله بن يزيد الهذلي قال: دخلت على سعيد بن المسيب السجن، فإذا هو قد ذبحت له شاة، فجل الإهاب على ظهره، ثم جعلوا له بعد ذلك قبضا رطبا" وكان كلما نظر إلي عضديه، قال: اللهم انصرني من هشام.

وبعد أن خرج من السجن لم يترك وشأنه بل حرم عليه الجلوس إلي أحد، وحيل بين الناس وبين الجلوس إليه بما نسميه في عرفنا المعاصر بالمقاطعة الاجتماعية (العزل).

ولكنه كان يذهب إلي مجلسه كعادته، ولم يكن يجرؤ أحد على مجالسته، فقد دخل مسجد المدينة رجل يسمى يونس القزي، فوجد سعيدا يجلس وحده، فتساءل ما شأنه، فأخبر أنه نهى أن يجالسه أحد وكان سعيد لا يحب أن يؤذي أحد بسببه، فكان إذا جلس إليه شخص أخبره أن الوالي منع الناس من مجالسته، وأنه يخشى أن يناله أذى بسبب هذه المجالسة، كان يقول ذلك لمن لا يعرف الحظر إبراءً لذمته




 

رد مع اقتباس
قديم 24-12-2022, 01:25 PM   #3


ابراهيم دياب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5940
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 11-08-2024 (02:12 PM)
 المشاركات : 10,309 [ + ]
 التقييم :  214755501
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي المرتبة الإيمانية التي حازها ابن مسعود من رسول الله



المرتبة الإيمانية التي حازها ابن مسعود من رسول الله :
فاسمعوا ثناءَ النبي عليه الصلاة والسلام على عبْد الله بن مسْعود، عَنْ عَلْقَمَةَ, قَالَ:
((جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ بِعَرَفَةَ, فَقَالَ: جِئْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْكُوفَةِ, وَتَرَكْتُ بِهَا رَجُلًا يُمْلِي الْمَصَاحِفَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ فَغَضِبَ وَانْتَفَخَ حَتَّى كَادَ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ شُعْبَتَيْ الرَّحْلِ, فَقَالَ: وَمَنْ هُوَ وَيْحَكَ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَمَا زَالَ ينطفئ وَيُسَرَّى عَنْهُ الْغَضَبُ حَتَّى عَادَ إِلَى حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا, ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ! وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ بَقِيَ مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ هُوَ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ, وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْ ذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَزَالُ يَسْمُرُ, (أي يسهر), عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اللَّيْلَةَ كَذَاكَ فِي الْأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ, وَإِنَّهُ سَمَرَ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا مَعَهُ, فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ, فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ, فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعُ قِرَاءَتَهُ فَلَمَّا كِدْنَا أَنْ نَعْرِفَهُ, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطْبًا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ؟ قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ الرَّجُلُ يَدْعُو فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, يَقُولُ لَهُ: سَلْ تُعْطَهْ, سَلْ تُعْطَهْ, قَالَ عُمـَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَغْدُوَنَّ إِلَيْهِ فَلَأُبَشِّرَنَّهُ, قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ لِأُبَشِّرَهُ فَوَجَدْتُ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ فَبَشَّرَهُ, وَلَا وَاللَّهِ مَا سَبَقْتُهُ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلَّا وَسَبَقَنِي إِلَيْهِ))
[أخرجه أحمد في مسنده]

لقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يسْتمع إلى قِراءَتِهِ، ويطْرب لها، مع أنَّ القرآن أُنْزِل عليه، وبالمناسبة أقول لكم: كلما ارتقى حالك طربْتَ لقراءة القرآن، وكلكم يعلم هذه الحقيقة، فأحيانا تقرأ القرآن فلا تجد طلاقة، ولا تجد انسيابا وطربا وشوقا وترنُّما، أحيانا تقرأ القرآن تطرب أنت لصوتك, و قد يكون صوتك عاديا، حدثني مرّة أخٌ أنّ منشدا كان لا ينشد إلا بدرهم، و لا يسكت إلا بدينار، البداية بدرهم، أما السكوت فبدينار، وهذا صوته معروف، فالمؤمن إذا كان صافي القلب
و إذا كان له عملٌ طيِّبٌ، له قراءة شجيّة يطرب لها هو قبل غيره، فقرّاء القرآن لهم ساعات صفاءٍ، و ساعات تحليق وتجل، فالساعات النادرة عند قراء القرآن يكون فيها تجلٍّ من الله عز وجل, فقال عمر: والله لأغدوَنّ عليه فلأبشِّرنه، قال: فغدوت عليه فبشّرته، فإذا أبو بكر قد سبقني إليه فبشّره، كم هم يحبون بعضهم بعضا؟ إذا جاء أخاك خبرٌ طيّبٌ من رسول الله، فرأسا بشِّره به، وبالمناسبة فما علاقتنا بالموضوع؟ أحيانا يرى الإنسان رؤيا طيِّبةً، رؤيا صالحة، فلْيقصُّها على أخيه ولا يسكت عنها، لأن الرؤيا الصالحة جزء من ستٍّ وأربعين جزءاً من النبوّة ، يراها المؤمن أو تُرى له، فإذا رأى الإنسانُ رجلاً مؤمنًا يحبُّه في حالة مع الله طيِّبة، في مظهر يرضي، برمزٍ واضحٍ فلا يسكت عن ذلك، هذه بشرى من الله عز وجل .
فعَنْ أُمِّ مُوسَى, قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِي اللَّه عَنْهُ, يَقُولُ:
((أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ مَسْعُودٍ فَصَعِدَ عَلَى شَجَرَةٍ أَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ مِنْهَا بِشَيْءٍ فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حِينَ صَعِدَ الشَّجَرَةَ فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَضْحَكُونَ لرجل عَبْدِ اللَّهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ))
[أخرجه أحمد في مسنده ]
شهادتا عمر وعلي لابن مسعود بالعلم :
فسيّدنا عُمَر أيها الأخوة، خرج من المدينة لِيَسْتَقْبِلَ بِلالاً, وكان أصْحابُ النبي صلى الله عليه وسلَّم عليهم رِضْوان الله إذا ذكروا بِلالاً، أو إذا ذكروا الصَّديق, قالوا: هو سيّدُنا وأعْتَقَ سيِّدَنا، أحْياناً أهْل الفجور وأهل الدنيا ينقدون المؤمنين أنهم لا ينْطِقون باسمٍ لِصَحابي إلا ويَقولون سيّدنا، أما الكُتاب العادِيِّين, يقولون: جاءَ مُحَمَّد -هل تظنّ أنه رفيقك؟- قُلْ: سيّدنا محمّد، والله يا أخواننا, هذا شخص مُسْلِم ابن مُسلم زارَ مصرَ, يقول لِشَخْصٍ آخر: أين قبر محمّد؟ فقيل له: أنت بِمِصْر، فقال: أو ليس قبْرُهُ هنا؟ قال لي هذا الكلام: شخْصٌ أثِقُ بِكَلامه, فالصحابة الكِرام كانوا يقولون عن سيّدنا أبي بكر: هو سيّدُنا وأعْتَقَ سيِّدَنا، أيْ بلالاً، فسيِّدُنا عمر كان جالِساً، فَجاء ابن مسْعود فقال رضي الله عنه: إنَّهُ رجُلٌ ملئ عِلْماً، أحْياناً الإنسان يتَعَلَّم, يحضر مجالس العِلم بالتفْسير والحديث والسيرة، ويحضر خُطب الجُمُعة، ويقْرأ ويُطالع حتى يشْعُر أنّ كلّ خَلِيَّةٍ في جسمِهِ تنْطِق بعلم، فمرْتَبَةُ العِلم مرْتَبَةٌ عاليَة، ولن تعْرِفَ مرْتبة عِلْمِك حتى تُجالِس جاهِلاً .

أذكرُ مرةً كُنت أوَدُّ أنْ أُسافر إلى بلدٍ، فكان لي قريبٌ قد سافر إلى البلد الذي أقصده بِسَيارَتِهِ الشَّخْصِيَّة، فَعَرَضَ عليَّ, فَقُلْتُ: لا مانع من صحبتك، فَرَكِبَ بجانبه صديق له من كِبار التُّجار، لكنَّهُ من الجَهْل بِمَكانٍ كبير، فأنا رَكِبْتُ واسْتَمَعْتُ طوال الطريق إلى حديثهما؛ حينما وَصَلْنا إلى البَلْد الذي نقصده بعد خمْس ساعات، تَمَنَّيْتُ أنْ آكلَ خُبزاً يابِساً طوال حياتي، ولا أكون بِهذا الجَهْل الذي يتمتَّعُ به هذا الغَنيّ! سُخْف على ضيق أُفُقٍ، وعلى أنانِيَّة، وعلى جَهْلٍ مُطْبِق، لكِنَّهُ غنِيٌّ .
فاعلموا أنّ رتبة العلم أعلى الرُّتب، فلذلك الكفاءة في الزواج مطلوبة، فالذي عنده فتاة مؤمنة تعرف علوم القرآن والسنّة، وتُجيدُ دراسَتهما, فلا يتوَرَّط ويُزَوِّجها رجلا جاهِلاً، بهذا يكون قد قتلها, لأنّ الشهرة هي كُلّ شيءٍ في حَياته، فهذه لا بد لها من زوجٍ مؤمنٍ راقٍ يعْرف قيمتها، وقيمة دينها وقُرآنها، جاءَتني رسالة عن الخُطبة الإذاعِيَّة الأخيرة، فتاةٌ من الحَسَكَة، فَبَعَثَتْ رسالة إلى جامع النابلسي فَقَرَأْتها, فقالت: لي مُشْكِلَة فهل تُوافق أن أَعْرُضها عليك؟
فقلتُ: فأخبرتها أني مُوافق، عندها جاءَتْني رِسالة مُطَوَّلَة, فتاةٌ مؤمنة حافِظة لِكِتاب الله، وهناك رجُلٌ ضرير، كذلك مؤمن تطَوَّعَتْ أنْ تتزَوَّجَهُ, طبْعاً أنا أكْبرتُ هذا المَوْقف، إذْ إنَّ هذا الضرير لعلّ له شأنًا عند الله عز وجل، وفتاةٌ تامَّةُ الخلق، ومن أُسْرة، ولكنّ أرادَتْ أنْ تُضَحي، وأنْ تكون زوْجَةً لِهذا الضرير، فهذا الضرير أسْكنها في بيْتٍ صغير، وأهل هذه الفتاة أصروا على أنْ ترفضه، وأنْ تعود إليهم، وهي مُصِرَّة على أنْ تبْقى معه، وتسألني ماذا أفعل؟ قُلْتُ: والله هذه بُطولة, امْرأةٌ تحفظ كتاب الله عز وجل, واخْتارَتْ رجلاً ضريراً مؤمناً، طبْعاً هي لم تخْتَرْهُ لأنه ضرير فقط، وإنما لأنه مؤمن، فالمرأة الصالحة العالمة لو أننا أردْنا أنْ نُقَدِّر دينها لكانَ مهْرُها مئة مليون أو أكثر, لأنها تحْفَظ دينك وأولادك، والعبرة أنَّ جَمْعَ الجاهل مع العالم أمْرٌ صَعْبٌ .

لقِيَ سيّدنا عمر ركْباً في سفَرٍ له فيهم عبد الله بن مسْعود، فأمَرَ عمرُ رجُلاً يُنادِيهم، من أين القَوْم؟ فأجابه عبد الله: أقْبَلْنا من الفجِّ العميق، فقال عمر: وأين تُريدون؟ قال عبد الله: البيتَ العتيق، قال عمر: إنَّ فيهم عالِماً من كلّ فجٍّ عميق أرادوا البيتَ العتيق، وأمر الرجل فناداهم, وقال له: سَلْهُم أيُّ القرآن أعْظم؟ فأجابه عبد الله: الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم، ثمّ ناداهم: أيُّ القرآن أحْكم؟ قال: إنّ الله يأمر بالعَدْل والإحْسان، فناداهم: أيُّ القرآن أجْمع؟ قال: فَمن يعْمل مثقال ذرةٍ خيراً يره, ومن يعْمل مثقال ذرّةٍ شراً يره، قال: نادِهِم، أيُّ القرآن أخْوَف: ليس بِأَمانِيِّكم ولا أمانِيِّ أهْل الكِتاب من يعمل سوءًا يُجْزَ به، قال عمر: نادِهـِم، أيُّ القرآن أرْجى؟ قال ابن مسْعود : يا عِبادِيَ الذين أسْرفوا على أنْفسهم لا تقْنطوا من رحمة الله، فقال عمر: نادِهِم، أفيكم ابن مسْعودٍ؟ قالوا: نعم. فالذي اسْتَوْعَبَ القرآن كلَّه, إنّه لعالِم، فالماهر بالقرآن مع النبيّين والصِّديقين يوم القِيامة .
سئِلَ عليٌّ كرَّم الله وجْهه عن أصْحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم, فقال:
((عن أيِّهم تسْألون؟ فقالوا: أخْبِرنا عن سيّدنا عبد الله بن مسْعود, فقال سيّدنا عليّ: علم القرآن وعلم السنَّة ثم انتهى، وكفى به عِلْماً))
إذا الإنسان درس القرآن وتعلَّمَهُ، ففيه كلُّ شيءٍ وهو كلامُ خالق الكَوْن، وهو الكِتاب المُقَرَّر، وحبْل الله المتين، والنور المُبين، والصِّراط المُسْتقيم .

أقوال أخرى للصحابة يبينون فضل علم هذا الصحابي الجليل :
حينما مات هذا الصحابيّ الجليل، كان الصحابة يسْألون: أترك مثلهُ؟ وكان الجواب: لا، فسيّدنا أبو موسى الأشْعري, قال:
((لا تسألوني عن شيءٍ مادام هذا الحَبر فيكم))
فإذا سُئِلَ الإنسانُ وكان من هو أعلمُ منه فالأدَبُ ألاَّ يجيب، أحْياناً يكون في الجلسة طبيب، ويسأل مريض سؤالاً، فإذا بك تجد من يجيب والطبيب أمامه, اِحْتَرم الطبيب، فأنت لا شيءَ أمامه، أحْياناً السؤال شرْعي وتجد من يتجرَّأُ ويجيب, هذا سوء أدب، والمفْروض إذا وُجِد من هو أعلم منك, تقول: سلْ فُلاناً، لذلك سيّدنا أبو موسى الأشْعري, قال:
((لا تسألوني عن شيءٍ مادام هذا الحَبر فيكم))

يُسْتَنْبَط من هذا الكلام أنّ أصْحاب النبي كان يعْرف أحدهم حقَّ الآخر، والمؤمنون يتعاوَنون، ولا يتنافَسون، ولا يتحاسدون, ولا يتباغَضون، وأجمل منظر أراهُ في حياتي حينما أجد الدعاة إلى الله مُتعاوِنين، ويَحْترمُ بعْضهم بعْضاً، ويُجِلُّ بعضهم بعضًا، ويتعاوَنون على مصْلحة المسْلمين العامة، أما حينما أراهم يتنافسون ويتحاسَدون ويتراشقون التُّهَم، وكُلُّ واحدٍ منهم يرى أنَّهُ هو الإمام في الدين، وأنَّ الله جلّ جلاله له وحْده، وأنَّ جماعته هم على الحقّ، وأنهم هم الفرقة الناجِيَّة، وما سِواهم إلى النار, فهذه نظْرة سخيفة، فيجب أن يكون انْتِماؤُك إلى جميع المؤمنين، وكلُّ إنسانٍ عقيدته صحيحة، وسٌلوكُهُ مُنْضَبِط فهُو على عَيْني ورأسي، واْحتَرِمُهُ وأُجِلُّهُ .
وعن شقيقٍ, قال: كنت قاعِداً مع حُذَيْفَة, فأَقْبل ابن مسْعودٍ: فقال حُذَيْفَة:
((إنَّ أشْبه الناسِ هَدْياً برسول الله صلى الله عليه وسلّم من حين يخْرجُ من بيْتِهِ إلى أنْ يرْجِع، ولا أدري ما يصْنع في أهْله لَهُوَ عبد الله بن مسْعودٍ؛ ووالله لقد عَلِمَ المَحْظوظون من أصْحاب مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلّم أنّ من أقْربهم إلى الله تعالى وسيلَةً يومَ القِيامة هو عبد الله بن مسْعودٍ))
ماذا يقول ابن مسعود عن نفسه ؟
يقول سيّدنا عبد الله بن مسْعودٍ عن نفْسه:
((والله الذي لا إله إلا هو، ما نزلَتْ آيَةٌ في كِتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلَتْ، وفيمَا نزَلَتْ، ولو أعلم أنَّ أحداً أعلم بِكِتاب الله منِّي تنالُهُ المَطِيُّ لأتَيْتُهُ))
فما مِن آيةٍ إلا وهو يعلم أين نزلت؟ وفيما نزلت, ومتى نزلتْ, هذا هو المؤمن، إما أنْ تعرف، وإما أنْ تتعلم على من يعرف، وإياكَ أنْ تتكَبَّر، أما ألاّ يتعلَّم يدَّعي المعْرفة فهذا شيْطان، ومن الناس من يدْري ويدْري أنَّهُ يدْري فهذا عالمٌ فاتَّبِعوه، ومنهم من يدْري ولا يدْري أنه يدْري فهذا غافِلٌ فنَبِّهوه، ومنهم مَن لا يدْري ويدْري أنه لا يدْري فهذا جاهِلٌ فَعَلِّموه، ولكنْ أخْطر واحد أنَّ منهم مَن لا يدْري ولا يدْري أنَّهُ لا يدْري فهذا شيْطانٌ فاحْذَروه، وهذا نِصْف العالِمِ، وهو خطيرٌ, لا هُوَ عالمٌ فيَنْتَفِعُ بِعِلْمِهِ، ولا هو جاهِلٌ فَيَتَعَلَّم .

انظر إلى حسن تصرفه مع جسده حتى لا يضيع حق الله عليه :
قال تميمُ بن حَذْلَم:
((جالَسْتُ أصْحاب النبي صلى الله عليه وسلَّم, وما رأيْتُ أحداً أزْهَدَ في الدنيا، ولا أرْغَبَ في الآخرة، ولا أحَبَّ إليَّ أنْ أكون فيه مِن والِهٍ منك يا عبد الله بن مسْعود ، جالَسْتُ أصْحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فَوَجَدْتُهُم كالإيخاذ, والإيخاذ يرْوي الرَّجُل والرَّجُلَيْن والإيخاذ يَرْوي المئة، والإيخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصْدرهم ؛ فَوَجَدْتُ عبد الله من ذلك الإيخاذ))
فهناك مُجَمَّعُ ماءٍ يرْوي شَخْصاً واحداً، وهناك مُجمَّع يرْوي المئة، وجمّع آخر يروي ألفًا، ومجمع لو جاء أهل الأرض كلهم لارْتَوَوا منه، فابن مسْعودٍ من النوع الأخير .
قال عبد الله بن يزيد:
((ما رأيْتُ فقيهاً قطّ أقَلَّ صَوْماً من ابن مسْعودٍ، فقيلَ له: لمَ لا تصوم, فقال: إني أخْتار الصلاة على الصوم، فإذا صِمْتُ ضَعُفْتُ عن الصلاة))

فَكُلّ شخْصٍ له مزاجُهُ، أحْياناً تجد شخْصاً يتوافق مزاجُهُ مع الصِّيام، وبِالمُقابل تجد أنَّ الآخر إذا صامَ تعَطَّل عن كُلّ أعْماله وتُجَمَّدُ، ولا يسْتطيع أنْ يفْعل شيئاً, فَسَيِّدُنا ابن مسْعودٍ كانَ واقِعِياً: إني أخْتار الصلاة على الصوم، فإذا صِمْتُ ضَعُفْتُ عن الصلاة، يبْدو أنَّ تِلاوَتَهُ وقِراءَتَهُ وصلاته وعمله الصالح لا ينْشط لها إلا وهو في الإفْطار، لذلك كان أصْحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في سَفَرٍ، بعضُهُم صام وبعضهم الآخر أفْطر, وأجْمَلُ شيءٍ في هَذه الرِّواية, قال: إنَّ الذين صاموا لم يأخُذوا على الذين لم يصوموا، والذين لم يصوموا لم يأخذوا على الذين صاموا، أما الآن إذا صام أحدُهُم عاشوراء، كلما الْتقى بِشَخْصٍ, يقول له: ألَسْتَ صائِماً اليوم؟ ألَسْتَ كذا وكذا؟ يُشْهِّر نفسه في هذا اليوم، ويرى أنَّ من لم يَصُمْهُ كأنَّهُ قد ارْتكب جريمة, وهناك أشْخاص ألَمَّ بهم المرض، وآخرون مُتْعَبون، وذاك معه قَرْحَة في المِعدة، فَكُلُّ واحدٍ له وضْعُهُ الخاص، فلا تتَدَخَّل، أنت عليك الفرائِض، فإذا وَجَدْته في رِمَضان مُفْطِراً فعليك أنْ تُؤاخِذَهُ، أما فيما عداه فَكُلُّ جِسْمٍ له مزاج ووضْع، هناك أعْمالٌ شاقَّة، اُنْظر إلى سيّدنا عبد الله بن مسْعود, قال: إني أخْتار الصلاة على الصوم، فإذا صِمْتُ ضَعُفْتُ عن الصلاة .

سؤال وجه إلى ابن مسعود :
مرَّ أحد الصحابة بِسَيِّدِنا عبد الله بن مسْعودٍ بِسَحَرٍ, وهو يقول:
((اللهمّ دَعَوْتني فَأَجَبْتك، وأَمَرْتني فَأَطَعْتُك، وهذا سَحَرٌ فاغْفِرْ لي))
ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام:
((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ, فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟))
[أخرجه البخاري عن أبي هريرة في الصحيح]

وهذه نصيحَتي لكم جميعاً, إذا ضاقَتْ الأُمور، وتريد من الله عطاءً أو فَرَجًا، وكانت الأمور مُعَسَّرة، فعليك ثُلُثُ الليل الأخير:
((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ, فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟))
[ أخرجه البخاري عن أبي هريرة في الصحيح]
قال ذلك الصحابيُّ الذي سمع ابنَ مسعود يدعو سحَرًا:
((فلما أصْبَحْتُ غَدَوْتُ عليه وسألته، فقال: إنَّ يعْقوب لما قال لِبَنيهِ سوف أسْتَغْفِرُ لكم أخَّرَهُم إلى السَّحَر- اُنْظر إلى الفَهْم الدقيق- سيّدنا يعْقوب, قال: سوف أسْتغْفر لكم ربي, ولماذا لم يقُل: سوفَ أسْتغفر لكم الآن؟ قال: لأنَّهُ يعْلم أنَّ وقْتَ السَّحر وَقْتَ إِجابة))
ولذلك دعا ابن مسعود في السَّحَر, قائلاً:
((اللهمّ دَعَوْتني فَأَجَبْتك، وأَمَرْتني فَأَطَعْتُك، وهذا سَحَرٌ فاغْفِرْ لي))



 

رد مع اقتباس
قديم 24-12-2022, 02:36 PM   #4


فاتنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8862
 تاريخ التسجيل :  11 - 9 - 2019
 أخر زيارة : 08-02-2024 (01:04 AM)
 المشاركات : 849,165 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Mediumauqamarine
شكراً: 0
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
افتراضي



ذَائِقَة مُتَمَيِّزَة
واختِيَار مُوفَّق
يعطِيكـ العَافِيَة
عَلى هَذَا { الطَّرْح } الجَمِيل
وجَزَاكـ اللهُ خَيرًا
عَلى جُهُودِكـ المُثمِرَة فِي أرْوِقَة المُنتَدَى


 

رد مع اقتباس
قديم 24-12-2022, 06:28 PM   #5


همس الروح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5633
 تاريخ التسجيل :  27 - 11 - 2014
 أخر زيارة : اليوم (09:12 PM)
 المشاركات : 999,094 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Snow
شكراً: 1,420
تم شكره 866 مرة في 477 مشاركة
افتراضي



جزاك الله خيرا ولاحرمك الاجر
بوركت وطرحك الطيب


 

رد مع اقتباس
قديم 24-12-2022, 07:26 PM   #6


ملاذ الفرح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7815
 تاريخ التسجيل :  24 - 4 - 2017
 أخر زيارة : 31-08-2024 (06:28 AM)
 المشاركات : 275,241 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Maroon
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي



طرح رائع
ابدعت بالإنتقاء
الله يعطيك العافية

.
.



 

رد مع اقتباس
قديم 24-12-2022, 11:39 PM   #7


البرنسيسه فاتنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4429
 تاريخ التسجيل :  3 - 2 - 2014
 أخر زيارة : 15-07-2023 (04:13 PM)
 المشاركات : 1,076,459 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Jordan
لوني المفضل : red
شكراً: 416
تم شكره 564 مرة في 359 مشاركة
افتراضي



جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مالك , بن , كعب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 11:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010