الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} كلما قرأت هذه الآية، وتأملت فيها، تنتابني مشاعر الرهبة والخشية والتعجب في نفس الوقت إنه نداء من رب العالمين، إنه نداء خاص، وليس نداء عامًّا للبشرية، إنه نداء خاص بفئة معينة، إنهم المؤمنون. فأتوقف وأتأمل، لمَ لا يكون لغير المؤمنين؟ وأقول لنفسي: إن غير المؤمنين هم الذين كان يجب أن يُطلب منهم ذلك فالمؤمن - حسب تفكيري أنا - من المفروض أنه صادق، فأتعجب، ثم أعود وأتذكر. إنه قول ربي. إذًا هناك شيء آخر. هناك من المؤمنين من يحتاج أن يكون صادقًا. نعم، صدق الله العظيم. واقع الحياة ينطق بصدق الآية الربانية في كتاب الله. انظر قول المؤمنين بعضهم مع بعض، انظر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي تموج بالكذب والخداع ونشر الفساد هنا وهناك. انظر التعاملات التجارية، والصناعات، وحتى الزراعة، وما يشوب كل ذلك من غش وفساد. هناك الكثير من المؤمنين لديهم نقص في هذه الدرجة من السمو، وإنهم لم يصلوا إليها. صدق الله العظيم. الواقع يؤكد حاجتنا إلى الصدق في كل مجالات الحياة. نحن في حاجة إلى صدق في أداء مناسكنا من صلاة، وصوم، وزكاة، وحج. نحن في حاجة إلى صدق في المشاعر، وفي القول، وفي العمل، وتعاملاتنا بعضنا مع بعض. ومن هنا كان النداء الرباني لنا نحن المؤمنين. إن الله يريدنا أن نجاهد أنفسنا للوصول لدرجة أعلى في إسلامنا. ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]. نعم، إن درجة الصادقين من الدرجات العليا في الجنة. انظر قول ربك: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]. والصديقون هم: الذين كمل تصديقهم بما جاءت به الرسل، فعلموا الحق وصدقوه بيقينهم وبالقيام به قولًا وعملًا وحالًا، ودعوة إلى الله، تصديقًا لا يخالجه شك، ولا تحوم حوله ريبة، وصدقوا في دفاعهم عن عقيدتهم وتمسكهم بها، وسارعوا إلى ما يرضى الله بدون تردد أو تباطؤ. وقد دلت الآية على أنه لا مرتبة بعد النبوة في الفضل والعلم إلا هذا الوصف، وهو كون الإنسان صدِّيقًا؛ ولذا أينما ذُكر في القرآن الصديق والنبي، لم يجعل بينهما واسطة؛ كما قال تعالى في صفة إدريس: ﴿ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 56]. ثم انظر الثواب العظيم لمنزلة الصديقين في هذه الآية: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119]. كم نحن في حاجة أن نستشعر معاني الصدق في أنفسنا، وكيف ندرب أنفسنا عليها ونعيشها عمليًّا كما استشعرها الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك ثم تاب الله عليهم! نحتاج أن نربي الأبناء على الصدق العملي، ونجعلهم يتذوقون حلاوته وجدانيًّا وروحيًّا، ويعيشونه في الواقع حتى يصبح واقعًا في حياتهم. لا بد من تكاتف الجهود للرقي في حياتنا بهذا الصدق الذي سيكون مردوده على الجميع بالخير في الدنيا والآخرة. _ أ. د. فؤاد محمد موسى. المصدر: منتدى همسات الغلا dh Hdih hg`dk Nlk,h hjr,h hggi ,;,k,h lu hgwh]rdk gHkkh Hdih lu hggi hg`dk hgwh]rdk hjr,h dh ,;,k,h |
17-11-2022, 11:15 PM | #4 | |
|
| |
|
18-11-2022, 03:54 PM | #6 |
| جزاك المولى الجنه وكتب الله لك اجر هذه الحروف كجبل احد حسنات وجعله المولى شاهداً لك لا عليك دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم |
|
19-11-2022, 07:22 PM | #7 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,, آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !! وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ دمت بـِ طآعَة الله . |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
لأننا , أيها , مع , الله , الذين , الصادقين , اتقوا , يا , وكونوا |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفسير قوله تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا.. } | ميارا | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 18 | 25-07-2021 01:36 AM |
وقفة مع قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا..} الآية | البرنس مديح ال قطب | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 11 | 17-07-2021 03:13 AM |
فى رحاب سورة " آل عمران " ج : 2 | تيماء | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 22 | 30-12-2018 10:08 AM |
الود فى القرآن | ذابت نجوم الليل | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 26-03-2018 09:03 AM |
تجرثم الدم الخفي عند الأطفال | ميارا | (همســـات الصحه والطب) | 9 | 09-02-2014 01:21 AM |