#1
| |||||||||||
| |||||||||||
•• من عقوبات المعاصي •• من عقوباتها أنها تؤثر بالخاصة في نقصان العقل فلا تَجدُ عاقِلين أَحَدهما مُطِيعٌ والآخرُ عاصٍ إِلا وَعَقْلُ المطيع منها أَوْفَرُ وأَكْمَلُ وفِكْرُهُ وَرَأَيُهُ أَسَدُّ والصوابُ قَرِينه. ولِهَذا تِجَدُ خِطاب القُرآن إنما هو مَعَ أولى الألباب والعقول كقوله: ﴿ وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ وقوله: ﴿ فَاتَّقُواْ اللهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾، وقوله: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ﴾ ونظائر ذلك كثيرة. وكيف يكون عاقلًا وَافِرَ العقل مَن يَعصِي مَن هو في قبضته وفي داره، وهو يعلم أنه يراه ويشاهده فيعصيه، وهو بعينه غير متوار عنه ويستعين بنعمه على مَسَاخِطه، ويَستدعِي كل وقت غَضَبَه عليه ولَعْنَتَهُ له، وإِبعادَهُ مِن قُرْبِهِ، وطَرْدهُ من بابه وإعراضَه عنه، وخذلانَه له والتخليةَ بينه وبين نفسه وعدوه، وحرمانه من رضاه وحبه، وقرة العين بقربه والفوز بجواره، والنظر إلى وجهه في زمرة أوليائه إلى أضعاف ذلك مِن كرامة أهل الطاعة وأضعاف أضعاف ذلك مِن عقوبة أهل المعصية. شِعْرًا يَا ذا الذي حَمَّلَهُ جَهْلُهُ مِن الْمَعَاصِي فَوْقَ ما يَقْوَى البَسْ مِنْ التَّوْبَةِ دِيباجةً مُعْلَمَةً بالنُسْكِ والتَقْوَى واعْلَمْ بأنْ لَسْتَ تُرَى نَاجِيًا إِنْ لَمْ تُطِعْ مَنْ يَعْلم السِّرَ والنَّجْوى آخر: قِفَا نَبْكي مِن عظمِ الذُنُوبِ وَفتكِها وَتَضْيِيْعِنا الأَوقات في غَيْر وَاجِبِ ونَسْتَدْركُ الماضِي بِتَوبَةِ صَادِقٍ وَنَسْتَقْبِل الآتِي بِجِدِّ المُوَاضِبِ وَنَعْمَلُ أَعْمَالًا حِسَانًا لَعَلَّهَا تُكَفِّرُ عَنَّا مُفْضِعَات المَعَائِبِ آخر: إِذَا المَرْءُ لَمْ يَلْبَسْ لِبَاسًا من التُّقَى تَقَلَّبَ عرْيَانًا وَإِنْ كَانَ كَاسِيًا وَخَيْرُ خِصَالِ المرءِ طَاعَةُ رَبِهِ ولا خَيْرَ في مَنْ كَان لِلَّهِ عَاصِيًا فأي عقل لمن آثر لذة أو يوم أو دهر، ثم تنقضي كأنها حلم لم يكن على هذا النعيم المقيم والفوز العظيم؟ بل هو سعادة الدنيا والآخرة. ولولا العقل الذي تَقُوم عليه به الحجة لكان بمنزلة المجانين، بل قد يكون المجانين أحسن حالًا منه وأسلم عاقبة، فهذا مِن هذا الوجه، وأما تأثيرها في نقصان العقل المعيشي، فلولا الاشتراك في هذا النقصان، لَظَهَرَ لِمُطِيعِنَا نُقْصَانُ عقل عاصينا، ولكن الجائحة عامة، والجنون فنون. ويا عجبًا لو صَحَّتِ العُقُولُ، لَعَلمت أَنَّ الطرِيقَ الذي يحصل به اللذةُ والفرحةُ والسرورُ وطيبُ العيشِ، إنما هو في رضاء مَن النعيمُ كُلُه في رِضَاه والألمُ والعذابُ كله في سَخَطِهِ وغَضَبِهِ. ففي رضاه قرةُ العيون، وسرورُ النفوس، وحياةُ القلوب، ولَذَّةُ الأرواح، وطِيبُ الحياةِ ولذةُ العَيشِ وأَطْيَبُ النعيم ممَّا لَو وُزنَ منه مثقالُ ذَرةٍ بنعيم الدنيا، لم تَفِ بِهِ، بل إذا حَصلَ لِلقلْبِ مِن ذلكَ أَيْسَرُ نَصِيبٍ لم يَرْضَ بالدنيا وما فيها عَوضًا منه. ومَعَ هذا فهو يَنْعَمُ بنَصِيبِهِ أَعْظَمُ مِن تَنَعُّم المترفين فيها، ولا يَشُوبُ تَنَعُّمهُ بذلك الحظِ اليسيرِ ما يشوبُ تَنَعُمُّ المترفين مِن الهموم الغموم والأحزانِ والمعارضاتِ، بل قد حَصَلَ على النعيمين وهو ينتظر نعيمين آخرين أعظم منهما؛ انتهى. لِلَّهِ قَومٌ أَطَاعُوا الله خَالقَهُمْ فآمَنُوا واسْتَقامُوا مِثْلَ ما أَمروا والوَجُدُ والشوقُ والأفْكارُ قُوتُهمُوا ولازَمُوا الجِد والادْلاجَ في البُكَرِ آخر... إِذا ما كَسَاكَ لله سِرْبَاك صِحَّةٍ وَلَمْ تَخْلُ مِنْ قُوتًا يَحِلٌ ويعذُبُ فلا تَغْبِطَنَّ المُتْرَفِينَ فَإِنَّهُمْ بِمِِقْدَارِ مَا يُكْسُونَ في الوْقَتِ يُسْلَبُ آخر: أَفادَتْني القَنَاعَةُ كُلَّ عِزٍّ وَأَيُّ غِنىً أعَزَ مِنَ القَنَاعَهْ فَصَيِّرْهَا لِنَفْسِكَ رَأْسَ مَالٍ وصَيِّرْ بَعْدَهَا التَّقْوى بضَاعَهْ تَحُزْ رِبْحَيْنِ تَغْنَى عن بَخِيلٍ وتَنْعَمُ في الجِنَانِ بِصَبْرِ سَاعَهْ آخر... أَخَصُّ الناس بالإِيمانِ عَبْدٌ خَفِيفُ الحَاذِ مَسْكَنُهُ القِفَارُ لَهُ في اللِّيْلِ حَظٌ مِن صَلاةٍ ومِن صَوْمٍ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ وقُوتُ النَفسِ يَأتِي في كَفَافٍ وكَانَ لَهُ على ذَاكَ اصْطِبَارُ وفيه عِفَّةُ وبِهِ خُمُولٌ إِليْهِ بالأَصَابعَ لا يُشَارُ وقَلَّ البَاكِيَاتُ عَليّه لَمَّا قَضَى نَحْبًا ولَيْسَ لَهُ يَسَارُ فَذَالِكَ قَدْ نَجا مِنْ كُلِّ شَرٍّ ولَمْ تَمْسَسْهُ يَوْمَ البَعْثِ نارُ اللَّهُمَّ قَوِ إِيمانَنَا بِكَ وبملائكتِكَ وَبِكُتُبِكَ وَبِرُسُلِكَ وباليومِ الآخر وبالقدرِ خيرِه وشرِّهِ اللَّهُمَّ نَوِّرْ قُلُوبَنَا بِطَاعَتِكَ وَحُلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيتِكَ وألْهِمْنَا ذِكرَكَ وَشُكْرَكَ واجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِين واغْفِرْ لَنَا وَلِوالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وصلَّى اللهُ عََلَى نَبينا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ أَجْمَعِينَ المصدر: منتدى همسات الغلا •• lk ur,fhj hgluhwd H, hgluhwn ur,fhj |
14-10-2022, 06:53 AM | #3 |
| جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض .. بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك .. آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !! دمت بحفظ الله ورعآيته .. لِ روحك |
|
14-10-2022, 03:02 PM | #4 |
| |
|
14-10-2022, 03:02 PM | #5 | |||||||||
| اقتباس:
وَكَلمَاتِكـ الرَّاقِيَة لا خَلا ولاَ عَدَم جَزَاكـ اللهُ خَير وَألف شُكر | |||||||||
|
15-10-2022, 08:23 PM | #6 |
| جَزآك الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ بارك الله فيك على آلمَوضوعْ آسْآل الله آنْ يعَطرْ أيامك بآلريآحينْ دمْت بـ طآعَة الله ..} |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أو , المعاصى , عقوبات , •• |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لذة ترك المعاصي | البرنس مديح ال قطب | ( همســـــات الإسلامي ) | 10 | 02-09-2021 11:46 AM |
المعاصي القلبية | البرنس مديح ال قطب | ( همســـــات الإسلامي ) | 15 | 11-07-2020 06:54 PM |
اثار المعاصي على العاصي . | بسام البلبيسي | ( همســـــات الإسلامي ) | 10 | 16-03-2019 09:05 AM |
عقوبات أمريكية جديدة على إيران بسبب برنامجها للصواريخ البالستية بعد الإبقاء على الاتف | مبارك آل ضرمان | ( همسات الاخبار العاجله ) | 8 | 27-10-2017 07:28 PM |
عقوبات المعاصي بالدنيا | شموخ الرواسي | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 13-02-2014 06:54 PM |