ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 21-09-2022, 02:31 PM
النـور غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
الاوسمة
فخرنا سلمان 
لوني المفضل Hotpink
 رقم العضوية : 3291
 تاريخ التسجيل : 21 - 10 - 2012
 فترة الأقامة : 4450 يوم
 أخر زيارة : 15-11-2024 (05:05 AM)
 العمر : 25
 الإقامة : الشرقية
 المشاركات : 133,284 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : النـور يستحق التميز النـور يستحق التميز النـور يستحق التميز النـور يستحق التميز النـور يستحق التميز النـور يستحق التميز النـور يستحق التميز النـور يستحق التميز النـور يستحق التميز النـور يستحق التميز النـور يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أبواب






أبواب
أ. شائع محمد الغبيشي

في آن واحد أبواب فُتِّحت فاستبشِروا وافرحوا وأمِلوا، وأبواب غلِّقت فاستبشِروا وافرحوا وأمِلوا، ولكن كيف نفرح بفتح أبواب وإغلاق أبواب في آن واحد؟
الأبواب إذا فتحت كُشف ما بداخلها، فإن كان ثمينًا جميلًا اشتاقت النفوس لفتحها، واستبشرت بنيل شيءٍ من كنوزها ومحاسنها، وفرحت بفتح تلك الأبواب، وأمَّلت بخولها والولوج إليها، وإن كان ما بداخلها خبيثًا مذمومًا مكروهًا، أنست النفس بغلقها، وأمنت واستبشرت بالسلامة من خبثها وشرها، وفرحت بغلق تلك الأبواب وطمعت في النجاة من شرها.
فمتى نفرح بفتح أبواب وغلق أخرى؟ وما الأبواب التي تفتح؟ وما الأبواب التي تغلق؟ ومتي يكون ذلك؟ وما دلالاته وهدايته؟
ها كم الخبر يزفُّه إليكم خير البشر صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ»؛ رواه البخاري[1]، وفي رواية: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ»[2]، وفي رواية مسلم: «إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ»[3].
عرفنا الأبواب، وعرفنا ما يفتح منها وما يغلق، وعرفنا متى يحصل ذلك في آن واحد، فما دلالات ذلك وهداياته؟
أولًا: محبة الله جل وعلا لعباده ورحمته ولطفه بهم؛ حيث جعل لهم مواسم عظيمة للخيرات تقرِّبهم منه، وجعل لتلك المواسم مميزات وخصائص تحفزهم على ذلك فما أرحم الله بنا؛ قال تعالى:{ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } [الحديد: 9]، وهذا يوجب علينا محبة ربنا جل وعلا والإقبال عليه وطاعته، والإنابة إليه والإسراع إلى مرضاته سبحانه.
ثانيًا: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية أمته وصلاحها وقربها من ربها: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }[التوبة: 128]، ولذلك حثَّنا عليه الصلاة والسلام على اغتنام مواسم الخيرات، وحفَّزنا على ذلك، فالواجب علينا محبته صلى الله عليه وسلم وطاعته والإقبال على سنته وهديه.
ثالثًا: فضل رمضان وأنه من أعظم مواسم الخير التي ينبغي للمسلم العاقل اللبيب أن يهتبله، فيكون من المسارعين في الخيرات السابقين إلى الطاعات، فالمنادي يناديه: «يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ»؛ رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
رابعًا: قوله صلى عليه وسلم: «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ»>
له دلالات وهدايات منها:
1- تشويق العباد للجنة وما أعد الله لعباده فيها من النعيم المقيم الذي لا يخطر للعبد على بال كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ»؛ رواه البخاري ومسلم.
تأمل قول المولى جل وعلا:{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر: 33 - 35].
هناك يجتمع المؤمن بأهله وأحبابه: { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } [الرعد: 23، 24].
2- الحث على معرفة نعيم الجنة الذي أعده الله لعباده، وكلما ازداد العبد معرفة بهذا النعيم العظيم، زاد شوقه له، والعمل من أجله، والحرص على تحصيله والفوز به، ولذا لما عرف الصحابة رضي الله عنهم نعيم الجنة، كان ذلك أعظم مطلب لديهم رضي الله عنهم، فهذا ربيعة بن كعب رضي الله عنه يخبرنا أنه لما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَلْ، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ»[4]، وهذا أنس بن النظر رضي الله عنه يقول لسعد بن معاذ رضي الله عنه يوم أحد: وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ أَجِدُهُ دُونَ أُحُدٍ، قَالَ: «فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ»[5]، ومن أفضل ما الكتب في وصف نعيم الجنة كتاب حادي الأروح إلى بلاد الأفراح لابن القيم رحمه الله، وكتاب الغاية لعدلان العنزي.
3- تبشير الصائمين بالجنة، وبيان أن رمضان من أعظم فرص دخولها والفوز بها، ففيه تُفتح أبوابها، بل إن الله خص الصائمين باب من أبواب الجنة يسمى الريان، فعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ"؛ رواه البخاري[6].
4- تحفيز العباد على الاستكثار من الأعمال التي توصلهم إلى دخول الجنة والفوز بنعيمها والمسارعة والمسابقة إلى ذلك؛ قال تعالى:{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }[آل عمران: 133]، وقال سبحانه: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [الحديد: 21].
5- أن يلهج العبد بالدعاء أن يدخله الجنة، ويجعله من أهلها، وخاصة في هذه الأيام التي فتح الله فيها أبواب الجنة؛ لتتعلق النفوس بها وترغب فيها، وتطمع في فضل ربها ورحمته.
رابعًا: قوله صلى الله عليه وسلم: «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ» وقوله: «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ» >
له دلالات وهدايات منها:
1- الاستبشار بنيل البركات النازلة من السماء في كل ليلة من ليالي رمضان، فرمضان شهر التقوى وأعظم مكاسب المتقين أن يفتح الله عليه بركات السماء والأرض؛ قال تعالى:{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } [الأعراف: 96]، وبركات السماء تشمل الخيرات التي ينزلها الله على عباده ومنها الرزق الذي يسوقه سبحانه وتعالى إليهم ويبارك لهم فيه.
2- الطمع في نيل رحمة الله جل وعلا التي يفتحها على عباده، فينالون بها خيري الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [فاطر: 2]، قال الإمام الشنقيطي رحمه الله: "ذَكَرَ جَلَّ وَعَلَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ مَا يَفْتَحُهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَإِنْعَامِهِ عَلَيْهِمْ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِ النِّعَمِ، لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ كَائِنًا مَا كَانَ أَنْ يُمْسِكَهُ عَنْهُمْ، وَمَا يُمْسِكُهُ عَنْهُمْ مِنْ رَحِمَتِهِ وَإِنْعَامِهِ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ كَائِنًا مَنْ كَانَ أَنْ يُرْسِلَهُ إِلَيْهِمْ، وَهَذَا مَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ مِنَ الدِّينِ، وَالرَّحْمَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْآيَةِ عَامَّةٌ فِي كُلِّ مَا يَرْحَمُ اللَّهُ بِهِ خَلْقَهُ مِنَ الْإِنْعَامِ الدُّنْيَوِيِّ وَالْأُخْرَوِيِّ"[7].
3- استشعار أن شهر رمضان من أعظم فرص نيل رحمة الله وبركاته والخيرات التي يفيضها على عباده، فما أجمل أن يُري المسلم ربه من نفسه خيرًا بالإقبال على طاعته والمسارعة إلى الخيرات في هذا الشهر؛ ليكون العبد أهل لنيل بركات الرب ورحمته.
4- أن يفتش العبد عن الأعمال التي يستنزل بها رحمة الله عز وجل، فيبادر إليها ليدخله الله في رحمته، فتلك من أعظم مطالب أولي النهى، فهذا موسى عليه السلام يدعو ربه عز وجل:{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأعراف: 151]، وقد قال جل وعلا: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } [الأعراف: 156].
5- أن يلهج العبد بالدعاء لله عز وجل وطلب كل ما يطمع فيه من خيري الدنيا والآخرة، فإذا كانت دعوة المظلوم تفتح لها أبواب السماء تبشيرًا بإجابتها فكيف إذا كانت أبواب السماء مفتوحة للطالبين شهرًا كاملًا؟! فكم من طارقٍ لباب الكريم نال بغيته فكيف وقد فتح لنا أبواب سماواته ورحمته.
6- فتح أبواب السماء مشعر ينزل الملائكة والملائكة تتنزل على المؤمنين بالخيرات والبركات والأمن السلامة تحف الذاكرين وتصحب الطائعين فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ - يَعْنِي مِنْ بَيْتِهِ - إِلَّا بِبَابِهِ رَايَتَانِ: رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ، اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ»؛ رواه لإمام أحمد بسند صحيح[8]، فهذا في سائر العام فكيف بشهر أبواب السماء في مفتحة؟! ويكثر نزولهم ليلة القدر:{ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } [القدر: 4، 5].
خامسًا: قوله صلى الله عليه وسلم: «وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ» >
له دلالات وهدايات؛ منها:
1- الطمع في العتق من النار ورمضان شهر العتق فقد قال صلى الله عليه وسلم "إن لله عُتَقَاءَ في كل يومٍ وليلة، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مُسْتجابةٌ"[9]، ولذا كان من دعاء المتقين: { رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران: 16]، ودعاء أولي الألباب: { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران: 191].
2- في إغلاق أبواب جهنم حثٌ للمسلم بأن يسعى جاهدًا للفوز بالعتق من النار، فيسارع إلى الخيرات ويلهج في الدعاء ويلح على الله في هذا الشهر أن يكتبه من العتقاء ويتحرى ساعات الإجابة وأحرى تلك الساعات عند الفطر فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ»[10]، وكذلك في الثلث الأخير من الليل وقت النزول الإلهي.
3- في التذكير بإغلاق أبواب جهنم في كل ليلة من رمضان، تذكير للمسلم بأن يخاف من عذاب جهنم وأن يعظ نفسه بما ورد في وصوفها في القرآن، وصحيح السنة من صنوف العذاب لردعها عن الوقوع في معصية الله، ولتستقيم له على طاعته الله عز وجل، لذا ذكر الله عباده بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم: 6]، وقال تعالى: { وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } [إبراهيم: 15 - 17]، من الكتب المؤلفة في ذلك، التخويف من النار لابن الجوزي رحمه الله، والجنة والنار للأشقر رحمه الله.
سادسًا: هذه النصوص وغيرها مما ورد في فضائل شهر رمضان تدعونا إلى تعظيم هذه الشهر وإجلاله والفرح به والشوق إليه، وأن يجعل المسلم له في شهر رمضان خطة خاصة ترتقي به وتقوي صلتها بربه ليكون من الرابحين الفائزين، وخاصة الصلة بكتاب الله فقد خص رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان بمدارسة القرآن مع جبريل عليه السلام، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ[11]، وفي رواية: «يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ»[12]، فحري بالمسلم أن يغتنم هذه الفرصة العظيمة، وتكون هذه النصوص خير حاد له إلى الربح في أعظم مواسم التجارة مع الله عز وجل، وليحذر كل الحذر من أن يكون ممن دعا عليهم جبريل عليه السلام، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتأمين على دعائه؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ»؛ رواه ابن حبان[13]، وفي رواية الأدب المفرد: قال صلى الله عليه وسلم: «جَاءَنِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ: آمِينَ»[14].
اللهم وفِّقنا لصيام رمضان إيمانًا واحتسابًا، واكتبنا فيه من العتقاء من النار، واجعلنا بمنِّك وكرمك من أهل جنتك وكرامتك، واجعلنا من المسارعين للخيرات يا حي يا قيوم.






[/align]


Hf,hf





رد مع اقتباس
قديم 21-09-2022, 02:39 PM   #2


شاميه مهره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9931
 تاريخ التسجيل :  15 - 9 - 2022
 العمر : 24
 أخر زيارة : 16-10-2022 (05:38 PM)
 المشاركات : 467 [ + ]
 التقييم :  21690500
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



جزاك الله كل خير

يعطيك العافيه


 

رد مع اقتباس
قديم 21-09-2022, 03:16 PM   #3


فاتنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8862
 تاريخ التسجيل :  11 - 9 - 2019
 أخر زيارة : 08-02-2024 (01:04 AM)
 المشاركات : 849,166 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Mediumauqamarine
افتراضي



يعطيك العافية
على روعة المنقول
شكرا لكـ
وأثابك الله على جهدك الرائع


 

رد مع اقتباس
قديم 21-09-2022, 04:29 PM   #4


همس الروح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5633
 تاريخ التسجيل :  27 - 11 - 2014
 أخر زيارة : اليوم (01:17 AM)
 المشاركات : 999,019 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Snow
افتراضي



الف شكر لك سلمت يمينك

دمت ودام ابداعك

تحية وامتنان



 

رد مع اقتباس
قديم 21-09-2022, 07:25 PM   #5


ميارا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3158
 تاريخ التسجيل :  19 - 7 - 2012
 أخر زيارة : 20-05-2023 (09:06 PM)
 المشاركات : 944,607 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ياكم تمنيت السعادة
بدنياي وشفت
السعادة تبتعد ماتبيني


يارب امنحني
قلبا يتحمل
جروحه وألالامه
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



طرح في غاية الروعة بارك الله فيك
جزاك الله خيـــر على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه
الله لايحرمنا من جديــدك


 
مواضيع : ميارا



رد مع اقتباس
قديم 24-09-2022, 04:29 PM   #6


الاداره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  3 - 2 - 2010
 أخر زيارة : 07-12-2024 (09:16 PM)
 المشاركات : 900,637 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,,
آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !!
وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك
وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ
علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ
دمت بـِ طآعَة الله .


 

رد مع اقتباس
قديم 24-09-2022, 06:03 PM   #7


النـور غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3291
 تاريخ التسجيل :  21 - 10 - 2012
 العمر : 25
 أخر زيارة : 15-11-2024 (05:05 AM)
 المشاركات : 133,284 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Hotpink
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاميه مهره
جزاك الله كل خير

يعطيك العافيه



يسلموا على المرور الجميل

لا عدمتكم


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أبواب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبواب الجنة ذابت نجوم الليل ( همســـــات الإسلامي ) 11 08-08-2021 06:45 AM
أبواب الحرم النبوي الشريف ... عَبَقُ الجنّه (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) 13 31-03-2014 12:17 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 03:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010