الحمد لله ماغرد بلبل وصدح وما اهتدى قلب وانشرح وما عم فينا سرور وفرح
الحمد لله ما ارتفع نور الحق وظهر وما تراجع الباطل وتقهقر وما سال نبع ماء وتفجر وما طلع صبح وأسفر
وصلاة وسلاماَ طيبين مباركين على النبي المطهر
صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر ماسار سفين للحق وأبحر
وما على نجم في السماء وأبهر
وعلى آله وصحبه خيرأهل ومعشر صلا ة وسلاماَ إلى يوم البعث والمحشر .
أمابعـــد:
المطر والغيث :
الكثير منا لا يفرق ما بين المطر والغيث ويجعل لفظةالغيث مرادفة الى المطر وهذا الكلام خاطئ والفرق هو الاتي:
لقد وردت لفظة المطر في القرآن الكريم سبع مرات كانت تحمل معنى( العذاب)
بينما جاءت لفظةالغيث ثلاث مرات تحمل معنى( الرحمة)
ولا نجد في المعاجم العربية فرقا دلاليا بين الغيث والمطر كما هو قول
الجوهري في الصحاح وابن منظور في اللسان والرازي في المختار
في حين قال الثعالبي في فقة اللغه لم يأت المطر في القرآن إلا للعذاب
وفرق الزمخشري بين مُطروأمَطر فقال مطرت بالخيروأمطرت في العذاب ...
فمن مواضع ورود المطر في القرآن هي :
قوله تعالى ( ولا جناح عليكم ان كان بكم أذى من مطر, أو كنتم مرضى )
والحرف (من ) جاء هنا بمعنى (بــ )السبب
واقترنه بلفظ كنتم مرضى كاشف عن أنه أذى وقد ساق لفظ المطر مقيدا بالوصف
أو التوكيد كقوله تعالى
( وأمطرنا عليهم مطراً فأنظركيف عاقبة المجرمين)
وقوله تعالى: (فساء مطر المنذرين) ووصفه بالسوء فقال (بمطرالسوء)
وهو تقيد بالإضافة وقيده بالفاعل
والآلة في قوله تعالى: (أمطرنا عليهم حجارة من سجيل )
أو بالمكان كقوله تعالى ( حجارة من السماء)
ويلاحظ انالتفريق بين مطر أمطر غير مطرد ..
أما الغيث فقد ورد ثلاث مرات ومنها
ففي قوله تعالى: ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته )
وقد دل السياق على استعمال القرآن للفظالغيث في موضع الرحمة والنعمة
ويلاحظ أن النص استعمل الغيث مطلقا لكنه استعمل المطر (مقيداً )..
وهذا هوالفرق ما بين استعمال المطر والغيث ولكل لفظ دلالته ..
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان صلى الله عليه وسلم إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه
فقالت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهة
فقال ( يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب , عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا )
أخرجه أبوداود وصححه الشيخ الألباني كما في الأدب المفرد ح (251-189)
وسنن أبي داود ح (5098) .
الدعاء والذكر [ حال ] نزول المطر :
روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم : صلى صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل
فلما انصرف أقبل على الناس فقال (هل تدرون ماذا قال ربكم)
قالوا الله ورسوله أعلم
قال: (قال الله أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال مطرنا بفضل الله وبرحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) .
وروى الإمام البخاري عن عائشة قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال ( اللهم صيبا نافعا ) .
( اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق )
فكل ذلك صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أو أي دعاء وذكر فيه شكر الله على نزول المطر .
الدعاء إذا [ اشتد نزول المطر ] وخشي من الضرر :
في الصحيحين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ... الآية لأنها تناسب الحال ) .
قال ابن القيم رحمه الله : وتقد في هديه في الاستسقاء وذكر استمطاره من تبركه بماء الغيث عند أول مجيئه .
وقد أخبر الله جل وعلا أنه أنزل من السماء ماء مباركا
وفي صحيح مسلم " ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين ينزل الله الغيث ... الحديث
وروى البخاري في الأدب أن ابن عباس كان إذا أمطرت السماء يقول " يا جارية أخرجي ثيابي ويقول " ونزلنا من السماء ماء مباركا "
وبوب عليه " باب التيمن بالمطر " وبوب عليه كثير من الأئمة " باب التبرك بالمطر "
وأما سؤالكم : وما معنى حديث عهد بربه ؟
فمعناه أنه حديث عهد يإيجاد ربه له وبتكوينه وخلقه له
وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى " أي أنه خلق الآن في وقت النزول "
اوردت عدة أذكار عند نزول المطر منها:
أ – قول "اللهم صيبًانافعًا":
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذارأى المطر قال :
"اللهم صيبًا نافعًا"
صحيح الجامع للألباني رقم[4725].
ب – قول "رحمة":
لحديث عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا رأى المطر رحمة"
رواه مسلم [899].
ج- قول «مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله»:
فعن زيد بن خالد الجهني قال :خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فأصابنا مطر ذات ليلة فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح
ثم أقبل علينا
فقال :" أتدرون ماذا قال ربكم" .
قلنا : الله ورسوله أعلم
فقال :" قال الله : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي ،
فأما من قال : مطرنابرحمة الله وبرزق الله وبفضل الله ، فهو مؤمن بي ، كافر بالكوكب وأما من قال : مطرنا بنجم كذا وكذا ، فهو مؤمن بالكوكب كافر بي "