ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات العامه) O.o°¨ > ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب)


( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) خاص بسيرة ومواقف حكام العرب والتراث وأنساب العرب

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 26-07-2022, 09:21 PM
ذابت نجوم الليل متواجد حالياً
Saudi Arabia    
الاوسمة
حروف من ذهب 
لوني المفضل red
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل : 3 - 6 - 2014
 فترة الأقامة : 3879 يوم
 أخر زيارة : اليوم (06:17 AM)
 الإقامة : في قلب همسات الغلاالحبيبه
 المشاركات : 3,322,894 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي التعريف بابن جني، وكتابه " الخصائص":



التعريف بابن جني، وكتابه " الخصائص":

التعريف بابن جني من حيث: اسمه، وعصره، ونسبه، ومولده، ونشأته.

1- التعريف بابن جني:

* ابن جني من علماء القرن الرابع الهجري، ولد في عصر الدويلات المتصارعة التي انشقت من الدولة العباسية: الدولة السامانية التي استقلت بتركستان، والدولة الحمدانية في الشام، والدولة الغزنوية في أفغانستان والهند، والدولة البويهية بفارس والعراق، ثم الدولة الفاطمية في مصر.
اشتهر العصر الذي عاش فيه ابن جني بالانحلال السياسي، ولكن مع أن هذا العصر كان فيه انحلال سياسي، إلا أنه كانت فيه نهضة علمية.
ابن جني قيل عنه بأنه: أبو الفتح عثمان بن جني الأزدي، ونسبته إلى الأزد نسبة ولاء؛ لأن أباه كان يسمى جنيًّا، وكان مملوكًا روميًّا لسليمان بن فهد الأزدي الموصول. واسم جني من الأعلام الرومية التي عُربت إلى العربية، هو معرب عن كلمة يونانية قديمة التي تعني: الكريم، أو النبيل، أو العبقري، أو المخلص.

* مولد ابن جني، ونشأته:

ولد ابن جني في الموصل بالعراق والعلماء مختلفون في سنة ولادته: بعضهم يقول: سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وقيل قبل ذلك. على كل، إنه نشأ بالموصل، وتلقى العلم عن شيوخها، وسمع من علماء العراق والشام، وأخذ النحو عن أحمد بن الموصلي المعروف بالأخفش سعيد بن مسعدة. ثم بعد ذلك تتلمذ على يد أبي علي الفارسي، وطالت ملازمته له.
يضاف إلى ذلك أنّ ابن جني أخذ عن كثير من هواة اللغة والأدب، كابن مقسم البغدادي الذي كان راوية لثعلب، وأبي الفرج الأصفهاني صاحب كتاب "الأغاني"، ومحمد بن هارون، ومحمد بن سلمة، وغيرهم...
لم يكتفِ ابن جني بذلك، بل أخذ أيضًا عن الأعراب الفصحاء، ومعروف أن الأخذ عن طريق الرواية عن الأعراب الفصحاء مصدر أساسي من مصادر اللغويين العرب في جمع المادة اللغوية، والرواية عن الأعراب تعتبر ضبطًا لأحكام الرواية وقواعدها. والرعيل الأول من اللغويين كالخليل بن أحمد، والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وأبي عمرو بن العلاء، وغيرهم كانوا يرحلون إلى البادية لكي يأخذوا اللغة العربية صافية من أفواه أصحابها، ويبتعدون عن بيئة الحضر، ولكنة الأعاجم. كما كان الأعراب يفدون من البادية على الخلفاء، ويحضرون مجالس العلماء والشعراء، واضطلع بعضهم بتأديب الناشئة في بيوت الأمراء والوزراء.
عندما زادت كثرة تردد الأعراب على الحضر والأمصار ارتاب العلماء في فصاحة هؤلاء، إما طلبًا للعيش والتمتع بترف الحياة كما يحدث في كثير من البلدان، لا عندما ينتقل الإنسان من بلدته الأصلية إلى مكان آخر طلبًا لتحسين أوضاعه أو غير ذلك.
عندما كثر تردد الأعراب على الحضر أمسك العلماء عن الاعتداد بلغة الأعرابي الواحد منهم؛ فالعلماء كانوا يختبرون هؤلاء الأعراب واحدًا بعد الآخر، فإذا فهم العربي المراد من الكلام الملحون فإنهم لا يأخذون بلغته، ولذلك الجاحظ يقول: طالما أن العربي فهم الكلام الملحون فيدل على طول إقامته في أماكن الحضر التي أفسدت فيها اللغة ونقص فيها البيان.
إذًا ظل هذا المبدأ قائمًا منذ بداية عصر التدوين حتى منتصف القرن الرابع الهجري تقريبًا. بعد ذلك تغيرت النظرة إلى الأعراب، وانتهى بعد منتصف القرن الرابع الهجري أو على أرجح الأقوال إلى نهاية القرن الرابع الهجري بعد ذلك انتهى عصر الاحتجاج، وانتهى زمن اللغة الفصيحة. ولذلك تنظر إلى ابن جني عندما يشير إلى ذلك في كتابه "الخصائص" في الباب الذي عقده بعنوان: "باب: ترك الأخذ عن أهل المدر"، يقول: "وكذلك لو نشأ في أهل الوبر ما شاع في لغة أهل المدر من اضطراب الألسنة وخبالها، وانتقاص عادة الفصاحة وانتشارها، لوجب رفض لغتها وترك تلقِّي ما يَرِد عنها؛ وعلى ذلك العمل في وقتنا لأنا لا نكاد نرى بدويًّا فصيحًا".
إذًا هذا يدل على أن الأعراب في هذا العصر اهتزت ملَكاتهم اللغوية، فالأولى باللغويين أن يقدموا دراسة كافية لهذه القواعد التي استنبطوها من الأعراب الفصحاء قبل القرن الرابع، وأيضًا من الشعر العربي الفصيح والقرآن الكريم، وأن يتخذوا من تلك المقاييس أساسًا ومعيارًا للحكم على فصاحة الأعراب أو عدم فصاحتهم.

وقد أجرى اللغويون التجارب على بعض الأعراب:


* وممّن أجرى هذه التجارب ابن جني؛ فقد أجرى دراسات على اللغة، وأدار كثيرًا من أبحاثه سواء في كتابه "الخصائص" أو في كتاب "المحتسب"، لما أجرى اختبارًا على أعرابي يقال له: محمد بن العساف العقيلي الشجري، وابن عم له يقال له: غصل. الذي يتتبع هذه المحاورة التي أجراها ابن جني مع العقيلي الشجري ومع ابن عمه، يجد أن ابن جني استطاع أن يستشف أثر الحضارة على لسان هذا الأعرابي؛ ولذلك ابن جني يقول في "الخصائص" لابن العساف ذات مرة: "كيف تقولُ: ضربتُ أخوكَ؟"، فقال: أقول: "ضربتُ أخاكَ"، ثم يقول ابن جني: "فأدرته على الرف، الصواب أن تقول: ضربت أخوك". فأبى الأعرابي ذلك، وقال له: "لا أقول أخوك أبدًا"، قلت: "كيف تقول: ضربني أخوك؟"، فرفع، فقلت: "ألست تزعم أنك لا تقول أخوك أبدًا؟". فقال: "وأين هذا؟"، قال: "اختلفتْ جهة الكلام".
ثم يعقب ابن جني على ذلك بقوله: "فهل هذا إلا أدل شيء على تأمّلهم مواقع الكلام، وإعطائهم إياه".
إذًا يتحدث ابن جني بأسلوب يحاول أن يوقع الأعرابي فيه، ومن خلال هذا الأسلوب الخطأ الذي تحدث به ابن جني يحاول أن يدرك مدى قوّة لغة هذا الأعرابي من خلال السياق، ومن خلال طبيعة الأداء عند هؤلاء الأعراب.
في موضع آخر ابن جني جمع بين ابن العساف وابن عم له أصغر منه سنًا، وألْين لسانًا، وراح يختبرهما في مسألة تصغيرية، يقول لهما: "كيف تحقران حمراء؟"، فقالا: "حُمَيْراء"، قال ابن جني: "فسوداء؟"، قالا: "سُوَيْداء". وأخذ ابن جني يأتي بأمثلة على هذا النمط، وهما يردّان عليه بالصواب، ثم قال لهما: "علباء؟"، فقال غصل: "عُليْبَاء"، وتبعه الشجري، فلما هم بفتح "الباء" تراجع كالمذعور، ثم قال: "آه عُليبي"، استدرك تمامًا أنه سيقع في الخطأ.
إذًا من خلال هذه المحاورات التي أقامها ابن جني مع الأعراب، استطاع ابن جني أن يقيم فلسفته اللغوية من خلال الملاحظة الذاتية الواعية للغة، وساق إلينا ابن جني كثيرًا من التفسيرات المستمدة من الواقع النطقي للغة العربية؛ لذلك وجدنا أن ابن جني سبق المُحدَثين من علماء اللغة في التثبت من صدق الرواة، بمعاودة اختبارهم بين الحين والآخر، ممّا خلع على أحكامه وثاقة علمية قلَّ أن تعْدِلَها وثاقة في هذا المجال.
ابن جني أعجب بشعر المتنبي وافتتن به، وجعل يستشهد به في كثير من المعاني، وليس استشهادًا يقصد به الأغراض وإنما فقط في المعاني. ومن شدة إعجاب ابن جني بشعر المتنبي قام بشرح ديوانين من دواوين المتنبي؛ حتى إن هناك بعض النقاط اتهم ابن جني بالتقصير فيها، ولكنه يعتبر من أحسن الشروح التي كتبت على شعر المتنبي.

* التعريف بكتاب "الخصائص":


* الدافع إلى تأليف هذا الكتاب:

عندما نقرأ مثلًا في مقدمة "الخصائص" يتضح لنا غرض ابن جني من تأليف كتابه، والدافع الذي حفزه إلى ذلك. فمن بين الدوافع التي دفعته إلى تأليف كتاب "الخصائص":

- الكشف عن أسرار اللغة العربية الشريفة، وإقامة الأدلة على ما حوَتْه من خصائص الحكمة ووجوه الإتقان والصنعة.
- أيضًا من الأسباب والدوافع: أن ابن جني عمل كتابًا في أصول النحو العربي بمفهومه العام، على غرار كتابه "أصول الفقه وأصول الكلام" عندما كان البصريون والكوفيون على كثرة ما بحثوا وألّفوا قد تنكّبوا هذا الطريق، ولم يعرضوا لتلك الأصول، إلا ما كان من أبي الحسن الأخفش، وأبي بكر بن السراج في كتابيهما، وكما يقول ابن جني: "ينقصهما التفصيل والاستيعاب".
- أيضًا من الدوافع: أن ابن جني وجد أن طلاب العربية في عصره في حاجة إلى كتاب يشبع نهمهم من تلك الأصول اللغوية.
- يضاف إلى ذلك: أن ابن جني كان لديه رغبة أكيدة في القيام بواجبه إزاء اللغة العربية، عسى الله أن يجزيه عن لغة القرآن المبين أحسن الجزاء.
هذا بالنسبة للدوافع التي دفعت ابن جني إلى تأليف كتابه "الخصائص".

* موضوع الكتاب:

* كتاب "الخصائص" لابن جني ليس كتابًا في النحو، ولا في الصرف، مع أن الكثير من مسائل وأبواب هذا الكتاب لا تخلو من مسائل النحو والصرف. هو يعتبر كتاباً في أصول اللغة العربية، حيث يعرض فيه ابن جني لما صح أن يطلق عليه اسم: القوانين الكلية والمبادئ العامة التي تُردّ إليها معظم المسائل النحوية والتصريفية واللغوية.
وقد سُبق ابن جني في هذا المجال بأبي الحسن الأخفش، وابن السراج؛ ولذلك ابن جني في "الخصائص" في المقدمة يقول: "وذلك أنَّا لم نر أحدًا من علماء البلدين -الكوفة والبصرة- تعرّض لعمل أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه. فأما كتاب "أصول بكر" - بكر بن السراج- فلم يلملم فيه بما نحن عليه إلا حرفًا أو حرفين في أوله، وقد تعلق عليه به، وسنقول في معناه على أن أبا الحسن -الأخفش- قد صنف في شيء من المقاييس كتيبًا إذا أنت قرنته بكتابنا هذا علمت بذاك أنَّا نُبنا عنه فيه، وكفيناه كلفة التعب به".
إذًا من خلال هذا الكلام الذي ذكره ابن جني يتضح سبْق الفقهاء والمتكلمين إلى التعلق بتلك الأصول العامة؛ ولذلك اقتفى النحويون أثر الفقهاء والمتكلمين.
يقول ابن جني أيضًا: "وكذلك كتب محمد بن الحسن -رحمه الله- إنما ينتزع أصحابنا منها العلل؛ لأنهم يجدونها منثورة في أثناء كلامهم:. إذًا أصول النحو بالنسبة إلى النحو كأصول الفقه بالنسبة إلى الفقه؛ ولذلك سبق وأن قلنا بأن الباحث اللغوي عليه أن يتتبع الجزئيات جزئية جزئية حتى يصل بعد ذلك إلى الكليات. الأصل في اللغة ما يبقى عليه غيره، وتتفرع عنه الفروع الكثيرة، والفصول المتعددة.
ما هي أصول النحو؟ أصول النحو هي: أدلته الإجمالية من حيث السماع والإجماع والقياس والاستصحاب، وغير ذلك. الوقوف على هذه الأصول ربما يكون جنوحًا عن التقليد الذي لا ترتاح إليه النفس، وإمساكًا بملاك الأحكام النحوية عن بيّنة واقتناع، وعونًا على تبصر الطريق المستقيم حين تتشعب الطرق.
كذلك أيضًا وجدنا بعد ابن جني مَن تتبّع ذلك، وألّف كتابًا في ذلك وهو: ابن الأنباري. ألف كتابًا سماه "لمع الأدلة في أصول النحو" و"الإغراب في جدل الإعراب"، وعرض أيضًا ابن الأنباري الكثير من الأصول في كتابه "الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين".
وكذلك السيوطي ألف كتابه "الاقتراح في أصول النحو" و"الأشباه والنظائر" وغير ذلك...

مادة الكتاب:

ــ ابن جني في "الخصائص" بدأه بمقدمة قصيرة، رفع الكتاب فيها إلى بهاء الدولة البويهي الذي تولى المُلك في بغداد في الربع الأخير من القرن الرابع الهجري، وبيّن في هذه المقدمة وجه الحاجة إلى كتاب مثل هذا الكتاب، إذ لم يكن من بين المؤلفات السابقة عليه ما يُغني عنه.
ــ ثم بعد ذلك تحدث ابن جني عن الفرق بين الكلام والقول، وعرض ابن جني بتعريف اللغة، واشتقاقها، والنحو، والإعراب، والبناء، وأفرد لنشأة اللغة الأولى حديثًا مطولًا، أتى فيه على أقوال العلماء في هذه القضية؛ ولذلك مرة يقول بأن اللغة نشأت عن طريق المواضعة، ومرة يقول بأنها نشأت عن طريق المحاكاة...
هذه المسألة استحوذت على اهتمام ابن جني في هذا الكتاب بصورة لافتة للنظر، تبيّن لنا غرضه بهذا الكتاب، أراد أن يثبت لنا تقرير الأصول، وإحكام معاقدها، وأيضًا التنبيه على شرف هذه اللغة، وسداد مصادرها ومواردها، ولأن أحدًا أيضًا لم يتكلف الكلام على علة إهمال ما أهمل، واستعمال ما استعمل.
ــ أيضًا بيّن ابن جني في هذا الصدد: أنّ علل العربية إلى علل المتكلمين أقرب منها إلى علل المتفقهين، وأن العرب قد أرادوا من العلل والأغراض ما نسبه العلماء إليه، وحملوه عليه. وكذلك أيضًا وجدنا ابن جني يردّ على من ادعى فساد علل النحويين، قال: الذي يقول ذلك هذا يدل على قصور في نفسه عن إدراك العلل وإحكامها. ووجدناه يفصل القول على العلة الموجبة، والعلة المجوّزة، وعلى العلة، وعلة العلة. ونبّه على ضرورة تخصيص العلة، والاحتياط في وضعها وصياغتها، وأنها إذا جاءت العلة قاصرة لم تصحّ في جملة العلل.
ــ وأيضًا تحدث عن تعارض العلل، وعن المعلول بعلتين، وفرّق بين الاستحسان والعلة المحكمة، وغير ذلك الكثير...
فمن خلال العلة النحوية أفاض فيها ابن جني، لماذا استفاض ابن جني في ذلك؟ لا بد على الباحث أن ينقب، وأن يتلمس الأسباب التي توصله إلى النتائج والحقائق. ابن جني فعل ذلك؛ لأنه يريد أن يدفع بالبحث اللغوي إلى آفاق واسعة رحبة، ويدلل على: أن اللغة العربية في إهمال ما أهملته واستعمال ما استعملته إنما تصدر عن قوانين مرسومة، وعن أصول موضوعة ومرعية، حتى ولو غابت هذه القوانين عن ضعاف النظر، أو بَعُدت عن فكرهم.
ــ وجدنا ابن جني أيضًا في كتاب "الخصائص" تعرّض لقضية الاطّراد والشذوذ، وقضية السماع والقياس والإجماع، وتحت كل أصل من هذه الأصول مسائل جزئية تتفرع عنها وتتصل بها.
وجدنا ابن جني يتحدث عن تعارض السماع والقياس، وبأيهما يأخذ المستعمل حينئذ. والقياس قد يكون على ما قلَّ في كلامهم، لا على ما كثر منه؛ لأن العرب قد تمتنع عن الكلام بما يجوّزه القياس، والمقيس على كلام العرب فهو لاحق بكلامهم سواء كان هذا أعجميًّا أم عربيا.
تحدث أيضًا ابن جني في الكتاب عن الأخذ بما ورد عن العربي مخالفًا لما عليه الجمهور، ومتى يكون إجماع أهل البلدين -البصرة والكوفة- حجة.
وراء هذه الموضوعات كلها دقائق وأسرار، تتبّعَها ابن جني بالدراسة والتدقيق والتحليل، وأتى عليها أو أتى فيها بالقول الفصل.
ــ وبيّن لنا أيضًا أن للعربية لهجتها، فهل يجوز الاحتجاج بتلك اللهجات على اختلافها أم لا؟ بين أيضًا أن العربي الفصيح قد يجتمع في كلامه مثلًا لغتان فصاعدًا، فما هو السبب في ذلك؟ واللهجات العربية قد تتداخل فيما بينها وتتركب، بأن يتلقى صاحبا اللهجتين فيستضيف هذا بعض لغة هذا، وهذا بعض لغة هذا، فتنشأ أو تتركب لغة ثالثة.
هنا أيضًا بين لنا ابن جني: أن العرب في مثل هذا الباب يتفاوتون، فمنهم من يخف ويسرع إلى قبول ما يسمعه، ومنهم من يستعصم فيقيم على لغته الأصلية. والعربي الفصيح قد ينتقل لسانه من لهجة إلى غيرها، فهل يؤخذ بلغته أو لا؟
ــ هذه الأحوال كلها وغيرها نبه عليها ابن جني في "الخصائص" وساق لها الأدلة والبراهين والشواهد؛ ولذلك وجدنا عند ابن جني أن للشعر نصيباً كبيراً من مباحثه. هو تحدث عن ضرائر الشعر، وعن التطوع بما لا يلزم فيه -لزوم ما لا يلزم-، وعن مشابهة معاني الإعراب لمعاني الشعر. وأجاز للشعراء المولدين من صنوف الضرائر في أشعارهم ما جاز للعرب الفصحاء من قبلهم في أشعارهم؛ وابن جني حسم القول في قضية الضرورة بالأدلة والبراهين.
ــ أيضًا ابن جني وضّح أن للعرب في كلامها سننًا وطرائق ربما يستغنون بالشيء عن الشيء، ويعترضون، ويتجوّزون، ويضمّنون، ويحذفون... إلى آخره. فابن جني في كتابه "الخصائص" يرصد من هذه السنن ما شاء الله له أن يرصده. وينصب من نفسه مدافعًا عن اللغة العربية، فيردّ بقسوة على من ادّعى على العرب عنايتهم بالألفاظ، وإغفالهم للمعاني؛ لأن هناك رأياً يقول بأن العرب اهتمت بالألفاظ ولم تهتم بالمعاني. ابن جني دافع عن ذلك، ووجّه الأدلة والبراهين أن العرب لم تهتم بالألفاظ وتترك المعاني، لا، بل العكس صحيح، اهتمت العرب بالمعاني، كما اهتمت بالألفاظ.
ــ أيضًا اللغة العربية لها أسرار ودقائق لا يفطن إليها إلا من أمعن النظر إلى أوضاعها اللفظية التركيبية؛ لذلك وجدنا ابن جني قد فهم هذه الأسرار وهذه الدقائق، ومن خلال كتاب ابن جني "الخصائص" يحدثنا ابن جني عن تداخل الأصول الثلاثية والرباعية والخماسية، نحو: "قتل"، و"اقتتل"، و"رخو"، و"رخوة"، وغير ذلك... وعن الألفاظ المقلوبة مثلًا: "جذب"، و"جبذ"، وعن الحرفين المتقاربين يستعمل أحدهما مكان الآخر، مثل: "هتلت السماء"، و"هتنت السماء"... إلى آخره....
ــ أيضًا العربي الفصيح قد يسمع منه ما لم يسمع من غيره؛ فهل يا ترى يؤخذ بمثل ذلك أم لا؟ وقد يسمع لغة غيره فيراعيها؛ لأن العرب -بتجاورهم مثلًا، وتلاقيهم، وتزاورهم- يجرون مجرى الجماعة في دار واحدة، فبعضهم يراعي أمر لغته كما يراعي ذلك من مهام أمره.
العرب الفصحاء قد يقعون في الخطأ؛ لأنهم ليست لهم أصول يراجعونها، ولا قوانين يعتصمون بها، وربما استهواهم الشيء فزاغوا به عن القصد.
ــ كتاب "الخصائص" لابن جني يتضمن أسرار العربية في التصريف -أي: في الصرف-، والكشف عن علل العربية الأولى، وابن جني يأبى مع هذا إلا أن يُخصص لمسائل التصريف موضعًا مستقلًا يكشف فيه عن الغرض منها، ويميّز بين مسائل التمرين، والمسائل التي يكون الغرض منها هو: إلحاق ما ليس من كلام العرب بكلامهم، وإدخاله في جملتهم.
ــ هناك في كتاب "الخصائص" تتناثر بعض الموضوعات الصوتية مثلًا، كوضع الحركة من الحرف، ومضارعة الحروف للحركات، ومضارعة الحركات للحروف. وكذلك أيضًا من المباحث الصوتية: مباحث الإدغام، وتقريب الحروف من بعضها من غير إدغام، وكمية الحركات، ومطلها، ومطل الحروف، وإنابة الحركة عن الحرف، والحرف عن الحركة، وحذف الهمزة وتسهيلها، وغير ذلك...
هذه موضوعات صوتية متناثرة في كتاب (الخصائص).

ــ إضافة لما تقدم وما ذكرناه:

ابن جني تناول في كتاب "الخصائص" بعض الأمهات اللغوية بالنقد، والتمحيص، مثلًا: عندما عقد موضعاً لكتاب سيبويه ذكر فيه ما فات صاحب الكتاب من صيغ وأسئلة، ونبّه على سقطات غيره من العلماء، ولكنه مع ذلك يفرد لأئمة اللغة بابًا بعنوان: "باب في صدق النقلة وثقة الرواة والحملة"، وبابًا فيما يؤمنه علم العربية من الاعتقادات الدينية، وغير ذلك...
ــ إذًا نخلص من ذلك: أن أهم من هذا كله في مادة الكتاب -وهذا شيء مهم أيضًا-: حديث ابن جني عن التطور اللغوي، عندما تعرض لقضية نشأة اللغة الكلامية الأولى، لكنه في الوقت ذاته يبيّن لك مدى التطور اللغوي الذي لحق بها.
ابن جني في هذا الباب تساءل: هل تم وضع اللغة كلها في زمان واحد دفعة واحدة؟ أم تلاحق أي: تابع منها، بفرض استجابة لمطالب الحياة؟ يعني: الذي كان يستحدث من اللغة طبقًا لمتطلبات ومجريات أمور الحياة، ودواعي التعبير.
ــ بالإضافة إلى أنه أيضًا تحدّث عن شيوع المجازات في اللغة، وعقد له بابًا، وبيّن أن أصل اللغة كان حقيقة، ثم بعد ذلك المجاز سرى في حكم الحقيقة، وغير ذلك من هذه القضايا التي تناولها ابن جني في هذا الكتاب.

منهج ابن جني في "الخصائص"، وبعض المآخذ عليه:

الذي يتتبع كلام ابن جني في "الخصائص" يجد أن منهجه في معالجة الموضوعات يقوم على عدّة نقاط:

1- عناصر منهج ابن جني:

أ)- القياس: ويراد بالقياس: استنباط شيء جديد في اللغة لم يُسمع ولم يُرو، قياسًا على ما سمع عن العرب. ابن جني -وقبله أبو علي الفارسي- كانت لهم يد طويلة في وضع قواعد القياس، والدعوة إلى الأخذ بهذا القياس،. ومما يدل على ذلك: قول ابن جني في "الخصائص" في الجزء الأول (ص 88) يقول: "مسألة واحدة من القياس أنبل وأنبه من كتاب لغة عند عيون الناس. قال لي أبو علي -رحمه الله- بحلب سنة ست وأربعين: أخطئ في خمسين مسألة في اللغة، ولا أخطئ في واحدة من القياس".

نضرب أمثلة للقياس الذي وضع قواعده وعمل به ابن جني:

نجد في الجزء الأول (ص 357) ابن جني يقول: ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب، ألا ترى أنك لم تسمع أنت ولا غيرك اسم كل فاعل، ولا مفعول؟ وإنما سمعت البعض، فقست عليه غيره. فإذا سمعت: "قام زيد"، أجزت: "ظرُف بشر"، و"كرم خالد"، وهكذا...".
وهذا مثال من الكثير الذي ذكره ابن جني في القياس الذي أورده في "الخصائص".
ب)- التتبع الدقيق للفكرة: حتى يأتي على وجوه القول فيها، وينتهي إلى ما يريده تقريره بشأنها. وهو لهذا كثيرًا ما يصطنع طريق المحاورة التي تقوم على السؤال والجواب. مثلًا: في تعليقه على الآية الكريمة في قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} (البقرة: 31). هذا يدل على مدى تتبع ابن جني للفكرة من أوّلها حتى يصل إلى الرأي المختار في نهايتها.
استدل العلماء بقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} على أن اللغة جاءت عن طريق الوحي، فهي وحي وتوقيف من الله -سبحانه تعالى-. يقول ابن جني: "فإن قيل: فاللغة فيها أسماء وأفعال وحروف، وليس يجوز أن يكون المعلم من ذلك الأسماء دون غيرها ما ليس بأسماء، فكيف خص الأسماء وحدها؟". هذا طريق سؤال، ثم يجيب على هذا السؤال: "قيل: اعتمد ذلك من حيث كانت الأسماء أقوى القُبل الثلاثة، ولا بد لكل كلام مفيد من الاسم، وقد تستغني الجملة المستقلة عن كل واحد من الحرف والفعل. فلما كانت الأسماء من القوة والأولية في النفس والرتبة، جاز أن يكتفي بها ممّا هو تال لها، ومحمول في الحاجة إليها عليه".
إذًا عندما يفتح باب الحوار في الفكرة لا ينتقل من هذه الفكرة حتى يصل إلى رأي خالص ونهائي فيها، لا يترك فيها مجالًا للشك. وربما حتى لو أنه تعرض للقضية في موضع، ثم انتقل من هذا الموضع إلى موضع آخر، ورأى أن الفكرة لم تستكمل في الموضع الأول في بحثها، فإنه يعاود لها الحديث مرة أخرى في مكان يتناسب فيه الكلام مع الكلام السابق، وسنوضح هذا أيضًا.
ج)- من عناصر منهجه أيضًا: وجدنا ابن جني كثيرًا ما يذكر آراء العلماء، وينقل من كتبهم في هذا الكتاب -وهو "الخصائص"-. فكان يقوم بعزو الآراء الواردة في كتابه إلى أصحابها، ويُثني عليهم بما هم أهل له. ولأبي علي الفارسي -أستاذ ابن جني في هذا المقام- منزلة خاصة عند ابن جني، كما نشعر بذلك من خلال قول ابن جني في بعض المواضع: "ولله هو! وعليه رحمته! فما كان أقوى قياسه! وأشد بهذا العلم اللطيف الشريف أُنسه، فكأنه إنما كان مخلوقًا له...".
في كتاب "الخصائص" تتردد هذه العبارات التي تدل على ثناء ابن جني على هؤلاء العلماء؛ ولذلك يقول: "وذاكرت أبا علي - رحمه الله- بهذا الكتاب، وسألني أبو علي". ثم يقول: "وسألت أبا علي، ومن طريف ما ألقاه عليّ...".
بجانب هذا كله: نرى ابن جني يحكي عن الخليل، وعن النضر بن شميل، وسيبويه، وأبي عمرو بن العلاء، وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وأبي زيد الأسمري، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، وابن الأعرابي، والسجستاني، وغير ذلك من هؤلاء العلماء الذين حكى عنهم. إضافة إلى ذلك: وجدنا ابن جني يحكي عن فصحاء الأعراب، ويحاورهم؛ حتى يستشف منهم مدى صدقهم، ومدى معرفتهم باللغة السليمة.
ابن جني أيضًا كانت عنده عناية بسلسلة الأسانيد التي تساق بين يدي الأخبار التي يوردها.
كذلك وجدنا ابن جني مثلًا في حكايته لأقوال هؤلاء العلماء لا يقف عند مجرد الحكاية؛ ولكنه يزيد عليها بالشرح والتوضيح والتأسيس. فليس ابن جني مجرد ناقل، عندما كان ينقل لا بد وأن يكون هذا النقل مصاحبًا لما رآه صحيحًا، وموافقًا للقواعد؛ بل كان ابن جني يناقش الكثير من الآراء والقضايا المتنوعة. مثلًا: في باب ترافع الأحكام، عندما يحكي عن سيبويه تكسير: "فعلة" على "أفعل"، ابن جني ينقل عنه قوله: "ولأجل ذلك ما حمل "أَمة" على أنها "فعل" لقولهم في تكسيرها: "آم"، ثم يعلق على ذلك بقوله: "إلى هنا انتهى كلامه، إلا أنه أرسله ولم يعلله" أي: لم يقدم لنا سيبويه تعليلًا واضحًا في ذلك. ثم يعلل ابن جني ذلك فيقول: "والقول عندي: أن حركة العين قد عقبت في بعض المواقع "تاء" التأنيث، وذلك في الأدواء"؛ فيقدم لنا التحليل العلمي الدقيق لمثل ذلك.
فهناك قضايا ذكرها العلماء، قضايا عامة أو أسس عامة دون تعليل، ودون توجيه، ربما كثير من الباحثين لا يصلون إليها إلا إذا كانت لديهم معرفة بأصول علومها الأصلية حتى يستطيعوا أن يتوصلوا إلى أصول هذه الأصول التي ذكرت مبهمة؛ لكن ابن جني عندما يجد أن هناك أمورًا جاءت أو ذكرت مجملة ليس فيها توضيح ولا تفسير كان يقدم التفسير الواضح والتحليل العلمي الدقيق في ذلك. وكان يناقش كلام غيره، ويعترض عليه إذا وجد سبيلًا إلى النقاش والجدال والاعتراض. مثلًا: عندما تحدث عن تداخل الأصول الثلاثية والرباعية والخماسية، ناقش أبا العباس ثعلب في حكمه بالزيادة على "الباء" من كلمة: "زغدب" بمعنى: هدير البعير، وأخذه لهذه الكلمة من كلمة: "زغد البعير يزغد زغدًا في هديره"، فيحكم على كلامه هذا بأنه كلام تمجّه الآذان، وتضيق عن احتماله المعاذير، وأقوى ما يذهب إليه بأنه قد تعجرف، ولكن قوله في "أسكفة الباب": إنها من "استكف الشيء"...".
وكان ابن جني يناقش ولا يقطع بالصحة إلا إذا وجد الدليل القاطع أقوى، فإنه يقول بأن ما ذهب إليه فلان ليس صوابًا، والدليل على ذلك، ويقدم الدليل القوي الذي يؤكد حكمه به. فعندما يفاضل مذهب غيره على مذهبه هو، ويصرح بذلك في كلامه، مثلًا: عندما ذكر أن الأصمعي حكى: "بنات مخر، وبنات بخر، بالباء والميم":
وهن سحائب يأتين قبل الصيف بيض منتصبات في السماء
فعندما تكلم عن التعاقب بين "الميم" و"الباء" وأن أبا بكر كان يشتق هذه الأسماء -كما حكى ابن جني عن الفارسي- من: البخار، ويجعل "الميم" في: "مخر"، بدلًا من "الباء" في: "بخر"، ولم يستبعد ابن جني أن تكون "الميم" أصلًا في هذا، وتكون كل واحدة من الصورتين أصلًا قائمًا بذاتها؛ ولذلك في قول الله -تبارك وتعالى: {وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ} (فاطر: 12) أي: ذاهبة وجائية، وهذا أمر قد يشاركها فيه السحائب، بدليل قول الهُزلي:
شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج
هذا -كما يقول-: ابن جني يدل على مخالطة السحائب عندهم البحر، وتركضها فيه، وتصرفها على صفحة أو على صفحة مائه. ومع كل هذا فابن جني يعترف صراحة بأن رأي ابن السراج أوضح وأظهر، وعلى كل فقول أبي بكر أظهر. معنى ذلك: كان يدعم آراء غيره من العلماء، وليس كما يفعل بعض العلماء الذي يدعم رأيه ويبطل رأي غيره، وربما يكون رأيه لا يستحق هذا الدليل.
نستنتج من ذلك: أن تلك الروح العلمية الخالصة التي تُعمل الفكر، وتجل النظر، ولا تغلو في تسفيه أفكار الآخرين، ولا تشتد في الحملة عليهم جريًا وراء شهرة أو شهوة النفس؛ ولكنها تسعى- الروح العلمية- إلى طلب الحقيقة. والروح العلمية عندما تصل إلى الحقيقة المنشودة تنتصر لها في أي مكان وجدتْها؛ لذلك وجدنا ابن جني قد تحلّى بهذه الروح العلمية الخالصة في كتابه "الخصائص".
د)- أيضًا من عناصر منهج ابن جني: الابتكار والتجديد:
ما الذي ساعد ابن جني على هذا الابتكار والتجديد؟ الذي ساعده على ذلك هو: اطلاع ابن جني الواسع على تراث الأسلاف من العلماء، وكذلك الذوق اللغوي الرفيع والسليم لدى ابن جني. فقد وجدناه يبسط القول في القضايا التي حام حولها بعض العلماء السابقين، ويبتكر من المباحث ما لم يسبقه به أحد. مثلًا: في باب إمساس الألفاظ أشباه المعاني، يقول ابن جني: "اعلم أن هذا موضع شريف لطيف، وقد نبّه عليه الخليل وسيبويه، وتلقته الجماعة بالقبول له، والاعتراف بصحته. ووجدت أنا من هذا الحديث أشياء كثيرة، على سمت ما حداه، ومنهاج ما مثله".
أيضًا في "باب: استعمال الحروف بعضها مكان بعض"، يقول: "ووجدت في اللغة من هذا الفن شيئًا كثيرًا، لا يكاد يحاط به؛ ولعله لو جمع أكثره لا جميعه لجاء كتابًا ضخمًا".
كذلك أيضًا ابن جني توسع في قضية الاشتقاق الأكبر، والاشتقاق الكبير، الذي كان يستعين به أبو علي الفارسي، ويستروح له عند الضرورة. ورغم أن الفارسي لم يسمّ هذا الاشتقاق بذلك، إلا أنه كان يستأنس به، فجاء ابن جني وأطلق عليه هذا الاسم، ومثَّل له. ووجدنا ابن جني يتلطف في رد الكلمات التي تتحد في مكوناتها الصوتية وإن اختلف ترتيبها إلى معنى واحد يجمع بينها، ولم يزعم أن ذلك مطرد في جميع اللغة.
ابن جني أيضًا دلّنا على بعض الأفكار التي لم يُسبق إليها. على سبيل المثال: إهمال ما أهمل من التراكيب الصوتية في لغة العرب، علة استعمال ما استُعمل منها، يقول:"فإن أحدًا لم يتكلف الكلام على إهمال ما أُهْمِل، واستعمال ما استعْمِل، وجماع القول فيه: لزومك محجة القول بالاشتقاق والاختلاف".
هـ)- العنصر الخامس في منهج ابن جني: شخصيته المتميزة في الدرس والبحث:
والدليل على ذلك: تعقيب ابن جني على كثير من المواضع على آراء العلماء الذين تقدّموا عليه. هذا يدل على أنه وضْع للحقائق في موضعها الصحيح. مثلًا: في حديثه عن فوائد الكتاب التي عني بها مِن قبله ابن السراج، وأبو عمرو الجرمي، نراه يقول: "ولعلها أو أكثرها مأخوذة عمّن فسدت لغته، فلم تلزم عهدته" أي: صاحب الكتاب.
ثم يقول بعد ذلك: "وعلى الجملة: فإن هذه الفوائد عند أكثر الناس إذا فحص عن حالها وتأمِّلتْ حق تأمّلها فإنها -إلا ما لا بال به- ساقطة عن صاحب الكتاب، وذلك أنها على أضرب:
فمنها: ما ليس قائله فصيحًا عنده. ومنها: ما لم يسمع إلا في الشعر، والشعر موضع اضطرار، وموضع اعتذار، وكثيرًا ما يحرف فيه الكلم عن أبنيته. ومنها: ما هو لازم له".
إذًا من خلال هذا النص نجد: أن ابن جني يزيد القضية بيانًا وتفصيلًا، ويكشف عن الجهة التي استدرك منها على سيبويه في عدد الأوزان العربية؛ وهذا التفصيل مما ترتاح إليه النفس، ويطمئن معه القلب.
هذا إن دل، يدل على مدى شخصية ابن جني المتميزة في البحث والتنقيب والتفصيل.
و)- أيضًا من عناصر هذا المنهج: الاستطراد لأدنى ملابسة بين مادة الحديث وما استطرد به: مثلًا: في معرض حديثه عن الاتساع في استعمال القول، وإطلاقه على ما لا يتأتى منه على جهة الحقيقة كالعينين والفرس والسنان، نراه يستشهد ببيت المتنبي، يجرّه هذا الاستشهاد إلى استطرادٍ يوضّح فيه جواز الاستشهاد بشعر المولّدين في المعاني دون الألفاظ. كذلك بأنه كان يستشهد بشعر المتنبي في بيان وتوضيح المعاني، وليس في إقرار الألفاظ. ولذلك: سبق أبا العباس المبرد إلى ذلك، عندما استشهد بشعر لأبي تمام في كتابه في الاشتقاق قاصدًا إلى معناه دون لفظه.
هذا الاستطراد الذي يستطرد ابن جني فيه في الشرط أيضًا لا يخلو من الفوائد اللغوية والفوائد العلمية التي تعود على القارئ؛ فكأن ابن جني يقصد من هذا الاستطراد -في بعض المواضع- الإفادة وزيادة القارئ في الاستزادة من ذلك؛ ولذلك يقول: "وإنما أفضى بنا إليه طرف من القول أحببنا استيفاءه تأنسًا به، وليكون هذا الكتاب ذاهبًا في جهات النظر، إذ ليس غرضنا فيه الرفع والنصب والجر والجزم؛ لأن هذا الأمر قد فرغ منه في أكثر الكتب المصنفة فيه منه؛ وإنما هذا الكتاب مبني على إثارة معادن المعاني، وتقرير حال الأوضاع والمباني، وكيف سرت أحكامها في الأنحاء والحواشي".
ز)- العنصر السابع من عناصر هذا المنهج: الاستشهاد، أو مصادر الاحتجاج:
ومصادر الاحتجاج عندنا هي: القرآن الكريم وقراءاته، والحديث النبوي الشريف، و كلام العرب شعرًا ونثرًا.
استشهد ابن جني بالشعر الفصيح في بيان المعاني والألفاظ معًا. أما شعر المولدين، فقد استشهد ابن جني بشعر المولدين في المعاني والأغراض؛ أما الألفاظ فلا، وبمحاورته مع الأعراب الذين أدركهم وسمع عنهم. وكثيرًا ما يعزو أو ينسب هذه الأشعار إلى قائليها، وفي بعض الأحيان كان يترك هذه النسبة.
بعض هذه الشواهد استخرجها ابن جني من دواوين الشعراء، ورجز الرجاز، وبعضها وقف عليه في المؤلفات اللغوية التي سبقته.
وقد تعلق ابن جني في هذا المنهج بالاشتقاق في كثير من المواضع واحتكم إليه في توضيح بعض المشاكل، مثلًا: كلمة: "الجعشوش"، و"الجعسوس" -أي: بالشين والسين- معناه: القصير، اللئيم، ويقال: "هم من جعاسيس الناس"، ولا يقال: "من جعاشيش الناس" -أي: بالشين- يقال بالسين، ولا يقال بالشين. وكثرة التصرف هذه مؤذنة بأن "السين" هي الأصل، و"الشين" بدل منها. وابن جني يزيد هذه المسألة بيانًا بقوله: "والاشتقاق يعضد كون "السين" غير معجمة هي الأصل، وكأنه اشتق من "الجعسس" صفة على "فُعلول"، وذلك أنه شبه الساقط المهين من الرجال بشيء آخر". فهذا النص في "الخصائص" في الجزء الثاني (ص 86).
فابن جني في هذا العنصر يحتكم إلى الاشتقاق، لكي يبين لنا أصل اللفظين، أيهما أصل والآخر فرع أو مشتق عن الآخر.
ح)- النقطة التاسعة في هذا المنهج: كان ابن جني يحتكم إلى القياس، ورغم احتكامه إلى القياس فإنه لا يغفل أيضًا السماع، بل على العكس من ذلك يحتكم إليه أيضًا ويبني عليه.
ط)- النقطة الأخيرة في هذا المنهج: ميل ابن جني إلى التعليل في كثير من المسائل اللغوية. فقد وجدناه يميل إلى التعليل والشرح والبسط في كثير من المسائل. ومن المسائل ما لم تذكر في باب واحد، وإنما ذكرت في عدة أماكن متفرقة في الكتاب، وكان ابن جني يشير وينبه على ذلك أيضًا.
هذه المعالجة التي كان يقوم بها ابن جني كانت تقوم على الأسلوب السهل، وعلى العبارة السهلة الواضحة. كما أن ابن جني كان على علم ومعرفة كاملة بقواعد اللغة العربية الصحيحة، وبذلك أمتع القارئ والباحث من خلال أسلوبه، ومن خلال تفكيره، وتعبيره، ومعالجته لهذه القضايا.
هذه هي النقاط التي استطعنا -من خلال كتاب الخصائص- أن نلخصها في هذه العجالة السريعة.

3- بعض المآخذ على كتاب "الخصائص":


كما نعرف إن كتاب "الخصائص" له شهرة كبيرة في علوم العربية، وله أيضًا قيمة كبيرة بين المؤلفات اللغوية؛ لأن كتاب "الخصائص" له منهجه في التأليف، كتاب في مادته العلمية التي تضمنها غنيّ بالكثير من الأفكار والقضايا العلمية الجديدة والقديمة التي أضاف عليها ابن جني، وأثراها بفكره وبمنهجه.

لكن مع ذلك كله فهناك بعض المآخذ التي وجهت إلى هذا الكتاب:


أ)- أول هذه المآخذ هو: الاستطراد الذي يقع فيه ابن جني كثيرًا. ومع أن استطرادات ابن جني -كما ذكرنا- لا تخلو في جملتها من فوائد كثيرة ربما كان يقصد ابن جني الاستطراد من ورائها لكي يكتبها ويفيد القارئ منها، إلا أن هذا النهج من شأنه يؤدّي إلى إعاقة الفهم والتلبيس على القارئ أو السامع.
ب)- المأخذ الثاني هو: عدم دراسته لبعض القضايا في موضع واحد، فربما الفكرة الواحدة يتعرض لها في أكثر من موضع في الكتاب؛ هذا يؤدي إلى تشتت الفكرة في جزئيات متناثرة في صفحات الكتاب، وتحتاج هذه الفكرة المشتتة إلى الوقت والجهد من القارئ في سبيل الإلمام بجميع الخيوط المتعلقة بهذه الفكرة. على سبيل المثال: في باب مستقل عن وضع اللغة: أفي وقت واحد وُضعت، أم تلاحقَ تابعٌ منها بفارق؟ وضع الحديث في صدر الجزء الثاني من "الخصائص" (ص 28)، لكن وقع حديثه عن نشأة اللغة في باب مستقل من صدارة الجزء الأول (ص 41)، ومقتضى الترابط الفكري: أن يجمع بين هذين البابين في قرن واحد، أو في باب واحد.
ج)- المأخذ الثالث هو: التكرار؛ وهذا التكرار يستوي في تكراره الشواهد الشعرية في أكثر من موضع، وتكراره للقصص التي حكاها في أكثر من موضع، والمأثورات أو المسائل اللغوية والروايات الأدبية، وغير ذلك. مثلًا: مسألة بناء الأفعال والأسماء والصفات بطريق الإلحاء، وغير ذلك...
كذلك أيضًا يعقد ابن جني للمسألة الواحدة الأبواب المتباعدة في موضعها من الكتاب. مثلًا: في "باب: ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب"، وفي "باب: في اللغة المأخوذة قياس"، كل ذلك تكرار، كان على ابن جني ألا يكثر من هذا التكرار في هذا الكتاب.
د)- أيضًا من المآخذ: أن ابن جني جانَبه الصواب في بعض المسائل العلمية، وفي بعض المسائل تكلَّف في بعضها. مثلًا: ممّا ذهب إليه من أن أكثر اللغة مجاز لا حقيقة، وتغالَى في هذا إلى الحد الذي يجعل مبنى التراكيب العربية كلها على المجاز والاتساع، بوضع الكل موضع البعض، والعام أيضًا موضع الخاص.
فلسفة ابن جني اللغوية في هذا الموضع يغلب عليها الطابع المنطقي الذي يتعذر إجراء مقولاته على اللغة في كثير من الأحيان.
كذلك أيضًا من مظاهر التكلف عند ابن جني في بعض المسائل: التكلف الاشتقاقي الذي وقع فيه ابن جني، وإرجاعه "الطفيلي" إلى معنى: اللين، والانجذاب، وترك الشدة والاعتياض، وغير ذلك... فهناك بعض المسائل تكلف وأسرف في مغالاتها، و كان من الواجب عليه أن يبتعد عن ذلك. مثلًا: في "الطفل" هو من لفظ: "طفلت الشمس للغروب" أي: مالت إليه، وانجذبت نحوه. ومنه: "فلان طفيلي"، وذلك أنه يميل إلى الطعام، وعلى هذا قالوا له: غلام لأنه من الغلمة وهي: اللين، وضعفة العصمة، وكذلك قالوا: "جارية" فهي: "فاعلة" من: جرى الماء، وغيره... وذلك أن الطفل والصبي والغلام والجارية ليس لهم عصمة الشيوخ، ولا جسأة الكهول، والواقع أن "الطفيلي" كلمة تولدت من النسبة إلى اسم العلم المشهور "طفيل"، الذي كان يأتي الولائم من غير أن يُدعى إليها، وكان أوّل من لابس هذا العمل في الأمصار، فضُرب به المثل في التطفيل.
هذا ما ذكر في معظم كتب اللغة، وليس كما تكلف وتصنع ابن جني في بيان حقيقة معنى اشتقاق لفظ "الطفيل".
هـ)- مما يؤخذ على ابن جني أيضًا: وقوعه في بعض الأخطاء اللغوية، وهذه الأخطاء ربما يُعزى بعضها إلى النساخ، والبعض الآخر إلى ابن جني. ومما عزي إلى ابن جني: أن هذا الأعرابي تلقّى سؤال أبي الحسن بما هو الغرض عند الكافة في مثله، ولم يحفل بصناعة الإعراب التي إنما هي لفظية، ولقوم مخصوصين من بين أهل الدنيا أجمعين، فيجعل الألف واللام على كافة التي لا تدخلها الألف واللام في الفصيح من كلام العرب.
ويؤخذ على هذا الكتاب: أنه تردّد في هذا الكتاب بعض المصطلحات الغير مألوفة؛ من ذلك مثلًا: تعبير ابن جني عن النسب بالإضافة في الجزء الأول (ص 115)، كذلك عبر عن مد الصوت بالمطل بالجزء الأول (ص 240)، والجزء الثالث (ص 121 و 124)، وتعبيره عن أعلام المعاني في العربية بالأدلة، فالهمزة دليل الاستفهام، و"إن" دليل الشرط، وهكذا...
إذًا هذه هي المآخذ التي استطعنا من خلالها أن نأخذها على كتاب "الخصائص" لابن جني، وهذه المآخذ في حقيقتها لا تقلل من شأن الكتاب، أو من شأن صاحبه؛ فالكمال هو لله وحده، وحسب ابن جني في "الخصائص": أنه اكتشف الكثير من النظريات اللغوية الحديثة التي لم يهتد إليها الباحثون المحدَثون، إلا بعد طول ممارسة، وطول فكر، وطول دأب، بالإضافة إلى إسهاماته إلى بعض القضايا التي سبق العلماء بالقول فيها دون أن يستطرد. مثلًا: مناسبة الألفاظ لمعانيها عندما تحدث عنها الخليل، وتحدث عنها أيضًا سيبويه، إلا أن ابن جني أتى بهذه القضية واستطرد فيها وتوسع فيها، كلّ ذلك من خلال فكر ابن جني، وثقافته الفلسفية التي برع فيها.
وقد تعرفنا على هذه القضايا كلها من خلال المناهج العلمية التي يستخدمها الباحث، ومن خلال المنهج الوصفي، ومن خلال المنهج التاريخي، والمنهج المقارن وغير ذلك من المناهج التي تتبعناها, فالباحث اللغوي من خلال تطبيقه لهذه المناهج أو لبعض هذه المناهج في القضية التي يحاول أن يستوفي شروطها يطبق بعض هذه المناهج على حسب المنهج الذي يستخدمه، وعلى حسب طريقة البحث ونوعية الدراسة، يستطيع أن يصل إلى هذه الخصائص، وإلى هذه المميزات التي استطعنا أن نصنف منهج ابن جني على الأسس والمعايير التي وضحناها وقمنا بتبيينها في عناصر.
وكذلك أيضًا من خلال المآخذ التي قمنا بسردها، ومن خلال الموازنة والمقارنة بين فكر ابن جني وبين فكر السابقين، واستنبطنا ذلك من خلال الاستقراء التام -الذي تحدثنا عنه قبل ذلك، وهو منهج من مناهج البحث- حيث إن الباحث يجمع كل ما قيل حول الظاهرة الواحدة عند السابقين، ثم يقارنها بما قيل عند الآخرين، وهو المنهج القياسي أو قياس الحاضر على الغائب، استطعنا من خلال ذلك أن نطبق هذا على كتاب "الخصائص" لابن جني. ثم بعد ذلك ننتقل إلى دراسة جزئية، أو دراسة موضوع من هذه الموضوعات التي ذكرها ابن جني، ونحاول أن نستفيض في الحديث عنها.


ـــــــــــــــــــــــــــ



hgjuvdt fhfk [kdK ,;jhfi " hgowhzw": hgjuvdt hgowhzw": fhj, [kdK




 توقيع : ذابت نجوم الليل









::


رد مع اقتباس
قديم 26-07-2022, 10:59 PM   #2


الصورة الرمزية فاتنة
فاتنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8862
 تاريخ التسجيل :  11 - 9 - 2019
 أخر زيارة : 08-02-2024 (01:04 AM)
 المشاركات : 849,164 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Mediumauqamarine
افتراضي



ذَائِقَة مُتَمَيِّزَة
واختِيَار مُوفَّق
يعطِيكـ العَافِيَة
عَلى هَذَا { الطَّرْح } الجَمِيل
وجَزَاكـ اللهُ خَيرًا
عَلى جُهُودِكـ المُثمِرَة فِي أرْوِقَة المُنتَدَى


 
 توقيع : فاتنة




مثل المطر جَيِّتكـ حتى قليلكـ بهـ حياة


رد مع اقتباس
قديم 26-07-2022, 11:08 PM   #3


الصورة الرمزية ميارا
ميارا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3158
 تاريخ التسجيل :  19 - 7 - 2012
 أخر زيارة : 20-05-2023 (09:06 PM)
 المشاركات : 944,599 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ياكم تمنيت السعادة
بدنياي وشفت
السعادة تبتعد ماتبيني


يارب امنحني
قلبا يتحمل
جروحه وألالامه
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



سلمت يداك على روعة الطرح
وسلم لنا ذوقك الراقي على جمال الاختيار ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
اسأل الباري لك سعادة دائمة ..
ودي وتقديري لسموك
ميوره


 
 توقيع : ميارا
















وحدك يالله تدرك عمق
ما أشعر به فكن معي دائما
_ _ _ _

يبقى الكتمان مريح
رغم انه مؤذي داخليا
_ _ _ _
اشعر بخيبه
مثل ذالك السجين
الذي سمحوا له
بالزياره مرا واحد في السنه
ولم يأتي احد لزيارته


مواضيع : ميارا



رد مع اقتباس
قديم 27-07-2022, 11:29 AM   #4


الصورة الرمزية همس الروح
همس الروح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5633
 تاريخ التسجيل :  27 - 11 - 2014
 أخر زيارة : اليوم (02:47 AM)
 المشاركات : 1,032,968 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Snow
افتراضي



الف شكر لك سلمت يمينك
دمت ودام ابداعك
تحية وامتنان


 
 توقيع : همس الروح



الف شكر حبيبة قلبي ملكه الجوري الله يسعدك قلبك على الاهداء الجميل









كَمّ مِنّ صَريْحّ لَمّ تَفهّمُه العُقّولْ ..
وَكَمّ مِنّ مُناِفقّ .. كَسّبْ القُلوبّ


رد مع اقتباس
قديم 27-07-2022, 01:59 PM   #5


الصورة الرمزية الاداره
الاداره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  3 - 2 - 2010
 أخر زيارة : 10-01-2025 (11:26 AM)
 المشاركات : 900,008 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



مَوْضُوٌعْ فِيٍ قَمّةْ الْرَوُعَهْ
لَطَالمَا كَانَتْ مَواضِيعَكْ مُتمَيّزهَ
لاَ عَدِمَنَا هَذَا الْتّمِيزْ وَ رَوْعَةْ الأخَتِيارْ
دُمتْ لَنَا وَدَامَ تَأَلُقَكْ الْدّائِمْ


 
 توقيع : الاداره



رد مع اقتباس
قديم 27-07-2022, 03:36 PM   #6


الصورة الرمزية مبارك آل ضرمان
مبارك آل ضرمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6704
 تاريخ التسجيل :  22 - 12 - 2015
 العمر : 34
 أخر زيارة : 29-10-2024 (09:03 PM)
 المشاركات : 288,679 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي





ذائقة مميزة ورائعة
وسلم لنا ذوقك الراقي على جمال الاختيار ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك

واسلوبك الراقي وتالقك
سعادة دائمة لكم لا تفارقكم



 
 توقيع : مبارك آل ضرمان

.


رد مع اقتباس
قديم 28-07-2022, 03:58 PM   #7


الصورة الرمزية البرنس مديح ال قطب
البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (05:43 PM)
 المشاركات : 880,836 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي










هلا وغلا
أختى الغالية
الجـــــــــــــــــوري
طرح مميز بحق تشكرين علية
بارك الله فيكِ ..وأسعدك فى الدارين
وكتب الله لكِ اجر هذه الطرح
كجبل احد حسنات
لاعدمنا جديدك
لكِ احترامي

مع باقات جلاديالياس

يسلموااااااااااااااااااااااا
القيصر العاشق
البــــــــ مديح آل قطب ــــــــرنس



مديح





 
 توقيع : البرنس مديح ال قطب








"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"






رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
" , التعريف , الخصائص": , باتو , جني، , وكتابه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجموعة " لاشيء " أجتمعت لتكون كل " شيء " ابن الحته ( همســـــات العام ) 9 16-03-2020 03:46 PM
الفكرة زوجة " النص " احذر أن تنجب منها حرفا " حراما " آل بنفسج ( حصريات المقالات ) 15 11-09-2016 12:12 AM
اضــخـــم مكتبــة بـــرامــج للجــيل الخـــامس عاشق الغاليه همسات الأيفون و الأندرويد وسوشيال ميديا 14 05-12-2014 11:04 PM
المرأة على مر العصور حتى نصرها الاسلام محمدعبدالحميد ( همســـــات الإسلامي ) 12 14-06-2014 03:56 PM
مددلعه مابين " طيشش " و " شقااااوه " .. خالد العبدالله (همسات الطفل ) 8 03-04-2014 11:52 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 06:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010