17-07-2022, 04:14 PM
|
|
SMS ~
[
+
] | | | | |
أبو بكر الصديق خليفة رسول الله (2) أبو بكر الصديق خليفة رسول الله (2)
روى القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما اجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغوا ثمانية وثلاثين رجلاً، ألح أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم في إعلان الدعوة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا بكر! إنا قليل)). فلم يزل به أبو بكر؛ حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد، كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس؛ فكان أبو بكر أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسوله، فثار عليه المشركون وعلى المسلمين معه، فضُرب أبو بكر ضرباً شديداً، وأوجعه الفاسق عتبة بن ربيعة، حتى إنه حُمل إلى بيته وهو لا يشعر، حتى جاءت قبيلته بنو تيم، فقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة، فعندما أفاق، قال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقد لقي من أذاهم ما لقي، حتى إنه اضطر إلى أن خرج مهاجراً إلى أرض الحبشة حتى بلغ برك الغماد، فلقيه ابن الدغنة (سيد القارة)، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي. قال ابن الدغنة: أرجع، فإن مثلك لا يخرج ولا يخرج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقرئ الضيف، وتعين على نوائب الحق، أرجع فأنا لك جار، واعبد ربك في بلدك..". الحديث بطوله في صحيح البخاري.
وروي أن عمرو بن العاص سئل: "ما أشد ما رأيت قريشاً قد بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنهم جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقالوا: أأنت تنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤها؟ فقال: ((أنا ذاك)). فقاموا إليه، فأخذوا بمجامع ثيابه، فرأيت أبا بكر محتضنه من ورائه، وهو يصيح بأعلى صوته وهو يقول: يا قوم! أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟! فتركوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وأقبلوا على أبي بكر يضربونه". عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "اشترى أبو بكر الصديق من والدي عازب سرج رحلٍ بثلاثة عشر درهماً، فقال أبو بكر لوالدي: مر ابنك البراء أن يحمله إلى منزلي! فقال والدي عازب: لا حتى تحدثنا كيف صنعت حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت معه؟ قال: فقال أبو بكر: خرجنا، فأدلجنا يومنا وليلتنا، وذلك حين غادرنا الغار حتى قام قائم الظهيرة، فنظرت: هل أرى ظلاً فآوي إليه؟ فإذا أنا بصخرة، فأهويت إليها، فإذا بقية ظلها؛ فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرشت له فروة، وقلت: يا رسول الله! اضطجع، ثم نظرت: هل أرى أحداً من الطلب؛ فإذا أنا براعٍ يرعى غنماً، فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من قريش. سماه لي فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم. قلت: فأنت حالب لنا؟ قال: نعم. فأمرته، فاعتقل شاه منها، ثم أمرته، فنفض ضرعها من الغبار ومعي إداوة، فحلب كثبة من اللبن، فصبب على القدح ماءً حتى برد أسفله، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوافيته وقد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله! فشرب حتى رضيت، فقلت: هل جاء الرحيل؟ قال: فارتحلنا والقوم في طلبنا، فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: يا رسول الله! هذا الطلب قد وصلنا. فقال: ((لا تحزن، إن الله معنا)) [التوبة: 40]. فلما دنا منا، بكيت، قال: ((لم تبكي؟)). قلت: أما والله ما على نفسي أبكي، ولكن أبكي عليك، قال: ثم دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اللهم! اكفناه بما شئت)). قال: فساخت قوائم فرسه في الأرض إلى بطنها، فوثب عنها، فنادى: يا محمد! قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه فو الله لأعمين على من وارئي من الطلب. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع إلى أصحابه ووفى بما قال: فلما رجع إلى مكة وأخبر أبا جهل بما رأى، قال له أبو جهل: يا سراقة! أأنت جبنت حين رأيتهم؟ قال سراقة: ما ذاك لي بخلق. فأنشد سراقة لأبي جهل هذين البيتين فقال: أبا الحكم والله لو كنت شاهداً
لأمر جوادي حين ساخت قوائمه علمت ولم تشكك بأن محمداً
رسول من الله فمن ذا يقاومه • وروي أن هارون الرشيد سأل الإمام مالك بن أنس -إمام دار الهجرة- فقال: يا أبا عبد الله! أخبرني عن منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: "يا أمير المؤمنين! منزلتهما منه في حياته كمنزلتهما منه بعد وفاته". فقال الرشيد: شفيتني يا مالك.
أما سراقة بن مالك فقد أسلم وحسن إسلامه، وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى بن هرمز؟)). قال: كسرى بن هرمز (كأنه متباعد ذلك). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم)). فقد لبسهما سراقة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تحقيقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو بكر: ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه وأنا معه، حتى قدمنا المدينة، فتلقاه الناس أفواجاً، وخرجوا في الطرق، واشتد الخدم والصبيان يقولون: الله أكبر، جاء رسول الله، جاء محمد حتى تنازع القوم أيهم ينزل عليه...". الحديث بطوله أخرجه البخاري في صحيحه.
فكان هذا اليوم يوماً مشهوداً على أهل المدينة من المسلمين بالفرح والسرور، فلا يوم مر عليهم منذ خُلقوا أعظم من هذا اليوم اغتباطاً وسروراً وفرحاً. ومما روي لأبي بكر الصديق من الفضائل كان لأبي بكر الصديق فضائل جمة ومناقب عديدة، نذكر منها: • ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة وتردد ونظر إلا أبو بكر)). • وثبت أنه اعتق سبعة من الصحابة يعذبون في الله منهم: بلالاً، وعامر بن فهيرة. • وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر رضي الله عنه)). • وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر)). رواه البخاري في صحيحه. • وروي أن عمرو بن العاص قال: "يا رسول الله! من أحب الناس إليكم؟ قال: ((عائشة)). قلت: ومن الرجال؟ قال: ((أبوها)). أخرجه البخاري في صحيحه. • وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سره أن ينظر إلى عتيق من النار؛ فلينظر إلى أبي بكر)). فلذا غلب عليه اسم عتيق. • وفي الترمذي من حديث أبي هريرة بلفظ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما لأحد عندنا يد إلا كافأناه عليها ما خلا أبا بكر؛ فإن له عندنا يداً يكافئه الله بها يوم القيامة -وفي لفظ آخر: ما أحد أعظم عندي يداً من أبي بكر-، واساني بنفسه وماله، وأنكحني ابنته)). أخرجه الطبراني. • وقد جاء في الصحيح: إنه كان بين أبي بكر وعمر بعض ما يكون، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب، وقال: ((أيها الناس! جئت إليكم، فقلت: إني رسول الله، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟ - قالها ثلاث مرات -)). فما أوذي بعد ذلك. • وثبت أن عمر رضي الله عنه قال: ((ما سابقت أبا بكر إلى خير؛ إلا سبقني إليه، ولوددت أني شعرة في صدر أبي بكر)). • وقال إبراهيم التيمي: "كان أبو بكر يسمى الأواه؛ لرأفته، ورحمته، رضي الله عنه". • وروي أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "لقد قمنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً كدنا نهلك فيه؛ لولا أن الله تعالى منَّ علينا بأبي بكر الصديق". • وروي أن علياً رضي الله عنه قال: "لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر؛ إلا جلدته حد المفتري". • وروي عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أنه قال: "ولينا أبو بكر رضي الله عنه فخير والٍ، وخير خليفة أرحم بنا وأحناه علينا". • وروي أن علياً رضي الله عنه قال بحضرة من أصحابه لما ذُكر أبو بكر وما لاقاه من الأذى قال: "أنشدكم الله؛ أمؤمن آل فرعون خير أم هو؟ فسكت القوم، فقال علي رضي الله عنه: فو الله لساعة من أبي بكر خير من ملئ الأرض من مؤمن آل فرعون، ذاك رجل يكتم إيمانه، وهذا رجل أعلن إيمانه". • وروى البزار في مسنده عن محمد بن عقيل، عن علي رضي الله عنه أنه قال في خطبته ذات يوم: "أيها الناس! من أشجع الناس؟". قالوا: أنت يا أمير المؤمنين. قال: "أما أنا فما بارزني أحد إلا انتصفت منه، ولكن هو أبو بكر". • وروي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين". أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه. • وقد روي أن عمر رضي الله عنه قال في إحدى خطبه: "وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر". رواه البخاري ومسلم. • وعن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "أبو بكر". فقلت: ثم من؟ قال: "عمر". فخشيت أن يقول ثم عثمان، فقلت: ثم أنت؟ قال: "ما أنا إلا رجل من المسلمين". أخرجه البخاري. • وورد لما نزلت آية التيمم، قال الصحابي الجليل أسيد بن الحضير رضي الله عنه: "ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر". رواه البخاري في صحيحه. • وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، وقال: ((إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده؛ فاختار ذلك العبد ما عند الله)). قال: فبكى أبو بكر،فعجبنا لبكائه؛ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، فكان أبو بكر هو أعلمنا بمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري ومسلم. • وعن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنخير أبا بكر، ثم عمر، ثم عثمان رضي الله عنهم، ثم نسكت". رواه البخاري. • وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر، وعمر)). رواه أهل السنن. • وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بينما راعٍ في غنمه عدا عليه الذئب، فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي، فالتفت إليه الذئب، فقال: من لها يوم السبع يوم ليس لها راعٍ غيري؟! وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، فالتفتت إليه، فكلمته، فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني خلقت للحرث)). قال الناس: سبحانه الله! قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر)). أخرجهما البخاري في صحيحه. • وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله؛ دعي من أبواب الجنة، فمن كان من أهل الصلاة؛ دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد؛ دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة؛ دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام؛ دعي من باب الصيام، وهو باب الريان)). فقال أبو بكر: ما على الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة؟ قال: وهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم، وأرجوا أن تكون منهم يا أبا بكر)). رواه البخاري في صحيحه. |
|
|
|
|
مديح |
|
|
|
|
Hf, f;v hgw]dr ogdtm vs,g hggi (2) Hf, hggi hgw]dr f;v ogdtm |