***********
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ،
والصلاة والسلام
على من بعثه الله تعالى بشيراً ونذيراً ، وسراجاً مُنيراً للناس كافةً ، وعلى آله وصحبه أجمعين ،
والتابعين وتابع التابعين إلى يوم الدين ، أما بعد ..
هاهي نفحاته نحس بقدومها ..
وهاهي أزاهير ه تبعث عبقها ..
وهاهي نجومه يشتد لمعانها ..
إنه موسم من مواسم الخير التي ميز الله به هذا الدين ..
إنه موسم الحج ..
موسم عظيم وركن من أركان الدين الذي لا يكتملبناءه ألا به على المستطيع ..
فيه أيام عشر هي من أفضل الأيام بها يكتمل عقد من لآلئ وجواهر مواسم الخير والثواب ..
نعم هي العشر من ذي
الحجة أيام عظيمة وفرصة للتزود بالأعمال الصالحة ..
فلنبحر مع هذه الأيام ولنغوص في أعماقها لنختار منها أنفس
اللآلئ وجمان الفضل ؛ لنرصع بها أعمالنا
***********
ولنبدأباللؤلؤة الأولى
وخير اللآلئ آيات من الذكر الحكيم فقد قال الله
تعالى:{
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ
اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ }سورة الحج وقد ورد في تفسير ابن كثير أن الأيام المعلومات هي العشر من ذي
الحجة ,
وقال تعالى :
{ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ }وأكد ذلك ابن كثير في تفسيره لهذه الآية بقوله : " والليالي العشر المراد
بها عشر ذي
الحجة كما قاله ابن عباسٍ وابن الزبير ومُجاهد وغير واحدٍ من السلف والخلف..
***********
اللؤلؤة الثانية :
سنة نبينا عليه أفضل السلام وأتم التسليم حيث قال :" ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ
( يعني أيامَ العشر ) . قالوا : يا رسول الله ، ولا الجهادُ في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله
فلم يرجعْ من ذلك بشيء " ( أبو داود ، الحديث رقم 2438 ، ص 370 ) .و عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : " أفضل أيامالدنيا أيامالعشر يعني عشر ذي
الحجة ". قيل : ولا مثلهن في سبيل الله ؟ . قال " ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عفّر وجهه في التُراب " (رواه الهيثمي ، ج 4 ، ص 17 ).
وبهذا يجتمع الفضل لهذه العشر العظيمة فقد شرفها الله سبحانه أنه أقسم بها في كتابه و هذا دليل واضح لايقبل الشك
في فضلها ..ولذلك يجب عدم التفريط في هذه الأيام واستغلالها بالأعمال الصالحة المقربة من الله سبحانه وتعالى بكثرة ذكر الله
سبحانه وتعالى والتهليل والتحميد والتكبير تقرباً منه سبحانه .. فهي دوحة عظيمة نقطف من ثمارها .. ونستظل بظلها ..
***********
اللؤلؤة الثالثة :
في هذه الأيام يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي
الحجة وبها تبدأ شعائر الحج ..
***********
اللؤلؤة الرابعة :
في هذه الأيام يوم عرفة يوم عظيم يوم يباهي فيه الله ملائكته كما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها :عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله عز وجل فيع عبداً من النار ، من يوم عرفة ، وإنه ليدنو
ثم يُباهي بهم الملائكة ، فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 3288 ، ص 568 ). ففيه تغفر الذنوب وتعظم
الدرجات عند الله تعالى ..ويتساوى الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم .. يجمعهم هدف واحد .. وهو نيل رضا الله سبحانه
وامتثال لأوامره .. وفيه يسن الصوم لغير الحاج ..
***********
اللؤلؤة الخامسة :
في هذا الأيام يوم النحر وهو اليوم العاشر الذي يُعد أعظم أيام الدُنيا كما روي عن عبد الله بن قُرْط عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : " إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر ، ثم يوم القَرِّ " ( رواه أبو داود ، الحديث رقم 1765 ، ص 271 ) .
***********
اللؤلؤة السادسة :
وفي هذه الأيام تجتمع العبادات صوماً وصلاةً وصدقةً وحجاً ..
نعم هي أيامٌٌ عظيمة .. لقد خسر وخاب من فرط بهذا الفضل العظيم والخير الكثير ..
فلنطرز هذه الأيام بالأعمال الصالحة وذكره سبحانه .. نرفع أصواتنا بالتكبير والتهليل ..
نعم نرفع أصواتنا ولا نخجل من ذلك فبهذا الفعل نحض غيرنا على الذكر والتكبير ..
فنحصل على الثواب والأجر .. وهو فعل السلف الصالح فقد كان عمر بن الخطاب وأبوهريرة يفعلانه ..
في هذه الأيام تضاعف الأجور من الله سبحانه فكيف نفرط في ذلك الفضل وهذه الفرصة ؟!
أيام تمر وأنفاس محسوبة علينا .. لا نعلم هل ستتكرر علينا .. لمَ نحرم أنفسنا من هذا الخير .. ؟!!
دعوة مني خالصة في نهاية إبحارنا وغوصنا في بحر تلك الأيام العظيمة ..ألا نحرم أنفسنا من هذا الفضل ولنذكر أنفسنا وغيرنا بهذا الفضل ..
ولنكمل عقد العبادات والنوافل بكسب الثواب من الله تعالى في هذه الأيام ..
***********
.