قوله في وصيَّته المشهورة لكُميل بن زيادٍ:
«يا كُميل بن زيادٍ، إنَّ هذه القلوب أوعيةٌ، وخيرها أوعاها للعلم، احفظ عنِّي ما أقول لك: الناس ثلاثةٌ:
عالمٌ ربَّانيٌّ، ومتعلِّمٌ على سبيل نجاةٍ، وهمجٌ رعاعٌ أتباع كلِّ ناعقٍ، يميلون مع كلِّ ريحٍ، لم يستضيئوا بنور العلم، ولمك يلجؤوا إلى ركنٍ وثيقٍ.
يا كُميل بن زيادٍ، العلم خيرٌ من المال؛ العلم يحرسك وأنت تحرس المال، المال ينقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق.
يا كُميل بن زيادٍ، محبة العالم دينٌ يدان، تكسبه الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، ومنفعة المال تزول بزواله، العلم حاكمٌ والمال محكومٌ عليه.
يا كميل، مات خزَّان المال وهم أحياءٌ! والعلماء باقون ما بقي الدهر؛ أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة».
تاريخ دمشق؛ لابن عساكر (50/252)، قال ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (2/984): «وهو حديث مشهور عند أهل العلم، يستغني عن الإسناد؛ لشهرته عندهم».
ومن مواعظه المتينة رضي الله عنه قوله:
«حدِّثوا النَّاس بما يعرفون؛ أتحبُّون أن يكذَّب الله ورسوله؟!».
صحيح البخاري (1/37).
ومن مواعظه البليغة رضي الله عنه : قال يعزِّي رجلًا في ابنه:
«إنَّك إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور!».
التعازي؛ لأبي الحسن المدائني (ص82).
ومن مواعظ أمير المؤمنين، الإمام الفصيح، أبي الحسن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قوله:
«إنَّ النِّعمة موصَّلةٌ بالشُّكر، والشُّكر معلَّقٌ بالمزيد، وهما مقرونان في قرنٍ، فلن ينقطع المزيد من الله حتَّى ينقطع الشُّكر من العبد».
الشكر؛ لابن أبي الدنيا (1).
ومن مواعظه رضي الله عنه قوله:
«من لانت كلمته، وجبت محبَّته».
العقد الفريد (2/138).
ومن مواعظه رضي الله عنه قوله:
«حِلمُك على السَّفيه يكثِّر أنصارك عليه»
العقد الفريد (2/138).
ومن مواعظه رضي الله عنه قوله:
«حِلمُك على السَّفيه يكثِّر أنصارك عليه»
العقد الفريد (2/138).
ومن مواعظه رضي الله عنه قوله:
«المشاورة حصنٌ من النَّدامة، وأمنٌ عن الملامة».
الذريعة، إلى مكارم الشريعة (ص210).
ومن مواعظه رضي الله عنه قوله:
«لله امرؤٌ راقب ربَّه، وخاف ذنبه، وعمل صالحًا، وقدَّم خالصًا، واحتسب مذخورًا، واجتنب محذورًا، ورمى عَرَضَا، وأحرز عِوَضًا، كابَرَ هواه، وكذَّب مُناه».
البصائر والذخائر (3/27).
قوله:
«رمى عَرَضًا» يقال: أصابه سهم عرضٍ، إذا جاءه من حيث لا يدري من رماه.
مقاييس اللغة (4/280).
وسمع رجلًا يذمُّ الدُّنيا، فقال:
«إنَّها لدار صدقٍ لمن صدقها، ودار عافيةٍ لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزوَّد منها».
ذم الدنيا (ص77).
ومن مواعظ أمير المؤمنين، الإمام الفصيح، أبي الحسن عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قوله:
«خذوا منِّي هذه الكلمات الخمس؛ فإنَّكم -والله - لو ركبتم المطيَّ حتى تنصبوها، ما أدركتم مثلهنَّ:
لا يرجونَّ عبدٌ إلا ربَّه، ولا يخافنَّ إلا ذنبه، ولا يستحي إذا سُئل عمَّا لا يعلم أن يقول: لا أعلم، ولا يستحي أن يتعلَّم إذا لم يعلم، وإنَّ الصَّبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد؛ لا خير في جسدٍ لا رأس له».
الإيمان؛ للعدني (ص85).
ومن مواعظه رضي الله عنه قوله:
«إنَّ الحقَّ والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، وبإعمال الظنِّ! اعرف الحقَّ تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله».
أنساب الأشراف؛ للبلاذري (2/238).
وبعد، فلنختم هذه الجولة- مع مواعظ أمير المؤمنين علي رضي الله عنه- ببعض الكلمات التي هي أشبه ما تكون بالتوقيعات، بل الأمثال السائرة:
- قال رضي الله عنه :
«الفقيه من لم يقنِّط الناس من رحمة الله تعالى، ولم يرخِّص لهم في معاصي الله عز وجل »
- التذكرة، بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص800).
- وقال رضي الله عنه :
«أخاف عليكم اثنين: اتِّباع الهوى، وطول الأمل؛ فإنَّ اتِّباع الهوى يصدُّ عن الحقِّ، وطول الأمل ينسي الآخرة».
- أدب الدنيا والدين (ص29).
وقال رضي الله عنه :
«ميدانكم نفوسكم؛ فإن انتصرتم عليها، كنتم على غيرها أقدر، وإن خذلتم فيها، كنتم على غيرها أعجز، فجرِّبوا معها الكفاح أولًا».
- مفتاح الأفكار، للتأهب لدار القرار (1/160).
وقال رضي الله عنه :
- «الهوى عمى».
- أدب الدنيا والدين (ص32).
وقال رضي الله عنه :
«الناس نيامٌ، فإذا ماتوا انتبهوا».
- ينظر: المغني عن حمل الأسفار (358)،
وقد نظم هذا المعنى بعضهم فقال:
وإنَّما النَّاس نيامٌ من يمت منهم أزال الموت عنه وسنه